عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-09, 12:15 PM   #14

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الأول من الفصل السابع ،

"حقيقة سيدورا"

--------------------------------

كالعادة والروتين اليومي الذي احتقره ، توجهت إلى الجامعة ..
كنت أفكر كثيرا في ليلة أمس ،، في سلمى تحديدا الذي ربطها عقلي بسيدورا للأسف فأصبح طيفهما يظهر معا في خيالي ..
هل تكون هي؟
أنا متأكد من أني سمعت صوت تحطم زجاج أو آنية فخارية ليلة البارحة ، ما علاقة هذا بها؟ أشك في أن سيدورا فتاة طبيعية .. إنها غريبة الأطوار وورائها يختفي سر كبير جدا ..
ولماذا هذا التوقيت .. لم ظهرت سلمى عندما ظهرت سيدورا ولم سلمى مجنونة مثل سيدورا ؟ لماذا؟ أعترف أنني مجنون أيضا ولكن ليس هذا النوع من الجنون ..
هناك أشياء غريبة تحصل من حولي لن أكتشفها إلا بعد فوات الأوان ..
توجهت إلى الشركة بعد انتهاء الجامعة ، قابلني والدي بالجفاء كالعادة فجلست بدون أن يسمح لي .. وقلت :
- أبي؟ كنت أود أن أطلب منك طلبا..
كان والدي منهمكا في مراجعة الملفات ولم يتكلف حتى برفع رأسه والنظر لي وقال ببطء:
- وما .. هو؟
- أريد أن أسافر في نهاية الأسبوع إلى العاصمة ، سأقضي يوما هناك ..
ترك والدي الملفات فجأة وأزاح نظاراته وهو ينظر لي .. لا أدري لم تمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني فقال والدي بسخرية :
- ولمن ستسافر إذا ؟؟ حبيبتك؟
تنهدت بأسى وقلت بجدية :
- اسمع يا أبي .. أولا قبل كل شيء ، لقد أصبحت رجلا ومن حقي أن أحب.. وهذا ليس معناه أنني سأخبئ حبي أو إنني سأخجل .. لكن إذا وجدت تلك الإنسانة فعلا .. فلن أخجل أبدا أن أخبر العالم كله أنني أحبها ..
نظر لي والدي باستغراب من طريقة حديثي فأكملت :
- ثانيا .. أنا مسافر إلى صديقي حاتم ،، على الأقل أجد صدرا رحبا أتحدث إليه ، وإذا كنت ستشك في كلامي كالعادة فخذ رقمه وتأكد بنفسك أنه شاب ..
وقفت أنتظر رد والدي النهائي فأغلق أبي الملفات وقال :
- أنت تعترف إذا أنك رجل وأنك بقدر المسؤولية لأن من حقك أن تحب وأن تسافر وأن تتكلم وأن تعترض ..
لم أفهم هذا الكلام ولم أعرف إذا كانت سخرية مني أو هو استهزاء فقلت :
- ماذا تعني؟
ابتسم والدي وأسند ظهره على كرسيه الجلدي ثم قال بنبرة مختلفة :
- لقد أصبحت رجلاً يعتمد عليه .. كما أنك تخلصت من طباع أمك الأجنبية ..
لم أتكلم نهائيا فأردف :
- لقد كتبت الشركة هنا في الوطن باسمك .. لأنني عندما أسافر للخارج ، لن أدع عمك يتولى كل المناصب .. ستكون على الأقل مدير مكتبي هنا .. لقد انتظرت الوقت المناسب حتى يمكنني الاعتماد عليك .. لا تجعلني أندم أنني أنجبتك ..
لم أعرف ماذا أقول .. ونظر لي أبي منتظرا ردي النهائي ..
كنت أعلم أنني سأتحمل عبئا كبيرا جدا فقلت :
- كما تريد يا أبي .. سأفعل كل ما تطلبه ..
ابتسم والدي وقال :
- حسنا يمكنك السفر في أي وقت تريده ..
- شكرا يا أبي ..
خرجت من المكتب واتجهت إلى المشفى ،، غدا هو يوم العطلة .. ذهبت لزيارة علاء صديقي فوجدت أنه في تحسن .. كان يبتسم من وسط الضمادات فضحكت وسألته عن صحته ثم قلت :
- لكنني لم أعرف إلى الآن ما سبب ذلك الحادث الرهيب؟
صمت علاء للحظة ثم قال بإرهاق وهو يتذكر الموقف المؤلم :
- كان وليد سيصطدم بفتاة ظهرت فجأة تعبر الشارع، مما دفعه إلى التوقف المفاجئ وهذا ما جعل السيارة تنزلق على الطريق تحت مياه الأمطار ...
كأنني شخص دهس للتو بشاحنة .. وقفت صامتا لا أعرف كيف أستوعب الموقف وقلت بتوتر:
- وهل اصطدمتم بالفتاة؟
ابتسم علاء بسخرية وقال :
- لقد تحاشيناها تماما ، وكان ذلك على حساب أرواحنا !
تركت علاء بعد أن ودعته وتوجهت إلى غرفة عمتي ..
كان الحزن يعتصرني والحيرة والدهشة ...
عندما دخلت وجدت سريرها فارغا ، وسألت ممرضة مارة :
- من فضلك .. هل نقلت المريضة من هذه الغرفة ؟
نظرت الممرضة إلى سجل في يدها ثم قالت بأسف :
- أنا آسفة جدا ، لقد نقلت إلى الإنعاش ..
- ماذا؟
ركضت بسرعة متوجها إلى غرف الإنعاش ، سألت أحدى الممرضات في الخارج عن عمتي فطلبت مني أن أنتظر الطبيب ..
خرج من غرفة الإنعاش سرير عليه شخص مغطى بالكامل بملاءة بيضاء تدفعه الممرضات .. وكأنه إنذار لما حدث بالداخل .. لم تمض ثوان حتى خرج الطبيب فسألته عن عمتي .. أرخى الطبيب رأسه وهزه نفيا ..
وقفت مذهولا وعدت أنظر إلى الغرفة الفارغة، لم أصدق بعد أن عمتي ماتت وانفصل عقلي عن التفكير والإدراك ، ثم سمعت الطبيب يقول:
- هل أنت بخير؟
تنفست بصعوبة ووضعت يدي على أنفي فابتلت بالدماء ..

لا أعرف كيف مضى ذلك اليوم العصيب، تعب أبي كثيرا وكان البكاء يملأ منزلنا ، عادت العائلة مرة أخرى لتبكي على أبواب المنزل ونزلت إلى الحديقة .. هذا كبير جدا على تحملي .. كم شخصا عزيزا علي فقدته هذا الأسبوع؟
ارتميت جالسا على الأرض قرب الورود الحمراء ودفنت رأسي بينها ، كنت أخبئ دموعي ..
تساءلت .. لم يرحل دائما كل الأشخاص الذين أحببتهم؟ لماذا؟ لم رحلت أختي الصغرى قبل أن تستطيع التكلم .. عندما تعلقت بها ..
لم رحلت أمي عندما بدأت تحنو علي؟ ولم رحل أصدقائي عندما توطدت علاقتنا؟؟
لم رحلت ريما عندما أحبتني؟ وعمتي أيضا!!
هل علي أن ابتعد عن الآخرين؟
سمعت صوتا من خلفي :
- حسام ؟
ابتعدت عن الورود الحمراء ونظرت خلفي .. رأيت سيدورا التي ارتدت ملابس سوداء وأسدلت شعرها الذهبي وهي تضع نظارات سوداء تخفي عينيها ..
لم أقل شيئا وجلست سيدورا بقربي على الأرض ثم قالت بهدوء :
- إنه مكان جميل ويتسع لهمومك .. أنظر إلى كم الورود الذي يستمع إلى حكاياتك؟
بقيت صامتا فقطفت سيدورا وردة ووضعتها في يدي .. مضت ثوان وأنا أرى الوردة تذبل بسرعة وتجف .. فقالت سيدورا بخفوت :
- كل إنسان سيذبل ويموت إن ابتعد عن من يحب .. مثل تلك الوردة ..
نظرت إلى سيدورا وقلت باندهاش:
- ليست هناك وردة تذبل بتلك السرعة .. ماذا فعلت؟
ابتسمت سيدورا وأخذت الوردة الذابلة من يدي ثم قذفت بها بعيدا وقالت بنبرة حزن:
- إنس أمر الوردة .. وأخبرني ، لم أنت متحامل علي؟
قلت وأنا أنظر للورود :
- لأنه منذ قابلتك وأخذت روايتك والمصائب تتدافع على رأسي ..
- هذا غير صحيح .. لأن حادثة أصدقائك حدثت قبل أن تقابلني!
تذكرت كلمات علاء التي أخبرني بها عندما ذهبت لزيارته وقلت :
- حسنا .. أنا أرمي حظي العاثر على مقابلتي لك.. أنا آسف ..
خلعت سيدورا نظارتها الشمسية فرأيت دموعها تسيل من عينيها وتكلمت بصوت مرتعش:
- كنت أرغب فقط في الحصول على صديق يفهمني .. لا أصدق حتى الآن أنك عاملتني بتلك الطريقة ، الجميع هنا مختلفون ولا يفهمونني لأنني من بلد أجنبية ..
ارتبكت كثيرا قبل أن أقول :
- أرجوك لا تبكي .. أنت لا تريدين أن تزيدي من حزني .. وأنا أعتذر منك ..
كانت سيدورا تبكي بلا توقف وازداد بكائها عندما قلت كلمتي الأخيرة فأردفت :
- اعتبرني أننا صديقان منذ الآن، لا تعذبي نفسك .. أرجوك ..
هزت سيدورا رأسها موافقة على كلامي ثم وقفت وسارت مبتعدة بدون أن تقول أي شيء ، راقبتها وهي تبتعد وعدت انظر إلى الورود .. مرت دقائق من الصمت ثم سمعت صوت خطوات من الجهة الأخرى فرأيت حاتم ..
لم أصدق أنه جاء فعلا وابتسمت فاقترب وهو ينظر لي باندهاش ..
تساءلت :
- حاتم .. ما الأمر؟ لم تنظر لي هكذا؟
نظر حاتم حولي عدة مرات ثم قال :
- حسام .. هل أنت مجنون إلى هذه الدرجة؟
وقفت أمام حاتم ونظرت حولي لأجد ما يبحث عنه ثم قلت :
- ما بك؟ لم تنظر حولي بتلك الطريقة ..
تأمل حاتم وجهي لبضع ثوان ثم قال :
- أعرف أن ما حصل معك الأسبوع الماضي أمر صعب .. أنا آسف من أجلك ، لقد جئت فورا عندما علمت بما حصل ..
قلت باستغراب :
- لكن .. حاتم .. من الذي أخبرك؟
- اتصلت بي فتاة اليوم وأخبرتني أنها ابنة عمك ..
- لا أحد يعرف رقمك الجديد غيري ، حتى الرقم القديم ..
ضحك حاتم وضرب كتفي ثم قال :
- من غير المعقول أن تكون كل العائلة مجنونة ، يكفي أنهم يملكون واحدا مثلك .. أنت لم تر منظرك وأنت تكلم نفسك منذ قليل !!
لم أعد أفهم شيئا من كلام حاتم وقلت :
- أنت تمزح .. أهذا وقته!
توقف حاتم عن الضحك وتكلم بجدية قائلا :
- صدقني لقد اتصلت من هاتفك المحمول وأخبرتني أن عمتك توفيت .. ثم ... من تلك الذي تتمرن لكي تتحدث إليها ؟؟ أخبرني وسأجد لك الطريقة المناسبة في الكلام .. أعرف أنك أخرق عندما تتحدث للفتيات !
قلت باستغراب :
- لم أكن أتمرن على أي شيء .. أقسم أنني لم أعد أفهمك ..!!
- منذ قليل .. كنت تقول .. سنصبح أصدقاء ولا تتعذبي .. وما إلى هذا الكلام .. هل تصدق ... مراقبتك أمر ممتع!
ابتسمت وقلت:
- حقا .. لقد كنت أتكلم مع سيدورا .. إنها صديقتي في الجامعة ..
حدق حاتم بوجهي ثم نظر للمكان الذي كنت أجلس فيه وقال بخفوت :
- لقد كنت تجلس بمفردك يا حسام .. لقد كنت أراقبك من مكان واضح .. ولو كان معك أي شخص آخر لرأيته ..
وقفنا نتبادل النظرات بصمت .. هناك شيء لا أفهمه .. من أين خرجت تلك الفتاة في حياتي!
لم أقل شيئا لحاتم وعدنا سوية إلى داخل المنزل الذي امتلأ بالمعزين ..
كان حاتم ينظر لي طوال الوقت باستغراب وعلى وجهه تساؤلات كثيرة .. لم يكن الوقت مناسبا للتحدث في أي شيء ..
من اتصل بحاتم؟
يقول إنها إحدى بنات عمي .. حسنا أنا لا أملك سوى عمين .. وكنت اترك هاتفي المحمول كثيرا في اليومين الماضيين ..
توجهت إلى سمر ابنة عمي وقلت :
- أريدك لحظة ..
تطلعت لي باستغراب ونظرن لها أخواتها وبنات عمي الأخريات باستغراب ثم وقفت سمر وتبعتني حتى ابتعدنا عن الناس فقالت سمر :
- نعم يا حسام ؟
- هل استخدمت هاتفي المحمول للاتصال؟
وكأن السؤال فاجئها فقالت بسرعة :
- مستحيل .. لدي هاتف أيضا!
يا لعقلها الصغير !! قلت بنفاذ صبر :
- هناك شخص استخدم هاتفي المحمول واتصل على صديقي حاتم وأخبره بوفاة عمتي ، كانت فتاة وقالت أنها ابنة عمي ... حاتم لا يكذب ...
دمعت عينا سمر وقالت :
- ولماذا تشك في أنا؟! لماذا لم تشك في هناء أو حنان أو ..
يا للفتيات ! قاطعتها :
- لا .. لا أنا لا أشك فيك .. لكنني أعلم أنك تهتمين لمصلحتي ، أليس كذلك .. وستخبرينني إذا رأيت من فعلت ذلك ، فأنا أود شكرها ..
صمتت سمر وهي تفكر ثم قالت :
- لا أظن أن أي واحدة من أخواتي أو بنات عمي تمتلك الجرأة لتفتح هاتفك وتكلم صديقك دون إذنك .. أنا أعرفهن جيدا ..

*******



maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس