عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-10, 06:53 PM   #47

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


6- أشواك الغيرة

فاجأهم المغيب وهم يشقون طريقهم الى التلال الرملية , دارت وروشيل في المقدمة , سوزان ومايك في الصف الثاني , وأخيرا كولبي وستيفن يتحدثان ويضحكتن بصوت عال.
وأشار لهم دارت بالتوقف.
" أين تريدون نصب الخيام لقضاء الليلة؟ على التلال أم في الوادي؟".
وأجابت روشيل وسوزان بصوت واحد:
" على التلال".
ألتفت دارت الى كولبي :
" الوادي أليس كذلك؟".
كان عرف تماما مكانها المفضل , لكنها لم تشأ أن تفرض خيارها على الآخرين :
" أي مكان يرضيني يا دارت , أترك الخيار لك".
" سنخيم في الوادي أذن".
وضحكت روشيل لتخفي أستياءها الواضح من أهتمام دارت برغبات أبنة عمه.
" حسنا لنذهب الى الوادي".
وبعد عشرين دقيقة كانوا يضربون خيامهم قرب الينبوع الصغير في وسط الوادي , وأنصرفت الفتيات الى أعداد أماكن النوم ونصب الخيام, أما دارت ومايك فأخذا يجمعان الأغصان اليابسة لأشعال نيران المخيم.
وبعد فترة تحملقوا حول النيران يتنشقون رائحة الشواء الذي أعده ستيفن بسرعة , حتى يسكت صراخ معدته المتقلصة جوعا.
تناولوا طعامهم بصمت وكأنهم لا يريدون تعكير سكون هذه الليلة الحالمة , أحسوا براحة عميقة تتسلل الى كيانهم , فيها مزيج من الخشوع والسعادة ,وفجأة أنطلق صوت كولبي يغرد بحنين أغنية وطنية تعلمتها في طفولتها , شدهم صوتها الملائكي الرخيم فأصغوا بأهتمام الى لحن الحب الذي تنشده للطبيعة والخير والجمال , وعندما أختفت آخر نغمة في عتمة الليل , فق الجميع أستحسانا , حتى روشيل عبرت عن أعجابها بحماس مفاجىء.
ونظر دارت الى أبنة عمه بفخر وحنان ,كم تبدو رقيقة وجميلة ! لا! لن يضعف , وألتفت الى روشيل.
" ما رأيك بنزهة قصيرة؟".
" طبعا دارت بكل سرور".
وأبتعدا ببطء وهما يتسامران همسا , أخفت كولبي ألمها بأبتسامة باهتة , وأنتهز مايك فرصة جلوسها بمفردها ليقترب منها:
" صوتك رائع يا كولبي ,, كل شيء فيك رائع".
" هل تستعمل هذا الأسلوب دائما للتقرب من الفتيات يا مايك؟ وسامتك وحدها كفيلة بذلك!".
وأحست فجأة بجسم لين يصطدم بوجهها ويطير هاربا , أنه وطواط ليلي ,أرتعدت كولبي خوفا وأشمئزازا وأمسكت بذراع مايك بحركة لاشعورية :
" يا ألهي , لم يكن ينقصني ألا هذا!".
" وأنا أيضا لم يكن ينقصني ألا هذا!".
وأنحنى مايك ليقبلها في شعرها وجبينها ,وقبل أن تنطق كولبي بكلمة واحدة , أنصرف عنها عندما سمع سوزان تناديه لمساعدتها في أمر ما.
عضت كولبي على شفتيها وهي تراه يبتعد عنها بسرعة , كيف سمح لنفسه بتقبيلها! وأحست بوجود شخص ما وراءها , فألتفتت لترى دارت يحدق فيها بقساوة.
" ما بك هذه المرة يا دارت! يبدو أنني لا أستطيع أبدا الفوز برضاك مهما فعلت!".
ولم يحاول دارت السيطرة على غضبه , بل أجابها بحدة:
" العمل في هذه المنطقة قاس جدا , ومن الصعب العثور على عمال أكفاء يرضون العمل في ظل هذه الظروف القاسية , ومن المستحيل أيجاد شخص بمهارة مايك".
" لا أفهم ماذا تقصد؟".
وقبض على معصمها بعنف ,فكادت تصرخ ألما:
" دعني يا دارت ,أنت تؤلمني ".
" لا تتحديني يا كولبي , أنت فتاة جذابة , وأنا لا أريد أن أخسر مايك , أنا بحاجة اليه".
" لكنك لست بحاجة الي , لو فرضت عليك الظروف أن تختار أحدنا , سأكون أنا من يرحل , أليس كذلك؟".
" بل أتمنى أن أحتفظ بكما معا".
" لم أكن أعلم أنك تربط صداقاتك بمصالحك الشخصية".
" يكفي كولبي , تعرفين جيدا ما الذي أتوقعه منك , فلننسى الأمر الآن كان النهار متعبا".
" طبعا , أنت تأمر ونحن ننفذ ... لا أتصور كيف أحببتك في يوم من الأيام".
" وما زلت تحبينني يا أبنة عمي الصغيرة".
" الدم لا يمكن أن يتحول الى ماء يا أبن العم الكبير".
" هل هذا هو السبب الوحيد؟".
رفضت الأابة ,وأشاحت عنه بوجهها .
" أذهبي الى خيمتك الآن , حان وقت النوم ".
ولم يكن المخيم يستكين حتى أفاق الجميع على هدير صاخب يقترب منهم تدريجيا , وضجت الأرض بأيقاع بدائي , بري ,وريع , أصغوا جيدا وما لبثوا أن شاهدوا قطيعا من الخيول البرية يسابق الريح بأعتداد وعنفوان ومن لم يعرف القيود في حياته , وتوقف القطيع قرب الينبوع يروي عطشه.
وخرج القمر من وراء سحابة عابرة , ليغرق قائد القطيع بضوئه الدافىء , فشهقت كولبي وهي ترى الحصان الأبيض يتألق كتمثال فضي نحتته يد فنان , رمزا للأصالة والقوة ,والجمال.
" آه يا دارت كم يبدو هذا الحصان خياليا في ضوء القمر , وكأنه جزء من حلم بعيد لا يتحقق فعلا ألا في الأساطير".
" أخفضي صوتك كولبي ,لحظة واحدة وسيشعر بوجودنا ".
ولم يكد دارت يكمل عبارته حتى رفع الحصان رأسه يصهل عاليا لتحذير أتباعه من خطر قريب , رائحة الأنسان والنار يعرفهما جيدا, وحاسة الشم لديه لا تخطىء , وبجرأة وكبرياء أنطلق عائدا الى التلال ووراءه القطيع يضرب الأرض بقوائمه ,حتى أرتعدت خوفا من غضبه.
أنتهى الحلم وعادوا الى فراشهم.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس