عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-10, 06:48 PM   #43

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" صباح الخير آنسة كولبي , تبدين دائما أكثر جمالا , كيف تفعلين ذلك؟".
أستراحت كولبي على صهوة فرسها , وهي تقاوم رغبة عارمة في خلع قيعتها :
" أنها طبيعة الأنثى يا مايك".
وأنتقل مايك بنظره من الفتاة الرشيقة الى الفرس البنية التي أحنت رأسها لتداعب العشب الطري.
" يا لها من حيوان جميل! جمالها ينبع من أصالتها , لا أعتقد أنني رأيت مثل لونها من قبل , أنظري الى الطريقة التي تأكل بها العشب , تبدو كسيدة أرستقراطية".
ورفعت سورشا رأسها بأعتداد , وحدقت الى الرجل الواقف أمامها ,وكأنها تفهم وتقدر أعجابه بها.
وضرب مايك على رأسه فجأة , وكأنه تذكر شيئا مهما:
" يا ألهي , كيف نسيت! سمعت منذ حين قصة من أحد السكان الأصليين المتقدمين في السن , علي أن أخبر دارت فورا بما قال , لا بد من أن ألحق به بسرعة".
" ها هو دارت آت الينا".
قالت كولبي مستغربة القلق الواضح في صوته ,وما أن توقف دارت قربهما حتى قال:
" دارت , عجوز أخبرني منذ قليل بأنه رأى رجلا وأمرأة يوقفان سيارتهما قرب مركز الحرس القديم".
وعقد دارت حاجبيه بأهتمام قلق:
" ومتى كان ذلك؟".
" رآهما عند الشروق , لكنه لم يستطع الوصول الى المزرعة لأبلاغنا ألا منذ دقائق قليلة , طلبت أليه أن ينتظرك".
" حسنا , أين هو؟".
وقاده مايك الى جذع شجرة يابسة , أستلقى تحتها عجوز حفرت السنوات أخاديد عميقة على خديه , أنحنى دارت على العجوز ودخلا في حوار باللغة المحلية , نهض بعده دارت مسرعا.
" آمل أن نصل اليهما في الوقت المناسب , العجوز أخبرني بأنه رأى الرجل يغادر سيارته ,أما المرأة فيبدو أنها لم تتحرك من مكانها , أن يترك المرء سيارته ليتجول على الأقدام في حر المنطقة النائية , وبدون أن يعرف شيئا عن طبيعة هذه الأرض , جنون قد ينتهي بمأساة , علينا أن نلحق بهما قبل فوات الأوان , من حسن الحظ أن الحر لم يشتد بعد , وأننا نعرف مكانهما بالتحديد ".
" سنأتي معك".
صرخ مايك وكولبي في آن واحد فأصدر دارت تعليماته بسرعة:
" مايك أحضر سيارة الجيب , سنعود أولا الى المنزل الكبير , هيا يا كولبي".
ولن ينطق أحدم بكلمة واحدة , والسيارة تشق طريقها وسط التلال الرملية وعند وصولهم الى المنزل الكبير كانت بيللا تنتظرهم في الشرفة , أحست بحاستها السادسة , التي تكتسبها كل النساء اللواتي يعشن طويلا في المناطق النائية , أن أمرا مهما حدث.
" ماذا حدث يا دارت؟".
" رجل وأمرأة أوقفا سيارتهما قرب مركز الحرس القديم , سألحق بهما".
" من الأفضل أن أرافقك يا دارت".
وأسرعت عئدة الى المنزل , لكن دارت ناداها قائلا:
"سآخذ كولبي معي يا بيللا , الأفضل أن تبقي هنا , للأستعداد لأستقبالهما , أنت تعرفين جيدا ما يحتاجه المرء في مثل هذه الحالة".
" حسنا , تعالي معي يا كولبي لأعطيك حقيبة الأسعافات الأولية ".
وألتفتت الى أبنتها سوزان التي خرجت الى الشرفة برفقة روشيل:
" سوزان أحضري وعاء من الماء وأحكمي أغلاقه".
وقفت روشيل بدون حراك ,وهي تركز كل أهتمامها على دارت:
" وأنت دارت , هل لديك مؤونة كافية من مياه الشرب؟".
" نعم , وضعتها في السيارة".
" كيف يضع الناس أنفسهم في مواقف كهذه ؟ وكأن لا شغل لك ألا اللحاق بسائحين متهورين لا يقدران عاقبة أستخفافهما بالتحذيرات التي لا بد أن تكون قد وجهت اليهما حول خطر التجول في هذه المنطقة بدون دليل".
" الحمد لله أننا لم ندخل بعد موسم الصيف".
أكتفى دارت بهذا الرد , وألتفت ليساعد مايك في أعداد سيارة الجيب , وعادت كولبي بعد قليل تحمل حقيبة الأسعافات الأولية , ووراءا بيللا تردد بصوت عال:
" الحمد لله أن الحر لم يشتد بعد".
جلس دارت أمام مقود الجيب والى جانبه مايك وكولبي , وما أن أدار محرك السيارة حتى ساد الصمت , لم يكن أحد منهم يعرف ماذا ينتظرهم في نهاية الرحلة , ففي المساحات الرملية الشاسعة والخالية من الأشجار , يسهل على المرء أن يضيع وهو يلاحق سرابا يتلألأ عن بعد , ومياها وهمية يتحامل التائه على عطشه ليصل اليها , فتهرب منه حتى يسقط تعبا فتتلاشى تماما.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس