عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-09, 12:20 PM   #16

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن

{1}

سلمى ... أم سيدورا؟


-------------------------------------------------------

انتظرت بجانب حاتم في محطة القطارات حتى تبدأ رحلته إلى العاصمة ..
كان يوم الأمس يوما مخيفا بحق ولكنه مضى ، كان حاتم يود أن يعتذر بشكل ما عن ما صدر عنه من تصرفات طفوليه ليلة الأمس ولكنني لم أعطه الفرصة ..
وصل قطار حاتم السريع أخيرا ، وستستغرق رحلته ساعة أو أكثر بقليل ، العاصمة ليست بعيدة جدا ..
قال حاتم قبل أن يصعد إلى القطار:
- متى سأراك مجددا؟
قلت مازحا:
- سوف تكون صدفة غريبة إذا حدث مرة أخرى ورأيتك!
ضحك حاتم وقال:
- سنظل على اتصال، أرجو أن تنسى ما صدر عني ليلة الأمس .. لكننا سنظل صديقين، للأبد، وستحكي لي ما يحصل معك من تطورات.
- بالتأكيد..
تصافحنا بقوة وركب حاتم القطار أخيرا ..
وعدت إلى المنزل ، ذهب حاتم في صباح يوم العطلة ،، ياله من يوم فراغ .. عندما عدت للمنزل كانت صباح هناك مع بقية الخدم فتنفست الصعداء!
ضحكت صباح من الفوضى التي سببتها في المنزل في اليومين الماضيين ومن كم الملابس والآنية المتسخة ..
أخبرتكم في البداية أنني فاشل كبير فلا يمكن لأحد منكم لومي ..
أمضيت اليوم في الدراسة واتصلت بعلاء في المشفى ورأيت أن صحته تتحسن وهذا واضح من صوته ..
في المساء فتحت جهاز الحاسوب المكتبي لم يكن أحد متصلا فأنا لا أملك الكثير من عناوين البريد الالكترونية ..
أحزنني كثيرا أني لم أجد سلمى ..
بقيت دقائق أمام الشاشة بلا أي وظيفة .. ولحسن حظي قامت سلمى بالاتصال ..
فرحت كثيرا وكتبت :
- مرحبا سلمى!
- سلمى : من الجيد أنني وجدتك ..
- أنا : كنت اشعر بالاكتئاب ..
- سلمى : لماذا .. هل حدث شيء؟
- أنا : لقد توفيت عمتي ..
- سلمى : أنا آسفة جدا لذلك ، رحمها الله.
شعرت بضيق شديد فكتبت :
- هل أحكي لك؟
- سلمى: ماذا تريد أن تحكي؟
- أنا : سأحكي لك عن ما جرى معي .. لكن ..
- سلمى: لكن ماذا؟
- أنا: لا اعلم .. لكن أخشى أن تشعري بالملل!
- سلمى : مستحيل أن أمل منك ..
- أنا : شكرا ..
بدأت أكتب لها ما جرى معي .. كنت أشعر براحة كبيرة وكانت سلمى تصدقني .. لا أعلم إن كانت تصدقني فعلا أم أنها تكتب ذلك ..
كتبت كل ما حصل معي من أمور ... قلت لسلمى بصراحة ما قاله لي حاتم بخصوص سيدورا .. أخبرتها أنني وحيد وأنني أشعر بالخوف ..
لم آبه ماذا ستقول عني كرجل خائف .. ولكن الأمر الذي عشت فيه كان أشبه بكابوس مرعب لم استيقظ منه بعد ..
مضت تلك الليلة وأنا أكتب ..
شعرت أنني لست لوحدي .. سلمى أيضا حكت لي عن أشياء كثيرة عنها .. إنها من العاصمة مثل حاتم ولكنها تدرس في مدينة تقع جنوب العاصمة ...
في ذلك اليوم بالذات ..
عندما ودعتها وأغلقت جهازي .. شعرت أنني لا أريدها أن ترحل أبدا .. كنت أود أن أتحدث معها حتى نهاية حياتي ، كان ذلك جنونا ولكن ..
عدت إلى سريري وغفوت بسرعة ..
حلمت حلما غريبا جدا ..
كنت داخل قطار .. كان القطار يسير بسرعة وله ذلك الصوت المميز وهو يسير على القضبان الحديدية ..
كان القطار خالٍ من الناس .. سرت بين كراسي القطار كأنني أبحث عن شيء ... ليس هناك أي شخص .. من بعيد رأيت فتاة تجلس على الكرسي بمفردها .. كانت تبكي وكأن شيئا ما يؤلمها بشده ..
تلقائيا توجهت إليها... عرفت أنها سلمى .. صديقة الانترنت .. لا أعلم كيف عرفت .. سلمى جميلة ..
لها شعر بني وهي رقيقة جدا ...
جلست إلى جانبها ثم قلت :
" سلمى .. لماذا تبكين؟"
لم تجب سلمى وظلت تبكي وكأنها لم تسمع صوتي فأبعدت خصلات شعرها عن وجهها وكررت سؤالي ..
رفعت سلمى عينيها الحمراوين وقالت بصوت مليء بالبكاء :
- من أنت ؟ كيف عرفتني؟
كأنني ارتبكت فجأة ولكنني قلت :
- أنا ... أنا حسام.. هل نسيتني ...
نظرت لي لبعض الوقت ثم قالت :
- ولماذا أنت هنا ؟؟ لا يوجد أحد في هذا القطار غيرنا و هو سيقودنا إلى الهاوية ..
نظرت باندهاش واستيقظت من النوم ..
ألقيت الغطاء من فوقي بتذمر ! لماذا استيقظت الآن؟
بعد أن ارتديت ملابسي وتجهزت .. نزلت إلى الأسفل وأنا أحمل كتبي ..
كان والدي يشرب كوبا من الشاي ويقرأ الجريدة الصباحية فقلت :
- أهلا أبي ...
لم يجب أبي على التحية وقالت صباح :
- سيد حسام .. إفطارك جاهز ..
قلت وأنا أخرج من باب المنزل :
- لا شكرا ..
- حسام!
كان هذا صوت والدي قبل أن أخرج فتوقفت ونظرت خلفي ...
- نعم يا أبي؟
- هل ستذهب إلى الجامعة أم إلى النادي ؟
شعرت بإحباط شديد وقلت :
- طبعا إلى الجامعة كالعادة!
عاد والدي ينظر إلى الجريدة ويرشف الشاي فخرجت وأنا أشعر بالضيق منه ... حلم حياتي أن أعرف لم يعاملني بتلك الطريقة!
في الجامعة استمعت إلى المحاضرات ببعض التركيز ... وعندما خرجت ألقيت السلام على نادر وأحمد وتوجهت بسيارتي عائدا للمنزل .. عندما عدت لم أجد أحدا ..
ناديت على صباح فلم ترد ..
اتصلت على والدي في الشركة :
- أبي ... أين الخادمات والطباخ؟
- لقد أعطيتهم إجازة ..
- لماذا؟
- لأنني مسافر .. لمدة شهر فقط ..
- وأنا ... هل سأبقى في المنزل بمفردي؟
- يمكنك أن تأكل في مطعم ... وملابسك ضعها في مغسلة .. لن أدفع لكل هؤلاء وهم لا يعملون ..
أغلق أبي خط الهاتف في وجهي كالعادة ... يا ألهي لو أعلم كيف يرضى عني هذا الرجل!
خرجت من المنزل وسرت أراقب من نافذة سيارتي حتى أجد أي مطعم جيد لأنني كنت أشعر بالجوع ..
توقف أمام أحد المطاعم القريبة ، رأيت سيدورا تخرج من نفس المطعم ..
أخفضت رأسي حتى لا تراني ... ولكنها نظرت باتجاه سيارتي واقتربت ..
شعرت بأنها فرصة مناسبة لكي أتخلص من خوفي وشكوكي وخصوصا في مطعم عام ... نظرت لي وهي ترتدي نظارتها الشمسية كالعادة وقالت :
- أهلا حسام ... لم أتوقع أنك هنا !
قلت بابتسامة:
- هذا رائع إذا ... سأدعوك إلى الغداء ..
- لا شكرا ... فقد تناولت غدائي للتو ، لو أنني رأيتك قبل تلك اللحظة بنصف ساعة لكان أمرا رائعا بالفعل ...
كانت سيدورا تهرب مني بطريقة غير مباشرة ولكنني أصررت:
- لا .. مستحيل ، لن أبقى بمفردي .. يجب أن تجلسي معي ، فأنا أريد أن أتعرفك أكثر ..
وضعت سيدورا أمام الأمر الواقع وسحبتها معي إلى داخل المطعم ..
اخترنا طاولة قريبة .. كانت سيدورا ترتدي فستانا قصيرا كحلي اللون وجلست أمامي مباشرة.. جاء نادل المطعم وأعطاني قائمة الطلبات ثم انصرف ...
بدأت اشعر بصعوبة في التنفس ...
فهو لم ير سيدورا لكي يعطيها قائمة الطلبات ، تساءلت ما إذا كان كلام حاتم حقيقيا ... أم ماذا؟
قلت محاولا أن ابتسم :
- مـ .. ماذا ستأكلين؟
خلعت سيدورا نظارتها الشمسية وابتسمت قائلة :
- أنت تعرف أنني لن أتناول أي شيء ... لقد تناولت غدائي للتو ..
حضر النادل فقلت :
- أحضر هذه الشطائر .... وكوبا من الشاي للآنسة !
ثم أشرت نحو سيدورا ...
كان علي أن أتأكد من أن النادل يراها ...
نظر النادل أمامي ثم عاد ينظر لي باستغراب ......
لم أقل شيئا فعاد يبحث بعينيه أمامي عن الآنسة ثم ذهب بسرعة وعينيه مليئة بالتساؤلات ...
نظرت إلى وجه سيدورا ...
كانت سيدورا تنظر لي بعدوانية غريبة وكأنها تعرف ما يدور بخلدي ثم قالت :
- هل ستأكل بعض الشطائر وحسب ؟
تطلعت إليها وقلت :
- نعم ... فأنا أحب الشطائر .. كما أنك لن تتناولي الغداء معي ...
عاد النادل وهو يحمل ما طلبت ووضع كوب الشاي أمامي فقلت :
- إنه للآنسة ...
وأشرت مجددا نحو سيدورا ..
عاد النادل ينظر ثم قال باستغراب :
- لكن ... يا سيدي أين هي؟
كنت أراقب التعبيرات على وجه سيدورا ثم قلت :
- حسنا ضعه هنا ..
انطلق النادل عائدا وأنا اعلم انه ينعتني بالمجنون في نفسه ..
نظرت إلى سيدورا وقلت :
- الغريب أنه لا أحد يراك ... سواي ؟؟ لماذا ..هل أنت خفية؟
وقفت سيدورا وارتدت نظارتها الشمسية ثم قالت :
- سأذهب الآن ...
- انتظري ...
وضعت الحساب على الطاولة وخرجت بسرعة إلى الخارج ألحق بها ..
صحت مجددا في وسط الشارع:
- انتظري ..
التفتت إلي سيدورا وتوقفت، فاقتربت وقلت :
- ما الأمر؟ لما رحلت هكذا؟
ابتسمت سيدورا ابتسامة شريرة ثم أخرجت كتابا من حقيبتها وقالت:
- حسام .. أنا لعنة حلت عليك ... ولن يمكنك التخلص مني أبدا .. وقريبا جدا ... سيقرأ شخص ما روايتي ...... ذلك الشخص عزيز عليك ... مع انك تعرفت عليه قريبا ...
ارتفعت الدماء إلى رأسي ...
شعرت بأنني سأنفجر وكان هناك دم يسيل من أنفي مجددا .. عتمت الرؤية أمام عيني وأنا أرى سيدورا تبتعد ، حاولت السير ولكنني سقطت على ركبتي ..
سمعت أصوات المارة الذين أسندوني وأعادوني داخل المطعم ، أعطاني احدهم منديلا وأحضروا المياه والعصير ولكنني لم أشرب شيئا ..
كنت مشوشا جدا وقلت :
- شكرا لكم يمكنني العودة للمنزل ..
مشيت بتعب وركبت سيارتي ..
ببطء شديد سرت بسيارتي مبتعدا عن المطعم ودمعت عيناي بشدة ، خشيت أن أحرك جفوني فتنزل دموعي ..
سيدورا .. هي الطيف الذي قتل أصحابي وتسبب في كارثة .. إنها صاحبة المظلة التي خدعت أبي وكذبت بشأني ...
سيدورا .. هي من قتلت ريما ... عندما سمحت لها بسذاجتي قراءة تلك الرواية ..
سيدورا ... كانت السبب في موت عمتي ... الشخص الوحيد الذي كان يحنو علي لأنني إنسان!
سيدورا ...
ستقتل شخصا عزيزا علي .. تعرفت عليه قريبا ..
بما أنها ستعطيه الرواية، إذا هو يحب القراءة ومستعد أن يقرأ أي شيء ..
حاتم؟
هل ستعطي تلك الرواية لحاتم؟


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس