عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-17, 08:38 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,431
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


[4]

لم يتوقع سلطان أن يحدث مالك هذا التغير الملحوظ في البيت. بوجوده لم يعد خاطره مثقلا بالقلق على ابنته. لطالما كانت تعتمد على نفسها، رافضة كل الرفض من أن يهتم بها أحد، مما أدى إلى استنزاف طاقاتها مرات عدة.

لكن مالك كان وريث خالته حقا باحتياله لمكان في جانب طيف و إقناعها بإلقاء جزء من الحمل عليه، وهذا كان عندما كان بالكاد متواجدا في البيت.

بمجيء رمضان سنحت لمالك الفرصة بالبقاء في البيت أكثر، وهاهو الآن يساعد طيف في إعداد مائدة الإفطار رغم رفضها وجدالها معه.

بالكاد استطاع سلطان كبت ابتسامته. كم كانت مراقبتهما تسره.

:

لاحظت طيف قلة امتداد يد مالك إلى الإفطار الموضوع أمامه.. ملاحظتها هذه جعلتها تدرك أن مالك كان يأكل وجبة الفطور فقط معهم والباقي في الخارج قبيل رمضان. "يمكن ماكان عاجبه الأكل طول الوقت.."

انتظرت حتى عاد من صلاة التروايح لتسأل بتردد: ما عجبك الفطور؟

نظر إليها باعتراض: لا، لا.. بس يبغالي أتعود عليه.

لم تكن مقتنعة البتة: وش اللي كنت متعود عليه أجل؟

تنهد: مو لازم تتعبي نفسك.. طبعي شين مع الأكل بس مصيري أتعود.

إدعت البراءة: ما قلت بسوي شي. جاني فضول أعرف وبس..

الريبة كانت واضحة على ملامحه، لكنه أجاب على سؤالها في النهاية، معددا لأطباق لم تسمع بمعظمها من قبل.

أول ما أصبحت لوحدها، اتصلت بمي التي ردت بفرح: حي الله من اتصل! والله كنت بشك إنك كنتي تكذبين لما قلتي إنك تعرفي تتصلي على الناس.

ابتسمت بسخرية: ماله داعي وانتي تتصلين في كل ساعة، كأنك ما صدقتي.

أيدتها: إيه والله ما صدقت. صدقيني راح أدعي لزوجك في ذا الرمضان. سوى لي معروفا عظيما.

لم تستطع منع ضحكة من الإفلات: طيب ردي ذا المعروف وقوليلي كيف أسوي لقمة القاضي.

كانت نبرة الاستغراب واضحة في صوت مي: وش جاب الحب المفاجئ هذا؟ أذكرك ما تطيقيه..

ردت ببرود مصطنع مخفية حرجها: حبيت أغير جو.

لم تصدقها: تغيير جو هاه؟ والله ماغير جوك إلا بعض النا—

قاطعتها وهي تحمر بشدة من الحرج: المهم تعرفينله وإلا أروح أسأل أحد ثاني..

تمتمت مي معتقدة بأن طيف لم تسمعها: موب سهل الأخ.. خلى البنت تتشطر في المطبخ./ قبل أن ترد بصوت أعلى: أفا! أنا ما أعرف لشي بسيط مثل هذا؟ راح أعلمك لقمة قاضي من طعامتها وحلاوتها زوجك بيرقصك سالسا.

احمرت أكثر: والله ما في شي يرقص سالسا إلا مصطلحاتك..

في اليوم التالي، تصرفت كأنها لم تفعل شيئا وهي تختلس النظرات لمالك، متمنية وبشدة أن يجد ماصنعته قابلا للأكل.

وجدت ضالتها عندما انسحب أبوها وزوجته من المائدة مبكرا ليتركاهما وحيدين.

لم تدري إلا و مالك يقبل جبهتها، قائلا بسرور حار: تسلم يديك..

ردت بخفوت خجول عندما تركها، متجنبة النظر إليه وهي تلملم الأغراض: عادي.. ما سويت شي..

أليس من حظها أن ذاكرتها كانت قوية لتحفظ كل الأكلات التي عددها مالك؟

:

وأخيرا وجد مالك طريقة للتنفيس عن الحمم اللاهبة التي تجري في عروقه. إعداد طيف لأطباقه المفضلة صنع له عذرا للإقتراب..

بدأ بحذر على منابت شعرها، ثم انتقل إلى صدغيها، ثم الشامة السوداء الصغيرة تحت عينها اليمنى، ثم الأنف، ثم الخدين.. كاد أن يجن عندما قبل جانب فمها كشكر على إعدادها للحلوى التي كان يشتهيها لفترة في اليوم الأول من العيد. "وما كان أحلى من الحلا غير لمحة من ثغرها..". ود الإطالة، لكنه سيفسد تمثلية فرحه العفوية هذه.

:

نظرت للكيس الذي وضعه مالك جانبها بإعتراض مسبق: وش هذا بعد؟

ألم يكفيه شراؤه لجلابية رائعة الجمال وإعطائه لها فجر العيد؟

رد: إلبسيه وجهزي نفسك. بنروح.

كان بودها الإعتراض أكثر لكنها الآن فقط انتبهت لهيئة مالك. لم تره قط بغير ثوب كان مرتديه باستعجال مرهق. كانت هيئته هذه اللحظة تختلف تماما عن الذي عهدته منه.. متأنق ولافت للنظر.

أمال رأسه بابتسامة: أشوفك تبحلقين فيني. ترى عندي لبس مليان، بس ما كان لي نفس اتكشخ./ اختفت ابتسامته ليقطب حاجبيه: وإلا يمكن يكون ما عجبتك؟ قولي عادي.. ترى روحي رياضية.

المشكلة لم تكن بعدم إعجاب طيف به وبهيئته، بل العكس تماما. المشكلة تكمن بأن طيف لا تستطيع الكف عن النظر بانبهار فاضح، من أن تكون مأخوذة بالحيوية التي كانت تشع منه. "معقولة يومين إجازة خلته كذا؟"

:

لم يظهر مالك خيبة أمله عندما خرجت طيف من الملحق بكامل استعدادها.. كان يريد أن يراها بالفستان الذي اشتراه. سرعان ما تناسى ذلك عندما خرجا من البيت.

سألته أين يريد الذهاب بها ليجيب: المتنزه اللي فتحوه على شارعنا العام..

كانت نزهة لطيفة عدا بعض المضايقات من عابثات لم يعبأن بالكثير وخصوصا من كانت جانبه وهن يرمين غمزات ولمزات. حاول التظاهر بعدم ملاحظتهن، منشغل بطيف التي فجأة أخذت تطلب رؤية عروض المتنزه الاحتفالية بإصرار وإلحاح لم يكونا من عادتها.

في النهاية، ملاحقاته استسلمن وطيف كفت عن الطلب.

كانا يراقبان الألعاب النارية من مقعدهما المنعزل عن العامة لكي تشعر طيف بالراحة في كشف وجهها. شعر مالك بانبهار طيف الشديد بالمنظر: أول مرة تشوفين شي زي كذا؟

أومأت بنعم دون أن تشيح بنظرها بعيدا عن السماء: ما شفت شي أحلى..

لم يكن مالك ينظر إلى الألعاب النارية عندما أجاب بعمق مفتون، بل إلى انعكاس الأضواء الملونة على تقاسيم وجه طيف: إيه والله..

:

من اللحظة التي خلعت فيها عباءتها بعد العودة للبيت، شعرت طيف بيد موضوعة على كتفها تديرها بخفة إلى أن كانت تقف وجه لوجه مع مالك. كان ينظر إليها بتمعن من رأسها إلى قدميها، مربكا لأفكارها، فهذه كانت أول مرة يراها بهذه الصورة منذ ليلة زواجهما.

كانت ترتدي الفستان الذي اشتراه لها مالك.. قطعة ثمينة بقيمتها المعنوية وربما المادية أيضا، بلونها الأحمر الداكن وقماشها الناعم الخفيف وأكمامها الطويلة، منسدلة بطبقات عند نصف ساقيها. الحزام الأسود العريض المربوط حول خصرها أكمل الصورة بجلده اللامع.

اقترب منها أكثر وهو يقول: كنت أدري أنه بيطلع حلو عليك..

لم تتكلم لكنها ابتسمت.. حتى لو لم تكن مصدقة لمعظم الكلام اللبق المنمق الذي كان يحدثها به مالك، كانت تحب أن تسمعه وتتخيل أنه كان يعني كل حرف. لم تكن مقتنعة البتة بمظهرها منذ الطفولة، منذ أن دخلت زوجة أبيها حياتها وفتحت عيناها على هيئتها العادية جدا.

إحاطته لوجهها بكفيه سحبتها من أفكارها، لتفاجأ بقربه المربك.. لم تستطع التعود بعد على أريحيته في معاملتها، بقبله الخاطفة الشاكرة على أنحاء وجهها، غير عالم بالفوضى الذي يحدثها في روحها كل مرة.. وهاهو الان سيفعلها من جديد. تساءلت للحظة أين ستكون وجهته هذه المرة، لتشعر بقلبها يتوقف عندما أحسته على شفتيها، مطيلا في لثمه كأنه يرتوي من عطش. أغلقت عيونها لتستسلم له.

بالكاد ابتعد ليشكل همسه اللاهث الكلمات على شفتيها: ما تدرين كثر ت—

صوت جواله قطع هدوء اللحظة، ليفترقا ويلتقطا أنفاسهما.

رأته يلتقط جواله بغضب، مجيبا بحدة: خير..!

جلست على السرير لتترك مالك لمكالمته، محاولة جمع أفكارها واستعياب ما حصل للتو. منعت نفسها من تلمس شفتيها بعدم تصديق. ماذا لو رآها؟

حركة مالك أيقظتها من غفوتها لتستغرب: وش تسوي؟

أجاب بعجلة وهو يوضب أغراضه: تعرفين الشغل اللي كان يدورلي إياه صديقي في قرية؟ أخيرا لقيناه.

سألت لتؤكد: يعني بتسافر؟

توقف عن الحركة.. ليكمل بعد لحظة: إيه.. ويمكن لشهور.

أخبرها مالك أنه يبحث هو وصديقه عن وظائف لا يمكن السعي ورائها وهو يداوم في الجامعة، وبما أنه الآن في إجازة نهاية العام، كانت هذه فرصته الذهبية.

تصاعدت في داخلها رغبة غريبة جارفة بقول إبقى جانبي! بعدم تركه يسافر لشهور بعيدا عنها. سرعان ما كبتت شعورها ذاك، لتنهض وتساعده في توضيب حاجياته وتذكيره بما نسيه منها.

ضمها بقوة فاجأتها قبل أن يخرج من الباب، هامسا في أذنها: انتبهي على نفسك..

ليلتها أحست طيف ببرد غريب منعها من النوم، وبشعور خواء في جانبها.

[انتهى البارت...]



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس