عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-09, 12:17 PM   #15

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثاني من الفصل السابع،

حقيقة سيدورا،

--------------------------

*******

سيقضي معي حاتم يوم الغد ، وهو يوم العطلة .. ترك لنا والدي المنزل الذي خلا من البشر ما عداي أنا وحاتم ..
يا له من يوم!
دخلت المطبخ مع حاتم وحاولت إعداد أي شيء لنأكله .. فاشل كبير في الطهي مثلي لم يدخل المطبخ في حياته ولا يعرف كيف يتم صناعة كوب من الشاي .. ويظن أنها معجزة .. يريد أن يحضر العشاء ، يا للعجب!
قال حاتم وهو يضحك على طريقة تقطيعي للجبن:
- ما هذا؟ هل تنوي أن نبيت في المشفى اليوم؟
ابتسمت رغما عني وقلت مازحا:
- لم أمسك سكينا من قبل إلا لذبح الآخرين ..
نظر لي حاتم بذعر فضحكت ، ضحك هو الآخر وعاد يقول بسماجة :
- جنونك يؤرقني!
عدنا للضحك وأعطيته الجبن ليتولى تقطيعه بينما وضعت بعض المياه في الإبريق لكي أقوم بتحضير الشاي لنا ..
نظرت إلى حاتم وهو يقطع الجبن فضحكت لأن تقطيعي أفضل من تقطيعه وترك حاتم السكين أخيرا معلنا استسلامه وهو يقول :
- لم أكن أعلم أن الطباخين يتعبون هكذا !!
قلت :
- إنه جبن وليس بندق .. مجرد جبن ..
انتهينا من التقطيع وضحكنا ونحن نقوم بصنع الشاي وأنا أقول :
- إنها مجرد ورقة شاي وبعض السكر .. مجرد شاي ..
وحاتم يضحك ويقول :
- إنه مجرد عشاء! مجرد شخص يطبخ ، مجرد حسام من الحواسم !!
- مجرد شخص غبي .. حاتم مثلا .. مجرد حاتم من الحواتم! أقصد الخواتم ..
- خواتم؟ هل تراني خاتما في أصبعك!
بقينا نكرر كلمة (مجرد) ونضحك ..
أخيرا حملنا عشائنا لنتناوله بالأعلى في غرفتي ، مزيدا من الحرية يمنحني شعورا بالسعادة ..
تناولنا عشاءنا وأعدنا الأطباق للمطبخ ، أخيرا انتهينا من هذه المعضلة ..
حاولت أن أتناسى مشاكلي طوال الوقت حتى جلست أمام حاتم وجها لوجه ، قلت :
- ما رأيك أن نخرج للحديقة بعض الوقت ..
عاد حاتم للمزاح قائلا :
- مع أن أمي قالت لا تخرجوا من المنزل ليلا ..
ابتسمت وسرت متوجها للحديقة وتبعني حاتم ، جلسنا على كراسي أمام المسبح صامتين .. فبدأ حاتم الحديث قائلا :
- ما الذي أفزعتني به وقلت أنه يحصل معك .. ما هو؟ ما الأمر لا تبدو مثل حسام المتفائل الذي رأيته أول مرة ، والذي كان يتحدث مثل الجدة!
ابتسمت و المرارة تعصر كبدي وقلت :
- نعم .. هناك أشياء غريبة تحصل معي وأريد أن أجد لها حلا ..
تخلى حاتم عن مزاحه وقال باهتمام :
- هيا أحكي لي ..
بدأت أحكي لحاتم من البداية ، من اليوم الذي رأيت فيه صاحبة المظلة ، كان حاتم يسمع باهتمام وعلى وجهه آثار الدهشة ..
عندما حكيت له عن سيدورا عندما قابلتني في الحديقة اليوم .. قاطع حاتم كلامي لأول مرة وقال :
- حسام .. اسمع، أنا أقسم لك أنني راقبتك .. كنت أود مفاجأتك بحضوري .. راقبتك لفترة طويلة .. كنت تتحدث مع نفسك بعصبية .. ثم صمتت فاقتربت أنا قليلا لأسمع ماذا تقول فسمعت كلماتك الأخيرة ، وعندما صمتت لفترة طويلة ، خشيت أن يصيبك مكروه فأظهرت نفسي ..
كان كلام حاتم بمثابة صدمة بالنسبة لي .. وقلت بحيرة:
- الآن .. كيف أتصرف مع سيدورا ؟؟
كان حاتم يفكر قبل أن يقول بجدية :
- لا تمشي بمفردك .. يجب أن يسير أحد معك دائما .. إنها جنية ، لا يمكن أن تكون إنسانة وأنا لا أراها .. وقد لاحظت من كلامك أنها تقابلك عندما تكون بمفردك.
شعرت بالخوف وهبت نسمة هواء قوية فقلت :
- حاتم أرجوك .. أنا أشعر بالخوف من هذه التفاهات ..
نظر حاتم بشجاعة وقال :
- لا تكن جبانا ، كثير من الناس تحصل معهم أشياء كتلك التي تحصل معك الآن ..
قلت بخوف وتذمر:
- ولماذا أنا!!
كان الهواء باردا ونظر حاتم في عيني ثم قال :
- حسام ، أنت غريب !
وقفت بسرعة فوقف حاتم بخوف ثم قلت :
- ما الأمر يا حاتم لماذا تخيفني ...
سرنا مسرعين عائدين إلى داخل المنزل فقال حاتم :
- أنظر إلى الصدف التي جمعتنا معا في المرتين اللتين التقينا فيهما ،، في الحقيقة يا حسام إن حياتك غريبة .. وماضيك غريب .. وكل شيء فيك مختلف عن الآخرين .. في الحقيقة .......
قلت بسرعة :
- حاتم ما بك!
عاد حاتم ينظر لي بشك وخوف ثم قال :
- في الحقيقة أنا خائف .. وأريد العودة إلى العاصمة .. والآن.
- هل أنت مجنون .. لقد تجاوزت الساعة منتصف الليل ..
ركض حاتم وأخذ معطفه ثم فتح الباب وخرج ، بالطبع لحقت به وأوقفته في منتصف الشارع وأنا أهتف :
- حاتم أيها المجنون هل أنت خائف مني؟
نظر لي حاتم في عيني ولم يقل شيئا .. سحبته لكي أعيده للمنزل وقلت :
- سامحك الله ، كيف تخاف مني .. أنا لن احكي لك شيئا أبدا ..
عاد حاتم معي في صمت .. كنت حزينا جدا وزاد من حزني ما فعله حاتم أخيرا !!
لم نتكلم مجددا و أوصلت حاتم للغرفة التي أعدت من أجل الضيوف ثم قلت بحزن:
- ستنام هنا .. بعيدا عن الشبح حسام!
استدرت عائدا فسمعت حاتم يقول :
- أنا آسف يا حسام .. سامحني .
ابتسمت واستدرت مرة ثانية لأواجه حاتم وقلت :
- لا بأس .. لكنني لن أخفي عليك أني تلقيت صدمة في توأمي الوحيد!
تركت حاتم وعدت إلى غرفتي ..
في تلك الليلة لم استطع النوم .. انتابتني الأفكار المزعجة ..
ولذلك جلست والأرق يسيطر علي ، فتحت ضوء غرفتي وأخرجت قصة سيدورا .. يجب أن أتحلى بالشجاعة لإكمالها ..
يجب أن أفعل ذلك .. حتى وإن كان الثمن هو حياتي ، لقد كنت السبب في ما حصل لريما عندما قبلت تلك الرواية..
أرسلت رسالة إلى هاتف حاتم ، كنت أعلم أنه مغلق الآن لكنني كتبتها لكي يقرأها في الصباح وكتبت فيها :
" حاتم، إذا كنت ميتا وأنت تقرأ تلك الرسالة فاعلم أن رواية سيدورا هي السبب، وخاصة إذا كان سبب الوفاة هو السكتة القلبية"
بعد أن أرسلت الرسالة ، فتحت الرواية وبحثت عن الصفحة التي توقفت عندها .. بدأت أكمل ما وقفت عنده ..
" نامت كلارا بمفردها في الغرفة وهي تتساءل عن ما حصل لكلاود فعلا .. كان المكان خاليا وندمت كلارا أنها لم تصطحب معها سيمونا .. وقبل أن تغمض عينيها طرق شيء ما الباب بعنف"

قبل أن أكمل سمعت طرقا قويا على باب غرفتي فسقطت الرواية من يدي وقلبي يخفق بعنف .. إنها لحظة الحقيقة ..
وقفت وقدماي لا تريدان المشي ، وتوجهت صوب باب الغرفة وقبل أن افتح تحرك مقبض الباب وانفتح الباب بقوة ..
صحت وصاح حاتم لأنه تفاجأ أنني أمام الباب فقلت بسرعة:
- أفزعتني .. ما بك!
أمسك حاتم برقبتي وقال بعصبية:
- أهذه رسالة ترسلها لي سيادتك بعد منتصف الليل !
أبعدت يدي حاتم عن رقبتي وقلت :
- ماذا؟؟ .. ظننت أن هاتفك مغلقا ..
نظر حاتم إلى سريري وركض بسرعة ثم التقط الرواية وقال :
- أهذه هي الرواية الملعونة؟ حسنا ..
ركض حاتم خارج الغرفة فلحقت به بسرعة وأنا أصيح :
- حاتم أرجوك .. ماذا ستفعل ..
- سأحرقها ..
أسرعت في الركض حتى ألحق بحاتم وأنا أقول:
- لااا .. لا تضيع الدليل من أيدينا ..
دخل حاتم للمطبخ فأمسكت به هناك .. كان عصبيا جدا وصاح :
- إذا أردت أن أبيت معك الليلة ، فاحرقها يا حسام .. احرقها ..
ترددت كثيرا .. ولكنني علمت بأن هذا هو الصواب .. كما أن سيدورا أهدتها لي ، فأصبحت ملكي ..
وضعت الرواية داخل آنية حديدية وقمت بإشعال النار فيها ..
مضى بعض الوقت حتى تأكد حاتم من أنها أصبحت رمادا ثم أخذ الرماد وخرج إلى الحديقة كنت أسير خلفه مثل الأبله وقلت :
- ماذا ستفعل في الحديقة ..
- سأدفن الرماد ..
بدأ حاتم يحفر الأرض بيديه فقلت معترضا :
- ولماذا ستدفنه .. لقد احترق بالكامل ..
لم يتوقف حاتم عن الحفر وقال باقتضاب:
- هكذا يبطل السحر أيها الجاهل !
كنت أريد أن اشد شعري وسالت :
- ومن قال لك ذلك ..
- قرأته من قبل ..
بدأ حاتم بسكب الرماد داخل الحفرة التي صنعها ولكن الهواء هب مجددا فطار قليل من الرماد ودخل إلى عيني حاتم وحلقه ..
ترك حاتم الرماد وبدأ يسعل بشده ...
فأخذته وأدخلته المنزل ولكنه قال بإصرار:
- ادفن ما تبقى من الرماد واتركني ، سأتولى أمر نفسي ..
عدت للحديقة بمفردي ودفنت ما تبقى من الرماد ثم وضعت التراب فوقه وضغطت عليه بحذائي جيدا وعدت للداخل بسرعة ..
كان حاتم بصحة أفضل وجلس على الأريكة في الردهة ثم قال :
- سعلت حتى الموت!
- لقد خفت عليك كثيرا .. لكن من الجيد أنك مازلت ترى وتتكلم!
تبادلنا الابتسامات ومن ثم دخلنا إلى غرفة الضيوف ونمنا في نفس الغرفة لم يترك أحدنا الآخر.


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس