عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-09, 02:53 PM   #5

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الرابع


وصل رودلف إلى التل، وجد أشياءه كما هي لم تمس،، فأخذ لوحته البيضاء الأخرى وأدوات الرسم وترك لوحة البئر وبعض الأدوات الأخرى وسترة الأمير المطرزة ..
ألقى نظرة على الخيول فوجد حصانه الخاص، ولذلك فقد اعتلاه وعاد به إلى القرية ..
نظرت جينيفر إليه وهو يعود وقالت مندهشة:
- ما هذا، إنه حصان جميل جدا ..
ابتسم رودلف وقال:
- إنه حصاني أسميته "سباركي"، وقد ربطته بأعلى ذلك التل بالأمس ونزلت أتفقد القرية ..
نظرت جيني إلى الأدوات بشك وقالت :
- كان من المفترض أن تحمل أدوات الصيد ..
ابتسم رودلف وهو يربط حصانه البني الأصيل بسياج الحظيرة وقال:
- إنني أرسم في بعض الأحيان ..
كانت جيني تعرف أن رودلف يخفي أمرا ما، جلست على جذع شجرة مقطوعة وخلفها تبدو أشجار الحديقة وزهور بيضاء واقترب رودلف بعد نصب لوحته وقال وهو ينظر إليها بإعجاب:
- ستوضع صورتك في متحف يوما ما!
ضحكت جيني وقالت :
- هذا يعتمد على براعة الرسـّام ..
- جمالك سيفرض نفسه على اللوحة ..
ابتسمت جيني بخجل واعتدلت في جلستها بينما عاد رودلف وبدأ بدمج ألوانه ..

اكتملت اللوحة قرب غروب الشمس، وكانت قد حصلت مقاطعات كثيرة من قبل والدي جيني، والغداء وأشياء أخرى .. كإطعام "سباركي" حصان رودلف ..
ولكنها اكتملت بأي حال وقال رودلف باسما وهو يفرد يديه في الهواء محاولا أن يخرج الإرهاق من جسده:
- لم أنجز لوحة بهذه السرعة من قبل!!
وقفت جيني وقالت بضجر:
- لقد مرت ساعات طويلة وتقول لي بسرعة!! هيا دعني أرى اللوحة ..
هتف رودلف وهو يعترض طريقها:
- ليس بعد .. سأقوم ببعض التعديلات ..
- لا .. مجددا!!
- اذهبي إن أردت ..
ابتعدت جيني وقالت وهي تلوح بيديها:
- عندما تنتهي وأنا عجوز أخبرني ..
ضحك رودلف وقال:
- ليس هكذا،، كنت أمزح معك .. تعالي ..
عادت جيني ونظرت إلى اللوحة ..

نظرت منبهرة وهي لا تتخيل ذلك وتمتمت باندهاش :
- أنت رسـّام بارع!! تبدو حقيقية ..
كان رودلف سعيدا جدا وقال وهو يدور بفرحة:
- سأحتفظ بك ..
نظرت جيني إليه باستغراب وقبل أن تقول شيئا سمعا أصواتا في الخارج وكان الناس يتكلمون في وقت واحد فأخرج رودلف وجيني رأسيهما من باب الحديقة ونظرا ..
كان جنود الملك يبحثون عن الأمير .. وأدخل رودلف رأسه بسرعة وهو يتمتم بجزع :
- يا ألهي ..
نظرت جيني إلى الزحام وقالت:
- ولم يعتقدون أن الأمير هنا؟؟ لو كان هنا لـ ..
قبل أن تكمل كلمتها سمعت رجلا يصيح:
- إنهم يبحثون عن الأمير الشاب رودلف ...
نظرت جيني إلى رودلف باستغراب وقالت :
- مستحيل!! هل أنت .....
بدا رودلف محرجا جدا وقال والكلام يتقطع من بين شفتيه:
- حسنا،، أنا لست من تظنين، آ .. إنهم .. يبحثون عن الأمير، وتشابه الأسماء ليس .......
صمت رودلف على مضض وفرسان الملك يدلفون إلى الحديقة بعد أن أشار الناس إلى رجل غريب مهندم نزل بالأمس هنا ..

************

نظر الفرسان إلى رودلف وجيني وترجل قائد الفرسان من فوق حصانه ثم جلس على إحدى ركبتيه وهو يقول بتهذيب وتوسل:
- سيدي الأمير .. لقد قلق جلالة الملك على غيابك، ولذا أرسلنا في طلبك ونأمل منك العودة معنا بهدوء .. ودمت!
كانت جيني مفزوعة أقرب منها مذهولة أكثر من ذلك مسلوبة العقل والقلب ..
لم تصدق السيدة أوكن عينيها وهي تستمع إلى فارس الملك وهو يخاطب رودلف هكذا .. وتوجه رودلف بهدوء إلى حصانه وحل وثاقه ثم قال مخاطبا أحد الفرسان بلهجة آمرة:
- أحضر معك تلك اللوحة يا جاكس، واحذر فهي ما تزال رطبة ...
- حاضر سيدي ..
أمسك رودلف بلجام الحصان، ونظر إلى جيني المذهولة وهو يقول:
- لم أقصد أن أكذب عليكم .. لكنني رودلف .. أنا مجرد إنسان عادي، و .. كنت أود شكركم على استضافتي ..
قالت جيني بهدوء:
- لا داعي للشكر يا سيدي ..
ابتسم رودلف وقال معاتبا:
- جيني .. لا ألقاب بيني وبينك .. لقد اتفقنا على ذلك مسبقا، ولا تشاكسي في ذلك الشيء ..
ابتسمت جيني بصعوبة وقالت:
- حسناً ..
اعتلى رودلف جواده ولوح للسيدة أوكن من بعيد ثم أحاط به الفرسان ونظر رودلف إلى جيني نظرة أخيرة وخرجوا جميعا في كوكبة مهيبة ..

*******

صاح رودلف بانفعال:
- كان ذلك سيئا،، أنا لست صغيرا حتى تبحث عني بتلك الطريقة جلالتك!
نظر الملك إلى ابنه الشاب وقال ببرود:
- اسمع يا رودلف،، لا أريدك أن تنسى أنك أمير أنت ولي عهدي ... أتعرف ماذا يعني ذلك؟ سوف تكون مكاني يوما ما ملكا في مملكة "روكستراندس" الشاسعة،، هل تعي ذلك!
- أعي ذلك!
- لا .. أنت لا تعي ذلك، والدليل، ذلك المنظر الذي دخلت به إلى القصر وكأنك فلاح في حقل ..
كان رودلف غاضبا جدا وقال بتلقائية:
- أكره ذلك!!
زفر الملك بضيق ثم تمالك نفسه وهو يقول:
- لماذا لا تتصرف كأمير نبيل؟؟ وكل من هو دونك يتمنى أن يكون لديه ما لديك .. هل ينقصك شيء؟؟
- نعم!
اعتدل الملك في جلسته وقال:
- إذن أخبرني ما هو وسوف تجده عندك الليلة ..
تنهد رودلف وقال ببطء :
- ينقصني الحب يا أبي .. الحب!
لم يصدق الملك ما يسمعه وظل صامتاً لدقائق قبل أن يقول متسائلا:
- وهل تبحث عن الحب في قرية "فيرديور" ؟؟
ابتسم رودلف فجأة ثم قال:
- ربما ..
- هل تريد أن تحب فتاة قروية؟؟
- أنا واقع في حبها فعلا!!
- ماذا؟؟
وقف رودلف ثم أطرق أمام والده قائلا بتهذيب:
- أشكرك يا جلالة الملك على حسن استماعك لي، ولكنني قبل أن أتركك سأقول شيئا واحدا .. إنه قلبي أنا، ومن حقي أن أختار الفتاة التي أراها مناسبة لي .. وليس أنتم .. ودمت!
ثم توجه رودلف نحو الباب ففتح الحرس الباب وخرج بهدوء ..
نظر والده إلى والدته الملكة والتي لم تتدخل في الحديث مطلقا وراقبت ذلك بصمت وقال الملك :
- ماذا سنفعل الآن .. إنه لا يميز ما يفعل ..
ابتسمت الملكة وقالت :
- إنه قلبه يا إدوارد .. قلبه .. وهو لم يهتز لإحداهن من قبل، كما أنه أصبح شاباً راشدا ، ويمكنه تقرير ما يريده بنفسه ..
هتف الملك منفعلا:
- ولكنها قروية من فيرديور ..
- دعنا نستفسر عنها أولا قبل أن نحكم عليها ..

*********

في غرفة رودلف الفارهة، وضع رودلف اللوحة في مكان مرتفع حتى يشاهده من جميع الجهات،، كانت اللوحة جميلة ومعبرة عن ابتسامة جيني ونظرة عينيها ..
وجلس رودلف أمامها وهو يتساءل محدثا نفسه :
" ما الذي أصابك يا رودلف؟؟ ماذا وجدت فيها مختلف عن الأخريات؟؟ أنت أمير والفتاة التي ستختارها ستكون لك ... لكن لماذا جينيفر؟؟"
رمى رودلف بنفسه على سريره ونظر إلى السقف وهو مازال يفكر ويفكر ..

في صباح اليوم التالي ركب رودلف حصانه " سباركي" وركض دائرا حول حديقة القصر مرات عدة،، استغرق ذلك ساعتين وحين توقف كان غاضبا ثائر القلب ومتمردا على كل شيء، يريد أن ينطلق بجواده خلف الأفق فلا يقال له من أنت .. ولا يبحث عنه أحد ..
إنه حر جدا ويكره حياته، يشعر بالاختناق، لا أحد يشعر بذلك الشعور غيره،، الجميع رسميون ومتفاخرون، منافقون ويظهرون أشياء على عكس ما هم عليه ..

من بعيد لمح رودلف فتاة تسير إلى جانب بيل وتقترب، كان يبدو من مظهرها أنها إحدى النبيلات .. فتلك الثياب الفخمة والمشية المصطنعة تؤكد ذلك، في الحقيقة كانت فتاة شقراء وجميلة وقال بيل باسما وهو يشير إليها:
- الآنسة كلير باتريك .. ابنة السير جيفري باتريك ..
ثم أشار إلى رودلف وقال:
- الأمير رودلف ..
ابتسم رودلف مجاملا وصافح الآنسة وهي تقول باسمة:
- النبيل رودلف غني عن التعريف ..
قال رودلف وهو يفلت يدها بعد قبلة صغيرة فوقها:
- تشرفت بمعرفة الآنسة ..
تنحنح بيل وترك المكان ثم انصرف، وعدلت الآنسة كلير من وضعية قبعتها الجميلة قبل أن تقول مبتسمة:
- أكره أن أبدأ الحوار بالسؤال عن هواياتك وأحلامك وما إلى هنالك .. فهذا لن يزيل التكليف ..
أعجبت رودلف تلك الكلمة كثيرا وقال ببساطة:
- هذا يعجبني أيضا ..
- إذا نحن متفقان، دع الحديث يأخذنا حتى وقت الغداء، فأنا ضيفة لديكم اليوم والقصر خال من الناس اليوم كما تعلم ..
ابتسم رودلف وقال وهو يربط لجام حصانه في عارضة خشبية :
- كان عليك الانتظار حتى آتي لاصطحابك!
- هذا كرم كبير منك، ولكن بيل أخبرني أنك حزين بعض الشيء ولا تود مقابلة أحد ..
- في الحقيقة هذا صحيح .. ولكنني لا أعارض وجودك أبدا ..
صممت كلير لثوان وهي تنظر إلى وجه رودلف ثم قالت:
- أنت لست سعيدا في هذا المكان .. لماذا لا تأخذ إجازة من مهنة الأمير تلك؟
تلك الكلمات ألجمت رودلف الذي حدق بوجه كلير لثوان ثم قال بخفوت:
- للمرة الأولى أجد من ... يفهمني حقا ..
ابتسمت كلير ابتسامة رقيقة وقالت:
- وهذا يسرني كثيرا، لماذا لا تخبرني عن ما يضايقك ..
صمت رودلف قليلا ثم قال:
- لقد أحببت فتاة ..
رفعت كلير حاجبيها وقالت والابتسامة لم تفارقها:
- هذا جيد ..
- إنها من قرية فيرديور .. أظن إنها ابنة مزارع .. لكنها مختلفة جدا ..
- هل هي متعلمة؟
- لا أدري ..
- وماذا ستفعل ؟؟
- لا أعلم ... كل ما أعرفه، أن جلالة الملك لن يوافق على ارتباطي بها مهما حدث ..
- لماذا؟
- لا أعلم حقا! أنا مشوش التفكير ..
ابتسمت كلير وقالت وفي عينيها نظرة ذكية:
- ما هو اسمها؟
- جينيفر أوكن ..
- حسنا، لم لا تدعني أتول ذلك الأمر؟؟
- ماذا تقصدين؟؟
- سوف أحاول التحدث إلى جلالته ..
- حقا؟؟
- أجل ..
كان رودلف سعيدا جدا ونظر إلى كلير جيدا،، إنها كالجنية التي خرجت لسندريلا يوم حفلة الأمير لتلبي رغبتها في الذهاب .. قال رودلف وهو ينظر حوله ويستنشق بعض الهواء:
- يبدو أنني وجدت صديقا حقيقيا الآن ..!
ضحكت كلير برقة وقالت:
- يسرني ذلك!

.................................................. .....................


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس