عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-09, 10:48 PM   #33

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

14- مصحة الأمراض العقلية!

--------------------------------------

من هذا المزعج ..
إنه صوت حاتم ..
- حسام ... استيقظ ..

فتحت عيني بصعوبة فوجدت إنني على الأرض بقرب الأريكة، يبدو أنني سقطت .. كيف لم أشعر بذلك ..
جلست ونظرت إلى حاتم، كان يحمل الكثير من الأشياء وقال:
- هيا يجب أن تتناول غداؤك ..
كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء .. قلت وأنا أفيق شيئا فشيئا:
- لا أشعر بالجوع!
ضحك حاتم بسخرية وقال يقلدني:
- لا أشعر بالجوع ..
ثم تابع:
- ستأكل رغما عنك فأنا جائع ولم آكل شيئا منذ الصباح، كنت انتظرك!

وضع حاتم الغداء على الطاولة وكنت أراقبه بهدوء وهو يفعل ذلك وقلت :
- هل اتصلت بسلمى؟؟
نظر لي حاتم بطرف عينيه وقال :
- مازالت مفقودة حتى اللحظة!
أفقت بسرعة وأنا مندهش مما يقوله حاتم و صحت:
- ماذا؟ مستحيل!!
- أريدك أن تخبرني أين هي؟؟ وما الذي حصل؟؟
لم أستطع تخيل ما قد حصل ووقفت قائلا:
- يجب أن أذهب..
وقف حاتم أمامي وقال بغضب:
- هل أنت مجنون، لن تخرج من هنا إلا على جثتي!
نظرت لحاتم قليلا وقلت:
- هل تريد أن تحملني جريمة أخرى، ابتعد عن طريقي !
- لا! ستخبرني أولا ..
- كيف أخبرك وأنت تتهمني بالجنون؟؟
- أنا لم أتهمك بـ ..
- دعني يا حاتم!!
أمسك بي حاتم بقوة ودفعني على الأريكة فجلست مرغما وقلت بغضب:
- سلمى في خطر يا حاتم، ربما تقتلها سيدورا لكي تحطمني!
قال حاتم بغضب أكبر:
- سيدورا مجددا!! كف عن هذا الهراء!! أين وضعت سلمى؟؟
تمتمت لنفسي بانفعال:
- لقد تركتها في الشارع المقابل للمنزل المهجور، أنا غبي!! غبي ، كان علي أن أسير خلفها حتى أتأكد من وصولها لمركز الشرطة ... كم أنا غبي وأحمق فعلا!!
كان حاتم ينظر لي باستغراب وقال بنفاذ صبر:
- أنت تكلم نفسك مجددا؟؟ آه يا إلهي ساعدني ..
تطلعت إلى حاتم والخوف يأكل قلبي وقلت:
- دعني أذهب يا حاتم !! أنت لن تفهم ذلك أبدا .. أرجوك ..
نظر لي حاتم وقال :
- اسمع يا حسام .. الشرطة تنتظرك أسفل هذا المنزل، لأنها عرفت مكانك وتعلم أنك خطير ..

حدقت بحاتم مندهشا وقلت:
- هل بلغت الشرطة عن مكاني؟؟ هل هذه هي الثقة التي تتكلم عنها ..

نظر حاتم بعيدا نحو النافذة وقال:
- أنا آسف يا حسام، لكنني فعلت ذلك لمصلحتك!!
- مصلحتي؟؟ سوف يحكمون علي بالإعدام شنقا!! وسلمى؟؟ من سينقذها!
لم يرد حاتم على سؤالي وظل ينظر إلى النافذة والتوتر بادٍ على وجهه ، ثم أخذ هاتفه المحمول وقام بالاتصال بأحدهم ثم أغلق الخط قبل أن يجيب ذلك الشخص على المكالمة ..

قبل أن تكتمل الدقيقة سمعت صوت جرس الباب فنظر لي حاتم بحزن وقال:
- أنا أفعل ذلك لمصلحتك ، أرجوك لا تغضب مني ، أنت تعرف مقدار الحب الذي أكنه لك..
وقفت مصدوما ... مشدوها ،، تتدافع المصائب أمام عيني ولا أجد حلا لما يحدث معي ...
سلمى!!
قلبي يؤلمني بشده .. وأنا لست مطمئنا عليها ...
ما الذي فعلته؟؟ كيف تركتها بتلك الطريقة ،، كم أنا غبي وأحمق .. ومجنون!! كيف سمحت لنفسي بتركها !! كيف!
فتح حاتم الباب وأنا واقف مكاني .. رأيت الشرطة تدخل من الباب وأحاطوا بي، ثم رأيت والدي، أزاح الصفوف ونظر لي قائلا بدهشة مختلطة بالحزن:
- حسام! ولدي!
اقترب أبي وعانقني ،، ومن خلف كتفه رأيت إلى ممرضوا المصحة العقلية وهم آتون لاصطحابي أيضا ..
بحثت عن حاتم بعيني لكنه اختفى بين الحشود التي امتلأت بها الردهة وخاطبني أبي بعد أن رأى الصدمة في عيني :
- لا تخف يا حسام .. إنها مجرد إجراءات ..

سرت بيأس مع والدي فتركني ممرضو المصحة العقلية ،، ونزلت على الدرج وأنا صامت أحدق بالأرض حتى وصلنا إلى الشارع ..
سيارات الشرطة تملأ الشارع وهناك إسعاف أيضا، ولكن والدي أدخلني في سيارته وسار بين موكب الشرطة وهو يقول:
- لقد أفزعتني عليك، أنا لا أنام الليل.. ما الذي جرى يا بني؟؟ أخبرني ... لقد كنت من أذكى الأولاد في الجامعة .. ما الذي جرى لك ..
لم أرد على والدي ،، كان يشعر بالقلق،، يشك في عقلي أيضا ولذلك اكتفيت بالسؤال:
- كيف حال عمي الآن؟
نظر لي أبي لوهلة ثم نظر أمامه يتابع الطريق مجددا وقال:
- كان يبحث عنك، إنه قلق عليك أيضا .. لا أحد يصدق أنك قاتل سمر،، على الرغم من أن كل الآثار تحمل بصماتك ..
لم أقل شيئا ونظرت من نافذتي إلى أضواء الشرطة الزرقاء والحمراء وهي تتلألأ حولي وتحوطني بحبل المشنقة ..
لم نذهب إلى مركز الشرطة ..
ابتسمت بسخرية وأنا أرى مصحة الأمراض العقلية والنفسية،، لطالما سحبني خيالي الفضولي وتخيلت المرضى بالداخل ..
أبعد شيء يصدقه عقلي أنني أدخل إليها الآن ،، مكرها ومتهما وعلاوة على ذلك .. مريضا ..
سينتهي بي المطاف هنا بالتأكيد .. لن أر سلمى مجددا ..
لن أعيش مجددا ...
سأدفن هنا للأبد، لأنني مجنون !
لن يصدق أحد ما حصل معي ، ولست مستعدا لأن أحكيه لأي طبيب كان!! لأن الذين يعرفون ذلك وشاهدوه بأم أعينهم ،، نعتوني بالمريض العقلي ..
لقد انتهيت ..
تركني والدي وهو يودعني بنظرات الخوف والحزن ،، نظرت له بلا أية تعابير وتابعت طريقي مع الممرضين بهدوء وأدخلوني في غرفة لها جدران وأرضية بيضاء وبها الكثير من الكاميرات المخفية،، وبها طاولة وكرسيان ..
أجلسوني على أحد الكرسيين وأوثقوا يدي بالكرسي ورجلي بالأرض ...
تركتهم يفعلون كل ما يريدونه، وبقيت صامتا مندهشا ،، ربما ... وربما أنا مصدوم وحزين ..
بعد دقائق دخل طبيب ...
كان رجلا مسنا، يبدو عليه الوقار ويرتدي نظارات أنيقة،، دخل ووضع أوراقا أمامه وملفات ثم ابتسم وقال يخاطبني:
- مرحبا حسام؟؟
نظرت للملفات ثم إليه وبقيت صامتا .. فعاد يقول:
- لماذا لم ترد علي التحية؟؟ هل أنت مستاء من شيء؟
قلت بهدوء:
- لماذا توثقونني بتلك الطريقة، أنا لست مجنونا!

ابتسم الطبيب مجددا وقال كأنما يحدث طفلا صغيرا :
- لا! من قال أنك كذلك؟؟ سأجعلهم يحلون وثاقك الآن ، لكن أخبرني أولا ..
نظر الطبيب إلى معصمي وقال:
- ما هذا الجرح الذي تضمده؟؟
قلت بهدوء:
- لقد قطعت شرايين يدي ..
بخوف واضح قال الطبيب :
- لماذا؟ هل كنت تنوي الانتحار؟؟
- لا.. كنت أحاول فك الحبال التي كبلتني بها سيدورا ..
تأمل الطبيب وجهي لثوان ثم قال:
- سيدورا ... يقول أصدقاءك أنك كنت ترى فتاة شقراء وقد أعطتك رواية أو كتابا ..
فتح الطبيب الملف ثم أخرج كتابا صغيرا وقال:
- أهذه هي؟
نظرت لغلافها جيدا،، لم تكن هي رواية سيدورا ولكنها تحمل نفس الاسم وتشبه الغلاف الحقيقي إلى حد ما ... قلت:
- لا ... ليس هذا هو كتابها.

وضع الطبيب الكتاب على الطاولة ثم تابع:
- حسنا .. هل يمكنك أن تخبرني ماذا ترى أيضا؟؟ هل تسمع صوتها وهي تكلمك ولا تراها؟
أجبت:
- أسمع ضحكاتها أحيانا بدون أن أراها ..
- حسنا هذا جيد ... هل تسمع أصوات أخرى .. أصوات أقاربك مثلا ، أو أصوات غريبة؟
- ربما ..

عاد الطبيب ففتح الملف وأخرج صورة فوتوغرافية ، ثم وضعها أمامي وقال:
- هل هذه هي الفتاة التي كنت تراها؟
نظرت إلى الصورة، كانت صورة سيدورا وهي تسير في الجامعة وهي غير منتبهة للصورة وخلفها طلاب غير منتبهون أيضا فقلت بانفعال:
- نعم .. ولكن من استطاع تصويـ ...
قاطعني الطبيب قائلا:
- هذه الفتاة، هي فتاة جامعية تدعى (ولاء أمين) ،، وهي لا تعرفك جيدا، فقط تقول أنها رأتك عدة مرات ولم تتجاذب معك أطراف الحديث ...
نظرت للطبيب بذهول ولم أرد ...
سار الطبيب حولي ثم قال:
- أريدك أن تخبرني كيف أمسكت برقبة ابنة عمك وقمت بخنقها حتى الموت؟؟
لم أرد ...
كنت مندهشا فقط وتخيلت للحظة أنني ربما ... كنت أهلوس فعلا!!
هل أنا مجنون ...
ابتسمت بسخرية فنظر الطبيب إلي باستغراب وقال:
- حسام؟ هل أنت بخير ..
ضحكت ...
أنا مجنون!!
لكن ... لا ...
سلمى؟ لقد كانت مختفية أيضا ... هل هي مجنونة مثلي؟ أم أنها خطفت بالفعل؟؟

سئمت من هذه القيود فحاولت نزعها ، على الفور ترك الطبيب الغرفة وخرج ، بعد ثوان دخل ممرضو المصحة وحملوني بالكرسي إلى غرفة مغلفة بالفلين وعازل الصوت بها سرير وكاميرات ونافذة زجاجية من الخارج محمية من الداخل ..
وضعوني وحلوا وثاقي ثم تركوني وخرجوا ..
إنها غرفة المجانين ..

وقفت وسرت أتأمل بهدوء غرفتي الجديدة، إنها ليست أفضل حالا من غرفتي في المنزل .. نظرت من قضبان النافذة فرأيت صورتي على الزجاج العاكس،، هم فقط بالخارج يستطيعون رؤيتي ومراقبتي! يا للروعة ...
جلست على السرير لمدة نصف ساعة أفكر في كلمة (مجنون)؟؟
بعدها دخل أحد الممرضين ووضع طعاما على الطاولة ، وخرج ثم دخل طبيبي النفسي مجددا ونظر لي لبضع ثوان قبل أن يقول:
- اسمع يا حسام، أنت تتمتع بعقلية جيدة لا تقنع نفسك بعكس هذا .. كل ما ستفعله لكي تخرج من هنا هو أن تتناول دواءك بانتظام عندما احضر لإعطائك إياه ..
قلت :
- أهو دواء للمجانين؟
ابتسم الطبيب وجلس بمواجهتي على السرير ثم قال:
- لا يمكنك قول هذا ، إنه فقط مضاد للهلاوس ،، أريد أن أعرف إن كنت تتحسن..
- وماذا إن لم أكن مصابا بالهلوسة؟؟
- لن يؤثر عليك الدواء في شيء! سنعرف الحقيقة وقتها.
تناولت الدواء ..

*******


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس