عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-10, 07:33 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

سمعته يشتم بالفرنسية ثم أحست بيديه القويتين تمسكان بكتفيها , فشعرت بالخوف ... والبهجة , لم تكن لتتصور أن لمسته لها لا تزال ذات تأثير مدمر كهذا , بعد أشهر عديدة من البعد والفراق.... وبعد الجهود المكفة التي بذلتها لطرده من تفكيرها و.... قلبها! هل تحاول التخلص منه أو المضي في تعذيبه؟
تغلب حب الأنتقام المؤقت , فقررت كبح جماح عواطفها وأحاسيسها ومواصلة التظاهر بالأغماء , أبعد رأسها ببطء عن مقود السيارة وأسنده الى المقعد , كيف سيكون رد فعله الآن , بعد أن شاهد وجهها ؟ أنتظرت بضع ثوان ,فلم يحدث شيء على الأطلاق .
ظل صامتا ودون حراك , وكأنما الأرض أنشقت وأبتلعته أو كأنه تبخر في الهواء , ألا يتنفس؟ لماذا لا تسمع سوى زقزقة العصافير وحفيف أوراق الشجر؟ قررت أن تفتح عينيها قليلا وتئن بصوت خافت , ليعرف أنها حية وبدأت تستعيد وعيها.
" تبدين جميلة جدا , يا أمرأتي الحبيبة ,ولكنك غير قادرة على خداعي ,فأحمرار وجنتيك الى هذه الدرجة يثبت , بشكل قاطع , أنك لم تفقدي وعيك أو تتعرضي لأي أذى".
أختفت نبرة القلق من صوته العميق , وحلت محلها تلك السخرية الحادة .... وبخاصة عند أشارته الى العلاقة التي تربط بينهما , فتحت عينيها البنيتين وأستوت في جلستها , ثم حدقت به وبعينيه الزرقاوين الهازئتين , لم يتغير فيه شيء أطلاقا .... شعره الأسود الكثيب الذي خطه الشيب المبكر هنا وهناك , سمرة وجهه الناشئة عن التعرض للشمس , وفمه الجذاب الذي كان دائما يلهب عواطفها ومشاعرها , يا لهذا الأغراء الفتاك الذي لم يخفف البعد والأشمئزاز من قوته وهيمنته ! سألته بتحد ظاهر:
"لماذا تتبعني؟".
رد عليها ببرودة أربكتها وأزعجتها:
"هل كنت أتبعك؟".
أليس محتملا أن يكون وجوده وراءها مجرد مصادفة؟ ربما كان عائدا من بواتيه! لمعت عيناه مجددا بذلك البريق الساخر وأفتر ثغره ثانية عن تلك الأبتسامة الخفيفة الهازئة , فتأكد لها أنها على حق... وأنه كان يتبعها طوال الوقت , قالت له بحدة:
" طبعا كنت تفعل ذلك ,عمدت ملاحقتي على هذا النحو المزعج لكي... لكي تعذبني وتثير أعصابي".
أتسعت أبتسامته وأتسمت فجأة بالرقة والنعومة , بحيث بدت كأنها واحة أمينة في صحراء وجهه القاسي المخيف ,وضع يده برفق على خدها ,وقال بصوت هادىء:
" أوه! كم تعرفين طباعي جيدا , أيتها العزيزة , ألا يقال أن الشرير الذي تعرفه أفضل من الذي لا تعرفه! فكري هذا المثل مليا خلال الأيام القليلة المقبلة التي ستمضينها في القصر".
أحست بشيء من الخوف , لأنه أكتشف على ما يبدو السبب الحقيقي لمجيئها , أبعدت رأسها عنه بعصبية واضحة ,وقالت بلهجة صارمة:
" لن أطيل البقاء هنا , فأنا مضطرة للعودة الى عملي قبل صباح الأثنين".
أبتسم بأستخفاف وتمتم قائلا:
" سنرى , يا عزيزتي , سنرى".
أزعجها جوابه الهادىء , فقررت على الفور أتخاذ جانب الحيطة والحذر...والتصدي له بكامل قوتها , لن يكون سلسا أو مرنا أبدا , عندما يصمم على تنفيذ خطة معينة , قالت له بقوة:
" لن أبقى هنا أكثر من ذلك يا بيار, لن تقدر على أرغامي ".
هز كتفيه فشعرت أيلاين أنه لن يجادلها وتهيأت لتعليقه الجديد :
" قال لها بصوت ناعم رقيق:
" بما أنك لم تتعرضي لأي أذى , فهل تقبلين أقتراحي بمتابعة الرحلة معي؟ أشك كثيرا فيما أذا كان بالأمكان أخراج سيارتك من هذه الحفرة , دون الأستعانة بمعدات مناسبة".
أفزعتها كلماته عن المعدات الضرورية , فخرجت بسرعة لتفقد السيارة الصغيرة ومعرفة مدى الأضرار التي لحقت بها , بدت الرينو الحمراء سليمة تماما , ولكن حافة القناة مرتفعة بشكل يحول دون أخراج السيارة بالوسائل العادية ,أنه على حق , فلا بد من الأستعانة برافعة! سمعته يقفل باب السيارة ويتوجه نحو صندوقها , فأحست بأستياء بالغ وسألته بأنفعال شديد:
" ماذا تفعل؟".
أجابها بهدوء مثير للأعصاب, وهو ينفذ ما يقول:
" أخرج حقيبتك من الصندوق ,لأنك لست قادرة على الأستغناء عنها".
" أتركها في مكانها! لا يحق لك أبدا التصرف معي على هذا النحو, أو التحدث الي بهذا الشكل الآمر".
وضع الحقيبة على الأرض ثم أقفل صندوق السيارة الصغيرة بعصبية , قبل أن يوجه اليها نظرة ساخرة ويقول لها ببرودة مزعجة:
" العكس هو الصحيح ,يا عزيزتي, فلي كل الحق في الأعتناء بك وبأمتعتك , وفي أصدار أي تعليمات أعتبرها هامة وضروروية , أنت .... زوجتي , أيتها الحبيبة".
قفز فوق قناة الري الجافة بخفة ونشاط , على الرغم من وجود حقيبتها في يده, لحقت به أيلاين بصعوبة ,وهي تنزلق حينا وتكاد تهوي حينا آخر , وعندما وصلت الى المكان الذي أوقف فيه سيارته , لاحظت أن حقيبتها أصبحت داخل الصندوق المغلق , قال لها بلهجة حازمة ,وهو يتوجه لفتح باه:
" هيا بنا!".
" أنتظر فحقيبة يدي لا تزال في الرينو".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس