عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-09, 10:18 PM   #12

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الثامن


استمع رودلف إلى بيل بلهفة وقال بيل بعد تردد:
- لـ .. لقد أحرقت رسالتك ..
ظهر الاندهاش على وجه رودلف الجميل، وتابع بيل:
- قالت إنها تكرهك وترفض عرضك للحب ..
ترك رودلف المكان واندفع خارجا وعض بيل على شفته السفلى من الحزن وهو لا يملك شيئا ليفعله من أجل صغيره رودلف ... لقد تدخل الملك في ذلك .. وانتهى الأمر ..

خرج رودلف حزينا وسار في الممر والتقى بوالدته الملكة في الطريق فوقف أمامها وقالت الملكة وهي تلمس وجه رودلف براحة يديها:
- كيف حالك يا عزيزي؟ لم أرك منذ يومين ..
- أنا بخير ..
تطلعت الملكة إلى وجهه .. كان حزينا ويحبس دموعا داخل بحر عينيه ... فتكلمت بقلق:
- لا تبدو بخير .. هل حدث شيء ..؟؟
- لا ..
- هل اعتدت أن تخفي شيئا على والدتك الحبيبة؟
نزلت دمعة من عيني رودلف فقال بخفوت:
- لقد رفضتني .. إنها تكرهني ..
- من ..؟؟
- جيني ..
- لم فعلت ذلك ..
التقط رودلف أنفاسه ومسح دمعته وهو يقول:
- على أي حال، لقد رفضتني الفتاة القروية التي تستخفون بها .. رفضت أميرا مثلي لأنها كرهتني .. وليس لأنها تقدر المسافة بيننا ... أنا لن أحصل أبدا على الحب ولا أريد الحصول عليه ..
ابتعد رودلف بسرعة ونادت الملكة:
- رودلف يا بني .. انتظر ..
لم يجب رودلف وتابع مشيه المتسارع .. فتمتمت الملكة:
- هذا ليس جيدا أبدا ..

*********

استمع الملك باندهاش وقال:
- الويل لها!!
قالت الملكة معترضة:
- لا تنس أننا من دفعناها إلى هذا .. لكن .. لم يعد لدى رودلف أي ثقة بنفسه ..
- ماذا سنفعل، سينتهي الأمر قريبا ..
- لكن، إدوارد! سيقتله الحزن، علينا أن نصلح الموقف في بدايته ..
- أجل ولكن كيف سنصلحه ..
- سنخبره أننا من أجبرناها على فعل ذلك ..
- لا، لا يمكن! سيعود إليها!
- أرجوك يا إدوارد ..
- سوف ينساها قريبا .. صدقيني ..

قالت الأم بحزن وتوسل:
- فكر في رودلف، أنت لا تعرفه مثلما أعرفه .. إنه حساس جدا ولديه مشاعر رقيقة .. لن يمر الأمر بسلام ..
تناول الملك مشروبا ثم تمتم بثقة:
- سينتهي قريبا وسيمر بسلام ... وسأذكرك .. الآن هي فرصة كلير للدخول إلى قلب رودلف .. إنه يشعر بالفراغ العاطفي،، هل سمعتني؟
لم تقل الملكة شيئا وشعرت بشعور سيء جدا ...

***********

مضت عدة أيام ثقيلة على قلب رودلف ، جلس على كرسي كبير أمام حديقة القصر وهو يمسك بلجام حصانه سباركي .. عادت عيناه تدمعان وهو يتذكر ذلك ..
وقال مخاطبا سباركي :
- هل تظن أنها تكرهني حقا يا سبارك؟؟ هل يمكنني أن أسألها بنفسي مجددا؟؟
من بعيد لمح رودلف الآنسة كلير وهي ترتدي ثيابها الكلاسيكية والقبعة واقتربت باسمة وهي تقول:
- مرحبا رودلف؟؟
لم ينظر إليها رودلف وتمتم :
- مرحبا ..
جلست كلير إلى جانبه على الكرسي وقالت وهي تتأمل السماء:
- أنظر إلى السماء يا رودلف،، إنها جميلة .. أنظر إلى السحب ..
نظر رودلف إلى كلير التي خلعت قبعتها لأول مرة فنزلت خصلات شعرها الذهبية ورفعت رأسها تحدق إلى السماء، رفع رودلف رأسه أيضا وحول نظراته إلى السماء الزرقاء ..

أغمض رودلف عينيه ونظرت كلير إلى وجهه للحظات ثم قالت:
- في ماذا تفكر؟؟
فتح رودلف عينيه فجأة وقال محاولا أن يبتسم:
- كنت أتخيل المكان بالأعلى ..
- تتخيل؟؟
- أجل ..
- أظن أن هذا رائع جدا ..
- أنا أيضا أظن ذلك ..
صمت رودلف قليلا فقالت كلير:
- تبدو حزينا ... أليس كذلك؟
عاد رودلف ونظر إليها ثم قال:
- أجل .. إنني حزين ..
- لماذا؟؟
- إن جيني لا تحبني ..
صمتت كلير لتختار كلماتها ثم قالت:
- يمكنك نسيانها، إنها مجرد فتاة لا تقدرك فعلا .. هناك من هن أفضل منها ..
همس رودلف وهو يتطلع إلى الأفق أمامه :
- لكنها تفهمني جيدا،، لقد دخلت إلى عالمي ..
- عالمك؟
- أجل ..
- وما هو عالمك؟
- إنه الماء والهواء والسماء ..
لم تفهم كلير شيئا وتساءلت:
- حسنا، ربما لأنها الوحيدة التي أردت أن تدخلها إلى عالمك ..
نظر رودلف فجأة ثم قال:
- ماذا؟؟
- أقصد، أنت لم تحاول إدخال شخص ما إلى عالمك غيرها .. أليس كذلك؟؟
- ربما ..
ابتسمت كلير ابتسامة ماكرة ثم قالت:
- لم لا تحاول إدخالي إلى عالمك؟؟ ربما يشعرك هذا بالتحسن ..
حدق رودلف بوجهها لدقيقة ثم وقف ووضع يديه في جيبه وقال ببطء:
- آه .. حسنا، لكنني لست مستعدا بعد .. لا يمكنني فعل ذلك ..

نظرت كلير بصدمة وحزن وأخذ رودلف بلجام جواده ثم سار قليلا وقبل أن يبتعد تكلم قائلا:
- شكرا لك يا أيتها النبيلة ..
ظلت كلير تراقبه حتى ابتعد تماما، وعندها زفرت بغيظ وتوجهت إلى الداخل، وعند الملكة قالت كلير بغيظ:
- إنه حتى لا يلتفت إلي جلالتك!! إنه يحب تلك الفلاحة! لا يمكنني الاستمرار بذلك ..
ابتسمت الملكة وقالت:
- أرجوك يا آنستي الجميلة، أعلم أنك ذكية وسيمكنك الدخول إلى قلبه بسرعة ، أنت أنسب فتاة أراها مناسبة لكي تكون ملكة تلك المملكة يوما ما ..
هدأت كلير قليلا ثم قالت:
- حسنا يا سيدتي .. سأكون عند حسن ظنك ..

*** *** **

أغلق رودلف باب غرفته الفارهة جيدا وارتمى على سريره بحذائه ..
تمتم يكلم نفسه بحزن:
- لماذا يا جيني؟؟ أنا .. أريد رؤيتك الآن ..
رفع رأسه ونظر إلى زجاج النافذة .. كانت الشمس قد شارفت على الغروب ووقف رودلف وهو مصمم على شيء ما ..
ارتدى ثيابا عادية، ولكنها كانت أنيقة على الرغم منه، نزل بسرعة إلى الأسفل وخرج من القصر كالريح على ظهر حصانه السريع سباركي، حل الظلام وهو يقترب على مدخل قرية فيرديور ..
كانت القرية هادئة دائما، لكنها بعد حلول الظلام تكون أكثر هدوءا من كل الأوقات ..

اقترب رودلف من مدخل منزل جيني وأوقف حصانه ثم ترجل من فوقه وأمسك بلجامه وهو يدخل إلى بوابة الحديقة ..
من بعيد شاهد جيني التي كانت تمسك بحامل فيه ثلاث شموع .. وكانت تقول لبريت :
- هيا عد إلى المنزل قبل أن أنادي والدي ..
قال بريت ببلاهة:
- أريد أن أصبح حصانا لأنام في الحديقة ..
- ستصبح حصانا غدا .. هيا الآن لقد أتعبتني ..
- لا .. أ .. أريد .. أريد أن آكل من العشب ..
تنهدت جيني بإرهاق ثم قالت بنفاذ صبر:
- هيا يا بريت، هيا سأغضب منك ولن أحبك مجددا ..
راقب رودلف ذلك بصمت ..
واقترب بريت وعانق ساقي شقيقته وهو يقول:
- لا .. لا يا جيني أنا احبك ..
- حسنا، عد إلى المنزل حتى أسامحك ..
ركض بريت عائدا المنزل واقتربت جيني غير منتبهة لكي تغلق بوابة الحديقة وقدمت الشموع أمام وجهها فظهر وجه رودلف فشهقت مفزوعة وسقطت الشموع من يدها وانطفأت .. حل ظلام شديد وتنفست جيني بقلق وهي غير متأكدة مما إن كان ما رأته شبح أو حقيقة أو ربما خيال ..

اقترب رودلف وهمس :
- جيني ..
بدأت عينا جيني تعتاد على الظلام ونظرت إلى رودلف ثم قالت بصوت مهزوز:
- لماذا جئت .. ألم يخبرك ..
قاطعها رودلف:
- لقد اخبرني كل شيء ..
ظنت جيني أن بيل أخبر رودلف بأنها لم تحرق الرسالة وتمتمت بغيظ :
- لقد وعدني ..!!
قال رودلف بخفوت:
- جيني ماذا تقولين؟؟
لم ترد جيني على أي شيء فعاد رودلف يقول:
- جيني ... لماذا كرهتني؟ هل أغضبتك في شيء؟؟
أدركت جيني أنها فهمت خطأ وقالت:
- أجل .. أنا أكرهك هكذا من تلقاء نفسي ..
اقترب رودلف فقالت جيني وهي تدير ظهرها له:
- لا تقترب أرجوك ..
دمعت عينا رودلف وقال بصوت مبحوح:
- أعرف انك غاضبة لأنني كذبت عليك .. أنا محتاج إليك .. حقا ..
دمعت عينا جيني وظلت مديرة ظهرها وقالت:
- أنت لست محتاج إلى فتاة مثلي ..
تنهد رودلف وتوقف عن الكلام لدقائق وبدأت دموع جيني تنهمر على وجهها و شعر رودلف بذلك فاقترب وامسك بكتفيها برقة وهمس:
- لماذا إذا تبكين الآن؟
مسحت جيني دموعها وتلكأت وهي تقول:
- أريدك أن ترحل .. لأنك تسبب لي العذاب ..
نزلت دمعة من عيني رودلف فوضع رأسه على كتفها وتمتم بصوت مرتعش:
- نحن متشابهان، فأنت تحبينني وتتعذبين، وأنا أيضا أحبك وأتعذب .. هل هذا لأننا من عالمين مختلفين؟؟
شعرت جيني بالدفء والحنان .. ولكنها ابتعدت والتفتت تنظر إليه ثم قالت وهي تلتقط أنفاسها:
- رودلف، عد إلى قصرك، وانس أمري تماما، أنا لست مستعدة لتلقي العذاب طوال عمري، لأن ما بيننا ليس حبا..
نظر رودلف مصدوما وعادت جيني تقول:
- ارحل وحسب، ولا تفكر بي .. وسوف تنساني بعد أسبوع واحد صدقني .. كما ..
ظل رودلف صامتا وتابعت:
- كما أنه لا يمكننا الوقوف هكذا في الظلام .. هذا ليس جيدا بالنسبة لي ..

ابتعدت جيني قليلا ثم انحنت لتلتقط حامل الشموع الذي سقط من يدها وركضت بسرعة نحو بيتها ..
امتطى رودلف حصانه وعاد ببطء إلى قصره وهو يشعر بالألم والمرض ..
وعادت جيني راكضة وارتمت على سريرها وبدأت في بكاء مرير حتى بللت وسادتها بشدة وظلت تردد في قلبها :
- أحبك يا رودلف .. أحبك .. ولن أحب سواك في حياتي ..






maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس