عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-10, 08:18 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تنفست كيم الصعداء وهي تتنبه لمن يحيط بها من الناس الذين قد يستمتعون برؤيتها تجذب أنتباههم اليها وهي ترفع صوتها , ألا أن روك قرأ أفكارها بسرعة بديهته وضحك ضحكا خفيفا مرة أخرى , فألتفتت اليه وهي ترتجف بكبرياء:
" لن أبقى هنا أهان".
رفع روك حاجبيه ممازحا وهو يقول:
" لا شك أن بأمكانك الرد عليّ, فأنا لا أتصورك تتراجعين من دون أن تكون لك الكلمة الفصل".
فعبست مستغربة أذا كان يمازحها , ولو كان ذلك صحيحا , فما الدافع اليه؟ لا ريب أن هناك سببا فهو لا يتصرف من دون منطق , وقالت بعد تردد:
" أذا كنت تريدني أن أرد عليك حقا , فأسمع جوابي , أنك لا تطاق , فأنت تتحامل بعصبية على بنات جنسي , وتعلق أهمية زائدة على بني جبسك , ألم يخطر ببالك يوما أنك لم تكن لتقف هنا لو لم تحبل بك أمرأة؟".
ولكنه لفرط أشمئزازها تقبل كلماتها بهدوء وعدم أكتراث وشعور بالتفوق أثار حفيظتها أكثر من السابق , وقال:
" أنك تستعملين نعوتا قاسية يا آنسة مايسون ,وقد لاحظت ذلك من قبل , وكم أرجو مخلصا أن لا يخدع بارت ويترك لك حرية التصرف في مخطوطاته".
فشحب لون كيم لشدة غضبها , ألا أنها بقوة أرادتها وأنضباطها حافظت على كبريائها وهي ترمقه بنظرة أستخفاف من دون أن تنبس ببنت شفة , ثم أستدارت متجهة الى القاعة المجاورة لدورة المياه المخصصة للسيدات حيث تركت عباءتها قبل أن تخرج للقاء فال, وكان أهتمام فال بها وأعجابه الظاهر بمثابة البلسم لأعصابها المشدودة وخاطرها المكسور , فأستعادت تزاونها ومرحها ,وسرعان ما نسيت روك لنتون , وركزت أهتمامها على فال , الذي تعرفت عليه بعد وصولها بمدة قصيرة والذي شابه خطيبها على نحو لافت أذ حاكاه في الطول والهيئة وزرقة العينين المرحة وشقرة الشعر وأتساع الفم المبتسم ,وبعد أن ألتقت كيم فال بضع مرات, وجدت نفسها مشدودة اليه, فسألت نفسها السؤال المحتوم : هل تكمن جاذبية فال فقط في أنه يشبه خطيبها ؟ لقد أمكنها أن تطرح هذا السؤال بتجرد لأنها تخلصت من الآلام والعذاب منذ فترة طويلة.
بيد أنها عجزت عن الأجابة على سؤالها ,وفجأة لم يعد يهمها الأمر وذلك لأنسجامها مع فال , الذي جمعتها به أمور كثيرة جعلتهما يتبادلان الأحاديث المفيدة والمسلية , ففال يعمل في مزرعة والديه مع أنه أعرب لكيم عن رغبته في تعاطي عمل فكري ,وظن أن بأستطاعته تأليف كتاب , وذات مرة دعاه بارت الى مسكن كاتانيا ألا أن كيم لم تعرف ما دار بينهما لأنها شغلت نفسها بأمور الحديقة.
قطع صوت فال تأملات كيم:
" كم تبدين رائعة الليلة".
فأبتسمت له:
" أشكرك يا فال".
ثم تقدمها الى البار حيث أنضم اليهما بارت وأصر على شراء كوبي شراب لهما ,وبعد قليل رقصت كيم مع فال , ثم جلسا على طاولة صغيرة في زاوية يتناولان عشاءهما الخفيف, ولاحظت كيم أن روك تصرف بلباقة مطلقة أذ راقص السيدات المتقدمات في السن والفتيات على حد سواء , وفيما أعربت ع على حد سواء , وفيما أعربت عن أمتنانها لعدم أبدائه رغبة في مراقصتها , رأته يتجه نحوها بخطوات رشيقة ويطلب اليها أن ترقص معه.
وتعليقا على قوله أنها صامتة , أجابت بأن ليس لديها ما تقوله , فهمس بصوته الهادىء العميق:
" غريب , أما زلت غاضبة؟".
تجاهلت كيم ملاحظته , وشغلت نفسها بأتباع خطواته المعقدة أحيانا ,وتكون لديها أنطباع بأنه يسعى الى أرباكها , فتظهر بمظهر الحمقاء ,ولم ترد حدوث مثل هذا الأمر خصيصا أن كثيرين قالوا لها أنها ترقص جيدا , لذا كان من الطبيعي أن تثق بقدرتها على أن لا تخطىء في أي خطوة , وأخيرا توقفت الموسيقى , ألا أن الجميع ظلوا في حلبة الرقص ينتظرون تجدد العزف , ووجه اليها روك نظرة فاحصة , فرأى الرضى في عينيها الزرقاون الكبيرتين , فأضاءت عيناه مرحا , وقال مبتسما:
" أؤكد لك يا آنسة مايسون أنني لم أحاول أرباكك أبدا , لكن بارت أخبرني عن مهارتك في الرقص , فسمحت لنفسي بأتباع خطوات غير مألوفة , والحقيقة أنني أعجبت برقصك كثيرا".
رفعت كيم رأسها لدى سماعها الجملة الأخيرة ,وحلت الدهشة محل الكبرياء البارد والرضى الذي دفع روك الى التعليق , ثم قالت بحدة:
" لا يتوقع أحد منك أن تجامله , ولذا أجد نفسي عاجزة عن الرد عليك على نحو ملائم".
فضحك حالا , مما جعل سوزان الواقفة مع صديقها الشاب الوسيم روجر فان دي فالت تدير رأسها الأسمر وتحدق اليه , فتذكرت كيم قول صديقة سوزان أنها طاردت روك بضع سنوات ,والمؤكد أن تعبيرا غريبا أرتسم على محياها لأنها كانت تتأمل في سرها ,وقال روك غير آبه بكل مظاهر أهتمام سوزان به:
" ما أقساك يا آنسة مايسون , في أي حال , لم يكن جوابك ضروريا أذ لا سبب للرد في حال الأطراء".
قالت:
" أود أن أسألك أذا لم تجد أطراءك لرقصي مغايرا لطبيعتك".
" أعتقد أنني لم أمتنع عن مجاملة من يستحق الأطراء".
أجابت بسخرية ملأته فتورا:
" رائع".
" طبعا , لأنني لو أردت أرباكك لأمكنني ذلك بسهولة".
" عن طريق الغش فقط".
لم يجبها , بينما أتجه بها الى الشرفة , ولشد ما دهشت عندما وجدت نفسها خارجا وقد لفحت وجهها الحار نسمة من نسمات هواء الليل الباردة , ثم قال وهو يدفع كرسيا ويشير لها بأصبعه اليه:
" أن الهواء فاسد في الداخل".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس