عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-10, 08:40 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قال لها:
"لديّ كثير من العمل لأن سكرتيرتي غابت منذ وقت طويل , وليس العمل سوى طباعة ملاحظاتي المدونة , وهذا لا يتطلب تركيزا شديدا , أطبعي هذا يا كيم من دون أن تكترثي للأخطاء , فهذه ليست النسخة النهائية للكتاب".
وما لبثت كيم أن أقامت في منزله الأنيق كما قامت على خدمتها مدبرة المنزل التي تشبه رب عملها تفهما ولطفا , وأهتم بارت ببيع أثاث كيم , كما نقل الى بيته بعض القطع التي أرادت الأحتفاظ بها , وسهّل بارت الحياة على كيم بكل طريقة ممكنة , مما جعلها تقسم ألا تترك العمل عنده الا حين يجد أنه لم يعد بحاجة اليها , وربما كان ذلك عند تقاعده , وخلال السنوات الثماني الماضية قطعت كيم آلاف الأميال مع بارت , وكان عليها الآن ,وهي في السادسة والعشرين من عمرها , أن تقضي سنة أو يزيد في أفريقيا حيث تساعده في أبحاثه وطباعة ملاحظاته وتقوم قليلا على خدمته لأنه لم يصطحب مدبرة منزله التي يمكنها التكيف مع أهوائه الغريبة نوعا ما , وبعد أنتهاء العمل الميداني وطباعة الملاحظات عليها هي وبارت أن يرحلا الى أميركا الجنوبية حيث سيعكف على وضع كتاب في السفر والسياحة.
وأنقطعت كيم عن التفكير لتقف وتتطلع حولها , لقد أمطرت خلال الليل ,فأمتلأت الأرض برائحة الرطوبة وبدا كل شيء أخضر ينبض بالحياة برغم أن زور المرح الناعمة في الحديقة تضررت لسوء الحظ, وسمعت دبيب الحشرات في نباتات الخبازى وتغريد عصفور شجي يطير بسهولة من شجرة سنديان قصيرة ليستظل شجرة حور باسقة.
وبعد لحظات أستدارت ودخلت غرفة الجلوس حيث أبتسم لها روك أبتسامة ساخرة مألوفة وهو يرمقها بنظراته الجامدة فيما بدا أن بصره نفذ الى ما وراء قميصها القطني المخطط وسروالها الينز , وقال بلا مبالاة:
" كيف حال الآنسة مايسون؟ هل أستمتعت بتمرين الركوب؟".
فرفعت كتفيها ببعض الكبرياء في أيماءة أعتاد روك عليها , وقالت بلهجة تثير الغضب:
" كثيرا يا سيد لنتون , أرى أنك قصدت ألينا وأنت تركب الحصان ,ولا شك أنك ستبتل في طريق عودتك ".
ضاقت حدقتا روك ,وقبل أن يتفوه بجوابه الحاد , تكلم بارت وقد قطب جبينه:
" كم أتمنى لو تكونا أكثر مودة أتجاه بعضكما , الآنسة مايسون؟ السيد لنتون؟ أسمان يبدوان ثقيلين على السمع".
وأزداد عبوسا فيما وبخهما وتفحصت عيناه البنيتان وجهيهما مداورة:
" أنكما تعرفان بعضكما منذ أكثر من ثلاثة أشهر , فما بالكما تخاطبان بعضكما بهذه الطريقة التي توحي الى من يسمعكما أنكما خصمان متباغضان....".
فأعترضت كيم قائلة:
" أنا لا أحتد في وجه أحد يا بارت".
ثم رمقت روك بنظرة قبل أن تحدق الى السماء حيث تجمعت سحب المطر منذرة بهبوب العاصفة , وعلى رغم أنها كانت بعيدة في الأفق , فقد حجبت الشمس , ورد بسرعة وقسوة:
" أنت لا تحتدين كثيرا ".
فعلّق بارت متجاهلا أعتراض كيم:
" أنها لا تحتد في وجه أحد سواك".
وألتفت روك اليها مداعبا وساخرا من حمرة الخجل على وجهها وألتماع الغضب في عينيها , فقالت:
" قلت أنني لا أحتد , وأعني بذلك أنني لا أحتد في وجه السيد لنتون".
" حسنا , والآن لا أظن أن بأستطاعتك أن تنكري ذلك.....".
وتنبه بارت من شروده أذ كان يفكر بمشكلة تتعلق بعمله , وأضاف وهو يتنهد بعصبية:
" أن كلا منكما يحتد في وجه الآخر كما قلت , والآن لماذا لا تتصافحان وتحاولان نسيان السبب؟ قولا لي ما السبب وراء ذلك كله؟".
طلب ذلك فيما بدا مستغربا أنه لم يطرح هذا السؤال من قبل .
ونظرا الى بعضهما ثم أخذ كلا منهما يتذكر مشهد لقائهما الأول , كانت كيم تتجول على طول ضفة الجدول الصغير الذي يخترق مزارع روك,وبناء على ما تذكرت كيم من حرية عشاق الطبيعة المطلقة في التجول في مروج دريشاير , لم يخطر لها أنها تتعدى على حرمة ممتلكات أحد , وطردت أي فكرة بهذا المعنى فورا , فهي لا تؤذي أحدا بسيرها على جانب الجدول الرائع المتعرج ذي الضفتين الفرحتين بأزهارهما البيضاء التي قد تصبح محط أهتمام بارت عما قريب , فهو قد يكتب عنها ضمن باب الأزهار في كتابه الجديد , ثم سمعت صوت رجل عميق يناديها :
"مرحبا ,من أنت؟ وماذا تفعلين في أرضي؟".
أوقفت نبرته الشعر في جسمها ,.فهو رجل متعجرف ومغرور , لذا أستدارت كيم وأجابته بتحد:
" لا يفترض فيّ أن أعرف أرض من هذه ,وبما أنني لا أزمع أيذاء شيء , لا أرى أن معرفتي قد تعني شيئا في أي حال ,ولست أنوي ألا أن أسير على طول ضفة الجدول".
أعقبت ذلك فترة صمت مثيرة حدقت خلالها كيم الى الرجل , الذي لم ترهبها قسماته , وألقت نظرة متفحصة على شعره المتجعد الضارب الى السواد والمتجعد ,والى جبهته العالية وجفونه السوداء وأنفه المستقيم وفمه الغليظ والمغري , وكان جسمه رشيقا قويا مثل أجسام الرياضيين يرتفع ستة أقدام ,وقدرت أنه يقارب الثلاثين برغم أن سنه بدت أكبر من ذلك لأن جلده قد أكتسب لونا برونزيا لامعا نتيجة حياة القفار والعمل تحت أشعة شمس أفريقيا اللاذعة مما شكل تغضنات عند أطراف عينيه , وكثيرا ما كان عليه أن يضيّق حدقتيه , الأمر الذي جعلها تقرر ساعتئذ أن تزيد من أستعمالها لنظارتيها الشمسيتين , ثم رفعت رأسها ثانية لتنظر الى عينيه الحادتين اللتين كانتا تتقدان شررا ,ومع عبوسه وجدت نفسها تعترف مكرهة بوسامته ,ثم سألها برقة ولطف:
" من أنت؟".
وبالرغم منه , وجدت كيم نفسها تقر بهزيمة جزئية :
" أنا أعيش في مسكن كاتانيا , وأعمل كنت الكاتب الذي يقيم هناك بعض الوقت".
وتمتم بينه وبين نفسه:
" أظن أنه أستأجره من أسرة جوينسون".
فتكون لدى كيم أنطباع بأنه كان يتمنى لو أن جيرانه لم يذهبوا الى أنكلترا لسنة , ويؤجروا منزلهم لرجل سيجوب المكان زحفا على بطنه وهو يحمل عدسة مكبرة ليفحص تحركات الحشرات وأجزاء الأزهار , وتهيأ لكيم أن ذلك الرجل يعتبر هذا النوع من العمل تافها وذلك قبل أن تعلم أن عمله يتعلق بالأشياء الضخمة لا سيما الأشجار العملاقة التي يربيها بقصد بيعها , ومضى ليقول بعد أن أنتهى من تفكيره:
" حسنا يا آنستي , لا أود أن أراك ثانية في ممتلكاتي".
ثم ضاقت عيناه الرماديتان وفمه المغري:
" وأذا حدث أن وجدتك تتخطين حدود أرضي , فسأضطر أن أحدث رب عملك بذلك, وعليه أنصحك بأن تحترسي في سيرك".
وأبتسم وهو يشير لها بفضول أرتسم معه الغضب في وجنتيها.
غضبت كيم علما منها بأنها على خطأ وأنه على صواب , وأستدارت بسرعة لشدة غضبها , فزلت قدمها وسقطت على وجهها في الجدول , أما الرجل , فقهقه وهو يقف واضعا يديه على وركيه من دون أن يحاول مساعدتها على الوقوف , فصاحت:
" أيها....".
ومنعها غيظها من نطق بقية الجملة , فيما أخذت تزيل الوحل عن ثيابها بيديها ,وأشار لها بيده:
" من سوء الحظ أنك لم تسقطي في المجرى الأكثر عمقا .... هناك عندئذ فقط كنت ستعرفين معنى تغطيس المجرمين عقابا , وقد أعتاد مواطنوك فيما مضى أن يغطسوا النساء , وأنها لخسارة أن يلغى هذا النوع من العقاب الذي كان شيثبت فاعليته مع مثيلاتك من النساء اللواتي لا يعرفن حودهن".
وقبل أن تجد كيم ما تجيبه به, أدار ظهره لها وأندفع مبتعدا بسرعة مذهلة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس