عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-09, 10:28 PM   #20

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الثاني عشر


اليوم هو يوم السبت،، الاحتفالات تملأ مدن المملكة .. وإعلانات للشعب عن زواج الملك بفتاة من الشعب ..
كان الجميع يغني ويعزف ..
وتجهز رودلف بحلة بديعة صنعت خصيصا له وأصبح رائعاً جدا ..

نظر الملك بهنيء ابنه واحتضنته والدته وهي تقول بعينين دامعتين:
- مبارك يا بني !
ابتسم رودلف وقال بيل:
- هيا .. يجب أن تذهب إلى عروسك بسرعة لتأخذها،، سيتحرك الموكب بعد قليل ..

قال رودلف وهو يخرج بصحبة بيل:
- لماذا لم أر والدي جيني؟؟ لماذا لم تدعوا أصدقائها وعائلتها ؟؟
قال بيل :
- لا أعلم يا سيدي! ربما سيحضرون .. وربما هم معها الآن ..
- سيكون هذا رائعا ..
دخل رودلف إلى جناح جيني ..

بحث بعينيه عنها فوجدها تنتظر وحيدة وترتدي فستان زفافها وقد جهزتها الفتيات فأصبحت غاية في الجمال والرقة ..
كانت صامته جدا،، ونظرت إلى وجه رودلف بلا تعبير وكان رودلف منبهرا فأمسك بكفيها وقال بسعادة:
- جيني .. انت أميرتي .. لقد أصبحنا زوجين يا عزيزتي وستبدأ احتفالاتنا الآن ..

حاولت جيني أن تبتسم ونظر رودلف حولها وكأنما أفاق فجأة من حلمه وتساءل:
- أين والديك؟؟ هل هما في الخارج ...؟؟
نظرت جيني بصمت واحتشدت الدموع في عينيها وعاد رودلف يقول:
- هل دعوت عائلتك وأصدقائك ؟؟

بدأت جيني بالبكاء ولم تستطع أن تصمد أكثر .. فزع رودلف وتأمل وجهها وهو يقول مستنكرا:
- لماذا تبكين يا جيني ؟؟؟ جيني ........
جن جنون رودلف وهتف بخوف:
- جيني .. أنت تخفين عني أمرا ..
قالت جيني وهي تحاول إيقاف دموعها :
- لقد أفسدت الأمر .. أفسدت كل شيء ..


قال رودلف بجدية :
- لم تفسدي شيئا ،، فقط أخبريني .. هل أرغمك أحد على الزواج بي؟؟

نظرت جيني إلى وجه رودلف،، كان مشوشا بسبب دموعها وقالت وهي ترتجف:
- إنني خائفة .. خائفة يا رودلف ..!!
ضمها رودلف إلى صدره وهو يقول :
- هل أنت خائفة مني ؟؟
- لا .. إنني خائفة على والداي ..

نظر رودلف إلى وجه جيني واتسعت عيناه وهو يقول:
- هل أصابهما مكروه ؟؟
أجهشت جيني بالبكاء وأرتجف صوتها وهي تقول:
- عندما مرضت أنت،، استدعاني والدك بالقوة ،، وقتل فرسانه أخي بريت بلا ذنب ارتكبه سوى أنه حاول الدفاع عني عندما أمسكوا بي ... و عندما اعترضت على ذلك .. قام بحبس والدي وقال لي إن لم يمض كل شيء كما يجب .. وإن لم أبادلك الحب، فسوف يقتلهما ببرود ..

انفرجت شفتا رودلف وهو يستمع إلى ذلك باندهاش وذهول ..
و حرك رأسه نفيا وهو يتمتم :
- مستحيل ..
جففت جيني دموعها وقالت وهي تمسك بمعصمي رودلف الثائر:
- أرجوك يا رودلف، أنس ما قلته .. لا أريد لوالداي أن يصيبهما مكروه ..

ظل رودلف ينظر بذهول وتسارعت أنفاسه وهو يحاول أن يستجمع شتات نفسه ودمعت عينيه وهو يقول بضيق:
- وكيف .. كيف ظللت صامتة يا جيني ؟؟ لماذا لم تخبريني ؟؟ لماذا جعلتني كالأبله الذي يعيش في أحلامه تاركا للواقع سبيلا لهدمها ... لماذا؟؟

التقطت جيني أنفاسها وقالت وهي تبكي مجددا:
- لم أستطع إخبارك .. ظننت .. ظننت أنك وراء هذا ..

تفاجأ رودلف مجددا وكانت الصدمة قوية فقال بغضب ودمعة تنزل من عينيه :
- وهل يمكنني أن أؤذيك ؟؟ هل يمكنني أن أجرح قلبي بنفسي؟؟ هل جننت ... أنا أحبك .. ألا تعرفين ما معنى تلك الكلمة يا جينيفر؟؟
كانت تلك المرة الأولى التي ينطق بها اسمها بالكامل وهتف بغضب وهو يمسح دموعه :
- لكن ليس بعد اليوم ... لن يستطع أحد إيذائك مجددا ... أو إرغامك على الحب .. أنت حرة يا جينيفر ..

خلع رودلف خاتم الزواج من يده ووضعه على الطاولة، نظرت جيني بألم واندفع رودلف خارجا وهو يقول:
- سيكون لي حساب آخر معهم ..
أمسكت جينيفر بخاتم الزواج وحملت أطراف فستان زفافها الطويل واندفعت تركض خلفه و هي تصيح:
- رودلف ...
كان يركض بسرعة ولم تستطع جيني اللحاق به ولكنها استمرت بالركض حتى تجده ..

انطلق رودلف كالرمح ولم يستطع أي شخص اعتراض طريقه وعاد إلى والديه مجددا،، تفاجأ الملك عندما رأى ابنه يدلف إلى الغرفة مجددا وهو غاضب محمر الوجه يريد أن يحطم أي شيء أمامه ..
وقف أمام والده وقال بغل:
- كيف .. كيف تفعلوا بي ذلك ..؟؟

نظر بيل مندهشا وقالت الملكة باستياء:
- ما الأمر يا بني؟؟
هتف رودلف بألم:
- لقد قتلتموني قبل أن تفكروا في مساعدتي .. آذيتموني عندما آذيتم جيني .. أين هما والديها .. أهذا ما خططتم له منذ البداية ؟؟؟
اتسعت عينا الملك وصاح بغضب:
- كيف تجرؤ تلك الفتاة الغبية على إخبارك الآن!!
اعترض رودلف طريق والده وهو يقول :
- كان عليها أن تخبرني ... أنا لست طفلا لتحققوا لي رغباتي .. أنا رجل،، ويجب أن أعرف كل ما يدور حولي .. وأنا من عرف ذلك لأنني تعجبت من عدم حضور والديها إلى حفلة زفافها ..

صمت الملك ثم قال ببرود:
- كان عليها أن تطيع أوامري من دون نقاش .. إنها مجرد فلاحة كيف تغضب من أجلها؟؟ ،، ستعرف يوما ما أنها ليست من مستواك .. و أنها ..

في تلك اللحظة دخلت جيني وهي ترفع ثوب زفافها وقد سال كحل عينيها في خطين أسودين على خديها بسبب دموعها التي لا تتوقف ..

نظر رودلف إلى جيني بألم،، وظلت جيني تبكي وهي تنظر إليه ..
كان منظرهما مؤثرا وقالت الملكة بصوت متأثر حزين:
- لا تفسد يوم زفافك يا بني ..
ظلت جيني تنظر إلى رودلف بعينين باكيتين وقلب منهار وقال رودلف وهو يلتقط أنفاسه :
- ليس اليوم هو يوم الزفاف .. إنه .. يوم الحقيقة ..
ثم نظر إلى والده وقال:
- حرر والديها .. ودعها وشأنها،، لديها أحلامها وهي في غنى عنا جميعا .. أنا فقط من كنت بحاجة إليها .. ولكن ذلك لم يعد ينفع الآن ..

اقتربت جيني وسلمت رودلف خاتم زواجه بيد مرتعشة،، كان الجميع صامتاً وخبت الأصوات والأغاني في القصر وتلاقت عيناهما لكن جيني لم تستطع قول أي شيء ..

أعتقد رودلف حقا أنها تكرهه ومرغمة طوال الوقت على البقاء معه ،، ولم يعد هناك سبيل للتراجع،، فهي لن تستطع أن تقول له " أحبك" ولا هو يستطيع أن يفكر بذلك مجددا ..

قال الملك بهدوء:
- أنا لم أحبس والديها، لقد تركتهما وشأنهما منذ البداية ولكني جعلتك تعتقدين بأنني أحبسهما حتى تقومي بعملك على أكمل وجه ..
نظر رودلف إلى خاتم زواجه وقال بصوت أجش وكأنه يحبس دموعه :
- الحب ليس عملاً يؤديه إنسان ... إنه مشاعر وروابط يا سمو الملك المبجل .. إنه مشاعر ...

خرجت جيني تركض من الغرفة ،، وانتظرت قليلا لكن رودلف لم يخرج ،، أغمضت جيني عينيها وهتفت بقلبها الحزين:
- رودلف ... أنا محتاجة إليك ... رودلف أنا أحبك وأريدك إلى جواري إلى الأبد ..

ظل رودلف واقفا في مكانه قلبه يشعر بأن جيني تناديه ولكنه توقف عن ذلك ووبخ نفسه بتلك الأحلام المعسولة التي كان يعيشها بعيدا عن الواقع المر ...
همس رودلف بألم :
- الأحلام للأغبياء ... مثلي ..

ظلت جيني منتظرة ولكن رودلف لم يخرج فأسرعت تركض إلى غرفة التجهيز وخلعت فستان زفافها وأسدلت شعرها ثم ارتدت ثيابا عاديه و خرجت تركض خارج القصر وحولها الأضواء والزينة والبشر وأصوات الاحتفالات التي لا تعلم عن ما جرى بعد .. لم يعرف أيا من الواقفين أن تلك كانت ستزف إلى ولي العهد منذ دقائق،، لا أحد يدري .. ربما ظن الجميع أنها خادمة مطرودة ..
لم تبال بأي شيء ..

لكنها كنت تفكر في رودلف .. في حبها الوحيد ..
أدركت أنه قد فات الأوان،، لكنها نظرت إلى خاتم الزواج في يدها وقبلته ..
ظلت تركض وتركض حتى ابتعدت مسافة كافية عن القصر ،، ثم بدأت في السير على مهل وهي تشعر بالدوار من جراء ما حدث.. والأدهى .. فقدان رودلف ..

**********

خرج رودلف و بدأ بتفقدها .. لم يستطع تركها ترحل وحيدة ..
سأل مادلين عنها فقالت إنها رحلت منذ دقائق ..

خرج من غرفة العروس وتفاجأ بكلير واقفة أمامه وهي تنظر بحزن .. وقف رودلف للحظة فقالت كلير:
- رودلف .. أنا آسفة لأني لم أخبرك ..
تمتم رودلف بحزن:
- لم أعتقد أنك تعلمين، ظننتك صديقة مخلصة ...
دمعت عينا كلير وقالت:
- لقد خطط جلالة الملك لذلك،، ليس لي يد في الأمر ..
قال رودلف بحدة:
- لكنك كنت تعلمين كل شيء ..!!
همست كلير وهي تمسح دموعها:
- ماذا ستفعل الآن؟؟
شعر رودلف باليأس وقال :
- لقد انتهى الأمر .. إنها تكرهني، وقد قتل أبي شقيقها الوحيد، وحبس والديها ... لن أستطع أن أنظر في عينيها مجددا ..
قالت كلير:
- رودلف .. ألحق بها ..
- ماذا؟؟
نظر رودلف إلى وجه كلير فقالت بحزم:
- أجل،، على الأقل أعدها إلى منزلها ربما تود قول شيء ما لك ،، بمفردكما..
قال رودلف بخفوت قبل أن يسرع :
- هذا ما كنت سأفعله ..


وانطلق رودلف خارج القصر بين ذهول الناس والمارة ، يسابق الريح على ظهر سباركي ..
ركض بسرعة يبحث عنها وعندما ابتعد عن القصر بدأ في الصراخ :
- جيني ... جيني ... أجيبيني ..

من بعيد سمعت جيني صوت رودلف،، التفتت تبحث بعينها ورآها رودلف في تلك اللحظة واقترب بحصانه ثم ترجل وهرول إليها مسرعا وهو يقول متحاشياً النظر في عينيها :
- على الأقل .. دعيني أوصلك،، لا يجوز أن أدعك تسيرين بمفردك في هذا الوقت المظلم ...

عادت الدموع تجري في عيني جيني وشعرت بضعف كبير وهي تنظر إلى يديه،، كان يرتدي خاتم الزواج في يده اليسرى ولمست جيني أصابعه ثم نظرت إلى عينيه ..

خفق قلب رودلف وهمست جيني برقة:
- رودلف .. أنت زوجي،، وستظل كذلك إلى الأبد ..

نظر رودلف إلى عينيها وبدا حزينا جدا ولمعت دموعه في الظلام فقالت جيني وهي تعانقه :
- أحبك .. أحبك يا رودلف .. لطالما أحببتك .. منذ اللحظة التي رأيتك فيها، منذ كنت ملوثا بالوحل، وعشقتك عندما أدخلتني إلى عالمك .. كانت كل لحظاتي تفكر بك وكل أنفاسي أخرجها من أجلك .. لكن .. لكن .. والداك طلبا مني الابتعاد عنك ... ولذلك آثرت سعادتك ..
ضمها رودلف بقوة وهو لا يصدق انه استرجع حبه مجددا ...

بكى الاثنان ثم نظرا إلى وجهيهما، وإلى أنوفهما الحمراء فضحكا ..
قال رودلف مبتسما والدموع في عينيه :
- يجب أن نحتفل بزفافنا على طريقتنا الخاصّة يا جيني ..
ابتسمت جيني وقالت وهي تتحسس وجهه بأصابعها الرقيقة:
- وما هي طريقتك الخاصة ؟؟
- سأعرف ذلك منك ..
أغمضت جيني عينيها وقالت وهي تضع كف يدها على صدر رودلف:
- إنها هنا ... حياتك،، رودلف .. أنا أشعر بها،، إنها داخل قلبك،، قلبك الثائر يا رودلف .. وأنا أرى ألغازا وصورا وعوالم ..
فتحت جيني عينيها وهمست :
- هل يمكنني اكتشاف مجاهل قلبك الثائر يا رودلف؟؟
ابتسم رودلف وقال :
- أريد ذلك حقا ..
ثم امتطى حصانه سباركي وحمل جيني أيضا،، احتضنته جيني من الخلف ووضعت رأسها على ظهره وانطلق فارسها متوجها ليحقق لها أحلامها ..
ورأسا ..
إلى قرية فيرديور ..



maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس