عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-10, 08:53 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أهتم بها أبن عم والدها , تشارلز كوبر , الذي يتولى أدارة أحدى شركات الأستيراد وأفضلها سمعة , لم تزر شامبورتن طوال السنوات الثناني التي تلت وفاة جدتها , ولكنها ظلت ترال شقيق الجدة بصورة متواصلة ومنتظمة , كانت تكتب له بالفرنسية , التي علمتها أياها ألانور قراءة وكتابة .... والتي ظلت تعلمها في المدرسة حتى تخرجها , تمنت أكثر من مرة زيارة الرجل العجوز الذي تحبه , ولكن عمها تشارلز كان يؤمن لها ولأبنتيه الموجودتين معها في نفس المدرسة رحلات سنوية رائعة الى أسبانيا أو أسكتلندا أو الجزر اليونانية .
وعندما أصبحت في الحادية والعشرين من عمرها وبدأت تعمل في شركة عمها التجارية , قررت قبول دعوة عاجلة من خال والدها لزيارة شامبورتن مرة أخرى بعد هذا الغياب الطويل , ذهبت في مثل هذا الوقت من العام الفائت , فتعرفت الى بيار دوروشيه الذي تولى مهمة والده الراحل... وأحبته.
برز القصر الصغير الأنيق فجأة أمام ناظريها , فشعرت بتلك الجاذبية القوية التي تشدها الى هذا المكان الرائع , هل يعود هذا التعلق بشامبورتن , لأن بعض دماء سان فيران تجري في عروقها ؟ طبعا! ألم تكن جدتها الحبيبة أبنة هذه العائلة العريقة , التي تتوارث القصر والأراضي المحيطة به منذ أجيال عديدة ؟ أنها جزء من هذا التراث...
" يا لروعة هذا المكان!".
خفف بيار سرعة سيارته وأوقفها في فسحة جانبية , مخصصة للسياح الذين يتوقفون فيها لتأمل المناظر الطبيعية الخلابة , أطفأ محرك السيارة ,وسألها بهدوء:
" أذا كنت تعتبرينه رائعا الى هذه الدرجة ,فلماذا تركته قائلة أنك لن تعودي اليه أبدا؟".
" أنت تعرف السبب , فقد كتبت لك وأطلعتك على المشكلة , لا يمكنني السكن في شامبورتن طالما أنك موجود هنا ,ولست قادرة على العيش معك كزوجتك , أوه , بيار , لماذا لا تعترف بحقيقة الوضع القائم؟ فأنت وأنا نفكر بطريقتين مختلفتين بالنسبة الى الزواج و.......".
قاطعها بحدة قائلا:
" صحيح , صحيح , فالزواج بالنسبة اليك خطوة أقدمت عليها بسبب الحماس , وحرارة الصيف ,والورود! هكذا كان مزاجك في ذلك الوقت ,وتصورت آنذاك أنك قادرة على التراجع عن هذه الخطوة في أي فترة لاحقة .... أذا تبين لك عدم جدواها ".
" أوه , بيار! وماذا عنك أنت؟ ألم تتزوجني لتحقيق مآرب معينة ... لضمان مستقبلك مع الأنسان الوحيد الذي قد يرث أراضي شامبرتن وقصرها؟ ولكنك أخطأت في تقديرك , يا سيد دوروشيه ,تصورت أنني سأكون زوجة بسيطة خانعة , تمضي نهارها وليلها في البيت لأعداد الطعام وغسل الثياب وتنظيف الأرض والأثاث .... فيما تسعى أنت وراء المتعة الرخيصة في أحضان أمرأة أخرى!".
كان يتطلع الى الخارج طوال الوقت الذي أستغرقه حديثها الغاضب ,وعندمت توقفت لحظة لأستعادة أنفاسها , أدار وجهه نحوها ببطء شديد ثم رفع حاجبيه تهكما وأستهزاء وقال:
" وأخيرا ,وصلنا الى لب الموضوع وجوهره , لم يرد في أي من رسائلك ذكر أمرأة أخرى , كأحد الأسباب التي حملتك على هجري ".
نفت الشق الأخير من كلامه بصوت مرتجف:
" أنا لم أهجرك".
" مهلا , مهلا , أيتها العزيزة , فنحن لسنا الآن في معرض التلاعب بالكلام ,أنت تركتني ورفضت العودة , مع أنني أقترحت عليك ذلك , هل توجد كلمة أخرى غير الهجر لوصف هذه الخطوة؟".
توقف لحظة , ثم مضى الى القول ضاحكا:
" هل تتكرمين الآن بأبلاغي أسم المرأة ... التي يفترض أنني وجدت المتعة في أحضانها , أثناء الأشهر القليلة التي عشناها معا !".
ضايقتها نظراته الساخرة , فأبعدت وجهها عنه وقالت:
" سولانج بورجيه".
" ومن أخبرك بذلك؟".
هي بذاتها".
سألها بنبرة تنم عن الأستغراب .... والطرافة:
" وصدقتها؟".
أستدارت نحوه وصرخت في وجهه غاضبة:
" أوه , يكفيك أستهزاء بي! من يعرف شهرتك كزير نساء قبل زواجنا , لا يجد أي صعوبة في تصديق كلام كهذا ".
زاد الحر الشديد داخل السيارة من توتر أعصابها , فشعرت كأنها تكاد تختنق ,كانت تأمل الى حد ما في سماع نفيه لأدعاء سولانج لكنه لم يقل شيئا , فأضطرت ثانية الى قطع حبلالصمت الثقيل ... قائلة:
" هل يمكننا متابعة طريقنا الى القصر؟".
تنهد بأرتياح وقال :
" بعد قليل".
نظرت اليه , فلاحظت أختفاء ملامح التهكم والسخرية من وجهه وعينيه , تأملها بعض الوقت , ثم أخرج علبة سكائره وفتحها أمامها لتأخذ أحداها.... فرفضت , أشعل سيكارته , فتسمرت عيناها على القداحة ... لأنها لم تكن هي نفسها التي كان يستخدمها قبل تسعة أشهر ,نفث الدخان الى أعلى , وقال بصوت هادىء:
" ثمة أمر أريد أطلاعك عليه , ذهبت أمس الى باريس بهدف تمضية الليل هناك , للتمكن من أستقبالك صباحا وللبحث معك أثناء عودتنا في موضوع هام الى حد ما".
"ذهبت لأستقبالي ؟ لماذا لم تكن في المطار لدى وصولي؟".
أرتسمت على شفتيه أبتسامة غريبة وحزينة بعض الشيء , وبدا كأنه يسخر من نفسه , قال لها:
" نزلت ضيفا على صديق قديم , فأمضينا الليل نستعيد ذكريات الماضي , ونتحدث عن الحاضر والمستقبل , لم أتمكن من النهوض باكرا , فوصلت الى المطار حوالي الحادية عشرة ألا ربعا ,أستفسرت عنك في وكالات تأجير السيارات , فعلمت أنك أخذت سيارة رينو حمراء , لم أقدر على اللحاق بك ألا عندما أبتعدت عن ضواحي باريس وأصبحت على مقربة من شارتر , لأنك تقودين سيارتك بسرعة فائقة ".
"ولكن ... أذ ا كنت حقا تريد التحدث معي في أمر هام , فلماذا لم تتجاوزني وتوقفني؟".
هز بيار منكبيه العريضين وأجابها بشيء من الأنفعال:
" يمكنك أيضا توجيه سؤال مماثل عن سبب أطالة السهرة ليلة أمس , فالجواب هو أياه".
"لم أفهم".
" أي أيضاح من جانبي يعني كشفا تاما لروحي , وهذ ا أمر أرفض القيام به أمام أي أمرأة .... حتى أنت .... يا أمرأتي الحبيبة".
أستشاطت غضبا بسبب تكرار هذه التسمية المزعجة , وقالت بحدة:
" توقف عن مناداتي على هذا النحو".
" لماذا؟ أنت لا تزالين زوجتي! لم يتم أي طلاق بيننا , مع أننا لم نعش معا منذ حوالي سنة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس