عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-10, 08:20 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

جلست كيم وقد أخذتها الحيرة من تصرفه فيما أحتل هو المقعد المقابل ,وبفضل الأضواء الخفيفة , لاحظت أنه غارق في التفكير , فتساءلت : هل فكر بالأشجار وبالمال الذي سيجنيه من بيعها؟ ماذا يفعل بالمال؟ لم يكن هناك سوى أشياء قليلة ينفق ماله عليها خصوصا أن منزله رائع على الأقل من حيث منظره الخارجي , فكيم لم تدخله مع أن بارت زاره وقال بأنه غاية في الفخامة والأناقة , وقد بني على نمط بيوت الرواد المنطبعة بالطابع الهولندي , الذي لاحظته كيم في مناطق أخرى , بينما أستقلت هي وبارت السيارة من المطار عبر أميال طويلة من الغابات المكتظة بالأشجار الخفيضة والشائكة حيث أنتشرت بيوت المزارعين التي تفصلها مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة, أما ألوان الحدائق وتصاميمها ونموها فكانت مظاهر مثيرة للأعجاب , وأمتدت أحراج روك على ثلاث جوانب وقد فصلتها المراعي عن الطريق العام ,وخصصت سفح أحدى التلال كمرعى لقطيع أغنام المارينوس الأسبانية الأصل المكسوة بصوف أبيض نفيس في حين أحتلت الأبقاء المروج الممتدة على جانبي الساقية.
وأدارت كيم رأسها لتنظر الى الرجل الذي حامت أفكارها حول بيته , في تلك اللحظة نهض روك ليتطلع الى شيء تحرك في الحديقة ,كشف قوامه الرائع الصلب عن ثبات خطوه , فما كان من كيم ألا أن أبتسمت وهي تدرك أضطرارها للأعتراف بمزاياه النادرة ,عندئذ أدار روك رأسه ليلقي نظرة أستفهام على وجهها ,وجلس ثانية على الكرسي وهو يمسّد رجل بنطاله قبل أن يضع رجلا فوق رجل ,وقال :
"هل وجدت الآنسة مايسون شيئا يسليها؟".
فتساءلت كيم ماذا عساه يقول لو أخبرته بالحقيقة , فالرجل مغرور الى حد يمنعها من قول شيء يزيده كبرياء, فأجابت وهي تحدق الى السماء الموشحة بالنجوم المتلألئة فوق المرج الموحش:
" فكرة عارضة خطرت لي".
ثم أمتلأ أنفها الحساس بأريج الشجيرات صريمة الجدي فيما صم أذنيها أزيز الصراصير في أشجار المانغا المحيطة بالنادي , فتنهدت تنهيدة رضى وتراجعت في مقعدها الى الوراء , وبدا غريبا أن تشعر بهدوء مثل هذا في حين جلس روك لنتون البغيض قبالتها , فهو آخر شخص تتمنى أن ترافقه , ألا أن هدوء الليل وجماله وبرودة الهواء المنعش جعلت وجود الرجل عديم الأهمية.
وعادت أفكارها الى فال , فأكتنفها دفء وفرح عارمان ,ووجدت نفسها تنظر الى روك وتتمنى لو كان هو فال, فال الذي يشبه ريتشارد.... فجأة غابت سنوات التفاهة الطويلة وكأنها لم تكن , وأنتابها الحزن والألم من جديد , قرع الباب.... ورجل الشرطة يسأل أذا كانت هي الآنسة كيم مايسون ...قلبها ينعصر لدى رؤية الحزن مرتسما على قسمات وجه رجل الشرطة ... ومعرفتها أنه يكره أختيار الدائرة له حتى يزور ذلك البيت....
وفي اللحظة عينها أنتفض روك متكلما:
" قولي لي بماذا تفكرين؟ فأنت تبدين واجمة وشاحبة".
لم تستطع أن تنسجم معه لشدة برودته وثبات جنانه ورباطة جأشه, وأنتفضت لتزيل تلك الصورة من مخيلتها , ثم قالت مبتسمة:
" لا تهتم , فليس هناك ما يستدعي أهتمامك".
كان بأمكانها أن تتحدث بصراحة الى بارت , لكنها لم تتصور أنها تتحدث بمثل هذه الطريقة الى روك.
" شء مخيف للغاية يا سيد لنتون , لكنني على ما يرام الآن , فالذكريات تهاجم الأنسان أحيانا....".
ثم صمتت وهي تهز رأسها أذ يسهل عليها أن تجادل روك لا أن تثق به , غير أنه علّق دون أن يدرك رغبتها في أقفال الموضوع:
" لا شك أن هذه الذكريات محزنة جدا ,ألا أنك ما زلت شابة صغيرة , يصعب أن تحتفظ بذكريات أليمة كذكرياتك".
"لست صغيرة كما تتصور يا سيد لنتون".
فسأل السؤال الذي توقعته :
" كم عمرك يا آنسة مايسون؟".
" ستة وعشرون عاما".
أطرق مندهشا:
" لم أتوقع أن يزيد عمرك عن ذلك".
" أنت لا تحسن المجاملة.....".
توقفت كيم ,ولكن متأخرة , فما الذي دفعها الى قول ما قالته؟ سر روك وبدا كأنه ينتظر أتمام قولها , لكنها صمتت وهي تحبس أنفاسها , فقال بعد برهة:
" من السخافة أن أقول أنك تبدين في الحادية والعشرين وأنا أعرف أنك تعملين في خدمة بارت منذ ثماني سنوات".
أطرقت مرتبكة:
" طبعا يا سيد لنتون".
فنظر اليها بتوتر , ثم نهضت عن كرسيها وهي تقول أن عليهما العودة الى الداخل.
وفجأة تكلم بصوت مرتعش وبأقتضاب:
" أنك على حق يا آنسة مايسون , يجب أن نعود الى الداخل".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس