عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-09, 09:53 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ولما رأى جاسون أتجاه عينيها قال لها:
" أنه جدي ,. لم يشأ والدي أن يضع صورته في غرفة مجلس الأدارة , أذ كان طاغية".
بقيت واقفة قرب المدفأة تحتسي الشراب الذي قدمه لها , وبدأ التوتر ينتابها وطرأت على ذهنها فجأة فكرة .... بل أعتقاد بأنها حمقاء. وغاص قلبها , أذ أفرطت في أعتبار أمور كثيرة أشياء مسلما بها , ربما كانت نيته هي أن يصطحبها لتناول
بعض الشراب فحسب لمدة نصف ساعة تقريبا , أو ما يكفي للتنصل من ذلك الألتزام المليء باللغو ... وأستيقظت من أفكارها على قوله:
" ما لك تبدين كأنك أكتشفت حقيقة مؤلمة".
" ربما حدث هذا فعلا".
" لو كان الشراب لا يعجبك فسأحضر لك غيره".
" كلا , أنه لذيذ".
" كنت تفضلين لو أني لم أدل بهذا التصريح المتعجل نوعا ما في الليلة الفائتة , أليس كذلك؟ وأنت تخشين الأعتراف بهذا".
من المشكوك فيه أن سؤالا آخر أيا كان يمكن أن يسبب لها ذلك القدر من الأرتباك الذي سببه هذا السؤال ,. وبذلت مجهودا لتبدو هادئة وأعتقدت أنها نجحت عندما تحركت الى الأمام وأدعت أنها تتأمل تمثالا صغيرا من العاج.
وخلال تناول الطعام , أبقى جاسون الحديث في نطاق موضعات غير شخصية وقامت ليبي بالخدمة بمهارة أثارت أعجاب ميراندا , وتساءلت عن عدد العاملين في المنزل , أم أن ليبي هي الوحيدة , وواتاها أنطباع بأن جاسون لا يفضل وجود عدد كبير من الناس في منزله عندما يكون فيه , وهو وقت قصير , فهو في معظم أيامه على سفر.
وحينما جاء وقت تناول الحلوى أكتشفت أن جاسون مغرم بالفن وأنه يجمع تحفا شرقية , خاصة من حجر اليشم والعاج , وأن له ذوقا رفيعا في الموسيقى وأن كان لا يعتبر نفسه خبيرا فيها , ودار الحديث بينهما في موضوعات شتى أخبرها خلالها أنه عضو في مجلس أدارة ملجأ للأيتام في ميدلاندز وأختتم كلامه قائلا:
" ومن فضلك لا تقولي يا للصغار المساكين".
" لم يكن في نيتي أن أقول ذلك . هل هذا الملجأ في المدينة أم في الريف؟".
" أنه يبعد نحو خمسة أميال من ميلبرو في قصر قديم لأحد كبار المالكين , وهناك عدد من الأولاد يعيشون في المزرعة".
" هل تتردد على المكان كثيرا؟".
" وددت لو عندي وقت أطول لذلك , لكن هذا مستحيل ".
" وهكذا لم تسنح الفرصة للتعرف على الأطفال ؟".
وسحب قدح شرابه بقسوة وهو يقول:
" ليس لدي وقت للنظر الى الأطفال نظرة عاطفية , أذا كان ذلك ما تقصدينه , أن الوقت الذي أكرسه لهم أخصصه لأمور تتصل بالناحية الدنيوية أكثر من غيرها فهي تتعلق بالجانب المالي للملجأ".
وألقى بمنديل المائدة بعنف فخرجت بأنطباع أنه يأسف لفتح الموضوع , ثم قال:
" ليبي ستقدم القهوة في غرفة الجلوس ... هلا ذهبنا هناك؟".
ونهضت بدون أن تنطق بكلمة , أن قوله الواضح هذا حدد آراءه في العواطف , مما جعلها تصبح أكثر صلابة في مواجهة جاذبيته , وقررت وهو يريها باقي الغرف أن تبقى بعيدا عن طريقه مستقبلا , أن ذلك صعب , فطريقه يلتقي بكل طرقها , ربما تضافرت الظروف مرة أخرى لتخلق موقفا يشبه حضورها هنا الليلة , تبينت كل أخطار الأقتراب منه , أنه من الحمق أن تدع نفسها تسقط في حب جاسون ستيل من دون الرجال جميعا.
لقد تأخر قرارها لكن ذلك لا يهم , وأتخذت مظهرا دفاعيا ورفعت رأسها متباهية وهي تدخل الباب الذي أشار اليه , وسارت في الغرفة الواسعة التي تمتد بطول الطابق الأرضي , وراقت لها هذه الغرفة ووقعت من نفسها موقعا حسنا , كانت الجدران بيضاء والأثاث بلون بني وعنبري , والسجاد بلون العسل يمتد من الحائط للحائط , أنها من طراز الغرف التي تثير أحساسا بالدفء والترحيب والراحة , وذاب قرار ميراندا وهي تغوص في أحد الكراسي ذات المساند , وجاءت ليبي بصينية القهوة , وأبتسمت لميراندا ووضعتها على مائدة منخفضة , ثم خرجت , وأشار جاسون الى الصينية وهو يقول لميراندا :
" هيا , تلك مهمة يقوم بها ضيوفي من النساء دوما , وأنا أفضل القهوة بلا حليب أو سكر".
" أذكر هذا".
وتقدمت الى الصينية , لكنها كانت ما تزال تتأمل التحف في الغرفة الفاخرة , فقال لها وهو يتابع نظراتها:
" القهوة أولا , أن تأثير هذه الغرفة لا يخيب أبدا".
" هل تعني أن الجميع يعجبون بما فيها خاصة ذلك المعبد الشرقي الطراز".
" أنها أحدى شراكي , ولديّ شراك أخرى كثيرة وضعتها في أماكن أستراتيجية من الغرفة".
" حقا, هل تحتاج الى شراك يا سيد ستيل؟".
" من منا لا يحتاج اليها, على الأقل مرة في حياته".
وأراها عددا من التحف, وفي أثناء ذلك تذكرت سؤالا كانت تود أن تسأله فقالت:
" كيف عرفت أنني أنتقلت من سكني؟".
" أنتقلت من سكنك؟".
" نعم ,في ذلك الأصيل حين أرسلت تطلبني , لأنني لم أخطر السجلات بذلك".
" أوه... أردت الأتصال بك هاتفيا في منزلك القديم , وردت عليّ واحدة أسمها الآنسة فاندا وقالت لي أنك لم تعودي تسكنين هناك".
" هل أردت الأتصال لشيء هام؟".
" نسيت الآن ... ربما أردت أن أرسل اليك فاتورة الفندق تلك".
" لكن ذلك كان بعد أن قدمت لك...".
وتوقفت فجأة وهي ترى ومضة سرور في عينيه , وقالت:
" أتريد مزيدا من القهوة؟".
فأومأ ومد يده بالفنجان الفارغ , فلم تجد بدا من الذهاب اليه .
زتجنبت النظر في عينيه وهي تأخذ الفنجان , وأخفقت فرددت:
" ألا تريد القهوة؟".
" كلا...".




أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس