عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-09, 05:31 AM   #22

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل العاشر

- جولي، لقد قلت لك! لقد ظننت أنك تعرفين. و سبب قدومي إلى هنا يتعلق براؤول ، و ليس بأنيتا. ظننت أنني أوضحت لك الأمر.

و بللت جولي شفتيها بلسانها:
- لا..لا..لم أكن أعلم. أنا آسفة، ولكنني ظننت أنك تريدين أن تعرفي إن كان راؤول قد أخبرني!
- أجل...ولكن ليس هذا سبب قدومي. جولي إذا سألتك سؤالا شخصيا جدا، فهل تعطيني جوابا صريحا؟
- إذا استطعت..ولكن.. ولكن إذا كنت ستطلبين مني أن ابتعد عن طريق راؤول ، فلا تزعجي نفسك. فأنا لا أرغب أن أفتح الجروح القديمة.
- ألن تفعلي؟
وحدقت بها الكونتيسة بارتياب ، وهزت جولي رأسها:
- لا.. لا تقلقي يا كونتيسة ، أنا أعلم كيف تشعرين. لو كانت الأمور مختلفة ، من يعلم كيف كنت سأجيب. ولكنني الآن أفهم أنك تريدين التأكد من أن راؤول لن يرتكب نفس الغلطة مرةأخرى.
- لا..أنت مخطئة ! ولي ، لقدأسأت فهمي تماما. لم آتي إلى هنا لأطلب منك أن تبتعدي عن حياة ولدي، بل علىا لعكس .إنه يحتاجك جولي . إنه يحتاجك بشكل يائس. ولكن بما انه متكبر، لن يقول هذا بنفسه!
و حدقت بها جولي بدهشة:
- ماذا تعنين؟
- و ماذا تظنين أنني أعني؟ جولي ، لقد جعلت من اختيارك أمرا واضحا طوال السنوات الماضية ، هل تعتقدين بأنني أستطيع إقناعه بأنك فكرت ثانية بقرارك؟
و بلعت جولي ريقها بصعوبة:
- أنت تعرفين..أليس كذلك؟
- بأنك ما زلت تحبين ولدي؟ أجل..أعرف هذا منذ التقينا، عرفت. و لكن هل تحبينه كفاية لتضحي بوظيفتك من أجله ؟ هذا ما لم أعرفه بعد.
ووقفت جولي عن الأريكة ، و أخذت تذرع الغرفة بتوتر ثم استدارت لتنظر إلى السيدة العجوز:

- عندما التقيت راؤول أول مرة كنت في الثامنة عشر وكما قلت لك ، كان والدي قد تخلى عن أمي و أنا لا زلت طفلة . و لولا ابن عم أمي لما تلقيت أي تعليم.. و لكن هذا ما حدث و اعتقدت أنني مدينة لنفسي بأن أفعل شيئا ما.
- وراؤول؟

- راؤول؟ راؤول كان شيئا آخر.كان لديه كل شيء علمتني أمي أن أتجنبه ، رجل وسيم ، جذاب للنساء! رجل بإمكانه أن يفسد كل ما خططته بدقة لمستقبلي.
- و مع ذلك تركته.
- أجل..أجل..لقد فعلت هذا. و ندمت على ما فعلت في الحال.
- لا...
- بل نعم.. ولكن هل تتصورين كيف شعرت عندما اكتشفت أنه سيتزوج آنيتا ؟ لقد أعلن عن الزواج بعد أقل من شهر من ..من..حسنا! كان هذا كافيا لإقناعي بأن شكوكي مبررة.
- أوه.. جولي!
- إذا، أنت تفهمين الآن، الأمر لم يكن له علاقة بمشاعري أبدا. كان راؤول هو السبب. لقد احتقرني. إنه لا يزال منجذبا لي ، ولكنه لا يحبني. و لست أدري كيف تظنين أنه يحبني.
- -جولي..كل ما أعرفه هو أن ولدي منذ أن دفن آنيتا و هو يبدو و كأنه رجل ...ميت. حاولت أن أقنع نفسي بأن السبب هو آنيتا و كدت أقتنع بهذا في البداية و لكن المر لم يكن هكذا لقد أدركت أن ما ينتابه ليس حالة جديدة عليه. لقد قالت لي مارغو بأنه لم يكن يتناول الطعام جيدا منذ شهر.وأنا أخشى عليه من أن يجهد نفسه بالعمل لدرجة الموت.
والتقطت جولي أنفاسها:
- وهل تظنين أن باستطاعتي تغيير الأمر؟
- آمل..و أملي...أن تستطيعي جولي..راؤول يحبك ، أعرف هذا. و ما إذا كان لا يزال يحبك فهذا أمر عليك أنت أن تكتشفيه ، ولكن لن يأتي إليك أبدا. لذا أنا أتوسل إليك أن تذهبي إليه.
**********
تلقى باتريك قرار جولي بالسفر إلى إيطاليا دون دهشة ، وقال معلقا على ذلك من خلف طاولته المربعة:
- لا أستطيع القول إنني لم أكن أتوقع هذا، و أكره أن أقول، إنك لم تكوني متمالكة نفسك منذ أن رجعتي من هناك. و سيكون من الجيد لك أن تخرجي هذا الأمر من حياتك إلى الأبد.
و تمتمت جولي بحزن:
- و إذا لم أستطع؟
- عندها سأضطر إلى التفكير جديا بفتح فرع في إيطاليا.
و صاحت جولي فرحة و مالت فوق الطاولة لتقبله على خده من أجل تفهمه.
في بيتزا استأجرت جولي سيارة لتصل بها إلى فاغيو. في الواقع لم تكن متحمسة كيرا للقيادة في هذا الطقس المثلج ، ولكنها كانت أسرع طريقة للوصول إلى هناك. و كانت تريد الوصول بسرعة كانت تريد أن ترى وجه راؤول عندما يراها . أرادت سماع صوته عندما يكلمها . أرادت أن تعرف و للمرة الأخيرة ماذا بينهما و ما إذا كان الزمن وسوء التفاهم قد دمر تلك الرغبة المحيرة فالاشتياق ليس حبا و الرغبة ليست حبا ، ولكن إذا كان هذا كل ما سيعرضه عليها ، فهل سيكون كافيا؟
كان أوائل المساء عندما قادت السيارة الأميال الأخيرة للطريق الملتوي المؤدي إلى القصر. و كان الظلام قد بدأ منذ وقت...
و في الطريق المظلم الغيرالمألوف وجدت جولي صعوبة في إيجاد طريقها و تمنت لو أنها طلبت من الكونتيسة أن تأتي معها ، ولكن تلك السيدة أصرت على أن تأتي جولي لوحدها ، قائلة:
- لا يجب أن يعرف راؤول بأنني قابلتك . فلن يسامحني أبدا . عديني بأن لا تخبريه ، لست أدري ما قد يفعل إن عرف.
باحة القصر كانت معتمة ومهجورة و لو لم تؤكد الكونتيسة لها بأن راؤول في القصر لكانت ارتابت في وجوده . و لم يظهر أي نور في أي مكان من القصر. و لكن الستائر كانت مسدلة وهي قادرة على إخفاء أي نور في الداخل.

و دقت على مقبض الباب وتساءلت ما إذا كان سيسمعها أحد . الجرس المعدني كان مجرد زينة و لم يعتني أحد بأن يمد جرسا كهربائيا و ضربت الحلقة النحاسية على الباب الخشبي الصلب مرة أخرى و بقوة ، وفكرت جولي أن تعود لتسعى إلى المبيت في القرية ، ثم تعود إلى القصر في الصباح ، عندما فتح الباب إلى الداخل.
- سنيوريتا فولروك!

- وكانت مدبرة المنزل مارغو، وحدقت بجولي بحزن وللحظة مريعة اعتقدت جولي أن مأساة أخرى قد حدثت لم تعلم بها بعد و لكنها عرفت في النهاية أن حزن مارغو لم يكن بسبب ما كانت تخشاه.
- أوه..السنيورا ليست هنا سنيوريتا . سنيوريتا فولروك ، لقد تحملت عناء السفر من غير فائدة! السنيورا... السنيورا..ماتت!
- أعرف يا مارغو.
وتمنت أن تجعلها مارغو للدخول فقد كانت الليلة باردة و تركت معطفها في السيارة و عندما كانت واقفة تنتظر أن يرد عليها أحد أحسن بالبرد يخترق عظامها و نظرت بلهفة إلى النار المشتعلة في مدفأة الردهة وراء مدبرة المنزل.
- لم اكن أعرف...
- من هناك يا مارغو؟
الصوت الرجالي الذي سمعته يقول هذه الكلمات أوقف الكلام على شفتيها و ظهر راؤول من جهة المكتبة وكان يدفع شعره إلى الخلف و هو يتكلم ، ورأسه مائل إلى الأمام بحيث أنه لم يتعرف على الزائرة فورا. ولكن بعد ذلك و مارغو تلتفت نحوه تمد يديها إليه بقلق رفع رأسه و شحب وجه جولي لرؤية التعبير الكئيب على وجهه.
- السنيوريتا هنا يا سنيور لقد قلت لها إن السنيورا قد ماتت!
وصاحت جولي:
- أعرف...
و أدركت أن عليها أن تأخذ زمام المبادرة قبل أن يأمرها بالذهاب. وتخطت مدبرة المنزل المصدومة و دخلت الردهة . و مدت يديها نحو النار و أضافت:
- هل لك أن تطلب من جوليانو أن يدخل لي الحقائب؟
البرد قارس في الخارج و لقد انتظرت طويلا كي يرد علي أحد.
و بدا و كأن راؤول كان على وشك أن يرفض . و لكنه هز رأسه و قال:
- الحقائب يا مارغو.. لو سمحت.
ثم قال لجولي:

- الأفضل أن تدخلي إلى المكتبة.
وكانتا لنار مشتعله في مدفأة المكتبة ايضا , وبدا واضحا ان راوول كان يعمل هناك . وكان الضوء ينير فوق الطاولة لإبراز الارقام فوق الاوراق التي يدرسها . والقلم الذهبي ملقي فوقها . وقال باختصار :

- اجلسي . هل ترغبين بشرب شيء ؟ لدي بعض الشاي اذا كنت حقا تشعرين بالبرد .
- شكرا لك .
وجلست جولي على احد المقاعد الجلدية , وراقبته يتقدم من الطاولة , ويحضر الفنجان لها , ثم يملأه بالشاي الساخن . لقد اصبحت متأكده الآن ان والدته لم تكن تبالغ .
لقد خسر راوول بعضا من وزنه , فقد بدت سترته وسرواله واسعين على جسده النحيل .
وعندما استدار ليعطيها فنجانها , وجدت الفرصة ملائمة لتنظر الى وجهه جيدا , وما راته ملآها بالقلق راوول مريض حقا , او انه يعاني مرضا خطيرا . لم تكن قد شاهدت وجه رجل يتغير هكذا من قبل.
- شكرا لك .
واخذت الفنجان منه , وخفضت عينيها عنه فورا , سوف يكون هذا اصعب مما كانت تظن , وبدأت تتحضر للاعتقاد بأن الكونتيسه مخطئة .
راوول لا يريدها . حزنه لم يكن بسببها . لقد كانت حمقاء لقدومها الى هنا بناء على وهم من امرأة عجوز .
- لماذا اتيت الى هنا ؟
واسند نفسه على حافة الطاولة وتابع :
- اظن من غير المعقول القول بأنك لم تعرفي بموت زوجتي . اتصور انك اتيت لتقدمي لي التعزية . ولكن لم يكن هناك حاجه لهذا , ولو شعرت بأن عليك ان تفعلي , فرسالة منك كانت كافية .
وارتشفت جولي الشاي . ثم استجمعت قواها واجبرت نفسها على القول :
- كم انت بارد يا راوول . لقد اسفت لسماع خبر وفاة انيتا , ولكن هذا ليس سبب قدومي الى هنا .
_ ألم يكن ؟ لا استطيع الاقتناع بأي سبب اخر لقيامك بهذه الرحلة وسط فصل الشتاء .
- الا نستطيع يا راوول ؟ الا نستطيع ؟ انا حقا لا اصدقك . حتى ولو كنت مكتوما لهذه الدرجة .
ونظر راوول الى عينيها لعدة لحظات , ثم , وبينما جولي على وشك الاستسلام , اشاح بنظره عنها .
- لست ادري ما تعنينه , يا سنيوريتا , لا يمكن ان يكون هناك سبب اخر لرغبتك في رؤيتي .
واحست جولي بركبتيها تصطكان , ولكنها كانت مصممه :
- انت تعرف ان هذه ليست الحقيقة بعدما حدث ...
- بعدما حدث ... كنتى ؟ اتعنين منذ 5 سنوات . عندما رميت بعرضي الزواج منك عرض الحائط ؟ ام انك تشيرين الى مواجهتنا مع بعض منذ 6 اشهر , عندما ذكرتيني بكل لطف بمسؤولياتي تجاه زوجتي ؟
- راوول ...
- لا ... ستسمعني اولا ! لابد انك تظنين انني غبي . لقد اتيت الى هنا متوقعه ان اعاملك كأي ضيف آخر . في وقت ان تعرفين جيدا انك اخر شخص اود ان اراه .
- ولماذا ؟
- لماذا ؟
واحتسى اخر رشفة من الشاي , ووضع فنجانه على الطاولة .
- لماذا ؟ بحق الله يا جولي , الا تخجلين من نفسك ؟ من أي نوع من النساء انت ؟ ماذا يمكن ان يكون هناك لنقوله لبعضنا , وانت تعرفين من كل قلبك ان كل شيء قد قيل تلك الليلة !
- لا !
- ولماذا لا تقولين لا ؟
وحدق بها بوحشية وتابع :
- ماذا تريدين مني بعد ؟ الى ماذا تسعين هنا ؟
ورفع يده واشار اليها :
- لقد قلت لي ... قلت لي .. قلت لي كل شيء عندما تركتني . انت يومها لم تأت الى ايطاليا لمساعدتي, بل اتيت لتساعدي انيتا على ان تستغفلني ! وبما انها ماتت الآن , عدتي كي تستكملي تدميري !
- هذا صحيحا !
ووقفت على قدميها لتواجهه , هي تصر اسنانها لتمنعها من الارتجاف .
- اوه وفري عليّ هذه الهستيريا يا جولي ! لقد حصلت على ما يكفي منها لما تبقى من حياتي . مهما كانت اسباب عودتك , لا اريد ان اسمعها . انيتا ماتت ! وبالنسبة لي , لقد متِ انت ايضا !
- لا ....
ولم يكن راوول مستعدا للاستماع فقال :
- لقد تحملت عناء رحلة طويلة , ومن الطبيعي ان لا ادعك تغادرين في مثل هذا الوقت من الليل .. تستسطيعين قبول ضيافتي حتى الصباح ... ثم ...
- الى الجحيم بضيافتك ...
وانفجرت بالبكاء غاضبة , ثم تابعت :
- لم آت الى هنا لأستدير واعود هاربة , لقد اتيت لأنني احبك , لقد اتيت لأنني اردت ان اقول لك هذا , لقد اتيت لأن حياتي كانت فارغة لـ5 سنوات طويلة , وكنت آمل ان نستطيع الآن ان نحصل على فرصة جديدة !
وتوقف راوول وهو في طريقه الى الباب , ولكن على الرغم من ان صدق كلماتها صدمه , الا ان ما تعنيه لم يؤثر فيه .
- لقد كانت لي تجربة مع حبك يا جولي , 5 سنوات من التجربة , وحسب علمي لم يفدني هذا كثيرا .
- اوه يا راوول , لقد احببتك طوال هذه الـ5 سنوات . الا تظن انه قد حان الوقت لنفعل شيئا ؟
والتوى فم راوول بسخرية :
- وماذا تقترحين ؟ هل تحبين ان استأجر وكيلا لي يشرف على اعمالي لأتمكن من قضاء وقتي معك في لندن ؟ ام تفضلين ان ابيع القصر والكروم والمعصرة , واشتري منزلا في انكلترا ؟ او ربما تفكرين بأن تتابعي التنقل ما بين فاغبو ولندن لتتابعي العمل في وظيفتك ؟
- توقف عن هذا !
ووضعت يديها فوق اذنيها اغمضت عينيها امام سخريته المريرة .
- انت لا تفهم . انت لا تفهم ! انا لم اجيء الى هنا لأطلب منك أي شيء مما تقوله . لقد اتيت لأقول لك بأنني احبك ! اليس هذا كافيا ؟ الم تعد تريدني ياراوول ؟ حتى ولا كرغبة ؟
وسقطت يد راوول عن مقبض الباب .
- اللعنة عليك يا جولي . اللعنه عليك ! اجل ... اريدك والله يعلم . انا لم اتوقف ابدا عن الرغبة بك . ولكنني وجدت الارادة اخيرا لأقول لك : ليس حسب شروطك !
وسقطت يدا جولي الى جانبيها , وقالت :
- ولكنك لا تعرف شروطي ..

- استطيع ان احزر .
واغمض عينيه كي لا يرى توسل العينين الرماديتين والخدود المبتله بالدموع وتابع :

- اذا كنت تهتمين بي يا جولي , عليك ان تذهبي من هنا . قبل ان افعل شيئا سوف اندم عليه بمراره .
- لن يكون أي شيء تفعله مدعاة ندم لي .
واخذت تمسح الدموع عن وجهها بظهر يدها .
- اوه راوول , ارجوك توقف عن مقاومتي . انا بحاجه اليك ارجوك .. ارجوك لا تطلب مني الذهاب !
- جولي ...
ومد يده المرتجفه الى مقبض الباب , فرمت جولي بنفسها مسرعه عبر الغرفة , وهي تنسحب بيأس , وامسكت خصره النحيل ولفت ذراعها حوله , وضغطت وجهها على ظهره , وصرخت بائسة ..
- لن ادعك تفعل هذا , لن ادعك !
نعومة ودفء جسدها على ظهره , حققا ما لم تستطعه الكلمات , فاستدار نحوها وامسك بها بقساوة , واخذت اصابعه تحفر لحم خصرها , ولكنه لم يبعدها عنه , ورفع رأسها لتواجهه واطلق تنهيده الهزيمة وهو يحني رأسه ليرتاح فوق رأسها ...
ودفن رأسه في شعرها فأخذت ترتجف فشد عليها بثبات وتمتم :
- لا بأس الآن . لا عليك , لا استطيع تركك تذهبين , اعترف بهذا ولكن اذا تركتني ثانية يا جولي اقسم ان اقتلك !
- لن اتركك , وانا لم اجيء الى هنا لوضع الشروط عليك , انت كل ما اريده من شروط , ولكنني ... فقط ... انتظرت طويلا , واعتقدت انني خسرتك الى الابد .
وقطب راوول جبينه وقال :
- ماذا تعنين ؟ بانك انتظرتني طويلا ؟
- تلك الليلة , ليلة خرجت من الفندق . كنت اعلم بانني قد ارتكبت غلطة فادحة ...
- ومع ذلك لم تعودي ...
- لا .. لا... لم اعد , ولكن بسبب انني كنت متاكده بأنك ستبحث عني ... لقد كنت عنيده ! ثم قرأت في الصحف خبر زواجك من انيتا ...و... لم يعد هناك شيء ...
- كان بأمكانك منعي !
- ماذا ؟ كنت اظن انك ستتزوجها لأنك تريدها ؟
وحدق في عينيها :
- لقد قلت لك كيف تم الامر .
- لقد قلت لي الآن .. ولكن يومها .
- يا الهي يا جولي .. لو انك تعرفين فقط كم كرهت نفسي تلك الليلة , ليلة تركتني ! قولي لي , لو انني لم .. المسك ليلتها , اكان بامكانك مسامحتي في وقت اقصر ؟
- اوه يا راوول .. لم يكن هناك شيء يستحق الغفران .. لا شيء . لم اكن الومك على شيء . على الاقل , ليس حتى اليوم الذي تزوجت فيه انيتا ... بعدها اعتقدت ...
- انني لم اكن احبك ابدا؟
- كان يمكن لوالدتي ان تقول هذا .
- الم تقولي لها ؟
-لا ... انا ووالدتي لا نتكلم عن اموره كهذه نحن نرى بعضنا ربما مرتين في السنه .
ولمست ذقن راوول بطرف اصبعها بحنان , ثم تابعت :
- مؤخرا .. مؤخرا , كنت اتساءل ما اذا كان اللوم بأكمله يقع على والدتي لما حدث لزواجهما , ربما لم يكن لديها مشاعر نحونا كلينا , على كل الاحوال , اعرف الآن انني لست مثلها . الحياة .... الحياة من دونك مستحيلة ..
- اوه يا جولي .. كم اضعنا من وقت سدى !
- انا الذي اضعته , انا الملامه , وليس احد غيري .
ولفتره طويلة ساد الصمت بينهما , ولكن راوول ابعدها في النهاية عنه وقال :
- يجب ان نتحدث , والامساك بك هكذا ... حسنا ! يجب ان نتكلم .
- وهل بأمكاني ان ابقى هنا ؟
- لقد قلت لك هذا .
- اعني معك ؟ .. اوه يا راوول . نستطيع عندها ان نتكلم الى الابد , ولكنني الآن اريدك ان تعانقني .
- جولي... لو استمر العناق ...
- اعرف .. ولكن هل الامر سيء , ستكون رغبتنا معا اليس كذلك ؟
- جولي عليّ ان اخبرك شيئا عن انيتا .
- لا حاجه لذلك , اعرف كل شيء.
- اريد ان اقول بأنني كنت لا اعرف بأنك تجهلين الحقيقة , حول الطفل .
- واعرف هذا ايضا .
- ولهذا السبب تكلمت معك بتلك الطريقة ! ولهذا السبب كرهتك لأنك وقفت في صفها .
- راوول لقد انتهى كل شيء الآن .
- وهل انتهى ؟ ما كان عليّ ان اتزوجها اصلا .
- هي التي تزوجتك يا حبيبي .
واشتدت قبضة يديه على كتفيها .
- لقد كنت ألوم نفسي في البداية .. الطفل الاول كان لي . ولو لم تجهض ...
- راوول لم تكن انت السبب . لقد قالت لي انها لم تكن سعيده هنا . وانها كانت ضجره .
فهز رأسه وقال:
- اعتقد انها كانت تتوقع نوعا اخر من الحياة .
ولمعت عينا جولي بالعاطفة :
- حبيبي , الا نتوقع جميعنا نوعا اخر من الحياة ؟
- ما كنت تركتها , وانت تعرفين هذا .
- اعرف .. ولم اكن لأطلب منك ان تفعل .
- آه .. يا جولي ... احبك كثيرا , كثيرا جدا , وليس هناك كلمات تكفي لوصف مشاعري .
*****
- ألن تنام .؟
- امامنا العمر كله لننام , اريد فقط ان اتاكد انني لست في حلم .
- لسنا في حلم .. تبدو بأفضل حال الآن . لقد كنت قلقة عليك عندما وصلت .
وابتسم راوول :
- هل اعتبر هذا اطراء لي ؟ ام ان هذا لإقناعي بأنني لن استطيع العيش بدونك .. صدقيني لست بحاجه لبرهان اخر .
- وهل ستعود معي الى لندن ؟ كي تساعدني في اخلاء شقتي . حبيبي .. باتريك , رب عملي ... يعرف بأنه بحاجه الى مساعده جديده له بدلا عني , ولكن علي شرح الامر لمدبرة منزلي . مسكينه السيدة باتس .. لست ادري ماذا ستفعل .
- الا تظنين بأنها قد تحب العيش في ايطاليا ؟ ستحتاجين لمن يسهر على راحتك , اليس كذلك ؟ وستكونين سعيده بأمرأة انكليزية تعتني بأطفالنا .. عندما نرزق بهم .
والتمعت عينا جولي :
- اوه ياراوول .. كم هذه الفكرة رائعه !
- انها سعيد لأنها اعجبتك , و .. اجل سآتي معك الى لندن . فلست انوي ان اسمح لك بأن تتركيني ثانية . ولكننا سنعود الى فاغيو لقضاء الميلاد , اذا كان بامكانك تحمل الطقس .
- هنا منزلنا يا راوول .
- وانيتا ؟
- ربما ستكون سعيده لمعرفتنا بأننا سعداء , ولكنني سعيده لأنك لم تكن تشاركها النوم في غرفة واحده , سنغير ديكور الغرف التي كانت تستخدمها للضيوف .. لوالدتك .
- والدتي ! آه .. اجل , اظن ان والدتي ستكون سعيده .
- وكذلك انا .
وقال لها معترفا :
- لم تكن تريدني ابدا ان اتزوج من انكليزية , الى ان التقت بك , فغيرت رأيها .
- وهل غيرت رأيها ؟

واستكانت جولي بين ذراعيه , وفكرت بان السيدة العجوز لابد ان تكون سعيده , لأن خططها نجحت ...


( تمت بحمد الله )


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس