عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-09, 12:13 PM   #12

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصــــــــــــل السادس

"لعنة الروايه"

----------------------------------------------------------------------


لم يخبرني أحد بما يحدث فركضت مسرعا نحو غرفة ريما فوجئت بأبي يخرج مسرعا وقال بجدية :
- هيا غير ملابسك ..
تجاهلت أبي ودخلت إلى غرفة ريما .. كانت ريما نائمة على سريرها بلا حراك وعمتي تنتحب إلى جوارها ... وكانت على شفتيها الكثير من الدماء ..
اقتربت بسرعة وأنا اسمع صوت عربة الإسعاف وأمسكت برقبتها فلم أشعر بالنبض ..
هل ماتت ريما؟
وقفت وابتعدت عن غرفة ريما ، غيرت ملابسي بسرعة صاروخية ولحقت بعربة الإسعاف التي تقل ريما ...
سيارة والدي كانت أمامي وكانت عمتي تركب معه .. ووصلنا للمشفى ، المشفى اللعين ذاته ..
أخبرنا الطبيب وفورا ..
أن ريما ماتت .. وعلى الأقل منذ ما يقرب الأربع ساعات ..
السبب المبدئي لموت ريما هو السكتة القلبية المفاجأة ..
جلست في المشفى صامتا،، أغمي على عمتي وأدخلت المشفى أيضا فهي لم تتحمل المصيبة في ابنتها الوحيدة ، كان أبي بجوار عمتي طوال الوقت وعندما خرج أبي اقترب مني وقال بلطف غريب لم أعهده:
- حسام يا بني ..
رفعت رأسي ونظرت له فقال:
- أرجوك لا تحزن، يكفي ما حصل لأصدقائك .. لا أريد لتلك الحالة أن تعاودك .. أرجوك.
كتمت عبرة في عيني فلم استطع قول شيء وجلس أبي إلى جواري وربت على كتفي في صمت، فانحدرت دمعه على الرغم مني .. وشعرت بحرارتها وكأنها قطرة من بركان يغلي ..

مسحتها بسرعة وشعرت بصداع غريب فخشيت أن يرتفع ضغط دمي مجددا وحاولت أن أهدأ ثم تذكرت الحوار الذي دار بيني وبين ريما في الليلة الماضية ...
لقد كانت تحبني كثيرا ، علي أن أدعو لها بالرحمة ... ولكنني فكرت .. لماذا السكتة القلبية؟ ولماذا في تلك الليلة؟
هناك أشياء غريبة تحدث حولي وأنا أقف كالغبي أقول أنه من المستحيل أن يحصل ..
الرواية !
هناك شيء متعلق بتلك الرواية، لعنة مثلا .. أو سحر ..
هل أكون السبب في ما حصل لريما؟ من سيدورا تلك؟ من هي؟
نظر إلي أبي وقال:
- حسام هل أطلب منك طلبا؟
- تفضل يا أبي ..
- هل يمكنك أن تعود للمنزل وترتاح ؟
- مستحيل! لن يمكنني أن ارتاح أبدا .. سيزداد تعبي إن ابتعدت عنك وعن عمتي ..
صمت والدي وعاد ينظر إلى غرفة عمتي ثم قال:
- أتمنى أن يمر هذا الأمر بسلام ... لن تتحمل عمتك فقدان ريما ، لقد أصيبت بالقلب عند وفاة والد ريما ..
قلت بأسى:
- أتساءل عن سبب السكتة القلبية .. مازلت ريما صغيرة إنها في العشرين ..
نظر لي والدي بصمت ...
بعد دقائق سمعت صوت هاتفي المحمول .. كان نادر :
- حسام أين أنت؟ ... لماذا لم تحضر اليوم؟
- هناك خبر سيء !
- ما الأمر هل جرى شيئا لعلاء؟
- لا .. علاء في تحسن ، إنها ابنه عمتي ريما ... لقد توفيت بسكتة قلبية!
- مستحيل! ريما ؟ لكن ما السبب؟
- لا أعلم صدقني ...
- حسنا أنا قادم ، أحمد سيأتي معي ..
- سأنتظركما .
- إلى اللقاء
أغلقت هاتفي وخرجت أنتظر عند باب المشفى الكبير ، كانت الحيرة والألم يعتصرانني وشعرت أن ضغطي يرتفع على الرغم مني ..
أصبحت أتمتم لنفسي : " حسام اهدأ .. اهدأ .. كل شيء سينكشف لا داعي للحزن .."
لم أستطع أن أهدأ .. وأصبح تنفسي بطيئا وصعبا ، علاوة على الصداع الذي ارتفع إلى رأسي فأصبحت لا أطيق أن أسمع أي صوت ..

بينما انتظر .. توقفت سيارة سوداء أمامي ... لم اعرها اهتماما ولكن أحد ما بالداخل فتح زجاج النافذة وقال:
- حسام؟
نظرت إلى صاحب الصوت ولكنني فوجئت بالفتاة سيدورا .. خلعت نظارتها الشمسية ونظرت مبتسمة فقلت بعدوانية :
- نعم؟
- لم تقف عند المشفى ؟ ولم تحضر اليوم إلى الجامعة ..
كنت سأتهور ولكنني تمالكت أعصابي وقلت:
- أظن أن هذا ليس من شأنك ..
- حسنا .. أنت تحرجني بتصرفك الغير لبق ..
نظرت بعيدا متجاهلا كلامها وقلت :
- غدا سأعيد لك روايتك الملعونة ..
أغلقت سيدورا محرك السيارة ثم ترجلت منها بعد أن وضعت نظارتها الشمسية مجددا سارت ببطء حتى وقفت إلى جانبي وقالت :
- ما الأمر يا حسام؟ لم تتحدث معي بتلك الطريقة؟ أهذا كله لأنني أهديتك رواية مرعبة؟، ثم .. من طلب منك أن تعيدها لي .. إنها هدية مني .. لك ...
زفرت بضيق واشتد الصداع أكثر ولكنها تابعت :
- لقد بحثت عنك لكي أعطيك الجزء الثاني ، أم إنك لم تقرأ الجزء الأول بعد؟
نظرت لها باستغراب .. ولكنني قلت بقسوة :
- وهل كنت سأعيش حتى أقرأ الجزء الثاني؟
نزعت سيدورا نظارتها الشمسية ونظرت لي بعينيها الخضراوين الدامعتين ثم قالت وصوتها يرتعش :
- أنا لا أفهم ما الذي فعلته لكي تعاملني هكذا ..
شعرت بإشفاق غريب عليها فربما ما حصل .. كان قضاء ومقدرا على ريما وليس له دخل بالرواية .. لم أستطع قول أي شيء ..
فبدأت سيدورا ببكاء مكتوم ثم تركتني وعادت إلى سيارتها ورحلت بسرعة ..
شعرت بأن ضغط دمي قد ارتفع إلى الحد الخطر فعدت إلى داخل المشفى وارتميت على أحد الكراسي القريبة وأنا أشعر أن قدمي لا تستطيع حملي مجددا ..
شعرت بالدم يسيل من أنفي .. وضعت يدي على أنفي لم أستطيع إيقاف الدماء ..
لقد عادت الحالة مجددا ولا أريد أن افقد أعصابي كما يحصل في العادة .. لم استطع الجلوس وأصبح التنفس مستحيلا .. اختنقت ..
ثم سمعت صوت نادر ينادي على أحدى الممرضات ..
حاولت أن أنظر حولي ولكنني لم أر شيئا ..

*********

فتحت عيني وأنا أشعر أنني أفضل بكثير وعندها رأيت نادر وأحمد ووالدي يلتفون حول السرير الذي أنام عليه ..
لم أكن بالمستشفى ، كنت في المنزل وعلى سريري أيضا .. وقلت :
- ما الذي حدث .. هل عاودتني تلك الحالة؟
قال والدي بهدوء:
- لا .. لم تعادوك الحالة .. لقد ارتفع ضغطك قليلاً ..
تمتمت " حمدا لله "
ومن ثم حاولت الجلوس لكن نادر وأحمد أمسكوا بي ليمنعاني من الجلوس فقلت بعناد :
- لا .. اتركوني سأمرض أكثر إن فعلتما ذلك ..
قال والدي بسرعة :
- دعوه ..
تركني نادر وجلس مع أحمد إلى جانبي فقال والدي مجددا :
- لدي الكثير من الأعمال بخصوص الدفن والعزاء المقام لـ ريما .. علي أن أخرج ، ويجب أن أطمئن على عمتك ..
نظرت لأحمد ونادر وقلت :
- سنأتي معك .. سنساعدك ..
وقال أحمد :
- نعم يا سيدي ، سنأتي معك ، ما رأيك أن تكلفنا ببعض المهام حتى لا تترك الشركة؟
هز والدي رأسه نفيا فقال نادر :
- لدينا عطلة نهاية الأسبوع غدا ..
نظر والدي إلينا في استسلام وقال :
- أنا فعلا محتاج إليكم ..
تبادلنا الابتسامات ونزعت القطن الذي وضعه الطبيب داخل أنفي وغسلت وجهي ثم لحقت بهم في الأسفل ..
كانت الساعة الرابعة مساء ، وتوجهنا رأسا إلى المشفى ، لم استطع الدخول إلى المشرحة حيث توجد ريما ولكن أبي فعل ذلك .. أما أنا فذهبت للاطمئنان على عمتي التي كانت في حالة حرجة ..
ثم صعدت مع نادر وأحمد إلى غرفة علاء فوجدت أنه في تحسن لكنه مازال فاقدا لوعيه ..
وبعد ذلك خرجت مع والدي الذي كلفنا ببعض المهام في الشركة ..
عدت إلى المنزل متأخرا ذلك اليوم .. وكان جسدي مرهقا وضغطي مرتفعا ولا أريد تذكر أي شيء مما حصل هذا الصباح بتاتا ...
ألقيت نفسي على سريري كالعادة وغفوت .

مضى يوم الأجازة الكئيب ، أمضيته في العمل مع والدي وإقامة عزاء ريما التي جاءت العائلة لتعزي لوفاتها من أنحاء البلاد ، والذين يعيشون بالخارج قاموا بالاتصال وأنا طبعا من تلقى كل الاتصالات عندما كنت في المنزل ..
في الأيام التالية .. كنت أذهب إلى الجامعة وأعود بصمت وكنت أحاول استذكار دروسي بلا فائدة ، لم أر سيدورا في اليومين الماضيين ..
لم يتصل بي حاتم أيضا واليوم أخذت جميع المحاضرات التي فاتتني من صديقي نادر لكي أدرسها ، عدت إلى المنزل واتجهت إلى غرفتي مباشرة ، يجب أن أستذكر قليلا مما أخذت في شعلة الحماس تلك التي تمر بي ..

يتبع ^^


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس