عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-17, 12:49 PM   #2

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي



المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيمـ

(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))x
بهذه الآيات الكريمة انتهي العزاء بالسرادق المقام باحد الشوارع الجانبية بشوارع العاصمة
يقف اربع رجال في منتصف الثلاثينات لاخذ واجب العزاء لا يقربوا للمتوفي بأي صلة دماء و لكن رب اخ لم تلده امك
يصطف الاخوان بجاد و إياد المازني يتقدمهما ابن عمهما يحيى المازني و ينتهي الصف بالصديق الرابع خالد علوان
و بعد رحيل آخر المعزيين صعد الرجال الاربعة للمنزل الذي طالما جمعهم في أغلب مراحل عمرهم

بالاعلى تجلس لمى مصدومة غير مصدقة لكل ما حدث خلال الثمانية و اربعون ساعة الماضية تجلس بجوار امها التي فقدت الوعي بمجرد علمها بوفاة ابنها الوحيد عادل و ها هي لا تشعر بكل ما يدور حولها
تمسك يدها بحنان و تقبلها بخوف و هي تدعو الله ان يشفيها و يصبرها بمصابها و مصابهم جميعاً
غادة لا تتوقف عن البكاء و التؤام بحالة توهان بين بكاء و اشتياق لاب لن يروه مرة اخري
وهي تدّعي القوة و الصبر لكن بمجرد انفرادها بنفسها تنفحر باكية علي الاخ و الاب و السند و الحماية و الأمان
تفكر بالقادم بالتؤام و امهم و امها و حياتهم الآتية
كان عادل هو المسؤل عنهم بكل شئ و الان لا يوجد غيرها يحمل المسؤلية فغادة لا تستطيع الاعتناء بنفسها لا بأسرة كاملة و امها ترجو من الله ان يحفظها لها سالمة غانمة لا تريد أكثر من ذلك
و هي ستبدأ بمجرد اطمأننها علي والدتها و استقرار الأمور بالبحث عن عمل جديد فعملها الحالي براتبها المتواضع لا يسمح بإعالة نفسها لا اسرة كاملة
فهي لن تفرط بالامانة التي تركها لها عادل زوجته و ابناءه قرة عينها
تنهدت بإرهاق .... و خالد الذي لم تتذكره بحسابتها ما موقفه من كل هذا ... هل سيساندها و يدعهمها ام لا فالمسؤلية ليست هينه
اول قرار هو تأجيل الزواج عدة أشهر لا ثلاث أشهر كما كان مقرر لهم فلن تستطيع الزواج قبل مرور عام علي الاقل وبه تكون دبرت امورها و استقرت حياتها علي الوضع الجديد و حمدت الله علي وجود خالد معها يدعهمها و يحميها مهما كانت عيوبه الا انه طيب و لن يتخلي عنها أبداً

بالخارج يجلس يحيى بعيون ممتلئة بالدموع و هو يقول لبجاد و اياد : لا اصدق ما حدث مجرد اقتراح بسيط منه جعله يموت بدل مني
قاطعه بجاد و قال : يحيى انها اعمار حتي لو كان بمنزله لم يكن يغير من الأمر شئ لا تحمل نفسك الذنب
قال بانفعال و لكن بصوت خافت احترام للمكان : اعلم و لكن لو كنت مكاني لقلت نفس الكلام
كل يوم اقوم بايصاله ثم اتجهه للمنزل الا هذا اليوم عندما وجدني مرهق اصر علي القيادة بدل مني لم تمضي ثواني وكان سائق النقل يندفع باتجاهنا و يهشم نصف السيارة الاخر و اخرج انا ببعض الخدوش الخفيفة
فقط عدة ساعات بين محاولات لايقاف النزيف و محاولة انعاش قلبه ليلفظ انفاسه الأخيرة بين يدي
كان إياد شارد بذكرياته فإن كان عادل بالنسبة لهم صديق فهو بالنسبة له اخ
فهو أول من عرفه و بعدها عرفه علي اخيه و ابن عمه ... منذ الصغر معاً بنفس المرحلة الدراسية و نفس الفصل و نفس المقعد
لم يفترقا الا بعد قراره بالسفر للخارج بعد تخرجه مباشرة لدراسة الإخراج و حتي هذا لم يمنعهم من التواصل و معرفة كل تفاصيل حياتهم
مازال يتذكر اخر مكالمة معه منذ عدة ايام و هو ينصحه ان يترك اللهو و علاقاته النسائية المتعددة و يعود للوطن
قال بارهاق : اشعر انني بحلم منذ مكالمتك لابلاغي الخبر حتي حجزي لأول طائرة متجهه لمصر و جلوسي هنا بسرادق العزاء
لا اصدق اني لن اراه مرة أخرى او استشيره بكل صغيرة و كبيرة
رحمك الله يا عادل الحياة بدونك ليس لها طعم او معني
اما بجاد فحاله ليس بأفضل منهما قد يكون إياد الأقرب علي المستوي الشخص و يحيى الاقرب علي المستوي العملي
لكن يظل لعادل مكانة خاصة به لا ينسي وقوفه معهم بعد وفاة ابيهم و اقتراحه بإنشاء الشركة و دعمهم بكل الافكار الممكنه ومساعدته لهم خطوة بخطوة و برغم محاولتهم لدخوله كشريك معهم لافكاره و مجهوده لكنه رفض باصرار عجيب ليصبح موظف بالشركة التي بناها بمجهوده
وقبلها عند وفاة والدتهم و انهياره و مواجهته العنيفة مع والده لم يحتويه وقتها الا عادل
لا ينسي اخر كلام بينهم منذ ايام قليلة عندما تطرق الحوار عن زواج لمى القريب و هو يوصيه ان يعتني بها جيدا لعدم ارتياحه لبعض تصرفات خالد الأخيرة
وقتها مزح معه و سأله هل ينوي الهروب لكوكب المريخ
فرد بصوت اصابه بالقشعريرة و هو يقول اليوم فوق الارض و غداً تحت الارض كأنه يشعر بدنو اجله
و بعدها قال نصيحته له ان يترك الماضي يموت و يعيش حياته بعيد عن خذلان والده واهمال امه لهم
قال بجاد بحزن : كلمني من ايام ووصاني علي لمى
رد يحيى بتعجب و قال : نفس وصيته لي بالمشفي توقعت ان يوصيني علي زوجته و اولاده لكنه قال ان كانت هي بخير ستجيد الاعتناء بالبقية
قال بجاد بتعاطف : مسؤليتها كبيرة فغادة تاركة رعاية الاطفال لها منذ ولادتهم و ما سهل الامر اقامتها بنفس المنزل معهم غير مرض ماما زينب التي لا نعرف ابعاده
وايضاً زواجها القريب بالتأكيد ستؤجله و تشرح لخالد وضعها الجديد
رد إياد : غادة لا تعمل و معاش والدة لمى لا يكفي .... بالطبع سنخصص لاسرته معاش و لكن تبقي المسؤلية كبيرة عليها
اقترح يحيى : سأعرض عليها العمل معنا بالشركة براتب جيد يساعد بنفقات المنزل بطريقة لا تجرحها
قال بجاد بعصبية : و لماذا لا تساعدها غادة هل ستظل تلقي المسؤلية علي لمى و من قبلها عادل رحمة الله
قال إياد : هل سنجعلها تعمل بالإكراه نعرض عليها الأمر ان وافقت مرحب بها و ان لم توافق هي حرة و لكن لمى بكل الاحوال تعمل فلماذا لا تعمل معنا من البداية
وضح بجاد : منذ سفري لفرع الشركة بالغردقة وتركت الأمور الادارية ليحيى
شرح يحيى : ارادت ان تبدأ بعيد عن اخيها و عنا حتي لا تشعر بالمحاباه فقال عادل يتركها بحريتها حتي تمل و تطلب منه العمل معنا
قال بجاد : الامر الان لا يحتمل الرفض لمى وصية عادل لنا و يجب ان تظل تحت رعايتنا حتي و ان تزوجت يجب ان يفهم زوجها ان لها بدل الاخ ثلاث
ايده اياد و قال : حقا لا اعلم ما رآه بخالد نعم زميل لنا و جارنا لكن معروف بانه لا يتحرك سوي بأمر من والدته و تعلقه بها مرضي و ستتعب لمى معه شخصية لا يعتمد عليها أبداً
قال يحيى : صدقني بدأت بعض المشاكل منذ فترة و لكن عادل بطيبته و تسامحه كان يمرر الامر و لمى لا تختلف عنه بنقاءها و طيبتها الزائدة
سأل بجاد : حتي الان لا افهم سبب عقد قرانهم قبل الزاوج بستة أشهر
هم يحيى بالرد و لكن قطع حوارهم خروج لمى بملابسها السوداء و طرحتها ناصعة البياض بوجهه حزين مثقل بالهموم لتجد خالد كالعادة يتحدث بالهاتف و رجال المازني يتكلموا بجديه ولكنهم هبوا واقفين بمجرد اقترابها منهم
يحيى و بجاد و اياد كم هي ممتنه لوجودهم بحياتها و من قبلها حياة اخيها
كبرت علي انهم جزء من اسراها الصغيرة منذ انتقالهم للسكن بالشقة المجاورة و اصبحوا لا يفترقوا عن عادل حتي يحيى برغم اقامته ببناية اخرى لكنه كان حريص علي التواحد الدائم معهم

جلست امامهم بهدوء ليجلسوا مرة اخري وهي تقول لاياد بابتسامة حزينة : حمدا لله علي سلامتك اياد
رد بأسف : عدة ايام اطمئن بها عليكم و اعود مرة أخري
اومات براسها و قالت بحزن : كفاك غربة يا إياد ألم تتعب من الابتعاد
قطع حوارهم صوت خالد و هو ينهي مكالمته مع والدته و يعدها بسرعة الحضور
ليقترب و يلقي تحيه سريعة عليهم و يجذب لمى من يدها و يقول : اعتذر لمى يجب ان انصرف امي تشعر بصداع و تريد دواء مسكن و بعض الراحة
نظرت له بذهول : معي ثلاث رجال يا خالد و امي نائمة و غادة و التؤام كذلك بالغرفة الاخري
قال بارتباك : انهم اخوتك يا لمى لا خوف منهم و انا سمحت لك بالجلوس معهم و لم اعترض اين المشكلة
قالت بسخرية : حقا لا مشكلة اذا كان زوجي موافق ..... هيا كي لا تتأخر علي والدتك
تحرك خطوتان ثم نظر لها و قال بتوسل : لا تنسي ان تتصلِ لتطمأني عليها كي لا تغضب منكِ
لهنا انتهي صبرها فقالت بحدة : من يسأل علي من ؟؟ اخي متوفي و امي تعيش علي المهدئات و المحاليل و ابناء اخي لا يتوقفوا عن البكاء و غادة ليست معنا علي الارض و اتصل اطمئن علي والدتك بسبب صداع
كزت علي اسنانها و اتجهت للباب و فتحته و قالت : هيا يا خالد قبل ان تعاقبك امك
زفر بحنق من عدم تفهم لمى لتعب والدته و خرج مهرولا ليطمئن عليها


اقتربت منهم و هي تعتذر بارتباك للموقف الذي وضعها به خالد فقام يحيى بعد شعر باحراجها و قال : نراكِ غداً يا لمي بالصباح ... يجب ان نطمئن علي ماما زينب لهذا سنحضر لننقلها لاحد المستشفيات و نعرف ما يمكننا فعله
قالت بوهن : لا تشغل بالك يا يحيى انا سأذهب بها غداً
قام إياد وقال بحزم : لمى كي لا نرهق بعضنا البعض تأقلمي علي الوضع الجديد انتِ وصية عادل لنا اصبح لك ثلاث اخوات لن تتحركِ بدون إخبار احد منا و بما ان بجاد عائد للغردقة وانا مسافر للخارج بعد يومان فيحيى هو المسؤل عنك و عن الأسرة كلها
رفضت قائلة : لا بالطبع يحيى له اسرته و عمله لا ينقصة مشاكل اخري
زفرت بتعب و قالت : انا استطيع تولي الامر و ان احتجت لشئ لن اجد غيركم الجأ له
قاطعها بجاد : لم نقول أن يحيى سيترك حياته لكن نقول انه بمكانة عادل الان تلجأي له او لنا بأي وقت يا لمى ... نحن لن نتركك بمفردك
اكمل يحيى : بعد ان نطمئن علي ماما زينب و تستعيدي نشاطك تأتي للشركة لتتسلمي عملك الجديد كمديرة مكتبي
لحقها بجاد : عادل تركك بحريتك في اختيار العمل لكن الان مع مسؤليتك الجديدة يجب ان تفكري براتبك و مصاريف المنزل و دراسة التؤام
تبعه اياد : لا ترفضي بدون أسباب واضحة و لا تعتقدي ان يحيى سيمرر لكِ اي أخطاء خاصة بالعمل لمجرد صلة المعرفة بيننا
يحيى قال بنبرة لينة : سنكون أكثر اطمئناناً عليكِ بيننا لمى ارجوكِ لا ترفضي
اومأت موافقة فكلامهم صحيح هي ستشعر بالأمان و الحماية وسطهم بعيد عن عملها المرهق و مديرها اللزج و راتبها الضئيل
فهي لا تعلم ماذا تحمل لها الايام القادمة لكنها متأكدة انه بموت عادل القادم لن يكون سهل أبداً















التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 03-04-17 الساعة 08:51 PM
rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس