عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-08, 04:14 PM   #5

عبير الرومانسية
 
الصورة الرمزية عبير الرومانسية

? العضوٌ??? » 9772
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 5,769
?  نُقآطِيْ » عبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond repute
افتراضي الجندي الابيض

شعرت بالهلع وأنا أسمع تلك الكلمات ..
وبسرعة حاولت الهرب فتحت النافذة الخلفية وقفزت على الأرض وركضت بأقوى سرعتي في الحديقة الخلفية لم يرني أي حارس من حراس الملك .. ولكن ..
فجأة خرج أحدهم من وسط الأشجار وأمسك بي بقوة وسحبني ..
صرخت ولكنه وضع يده على فمي وسمعت صوته :
- أهدأي يا لندا .. إنه انا تالتن ..
هدأت قليلا وكففت عن الرفص والعض والضرب ونظرت إليه .. وقلت بوجل:
- ماذا ستفعل الآن ..
نظر لي جيرودا وهز رأسه قائلا بتوتر ملحوظ :
- لا فائدة، لقد كشف أمري والآن علي أن أساعد أمي وإلا أخذوها رهينة حتى أعيدك .. ابقي هنا وإياك أن تصدري أي صوت ...
أغلقت فمي وبقيت مكاني بلا حراك وأنا أفكر في الذي حصل ؟؟
أنا متعجبة مما حصل !!
لقد كان الجنود عند آيريس من فترة قصيرة ولم يشكوا بأي شيء ، كيف انقلبت الموازين بتلك السرعة ..
تذكرت جيرودا وجاميان .. لقد دمرت مستقبلهما على أرضهما ...
كان علي أن أكون الآن ميته من فوق قمة الجبل ولكن جيرودا أوقفني .. الآن ماذا سأفعل ؟؟
بقيت مكاني مثل ما امرني جيرودا ..
وبعد وقت قصير عاد جيرودا وجلس إلى جانبي وهو يتنفس بسرعة.. كان حائرا وسألته :
- جيرودا .. مالذي حصل لوالدتك ؟؟ ألم تستطع انقاذها؟؟
نظر لي جيرودا باستغراب وقال:
- انت تعرفين اسمي الحقيقي؟؟
- لقد حكت لي أمي قصتك أنت وجاميان ..
ابتسم جيرودا وقال :
- يجب أن أجد جاميان الآن .. ذلك الغبي لا أعرف أين هو ... لقد أخذوا أمي وسوف يهددونني بها لكي أسلمك لكن لا بأس جاميان خارج الصورة ..
نظرت بصمت وحزن إلى جيرودا ثم قلت :
- اتركني يا جيرودا وانقذ والدتك .. سلمني وقل أنه لا علاقة لك فيما حصل ، أرجوك لا تضيع مستقبلك أنت وجاميان .. أرجوك
عاد جيرودا ينظر إلي وقال بعصبية :
- ماذا تقولين ، أسلمك ؟؟ هل أنت مجنونة .. لك الحق فالمجانين يعرفون بعضهم، ذلك الجاميان مجنون أيضا ..
بعد تلك الكلمات أخرج جيرودا رأسه ونظر بخفة في الخارج ثم عاد وقال :
- لقد أخذوا مركبتي وهم يبحثون عنا ..
ثم وقف منخفضا وأمسك بيدي وهو يقول :
- علينا أن نصل إلى مخبأ جاميان بسرعة ..
وقفت أنا أيضا منحنية وركضنا بسرعة وسط الأشجار الكثيفة، كان الجو باردا
ولم نتكلم ..
ركضنا كثيرا وشعرت بالتعب ولم يعطيني جيرودا أي فرصة للراحة .. وهو يركض لم يتعب ، ولذلك تركت يده وبطأت حركتي ثم قلت بتعب :
- لقد ركضنا كثيرا .. أرجوك دعنا نرتاح ولو لثوان ٍ ..
قال جيرودا باستسلام :
- حسننا دقائق فقط .. لا يمكننا البقاء أكثر ..
ظل جيرودا واقفا يراقب المكان بحذر وتطلعت إلى زيه الأسود ودرعه الرمادي بحزن!! وعندما ارتحت قليلا بدأنا في الركض ثانية ..
وفي النهاية وصلنا إلى منزل صغير ومرعب .. قبل أن نصل إلي الباب فتح جيرودا بوابة في الأرض كانت الرمال والأشجار تغطيها وقال بحزم :
- هيا انزلي ..
نظرت للظلام الحالك بالداخل وشعرت بخوف شديد ..

قلت :
- ألن تأتي معي ؟؟
- لا .. سوف يأتي جاميان بعد قليل ..
- متى؟؟
- لا أعلم ..
سلمت بالأمر الواقع ووضعت رجلي داخل الحجرة المظلمة ثم نزلت على سلم معلق مخيف وعندما وصلت للأرض لم تكن عيناي قد اعتادت على النور بعد ..
وسمعت صوت جيرودا يقول :
- ابقي هنا ولا تصدري أي صوت سيعود جاميان لأخذك حالما يتدبر الأمر ..
أغلق جيرودا البوابة علي ..
وسمعته يضع بعض الحشائش والأتربة فوقها..
ثم صوت خطواته تبتعد من المكان ..
بقيت في المكان بعض الوقت حتى اعتادت عيناي على الرؤية في الظلام، كان المكان عبارة عن سرداب تحت البيت .. هناك الكثير من الأتربة ويبدو المكان مهجورا والكثير من الصناديق والحقائب الملقاة بإهمال ..
كان هناك ضوء أزرق خافت يأتي من أعلى سلم معلق .. توجهت نحوه ونظرت للأعلى ..
كانت هناك فتحة ربما تقود للخارج ولكنني لم أقم بأية مغامرات وعدت إلى المكان ثانية وبدأت بتنظيف موقع للجلوس فيه .. فكرت في تسليم نفسي للملك حتى أضع جاميان وجيرودا في الأمر الواقع لكنني خفت من غضب جاميان ..
لقد فعلا كل ذلك وانا في النهاية لم أقدر ذلك ورميت بنفسي في النار من جديد . . عدت إلى العمل وأزحت بعض الصناديق ثم رتبتها ..

عندما انتهيت من ترتيب مكان صغير جلست فيه وأنا أحاول التأقلم مع المكان الجديد، بعد قليل وضعت يدي تحت رأسي وذهبت في نوم قلق مليء بالكوابيس ..
********
استيقظت فجأة على صوت أقدام كثيرة تسير بسرعة فوق المخبأ، وسمعت أصوات الجند .. كانوا يبحثون عني ..
تسمرت في مكاني وانا أشعر بخوف شديد ، وركضت بهدوء واختبأت خلف صندوق كبير، ومن خلف الصندوق نظرت إلى الفتحة الأخرى وكانت المفاجأه عندما كسر الجنود الفتحة ونزل أحدهم وصاح قائلا :
- أنظروا .. لقد وجدت سردابا ..
نزل جنود آخرون وسمعت آخر يقول بصوت خشن:
- لا أظن أن أي شخص دخل ذلك المنزل إنه مليء بالغبار..
- دعنا نبحث هناك ..
- صحيح انه يصلح أن يكون مخبأ جيداً ...
اقترب الجندي كثيرا من الصندوق وقال آخر :
- دعونا نبحث داخل الصناديق ... وخلفها ..
ارتج قلبي بين ضلوعي وعرفت أنه سيكشف أمري ..
مضت دقائق وهم يحومون حولي وأنا أغمض عيني وادعي الله أن يخرجني من هذا المأزق ..
وبدون وعي مني صرخت وأنا أشعر بيدين تمسك بي بقوة .. فتحت عيني ونظرت في وجهه ، كان جنديا بانشيريا قويا وابتسم بانتصار قائلا :
- وجدتها .. لقد وجدتها .....
كان مذهولا لأنه وجدني وكنت مرتعبة وآلمتني معدتي من هول المفاجأة ..
نظر قائد الجند إلى .. كان هو روسو بعينيه الحمراوين وقال بصرامة:
- هيا نأخذها إلى الملك بسرعة .. أنا متعجب كيف وصلت بسرعة إلى هنا!!
أمسك الجنود بي بقسوة وسحبوني خلف روسو ..
تعجبت من قوتي الشديدة فقد كنت صامدة ولم أبكي أو أصرخ وسرت مع الجنود إلى مصيري الجديد ...
ترى كيف ستكون الأيام القادمة؟؟

ركبت في عربة الجنود وقاموا بوضع سلاسل في قدماي حتى لا أستطيع الهرب .. وجلس روسو أمامي وقال :
- من أحضرك إلى هنا .. أجيبي ؟؟ هل هو تالتن ؟؟
نظرت له ولم أرد ..
اقترب روسو مني ثم جلس إلى جواري وقال بصوت الهمس :
- لندا .. ارجوكي ... لا تخافي، كوني شجاعة كما قال عنك جامي .. لكن والدة جاميان وجيرودا ستقتل إن لم أسلمك إلى الملك.. هل سمعتي ؟؟
امتلأت عيناي بالدموع وقلت بدهشة وانا اخفض صوتي :
- لماذا يقتلها .. إنها امرأة طيبة القلب ولم تفعل شيئا ..
- لقد عرف انها تولت حمايتك وعرف أن تالتن هو الذي هربك .. أمر جاميان لم يكشف بعد .. لكنه حصل على اللقب الذهبي بسبب غياب تالتن عن المنافسة نهائيا ..
قلت باندهاش :
- وأين تالتن أقصد جيرودا .. أين هو الآن ؟؟
- لا أحد يعلم ..
ظللت صامتة طوال الطريق وأنا أنظر إلى ضوء النهار حتى اقتربنا من طائرة كبيرة ، علمت اننا سنعود للعاصمة ..
وبعد أن جلست بداخل الطائرة لم يتسن للجنود الدخول وخرجوا مرة ثانية وحصلت ضوضاء شديدة ثم سمعت صوت البنادق والمسدسات ..
لم اكن اعلم مالذي يجري لكنه لم يبق في الطائرة سواي انا والطيار الذي نظر إلى وقال مبتسما :
- مرحبا يا آنسة لندا .. تشرفت برؤيتك أدعى " سبيرسو" وأنا طيار مملكة بانشيبرا الأول ..
حاولت ان ابتسم وقلت أحاول التذكر:
- أشعر كأني سمعت اسمك من قبل ؟؟
ابتسم الطيار وتركني ثم توجه إلى قمرة القيادة وأغلق أبواب الطائرة وانتظر دقيقة أخرى ثم أقلع بالطاائرة وهي خالية ...
تعجبت كثيرا ولكنني ظللت صامته ولم أرى سوى كتف الطيار طوال الوقت حتى قال :
- أنا رجل مخلص لجاميان .. ولذلك فلن أسمح لهم بأن يأخذوك ..
قلت بانفعال:
- ولكن .. ماذا عن والدة تالتن ؟؟ ماذا سيحل بها ..؟؟
قال الطيار سبيرسو بعد فترة صمت :
- لم يعد هناك فائدة .. لقد قتلت .. قتلها الملك ..
فتحت فمي مندهشة وقلت غير مصدقة :
- لا يمكن ... لقد كنت معها بالامس .. ارجوك لا تكذب علي ..
- أنا لا أكذب يا آنسة ..
نزل الخبر علي كالصاعقة ولم أشعر إلا ودموعي تحرق جفوني ،، شعرت أنني فقدت أمي مرتين ..
فكرت في جاميان وجيرودا ... ماذا سيفعلان الآن .. لقد فقدا كل شيء!!
رغبة شديدة دفعتني لبكاء مرير .. ذكرني بذلك اليوم الذي نزل خبر موت والداي علي كالصاعقة ، هكذا بكيت .. بكاء مرا لم أذق مثيلا لمرارته وكأنه كأس من العلقم ..
خفق قلبي لأنني خذلت جيرودا وجاميان، أشعر بأنني قاتلة والدتهما ، حاولا إنقاذي فدفعا ثمن ذلك غاليا ... وغاليا جدا ...
ذرفت دموعي ولم أشعر بما حولي حتى ناولني أحدهم منديلا، رفعت رأسي رأيت الطيار سبيرسو .. الذي قال بابتسامة مغتالة :
- لا بأس ، لقد وصلنا ... سيكون جاميان بانتظارنا هنا..
- لا..
صرخت هكذا وأنا أمسح دموعي وقلت :
- لا يمكنني مقابلته .. أرجوك .. أنا حزينة ومستاءة ولا أحتمل النظر إلى أي شخص ..
مد سبيرسو يده إلي وقال بلطف:
- هيا يا آنسة لقد فعل ذلك من أجلك .. أنت لن تخذليه، صحيح؟؟ ولن تخذلي صديقه تالتن ؟؟ أليس كذلك ؟
حرك كلامه مشاعري وعلمت أن سبيرسو لا يعلم أن جاميان وتالتن \ جيرودا شقيقان فقمت مع سبيرسو ونزلت من الطائرة .. في تلك اللحظة رأيت مبناً ضخماً فضي اللون يرسخ بين الأشجار الكثيفة وقال سبيرسو:
- هذه أول منطقة دخلت فيها إلى بانشيبرا عندما حملك جاميان من الأرض وكنت في غيبوبة صناعية .. هنا تقطن المركبة البارعة " هينوا" ..

نظرت إلى المكان بفضول .. كانت عيناي مشوشتان بسبب الدموع التي لا تريد التوقف .. ونظرت إلى سببيرسو ..
كان شابا طويل القامة له شعر أخضر داكن قصير وعينان بنيتان ضيقتان .. وكان يرتدي زيا مميزا يذكرني بزي ضباط الجيش على الأرض ، كما أن وجهه غير مألوف ولكن صوته كان هادئا ومميزا ..

كان لطيفا جدا معي، وسرت بصحبته وسط الحشائش والأشجار حتى وصلنا إلى البوابة .. رقم سري وضعه سبيرسو وقمنا بالدخول ..

سرت خلف سبيرسو بهدوء وصعدنا درجا حديديا بسيطا ، شعرت كأنني أسير في محطة فضائية أو أي شيء من هذا القبيل!
وعندما وصلنا للدور العلوي، شاهدت جاميان.. كان يعطينا ظهره ويصلح شيئا ما .. واخذت نفسا عميقا قبل أن أواجهه ..

قال سبيرسو بعد أن تتنحنح لافتا نظر جاميان إلينا :
- هييه يا صديقي ، لقد وصلنا ..
التفت جاميان ينظر إلينا وعلى وجهه ابتسامة كبيرة واقترب قائلا ..:
- هذا رائع ، لقد كنت انتظر تالتن لم يكلمني منذ يومين .. لكنكم سبقتموه..
تأكدت من أن جاميان لم يعرف خبر موت والدته،، لأنه يبدو على طبيعته .. وقال سبيرسو :
- لا تعرف ماذا حصل للمسكين تالتن ، لقد قتل الملك والدته!!
شهقت ونظرت إلى سبيرسو بغضب لأنه أخبر جاميان.. وتحول وجه جاميان للون للأصفر وهو يقول باندهاش:
- ماذا تقول ؟؟ قتل من؟؟
قال سبيرسو بحزن :
- لقد قتل الملك والدة تالتن .. ورغم ذلك هاجم الجنود عندما ركبنا الطائرة .. إنه شاب قوي ..
وقف جاميان مبهوتا وتجمعت الدموع في عينيه .. لكنه كان صلبا جدا ولم تنزل من تلك الدموع ولا حتى قطره ونظر إلي بحزن،، دموعي عادت إلى الجريان من تلقاء نفسها ولم أستطع منع نفسي من البكاء فقال جاميان بخفوت :
- وأين هو ؟؟ أين تالتن الآن؟
- لا أعلم ..
رد سبيرسو بهدوء فاندفع جاميان ونزل إلى الأسفل وعندما نظرت إلى المركبة انعكست صورتي على المنيوم عاكس فرأيت أنفي وقد صار أحمرا ..
وتساءل سبيرسو :
- إلى أين ستذهب ؟؟ .. انتظرني
ثم ذهب خلفه، وبقيت في المكان بمفردي ... أتأمل المركبة ولكنني أفكر بعيدا .. بعيدا جدا .. ذلك الملك أمرجيز الخائن المتوحش، من يرى شفافية عيونه ورقة كلامه لا يصدق أبدا أنه بتلك الوحشية!!
كنت أتسائل دائما عن خبث الناس ومكرهم ،، ولكن ذلك العالم الجديد غريب جدا، فهو مليء بالألغاز ..
سمعت صوت أقدام خلفي فرأيت أن جاميان قد عاد مرة أخرى وكان صامتا، تبادلنا نظرة أخرى فقال جاميان :
- سننطلق حالما يصل تالتن، إنه في الطريق إلينا ..
اقتربت من جاميان، شعرت بأنفاسه المتسارعة .. دقات قلبه الحزين كأنها تنبض داخل قلبي أنا .. حاولت أن أقول شيئا ولكنني لم أستطع ووضعت يدي على كتفه فقط ونظرت إليه ..
ظل ينظر لي طويلا وفي عينيه ألف دمعه محبوسه .. فقلت أخيرا :
- جامي .. أنا آسفة من أجلك، كل هذا حصل بسببي .. فقدت والدتك لأنك حاولت مساعدتي أنت وشقيقك .. أرجوك سامحني .. أرجوك..
نزلت دمعات متتالية من عيني شعرت بحرارتها فقال جاميان برقة وهو يمسح دمعاتي بأصابعه :
- لقد علمت بقصتنا إذا ، حسنا لا بأس .. لا أريدك أن تزعجي نفسك أبدا، وذلك القاتل أمرجيز .. أعدك أنني لن أتركه حيا ..
بكيت بمرارة فضمني جاميان برقة ..

شعرت بأمان شديد و أغمضت عيني .. لكم أنت رائع يا جاميان .. ولكم شككت بك في الماضي وقلت أنك متوحش ،، لكن شعوري الحقيقي كان مختلفا عنك ..
قال قلبي لك .. صدقني يا جاميان .. انا لم أكرهك وكل الذي حام حولك كان بسبب ذكاؤك وروعتك .. وتلك الروح الشفافة التي خلقت بداخلك ..
قلت وأنا أذرف المزيد من الدموع جعلت صوتي مرتعشا :
- جاميان ... أنت قوي جدا، أنا لست مثلك .. عندما مات والداي بقيت فترة طويلة جدا أبكي حتى استوعبت الأمر .. بقيت سنينا لا أصدق ..
- لا لندا ... أنت قوية ، لقد كبرتي الآن عن السابق ولم تعودي طفله .. أم ماذا؟؟
أفلتني جاميان لينظر إلى وجهي فشعرت بارتباكه الشديد وحزنه وتساءلت بخوف :
- جيرودا ... أين هو .. أخشى أن يصيبه مكروه ..
لم تمض دقائق سمعنا صوت سبيرسو يصيح برعب:
- لقد وصل تالتن ... آآآ يا إلهي
أسرعت أنا وجاميان ونزلنا بسرعه لنفاجيء ..
أخطر صدمة على الأطلاق ..
لم أصدق ما راته عيناي وشهق جاميان بفزع ..

كان جيرودا يمشي مترنحا .. الدماء تغطي وجهه وشعره وملابسه ..
كان هناك خطان نظيفان غسلتهما الدموع على وجهه ..
لم يقل شيئا وظل يسير ببطء وهو يجر قدميه حتى وقف أمامي وأعطاني كتابا كبيرا غطته الدماء وقال بصوت مرتجف قتله التعب :
- خذيه .. لقد كانت أمي حريصة على وصوله إلى يديك قبل رحيلها ، إنها ... إنها وصيتها .. الـ ... الأخيرااا ه ..
أمسكت الكتاب بسرعة منه فسقط على الأرض وركض جاميان وسبيرسو نحوه بسرعه ..
نظرت إلى الكتاب .. كان ذلك هو بعينه الكتاب الذي تكلمنا عنه قبل أن نفترق، "الكواكب الثلاثة : النظام المثلثي الكوني" وأمسكت بالكتاب المغطى بالدماء جيدا وبكيت وانا أنظر إلى جيرودا ، صرخ جاميان بفزع وهو يضم أخيه :
- جيرودا .. أجبني يا أخي .. أرجوك لا ترحل ..
وقف سبيرسو مندهشا أمام هول المفاجآت التي يسمعها فهو لا يعرف ان تالتن وجاميان شقيقين ، واقتربت من جيرودا وجسست نبضه وقلت بسرعة وأنا خائفة:
- مازال قلبه ينبض، أسرع يا جاميان علينا أن نقدم له مساعدة طبية ..
نظر إليّ جاميان فرأيت دموعه اللؤلؤيه أخيرا وصاح بخوف :
- ماذا أفعل ؟؟؟
- هيا .. يجب أن نوقف النزيف .. شاش ضمادات .. أي شيء..
ركض سبيرسو بسرعة وأسرع جاميان باتجاه مختلف .. وفتح جيرودا عينيه لينظر إلى وقال بخفوت :
- لندا .. لا فائدة .. يجب ان ألحق بأمي ، نحن لم نفترق أبدا .. والقلادة التي أضعها هنا ..
نظر باتجاه صدره بصعوبه وقال بألم :
- فـ .. في جيبي ..
فتحت جيب سترته وأخرجت قلادة ذهبيه كبيره فقال :
- نعم .. أعطيها لجاميان ..أنـ ... آآآآه
تألم جيرودا فقلت بخوف :
- جيرودا .. أصمد أرجوك أنت بطل ..
ابتسم جيرودا بمراره وقال بتعب وصوته يتقطع:
- ليس هناك أبطال في الموت .. لندا ..آه .. جاميان لا تتخلي عنـ .. عنه .. إنه لم يحب في حياته سواك ..
صدمت وأنا أسمعه يقول ذلك وقلت بصرامة وأنا أدفع عبره في عيني :
- كف عن الكلام سوف تجهد نفسك ..
رأيت جاميان يجري بسرعه مقتربا وصحت بوجهه :
- لقد تأخرت ...
نظر جاميان بخوف كان العرق يبلل جبينه من الإجهاد والفزع وقد التصقت خصلات شعره بوجهه وبدأ يوقف معي نزيف جيرودا بسرعه .. قال جيرودا شيئا ولكننا لم نسمعه فاقترب جاميان بسرعه منه وقال بخوف :
- ماذا كنت تقول يا أخي ؟؟ جيرودا ...
حرك جاميان شقيقه بقوة وقد اتسعت عيناه بفزع وصرخ:
- جيروداااااا ..
كان يبدو جيرودا ساكنا جدا ... وتحسست نبضه ثم نظرت إلى جاميان بألم ..


قلت بخوف :
- نبضه ضعيف جدا .. إنه يحتاج إلى رعاية طبيه وإلا سنفقده ..
اقترب سبيرسو وهو يحمل أدوات طبية وقال بسرعة :
- لم لا نأخذه للمشفى ..
قال جاميان بعصبيه :
- هل نسيت أنه مطارد!!
لم يقل سبيرسو شيئا وقلت بسرعة :
- ألا تعرفان طبيبا .. سوف يموت ..
تركنا جاميان وخرج مسرعا من البوابة الكبيرة ، ونظرت إلى سبيرسو وقلت :
- هيا احمله معي يجب أن نضعه في مكان مريح ..
حملناه بصعوبة فقد كانت الجروح تملأ جسده وسقطت مني القلادة محدثة رنينا على الأرضية فنظر سبيرسو وقال ونحن نصعد الدرج :
- لا أصدق عيني أهذه ايموكيا الحقيقية أم انها قلادة تشبهها ..
قلت باستغراب وانا اتنفس بسرعة :
- ماذا .. تقصد بايموكيا .. أليست ملكا للدولة ؟؟
وضعنا جيرودا على أريكة مريحة ونزل سبيرسو بسرعة ليحضر الأدوات الطبية وطبعا القلادة والكتاب..
ونظرت إلى جيرودا بعد أن احضرت القليل من المياه والقطن وبدأت أمسح الدماء عن وجهه بعناية، طوال عمري وأنا أحب التمريض ..
عندما عاد سبيرسو قال مندهشا وهو يتفحص القلادة بعناية :
- لا أصدق أن تالتن قد حصل على إيموكيا.. الملك نفسه لا يحق له لمسها .. انه ليستطيع ان يهدد بها الكوكب بكامله ..
ضحكت ضحكة قصيرة وقلت بإعجاب :
- إنه قوي جدا ..
كانت القلادة ذهبيه ودائريه متوسطة الحجم في وسطها لؤلؤه شفافه رائعه بحجم حبة الزيتون ومفحور تحتها حروف غريبه، كانت القلادة قمة في الروعه والجمال رغم بساطتها .
ومضت فترة قصيرة من الصمت وسبيرسو يتأمل القلادة بعيني خبير ..
فقلت باستغراب وأنا أضمد جراح جيرودا :
- لكن من العجيب ألا يوجد حرس هنا حول مركبة مهمة كـ "هينوا" ؟؟
ابتسم سبيرسو قائلا :
- لن تصدقي ما فعله جاميان مع عشرين جنديا كانوا هنا .. لقد اختفوا من على وجه الكوكب بكل عتادهم .. لكم أنا معجب به .!!
صمت سبيرسو ويبدو أنه يتذكر شيئا جيدا فلم أرد أن أقطع سكونه واستمريت بتضميد جراح جيرودا ..
توقف النزيف أخيرا بعد أن ضمدت جروحه كلها بعناية وساعدني سبيرسو .. تساءلت بقلق :
- أين جاميان؟؟ لقد تأخر ..
لم يجبني سبيرسو ولكنه وقف ونزل إلى الأسفل مجددا ..
كانت حالة جيرودا حرجة جدا وخشيت أن يكون مكروها قد حصل لجاميان .. شعرت بالقلق وكنت اتحسس نبض جيرودا في كل دقيقة ،، كانت حرارته مرتفعة جدا وقمت بوضع ضمادات قطنية مبلله بالماء على راسه..
تساءلت أين ذهب سبيرسو هو الآخر ؟؟

خرجت آهه قصيرة من حلق جيرودا فالتفت اليه بقلق وقلت وانا ابلل الضماد بالماء من جديد :
- جيرودا اصمد ارجوك .. لا تترك جاميان لوحده .. إنه يحبك وسوف تتدمر حياته اذا ابتعدت عنه ..
كنت اعرف ان جيرودا يسمعني رغم آلامه وتابعت أحاول بث الأمل في نفسه:
- أنت كل شيء بالنسبة لنا .. هيا جيرودا انا احترمك واحبك ، انت مثالا يحتذى به وقدوة للجميع .. أرجوك جيرودا لا تستسلم ..
فتح جيرودا عينيه بصعوبه .. فتحهما قليلا كان بالكاد يراني وحاول أن يتحدث ولكنه لم يستطع ..
شددت على يده وقلت :
- هيا كف عن اجهاد نفسك ، سيأتي جاميان قريبا ..
ظل ينظر جيرودا نحوي بتعب واستطاع ان ينطق أخيرا :
- أين .. جاميان.. اريد ان أراه قبل أن .. أ .. أموت ..
قلت بغضب جارف :
- لا .. لا تقل ذلك أرجوك ..
صمت جيرودا وعاد للنوم ، كنت أتحسس نبضه كل دقيقة بفزع ..
وضعت رأسي قليلا على الأريكة وكأنني غفوت ...
ولكنني فزعت في اللحظة عندما سمعت صوت أقدام خطوات خلفي .. فنظرت بسرعة ولكنني لم أر جاميان ..
ولم أر سبيرسو ...
لقد كان آخر شخص توقعت رؤيته في حياتي !!!!

نظرت باندهاش وأنا أرى الملك يقف أمامي وخلفه بعض الجنود ومعهم روسو..
لم أقل أي كلمة .. ولكنني تمسكت بإيموكيا جيدا والقيت نظرة على جيرودا النائم.. وظل الملك ينظر إلي وعلى وجهه ابتسامة غريبة ..
ثم قال فجأة:
- لندا .. انا لا أريد أذيتك .. هيا سلميني القلادة فورا ..
دخل المزيد من الجنود وامتلأ المكان بهم فقلت وانا أمسك القلاد جيدا :
- مستحيل!
ذهل الملك من ردة فعلي واقترب روسو مني فصحت:
- لا .. لاتقترب أكثر ..
رد روسو وهو يتابع الاقتراب ببطء:
- لا يمكنك استخدامها ضدنا .. أنت لا تعلمين كيف تعمل ..
- بلى أعرف .. لا تجعلني أتهور ..
أجبت بقوة وقلبي يرتجف من الخوف وتوقف روسو عن الاقتراب وهو مصاب بحالة من الذهول ..
ضحك الملك ضحكة شريرة وقال :
- أنت لا تفهمين أي شيء فأنت تعرضين حياته للخطر!
تساءلت بخوف:
- حياة من ؟؟ أنت قاتل .. لقد قتلت والدة تالتن..
نظر الملك باسما وقال:
- انا لم أقتلها .. إنها إشاعة، ولم أقتل راجوي ..
نظرت بذهول فتابع الملك مبتسما وهو يقول ببطء :
- ولم أقتل .. لوليانا ... ولم .... أقتل اوليسى ..
لم أصدق حديثه وقلت :
- أنت ملك ******************** . .. و !
وفي الحال رأيت راجوي تصعد الدرج وخلفها لوليانا ..
شهقت بدهشه وسقطت ايموكيا من يدي محدثة رنينا على الأرض..
ثم ظهرت أوليسي خلفهما بعد لحظات .. لم أصدق ماتراه عيناي ثم صعدت والدة جاميان وجيرودا أيضا ..
كان الملك يراقب ردة فعلي وأشار خلفي فالتفت بسرعة لأرى جيرودا يقوم واقفا وهو ينظر الى بابتسامة ثم قال بقوة غريبه وهو يفتح عينيه جيدا:
- أنا .. لم أكن مصابا حقا .. أنا آسف،، لقد كانت مؤثرات جيدة ..
أحتبست الدماء في عروقي ونظرت إليهم بعدم فهم .. وألم ..
ماذا يحصل من حولي ..
لم أستطع ان أقول شيئا وعادت الدموع تشق طريقها فقال الملك وهو يقترب :
- لقد كنا نحاول اسعادك فحسب .. كانت مجرد دعابة كبيرة .. في الحقيقة أنا لست ملكا ...
هززت رأسي رافضة لما يحصل وقلت بصوت مرتعش :
- كل الخوف الذي عشت فيه ... كان دعابة .. سمجة و***************ة ..
رأيت جاميان يصعد الدرج ونظر إلي ثم قال:
- أنا آسف لأنني اشتركت في هذا .. آسف لندا .. لقد كانت قصة جيدة،،
ثم أشار إلى جيرودا وتابع :
- إنه ليس أخي حقا .. يدعى كريس ...
قلت وأنا اشعر بالإهانه وتحول حزني إلى غضب شديد :
- كيف .. كيف تجرؤون على خداعي بتلك الطريقة ... أنا لن أسامحكم أبدا ..
اقترب جيرودا من خلفي وقال :
- لقد كنا نحاول مداعبتك فحسب .. لما لا تمتلكين روحا مرحه!
نظرت إلى الضمادات التي وضعتها لاوقف جروحه المزيفه ولم أستطع تمالك نفسي فصفعته ..
ثم استدرت ونظرت إلى لوليانا وراجوي .. وأوليسي ..
نظرت إلى جاميان والألم يعتصر قلبي وصرخت بوجهه:
- ممثل *********************** .. أريد العودة إلى وطني ..
ابتسم جاميان ببرود وقال أمرجيز :
- في الحقيقة لقد ابتعدت بضعة كيلوات عن منزلك لا أكثر وإنما كانت هذه دعابة قويه من جيمس .. فقد كان ذلك استوديو مجهزا ..
شعرت بخطوات فنظرت خلفي ورأيت جيمس يقترب وعلى وجهه ابتسامه كبيره ..
وتمتمت :
- مجرد ************* يمتلك المال ويخدع الآخرين ... أقسم أنني سأريك ..


عبير الرومانسية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس