وأخذت ميراندا تلهث , وغاص الدم في وجنتيها , وتقلصت معدتها من آلام الخوف , شقتها .... شقتها الصغيرة اللطيفة , لا يمكن أن يكون هذا حقيقيا , عليها أن تجعل السيدة سوندرز تصغي اليها وأن تفهم , وتأهبت للتكلم , وأحست بيد جاسون تقبض على ذراعها وهو يقول بهدوء: " لحظة فقط يا سيدة سوندرز . وألتفتت اليه المرأة الغاضبة وهي كارهة فأضاف: "أن تهمك ليست كريهة فحسب , بل وظالمة أيضا وليس لها أساس من الصحة ,وفي أية حال , أؤكد لك أنني سأضمن لك رحيل الآنسة ميك فلن أسمح لها بالبقاء بعد هذا". قالت السيدة سوندرز وهي تحدق فيه: " ماذا؟". وتأوهت ميراندا وهي تنظر اليه في يأس لتدخله غير المتوقع ونسيت ما كانت ستقوله أذ أحست بذراعه تلتف حول كتفيها وهو يشدها الى جانبه , ثم ما لبثت أن صعقت أذ سمعته يقول: " الآنسة ميك ستتزوجني , وأذا كان لديك شيء آخر تقولينه فعليك توجيهه لي أنا". كانت هناك لحظة من الصمت المشدوه , وأعتقدت ميراندا أنها تخيلت كل هذا , وأنها تحلم , ونظرت اليه علها تجد تأكيدا , لكن ذراع جاسون الصلبة حول كتفها لم تكن حلما , ولا أمرا صارما أصدره اليها : " لا تجادلي يا ميراندا ولا تقلقي". " لكن... لكن.... أنا...". " سأراك غدا , وسنتحدث عن ذلك حينئذ". وتحت نظرات السيدة سومرز المشدوهة , رفع ذقن ميراندا الى أعلى وعندئذ دفعها برقة وهو يوميء لها في أتجاه السلالم قائلا: " حان الوقت لتنامي قليلا , هيا يا ميراندا". ولم تستطع أن تحول بصرها عن وجهه , ومشت بظهرها الى السلم وهي تشبه من يمشي أثناء نومه. ونسي كلاهما وجود السيدة سوندرز. |