عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-10, 06:02 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم هزت رأسها بعنف , وصرخت بوجهه قائلة:
" ألا تلاحظ أنني أكرهك؟".
" لا ألاحظ ألا شيئا واحدا ,وهو أنني أثير فيك مشاعر العنف... التي أفضلها على اللامبالاة,ولكنني لم أكن أنوي أن أقترح تغيير رأيك بالنسبة الي".
تنهدت أيلاين بعصبية وحاولت مرة أخرى التملص من قبضته .... ولكن دون جدوى , بدأت حرارته تصل الى أعماقها , وأخذت يداه القويتان اللتان تتحركان على ذراعيها تثيران عواطفها الكامنة , أحست برغبة خفية في مغازلته ... لأيقاظ البركان النائم في داخله ,ولنفخ الرماد عن الجمر! أبعدت وجهها عنه وأبقت على تصلب جسمها , بهدف مقاومة الرغبة والأغراء , قالت له متمتمة:
" ماذا كنت ستقترح أذن؟".
" التظاهر بأننا تصالحنا".
"التظاهر؟".
"نعم , يمكننا التظاهر بذلك لفترة قصيرة , لأجل الرجل العجوز الراقد على فراش الموت .... الذي بذل أقصى جهده لأسعادنا , والذي أحبك وعاملك كأبنة له وليس كالحفيدة الوحيدة لشقيقته الكبرى".
تركها بيار فجأة , ثم أبتعد عنها خطوتين وسألها:
" هل أطالبك بالكثير , أذا أقترحت عليك الأقدام على هذا الأمر لأجل أرمون ؟ ألا يمكنك وضع مشاعرك جانبا لبعض الوقت ,وأخذ مشاعره بعين الأعتبار؟".
لا , ليست أنانية .... أو على الأقل فهي لا تتعمد التصرف بأنانية ! لقد أحبت أرمون الطيب منذ صغرها ... أرمون الرقيق القلب والأحاسيس الذي علمها الرسم والموسيقى وأطلعها الى حد ما على التاريخ الحافل لهذه المنطقة المجيدة , أحست بأن رد فعلها الأول على أقتراح بيار ألا يكون سلبيا , وأنه يتحتم عليها القبول بصورة فورية , ولكن الخطوة الأندفاعية التي أقدمت عليها قبل حوالي سنة , أدت الى مصاعب ومشاكل كانت بغنى عنها ,ترددت في أعطاء الجواب ,وراحت تتأمل وجهه علها تقرأ في ملامحه ما يلقي بعض الضوء على شعوره الحقيقي بالنسبة لهذه المسألة.
لماذا قدّم اليها مثل هذا الأقتراح ؟ هل سيتمكن من تحقيق أي أنجاز , أذا تظاهرا بالمصالحة والوفاق؟ أنه رجل عملي جدا بطبيعته , وعليه فليس من المعقول أبدا أن يكون أقتراحه مجردا تماما من الأنانية أو المصلحة الذاتية , لن يحرمها أرمون من كل شيء... كل ما في الأمر أن الأمور ستعود الى سابق عهدها... سيصبح بيار مجددا شريكها في وراثة شامبورتن , كما كان يشاركها في وقت من الأوقات حياتها ... قالت له:
" لا , أنك تطلب مني أكثر بكثير مما يمكنني القبول به, لن أفعل ذلك يا بيار".
لم تكد تنتهي من جملتها , حتى أحست بموجة من الخجل العارم تتفاعل في نفسها وقلبها, كان بيار محقا في قوله... فها هي الآن ترفض التضحية ولو قليلا , لأجل رجل طاعن في السن عاملها دائما بكل محبة وحنان , أزداد خجلها حتى كادت الدماء تتفجر من وجنتيها , فغطت وجهها لحمايته من نظرات التأنيب والأزدراء التي تلمع في عينيه السوداوين.
خيم الصمت ثوان طويلة , فأعدت أيلاين نفسها لمواجهة غضبه العارم وكلماته الجارحة , ولكنه أكتفى بهز كتفيه , ثم أستدار نحو السيارة قائلا لها بصوت يوحي باللامبالاة والأحتقار والسخرية:
" لم تعد ثمة حاجة للأستمرار في هذا الحديث , هل تريدين الذهاب الآن الى البيت , أم تفضلين العودة الى القرية؟ يمكنك أنتظار مارسيل لأستعادة سيارتك , ثم تفرين مجددا الى لندن.... متخلية مرة أخرى عن مسؤولياتك وواجباتك".
أثارت كلماته مخاوف جديدة في نفسها , أليس محتملا أنه لا يريد عودتها الى القصر ؟ هل يأمل في أقدامها على الهرب ثانية , ليخلو الجو له ويصبح سيد شامبورتن دون منازع؟ قالت له بهدوء بالغ:
" أريد الذهاب الى القصر , فقد وعدت أرمون بالمجيء".
هز كتفيه الثابتة بتلك اللامبالاة المزعجة , التي تشير الى أنه غير مهتم على الأطلاق بأي من قراراتها , ثم قال ببرودة جافة:
" أذن , هيا بنا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس