عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-08, 04:18 PM   #6

عبير الرومانسية
 
الصورة الرمزية عبير الرومانسية

? العضوٌ??? » 9772
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 5,769
?  نُقآطِيْ » عبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond reputeعبير الرومانسية has a reputation beyond repute
افتراضي الجندي الابيض

- لندا ... هل أنت بخير .. لندا .. استيقظي أرجوكِ ..
فتحت عيني بتعب ورأيت وجه جاميان ينظر إلي بقلق فأفقت بسرعه وانا أنظر إليه بعدوانيه .. كنت مستلقيه على أريكه ..
ولكنني في اللحظة التاليه اكتشفت أنه كان مجرد كابوس مرعب .. وقلت وانا التقط أنفاسي :
- لقد كنت أحلم حلما سيئا جدا ..
قال جاميان برقه :
- كان يبدو ذلك واضحا ،، لذلك أيقظتك ..
ثم نظرت إلى الأريكة الأخرى، كانت بعيدة وكان هناك رجلان يقفان على راس جيرودا وقد خلعا عن نصفه العلوي الملابس السوداء والدرع الفضي وظهر جسده المليء بالجراح فقال جاميان :
- لقد أحضرت أطباء من أجل جيرودا .. يقولون أن حالته خطيرة جدا ..
تساءلت :
- كم مر من الوقت .. وأين سبيرسو ؟؟
- عندما عدت وجدتك نائمة على الأرض بجانب أريكة جيرودا وبيدك ضماده مبللة فحملتك إلى هنا وتولى الأطباء علاج جيرودا .. لم تكملي العشر دقائق منذ عودتي ،، وسبيرسو داخل هينوا .. إنه يعدها للرحلة ..
كنت مازلت مستاءة من الكابوس فتسائل جاميان :
- هل كنت موجودا في الحلم السيء؟؟
نظرت إلى جاميان وحاولت أن ابتسم وقلت :
- لماذا تسأل..؟؟
- تنظرين إلي بشك وغضب .. وعندما فتحتي عينيك شعرت أنك تريدين قتلي..
- (ضحكت) .. لا تشغل بالك إنه مجرد حلم غبي لا يمكن أن يكون حقيقيا!
- هذا جيد ، المهم أنك لا تبغضينني بسببه!
ابتسم جاميان بلطف وبادلت ابتسامته بأخرى ، ثم وقف واتجه ناحيه الأطباء ولكنه توقف في منتصف الطريق وقال بامتنان :
- اشكرك على العناية بأخي ...
قلت بجديه :
- إنه أخي أيضا يا جامي .. أرجو أن لا تنس ذلك أبدا ..
ابتسم جاميان وهو يهز رأسه موافقا لكلامي ثم أكمل طريقه،، كانوا يجرون الخياطة للجروح ولم أحب المنظر كثيرا ففضلت الابتعاد ووقفت عند السور الحديدي المطل على المركبة هينوا، كانت مركبة كبيرة ورائعة وقد كتب عليها هـ يـ نـ و ا بحروف كبيرة وبعيدة عن بعضها مما أثارإعجابي ..
كنت لا أريد لجاميان أن يحزن ثانية، يكفي أنه فقد والدته بسببي ..
ودعوت الله في قلبي أن يحمي جيرودا .. كنت خائفة جدا من أن نفقده ..
سيسبب ذلك أزمة كبيرة لجاميان .. ولي أيضا فأنا أقدر ذلك الشاب كثيرا، لكنني غضبت لأنني صفعته في الحلم !
ذلك الحلم اللعين يجعلني مضطربة جدا ولكنه سيزول تأثيره قريبا مثل كل الكوابيس، ونظرت إلى الأريكة فوجدت الكتاب الكبير والقلادة موضوعة إلى جانبه بعناية ..
تذكرت والدة جاميان الرائعة .. لقد هربت أنا مثل الحمقاء الجبانه وتركتها تواجه الموت بسببي .. أعتقد أنها لم تسامحني قبل موتها ..
اقترب جاميان من خلفي وقال بالهمس:
- لقد أوصت بالكتاب لكي .. وهذا معناه أنها تحبك كثيرا ، ذلك الكتاب كان غال على قلبها ...
التفت مندهشة وقلت باستغراب :
- أنت تعرف ؟؟ كيف ..
نظر لي جاميان وقال :
- وجهك معبر.. أنا لا أقرأ الأفكار ولكنني أشعر بما تفكرين فيه أحيانا ..
تذكرت ما سمعته عنه وعن رهافة الحس وقلت :
- أنا حقا معجبة بذلك ..
اقترب ووقف إلى جواري ثم قال:
- معجبة بماذا .. بي؟؟
- هيا .. كف عن هذا.. لا تحاول سحب الكلام مني أيها المتحاذق ...
- هل أنت معجبة بقرآتي لأفكارك ..
- أنا التي سمحت لك بقرآتها .. لا تكن مغرورا ..
ضحكت و ضحك جاميان أخيرا وصمت للحظة وهو ينظر باتجاه جيرودا الذي كان نائما وتسائلت :
- أين ذهب الأطباء ؟؟
- لقد عادوا من حيث أتوا .. إنهم أصدقائي .. وهم لن يخبروا أحدا بذلك ..
- هذا جيد .. أتمنى أن تتحسن صحة جيرودا..
تنحنح سبيرسو لينبهنا إلى قدومه ثم تسائل :
- كيف هي حالة تالتن الآن ؟؟ هيا جاميان عليك أن تخبرني كيف أصبح تالتن أخوك فجأة .. وكيف تحول اسمه إلى جيرودا؟؟
ابتسم جاميان بلؤم وقال :
- كنت أقصد أنه أخي في الدم والوطن ..
نظر سبيرسو بشك وقال مازحا وهو يلوح بسبابته مشيرا إلى جاميان :
- أعرفك عندما تكذب .. يمكنك أن تخدع الكل عداي ..
ابتسمت وشاهدت الموقف بصمت .. اعترف جاميان أن جيرودا هو شقيقه قال لسبيرسو قصة فراقهما بإيجاز ، ظلا يتحدثان لبعض الوقت، بينما توجهت أنا إلى الاريكة التي تحمل جيرودا ونظرت إلى وجهه المتعب ، شعرت أنه فقد بعض الوزن لكن عضلاته كانت مفتوله وأدهشتني لأنها كانت غير واضحة عندما كان يرتدي الزي العسكري ..
فجأه شعرت أنه لا يتنفس ..
تحسست نبضه ..

التقطت انفاسي براحة ..
كان يبدو لي نبضه منتظما واسعدني ذلك جدا .. لقد توهمت أنه لا يتنفس فعلا ..

وبعد قليل جلست على الأريكة أتصفح وأشاهد خريطة الأرض .. عندما أحسست بجاميان يجلس بقربي نظرلي للحظة ثم نظر في الكتاب وقال :
- إنها الأرض .. هذه هي بلدك إنها هنا ..
أشار جاميان إلى الموقع الصحيح تماما فابتسمت ثم نظرت إليه وقلت :
- أنت تعرف الخريطة جيدا ..
نظر لي بلطف وقال :
- كان علي ان أحضر أجمل وأروع وأذكى فتاه .. ولكن ..
قلت باستغراب :
- ماذا ؟ ..
ضحك جاميان وهو يقول برومانسية :
- لقد أحضرتها بالفعل .. وذلك جعل حياتي مرهونة بها ..
نظرت حولي وقلت لكي أغير الموضوع :
- صحيح أين سبيرسو؟؟
- أنت مهتمة به وكأنه ولدك التائه .. ولكن لا بأس .. لقد ذهب ليحضر بعض الطعام فنحن لم نأكل شيئا ..
أغلقت الكتاب ورجعت للخلف مريحةً ظهري على الأريكة ، بينما وقف جاميان وتوجه أمام بعض الأجهزة يفعل شيئا ما لا أدري كنهه ..
وعاد سبيرسو بعد وقت قصير محملا بأكياس الطعام وهو يقول بسرعة فزعا:
- يبدو أنهم سيأتون إلى هنا .. أظن أن علينا الرحيل بأسرع وقت ممكن ..
قال جاميان باهتمام :
- أين سمعت ذلك؟؟
- سمعت بعضهم يتحدث في المتجر عن سرقة ايموكيا ،، الجميع يتهمك بذلك ويتحدثون عن هروب لندا وأن الملك سيرسل جيش بانشيبرا للتفتيش عنكم في منطقة سلاو- هينوا ..
قال جاميان باكتئاب :
- الجيش ؟؟ لقد أصبح موقفنا صعبا ياصديقي .. هيا سبيرسو عد إلى منزلك، لقد ساعدتنا بما فيه الكفاية إنهم لا يعلمون بأمرك ويمكنني قيادة هينوا ..
ثم نظر تجاهي وقال باسما :
- سوف تعتني لندا بي وبجيرودا ، أنا أعرف ذلك ..
نظر سبيرسو بقلق وقال معترضا :
- لا .. لن أذهب إلى أي مكان .. سأذهب معك ..
اقترب جاميان ووضع يده على كتف سبيرسو وقال بصرامه :
- لا مجال للنقاش ، هل تريد والدتك أن تموت إذا فقدتك .. هيا وخطيبتك أيضا، إنها فتاة طيبة وبحاجة إليك ..
فترة صمت وتبادل نظرات ثم قال جاميان بحزم :
- سبيرسو .. أنا آمرك بالعودة ..
نظر سبيرسو بحزن إلى جاميان ثم قال بعينين دامعتين :
- سأشتاق إليك .. يا صديقي ..
ثم عانق سبيرسو جاميان بقوة وجاميان يقول :
- لن أنساك أبدا ، ولا تنس أن توصل سلامي إلى بيكا ووالدتك ..
هز رأسه موافقا ثم توجه ناحية جيرودا ونظر إليه نظرة أخيره حزينه وانصرف بسرعه نازلا السلم الحديدي ..
صاح جاميان :
- شكرا على الطعام ..
ووقف جاميان متأثرا للحظة ولكنه انتبه في اللحظه الأخيره وقال:
- هيا علينا أن نسرع بقدر الإمكان ..
ثم اتجه فورا ناحية جيرودا وحمله بعد بعض المعاناه لأن الجروح كانت تملأ جسده، واتجه به ناحية المركبة .. وقال بصوت محبوس :
- أحضري أكياس الطعام واصعدي خلفي ..
بسرعة تحركت وحملت الأكياس ثم أخذت الكتاب والقلاده و صعدت خلف جاميان الذي وضع جيرودا على أقرب سرير وصل إليه .. قام جاميان بربط جيرودا جيدا ببعض الشرائط و الأحزمة الموضوعة في السرير ..
وضعت الأكياس على الأرض واقترب جاميان مني ثم قال :
- الآن ستتحررين يا مالكة قلبي!
نظرت بعيدا لكي أخبيء خجلي .. وقلت وقد احتبست أنفاسي :
- شكرا .. لك ..
ثم أمسكت بكف جاميان ووضعت فيه قلادة ايموكيا وقلت :
- لقد كاد جيرودا أن يضحي بنفسه من أجل ايصالها إليك ..
ابتسم جاميان ثم أخذها وعلقها حول رقبتي وقال :
- انا سأخبئها هنا ... فهو مكان جميل وآمن ..
ابتسمت فأمسك جاميان بيدي وسحبني نحو قمرة القيادة ..

ثم أجلسني إلى جانبه وقال :
- ستكونين مساعدتي عند الانطلاق ..
- نعم .. هذا يشرفني أيها الجندي الأبيض ..
قام جاميان بتشغيل المركبة الكبيرة ولكن سرعان ماسمعنا صفاره داخل المركبه، ثم تحولت الإضاءه للون الأحمر ونظر جاميان بقلق إلى عداد موضوع داخل المقود ..
اتسعت حدقتا جاميان في رعب وصاح :
- لقد وضع أحدهم مفجرا ...
كان أمامنا بالفعل عشر دقائق فقط ...
وقفت وأنا بغاية الذهول وعاد جاميان وصاح برعب :
- أسرعي ليس لدينا متسع من الوقت ! علينا أن نركض ... سوف تنفجر هينوا ...


ركضت أنا وجاميان بسرعه نحو سرير جيرودا وبدأنا بفك الأربطة بتوتر وخوف جعلتنا نتأخر ثوان إضافيه وصاح جاميان وهو يحمل جيرودا بصعوبة :
- لا أصدق أن سبيرسو يفعل شيئا كهذا .. لماذا؟؟ لقد خدعني ببساطه بعد ان اعتمدت عليه !! هو الوحيد الذي دخل إلى هينوا .. لقد كان عميلا ...
وصلنا في خلال دقيقة إلى بوابة المركبه وحاولت فتحها لكنها كانت مغلقه اوتوماتيكيا ..
أجلس جاميان جيرودا وأسند ظهره على الجدار وحاول فتح الباب أو كسره فلم يستطع ضرب الباب بكل قوته ،، كان جاميان حائرا جدا .. وتذكرت أنني لم احضر الكتاب فاندفعت إلى الداخل وصاح جاميان :
- إلى أين ؟؟
- الكتاب ...
قلت ذلك بسرعه وأنا أركض في الممر الصغير فتعثرت في أكياس الطعام وسقطت رأيت الكتاب أمامي فحملته بسرعه وعدت إلى البوابه فلم أجد جاميان ، كان جيرودا فاقدا لوعيه وركضت بحثا عن جاميان ولكنه عاد ورأيته واقفا ينظر إلى بهدوء ..
لم أقل شيئا ونظرت للبوابه الكبيره فقال بخفوت وقد استحال وجهه إلى لون أحمر:
- لن يمكنني فتحها أبدا، تفقدت مخرج الطوارئ الوحيد .... لقد قتلونا، وقعنا في فخهم !!
ظللت أنظر له بإشفاق كبير وقلت:
- لا بأس يا جاميان .. هل أنت خائف من الموت؟
جلس جاميان إلى جوار شقيقه النائم على الأرض وقال بيأس :
- لا .. فلقد تمنيت ذلك عند سماع خبر موت أمي ... لكن ..
أخفى جاميان وجهه بين ذراعيه واقتربت منه وجلست بقربه فعاد يقول بصوت مبحوح :
- لقد خذلتك ... لم أكن قويا كفايه لأحمي الأشخاص الذين أحببتهم فعلا .. لم أحم أبي ولا أمي ... ولم أحم جيرودا ... والآن ، أنت ...
ثم رفع رأسه وانحدرت دمعة لؤلؤيه من عينيه وتابع وهو يمسك بكتفي :
- أرجوك سامحيني .. لندا .. أنا أحبك كثيرا .. لم أكن أتمنى أن يحصل ذلك ..
وضعت يدي على فمه ليسكت وقلت :
- لا .. يا جاميان .. أنت بطلي الوحيد وانت لم تخذلني أبدا، يكفي أنك ضحيت بحياتك من أجلي ، لقد فقدت أمك من أجلي وأنا لا أستحق كل هذا ..
شعرت بدموعي تذرف رغما عني فمسحها جاميان بيديه وهو يفعل ذلك للمره الثانيه وقال بهمس :
- أرجوك لا تبكي ... أريد أن أراك آخر مره وانت تبتسمين ..
شعرت بخوف حقيقي لأن االموت كان يقترب مع كل دقيقة تذهب ..
ونظر جاميان إلى عنقي وتحولت نظرته اليائسه إلى اندهاش وقال :
- ايموكيا ..
نظرت إلى القلادة الدائرية في رقبتي وكانت اللؤلؤه الشفافة قد شعت بنور أرزق قوي وجميل ، وسمعنا صوت جيرودا يقول بتعب :
- إن ايموكيا تعمل ... مستحيل!!
التفت جاميان نحو جيرودا بفرحة وقال :
- جيرودا أنت بخير .. إنك تتكلم !!
حاول جيرودا الجلوس وساعده جاميان وفجأة توقفت صفارة الإنذار وعاد الضوء الأبيض الطبيعي إلى المركبه ..
قلت باندهاش كبير:
- لقد توقفت القنبله ..
نظر جاميان حوله بسعادة ولكن جيرودا قال بإرهاق وهو يمسكني ويمسك جاميان ويغمض عينيه :
- القنبلة لم تتوقف ...
بسرعة نظرنا نحو جيرودا مندهشين من كلامه لكننا لم نجد الفرصة للكلام مرة أخرى وسمعت فجأه صوت انفجار رهيب جزء من الثانيه تحطمت الجدران حولي واشتعلت النيران وطار جسدي من قوة الانفجار بعيدا .. لم أر أي شيء ولكنني تأكدت أنها نهايه حياتي ...
نيران اندلعت في كل مكان وضاع الكتاب من يدي ثم ارتطمت بالدرج الحديدي الذي كان في المدخل خارج المركبه ,, سقطت بقوة وشاهدت النيران حولي .. حدث ذلك بسرعة الرمش بالعين ...
و ......
ظلام تام ..
فقد أغمي علي ولم أعد أشعر بأي شيء ..

فتحت عيني بصعوبه وأنا متأكده أنني ميته الآن وسوف أحاسب على أعمالي ..
وعندها فزعت وانا أرى شخصا يحدق بي .. كانت عيونه غريبه جدا وواسعة وتشبه القطط ..
جلست بسرعه وقال ذلك القط شيئا بسرعة وباندهاش بلغة لم أفهمها ثم خرج خارج المكان ..
تعجبت كثيرا كان لون شعره أصفر فاتحا جدا،، تشوبه خصلات بنيه ، وكان يشبه الإنسان العادي عدا عينيه ..
الغرفة التي كنت فيها كانت غايه في الإبهار .. ألواح من الزجاج في كل مكان، وانا أرى نور الصباح يشق طريقه في كل مكان، كنت ارتدي ثيابا بيضاء حريريه وكان شعري مرتبا ومربوطا خلف رأسي بشريطة بيضاء أيضا ..
وقفت وخرجت إلى الخارج وشاهدت شاطئا رائعا تركوازيا .. المدينه بيوتها بيضاء نظيفه وجميله وكان الهواء عليلا جدا ....
تساءلت :
- أين أنا ؟؟ هذا غريب جدا .. ويرعبني ..
ولكنني رأيت أناسا يقتربون من بعيد مع صاحب الشعر الأصفر الفاتح ..
كانت هناك فتاه لها شعر وردي وعينان تشبهان القطط يضا .. لقد كان البؤبؤ طويلا وليس دائريا وتكلمت معي ..
لم أفهم ولا كلمه ...
قلت وانا ألوح بيدي :
- أنا لم أفهم شيئا ..
تقارب حاجبيها واستدارت تكلم الجماعة القطط الذين جاؤوا معها ونظر لي صاحب الشعر الأصفر الفاتح بتأمل غريب ..
عادت الفتاة وأشارت إلى صدرها وقالت :
- بيدوريدا ...
ثم أشارت نحوي ففهمت أنها تطلب معرفة أسمي فقلت :
- لندا ..
ابتسمت الفتاة بسعادة بالغة ثم أشارت ناحية الشاب صاحب الشعر الأصفر وقالت :
- لوريس ..
ابتسمت له وبادلني الابتسامة ملوحا بيده ..
كنت مستغربة جدا وانا لا أعرف كيف جئت إلى هنا؟؟ أسئلة كثيرة تدور برأسي
.. أين جاميان وجيرودا ؟؟؟ اين قلادتي ؟؟ هل مت؟؟ هل هذا هو العالم الآخر ؟؟
شتتت الفتاه انتباهي وهي تقدم لي شابا آخر له شعر كحلي وتقول :
- راي ..
ابتسمت فقال صاحب الشعر الكحلي :
- أعروف لغتك.... انتا اسمكا لندا؟؟
ضحكت بقوة وقلت :
- نعم .. اسمي لندا لكن لهجتك غريبة ولكن لا بأس يمكنني فهمها ..
رد صاحب راي بابتسامه:
- هدا جيد ... هل يمكنوكا أن تأتي معنا؟؟
قلت :
- لحظة يا راي .. يجب أن تجيب على أسألتي أولا ..
- موافق ..
- أين أنا ؟؟
- ستعرفون ذلك لا هقا ..
نظرت وقلت بغضب :
- لا ليس لاحقا .. الآن ..
سالته الفتاه عن شيء فرد عليها وتكلم مع صاحب الشعر الأصفر المدعو لوريس ثم التفت إلي وقال :
- كونتو اترجم لهم .. أنت في عصر أيموكيا ..
لم أفهم شيئا وقلت :
- كيف جئت إلى هنا؟؟ أرجوك أنا متحيره ..
حك راي رأسه وقال مستغربا :
- ما المعنى ؟؟ أنا لم يفهم الكلمه الأخيرة ..
زفرت بضيق ولم أقل شيئا وتكلمت الفتاه معه مرة ثانيه فقال :
- المديرين سيخبرك عن كل شيء ، هو سيتكلم معكا جيدا جدا ..


لم يكن لدي خيار آخر .. وتوجهت معهم إلى مكان المديرين الذي قال عنه ذلك الشاب الذي لا يتقن لغتي جيدا .. ركبنا شيئا طائرا يشبه عربات الملاهي الملونه وعندما وصلنا شاهدته ...
كان قصرا مهولا ويرتفع عن الأرض ..
قلت في نفسي " لا ليس ملكا آخر ,, رجاء!! "
تأملت المكان المركبات كانت زجاجية وملونة وتطير في السماء ... تلك المدينه غريبة جدا وتشعرني بأنني في حلم فضائي ..
تسائلت في نفسي ... أين جاميان وجيرودا ؟؟ هل أصابهما مكروه ؟
وعندما وصلنا إلى مستوى البوابة امتد جسر زجاجي والتصق ببوابة المركبة نزل راي أولا وتبعته وسار البقية خلفنا وتوقف عند باب القصر ثم قال :
- هنا بيت المديرين ... مديرين كل ايموكيا وهو لطيف و غدور جدا ...

لم يعطني فرصة لأسأل عن معنى كلمة غدور هذه ؟؟؟ لقد أمسكت نفسي عن الضحك بصعوبة كبيرة ..
وسرت خلفه حتى دخلنا في ممر كبير مليء باالأعمده الرخاميه ومفروش أرضيته بفرو أبيض ناعم جدا ورائع ، سرنا على الفرو الأبيض حتى وصلنا إلى بوابه زجاجية كبيرة وعندما فتحها الحراس الذين يشبهون القطط دلفنا إلى الداخل ..

وعندها شاهدت القط الكبير ...أقصد شاب يجلس على أريكة فخمه وحوله فتيات وحرس وخدم ... له شعر أحمر وعينان خضراوان طبعا .. تشبه القطط ..
توقفت أمامه و تراجع الجميع إلى الخلف فتكلم معه راي لبعض الوقت ثم نظر نحوي الشاب وقال بلغة جيده :
- أجلسي هنا ..
ثم وضع يده إلى جانبه فتوجهت وجلست إلى جواره فشهقت الفتاه صاحبة الشعر الوردي " بيدوريدا " وخرجت بسرعة ..
نظرت لها باستغراب فقال الشاب :
- لا بأس .. فأنا لم أدع أحد يجلس إلى جانبي أبدا عدا خطيبتي .. أنا رئيس ايموكيا..
قلت باندهاش :
- من فضلك يا سيدي الرئيس .. أنا لا أعرف كيف جئت إلى هنا ..
نظر لي وهو يسند ظهره على الأريكة براحة وقال :
- أنت لغز أيتها الفتاة فأنت غريبة ... هل أنت ملاك النصر ؟؟
ماذا يقول هذا الغبي ..
ملاك ماذا ...؟؟؟
بالطبع لم أجد ما أقوله فتابع حديثه :
- لقد سقطت فجأة ووجدك الناس على الشاطيء، وكنت تعلقين حول رقبتك قلادة ايموكيا الأثرية التي سرقها الحارس المناور وكانت معه شياطين الكواكب .. منذ مايقرب ألفي عام مضت ..
زادت حيرتي ووشعرت بالدوار وأكمل الرئيس :
- وكان معك كتاب مكتوب بلغة سكان ايموكيا ... ويوضح المثلث الجغرافي للكواكب الحية في الكون...
قلت :
- حقا.. هل كان الكتاب معي ...
قال الرئيس شيئا لراي فانطلق الشاب وتابع الرئيس وهو يقف :
- تعالي معي سأريك شيئا ..
سرت خلفه بصمت ونزلنا سلما زجاجيا حتى وصلنا إلى مكان رخامي وبه أسرة بيضاء مغطاة بالزجاج وبكل الفرحة والدهشة صرخت :
- لا ... إنه جاميان ... وو , و .. هذا جيرودا ..
نظر الرئيس إلي بشك وقال :
- أنت تعرفينهما إذا .....
لم أكن مع الرئيس بتاتا وكنت سعيدة جدا برؤية جاميان وجيرودا .. وقلت :
- هل هما بخير ؟؟؟
- نعم .. لكن اعترفي، أنت ملاك النصر أليس كذلك ... ؟
نظرت له باندهاش وقلت :
- أنا مجرد فتاة من كوكب الأرض ...
ابتسم الرئيس وقال :
- وهما ....
ارتبكت قليلا ولكنني قلت :
- إنهما من كوكب آخر .. الأخضر ...
- وكيف التقيتم إذا ؟؟؟
قل باستسلام :
- إنها قصة طويلة إذا أردت أن أحكيها لك ...
- موافق ..
صعدنا مرة ثانية وحكيت لرئيس ايموكيا قصتي ولكن ليس بالتفصيل، وعرفت أن ايموكيا هو كوكب صغير غير معروف يقع وسط مثلث الكواكب الحية ..
ثم حكى لي رئيس ايموكيا عن اسطورة غريبة وقال :
- في كتبنا القديمة يقول أجدادنا إنه عندما يجتمع ثلاثة رجال أقوياء من كواكب مختلفة على حب فتاة استطاعت تشغيل القلاده فإنها ستصبح عندها ملاك النصر لكوكب ايموكيا وتستطيع أن تدمير عدو ايموكيا الفازع .. لأنهم سيعطونها التذكارات .. وبعدها سيظهر الفنار..
قلت باندهاش وانا لم أفهم نصف الكلام :
- هل تقصد أنني تلك الفتاه التي استطاعت تشغيل القلاده ؟؟؟
- بالتأكيد .
ابتسمت وأنا أقول بلا مبالاة :
- ولكنني .. لم أحقق الشروط .. فلم يجتمع أي شخص على حبي .. حتى وإن حدث ... فالكواكب...
قال الرئيس بهدوء :
- بلى ... لقد اجتمعت الشروط!!

لم يرد الرئيس أن يقول المزيد عن تلك الأسطورة وبالطبع لم أقل شيئا فأنا لم أصدقها من الأساس وعدت إلى جاميان وجيرودا اللذان ارتديا زيا ابيض ورافقني الشاب صاحب الشعر الأصفر الفاتح والمدعو لوريس ..

كان يرافقني كظلي ، حتى عندما تناولت طعاما جيدا يشبه طعام الأرض كان يقف خلفي ..
حاولت فتح الزجاج الذي يغطي جاميان ولكنني لم استطع ونظرت إلى لوريس ففهم ما أريده وقام بفتح الغطاء بطريقة ما ..
لم تمر خمس دقائق حتى بدأ جاميان بفتح عينيه وقال لوريس بلغتي :
- لتخدير هو كان بالزجاج ..
فهمت أن الزجاج وضع لتخدير جاميان وجيرودا واستفاق جاميان ثم نظر إلي وقال :
- ما هذا ... لندا ؟؟ هل متنا؟؟
قلت بسعاده :
- لا يا عزيزي ، نحن هنا .. لقد ذهبنا إلى أرض أخرى ، نحن بأمان ...
قال جاميان بفزع وهو يحاول الجلوس :
- كيف ..؟ مـ ... وجيرودا .. هل حصل له مكروه ؟؟
التفت ونظرت إلى لوريس وقلت :
- من فضلك افتح غطاء الشاب الآخر ..
ثم أشرت إلى صندوق جيرودا الذي رآه جاميان فقام مسرعا ونظر إليه ..
فتح لوريس صندوق جيرودا وقال جاميان وهو ينظر إلي بلطف :
- لقد شفيت جروح جيرودا ... منذ متى ونحن في غيبوبة اصطناعية ؟؟
قلت باستغراب :
- لا أعلم فقد أفقت بالأمس فقط ..
نظرت إلى لوريس وقلت :
- منذ متى ونحن هنا؟
نظر لي لوريس وقال :
- لست يفهم جملا جديدة ... أنا غير يتكلم للغة ..
فهمت قصده وقال جاميان شيئا ما بلغة لا أفهمها فأشرق وجه لوريس وأجاب ..
بدأ بينهم حوار طويل وانا أشعر بالغيظ لأنني الوحيدة البلهاء هنا ، ولكنني لا حظت أن جيرودا بدأ يستفيق فقلت بفرح :
- جيرودا ..
توقف جاميان عن الكلام ونظر إلى جيرودا الذي فتح عينيه باستغراب وقال :
- لا أصدق لقد متنا معا ..
ضحكت أنا وجاميان وقال جاميان :
- مازلت حيا يا ليليان الأحمر لا تخف ...
ابتسمت عندما تذكرت أسماءهم يوم التتويج في بانشيبرا ... إنه مكان مختلف تماما عن هنا ..
أخبر جاميان جيرودا سبب وجودنا هنا ثم قال :
- لقد بقينا هنا مدة شهر كامل ..
شهقت باندهاش ونظرت إلى لوريس صاحب الشعر الأشقر وقلت :
- غير معقول ..
نظر جاميان نحوي ثم عاد يقول :
- لقد رعاك الشاب و شقيقته لمدة شهر كامل هكذا أخبرني منذ لحظات ...
حدق لوريس بنا بصمت شديد ..
كان ذلك الشاب غامضاا جدا ، حتى أثناء حديثه مع جاميان كان متحفظا وبطيئا في ردوده ..
تساءلت باستغراب:
- لكن جاميان ... كيف استطعتما التفاهم؟؟
قبل أن يرد جاميان دخل احدهم إلى المكان بسرعه .. ففزعت ونزل جيرودا ووقف إلى جوار جاميان ..
كان الشاب غريبا جدا له شعر أبيض طويل وعينان قويتان وليست من عائلة القطط وكان طويلا ويلبس ملابس غريبة مليئة بالأحزمه ويمسك رمحا ضخما بيده .. قال بصوت عال :
- لوريس أخرج ..
نظر لوريس بحدة إلى الشاب وقال شيئا بلغة لا أفهمها فتمتم جاميان :
- يا إلهى!
لم تمض لحظة من الحوار الغير مفهوم حتى صوب رمحة نحو لوريس واقترب فاستل لوريس سيفه ..
قال جاميان شيئا ما .. فالتف الإثنان نحوه والشرر يملأ عينيهما ...
قلت لجيرودا :
- ماذا قال ؟؟؟ لماذا ينظرون إليه هكذا؟؟

أمسك جيرودا بيدي وقال وهو يسحبني للخارج :
- هيا نحن لا علاقة لنا بهذا الأمر ..
صحت وأنا أقاوم جيرودا :
- وما علاقة جاميان هو الآخر ؟؟ لقد أفاق منذ لحظات انه لا يعرفهم ..
لم يجب جيرودا وظل يسحبني حتى خرجنا وهناك شاهدت رئيس ايموكيا ينظر إلي بسعادة غريبه وقال :
- أهلا بملاك النصر !
نظر جيرودا نحوي بذهول واحتبست الكلمات وهو يقول :
- هذا مستحيل ... إنها هي بالفعل !!
شعرت أن هناك شيئا يعرفه الجميع وأجهله ..
ونظرت خلفي فرأيت جاميان يخرج غاضبا وخلفه لوريس والشاب صاحب الشعر الأبيض ..
ونظروا لرئيس ايموكيا فتوقفوا .. وقلت :
- في الحقيقة أنا لم أفهم شيئا مما حدث ..
اقترب الرئيس وأمسك بذراعي ثم سحبني وهو يقول :
- لا بأس ، دعي هؤلاء الفتيه المجانين وتعالي معي فقد حان وقت الغداء ..
شعرت بالغيظ ولكنني سرت وراء الرئيس ..
في غرفتي بدلت ثيابي وارتديت فستانا كحليا له حزام أبيض عريض .. ثم خرجت مع الفتاه القطه بيدوريدا متوجهة إلى ميعاد الرئيس الذي قال فيه أنه سيشرح كل شيء ..
وعندما وصلنا إلى هناك كان الرئيس يجلس على أريكته كالعاده فخرجت الفتاه بيدوريدا قبل أن تراني وأنا أجلس إلى جوار الرئيس ..

ضحك الرئيس عليها وقال :
- إنها فتاة غريبة الأطوار ...
اكتفيت بابتسامة وقلت :
- إنها رقيقة وخجوله ..
كنت انتظر أن يخبرني الرئيس عن أي شيء لكنه ظل صامتا لفتره حتى دخلت فتاة أخرى ...
كانت فتاة جميلة جدا لديها شعر أسود ناعم وطويل تركته منسدلا وعينان جميلتان وهي ليست من عائلة القطط واقتربت الفتاة ثم حيت الرئيس بأدب فقال الرئيس بعد أن سمح لها بالجلوس على الأريكة المقابلة :
- إنها مخطوبتي الأميرة راما ...
وقفت بسرعة وابتعدت من جوار الرئيس وقلت :
- علينا إذا أن نبدل أماكن الجلوس ...
وقفت الأميرة أيضا وضحك الرئيس ثم قال :
- لا تتقلقي بشأن ذلك ، الأميرة راما سوف ترافقك في جوله .. مارأيك ؟؟
قلت بفرحة :
- موافقه ..
اقتربت الأميره راما وكانت ترتدي فستانا ورديا وابتسمت برقة ثم قالت :
- يسعدني مرافقتك يا ملاك النصر ...
لم يشرح لي الملك شيئا وانطلقنا بمركبة جميلة لها سائق ودارت بنا في أرجاء المدينة الزجاجية الرقيقة ..
كان هناك الكثير من القطط ... أقصد الناس يسيرون في الشوراع النظيفة المرصوفه .. ورأيت الأطفال لأول مره من شهور فأنا لم أر أي واحد منهم في بانشيبرا وتساءلت عن السر؟؟
وابتعدنا خارج المدينه لأرى جبالا بيضاء جميلة جدا وتوقف بنا السائق ونزلنا نركض انا والأميرة في تلك المنطقة الجميلة ...
نزل السائق من العربة وخلع قبعته ونظر بعيدا ،، عرفته ..
لقد كان نفسه الفتى صاحب الشعر الأبيض والذي كان يحمل رمحا طويلا ..
وسار بضع خطوات فقالت الأميرة :
- ما رأيك أن أقوم بمداعبة شقيقي أقوى محارب .. سأرى ما يمكنني فعله ..
ابتسمت وتركتني الأميرة ثم توجهت نحو الشاب ودفعته بقوة ، ويبدو ان الشاب تفاجأ من الحركة الغريبه فوقف عند أطراف الجبل وكاد يسقط ولكنه نظر إلى شقيقته الأميرة بسرعة موبخا لها ...

ضحكت الفتاة بسعادة وابتسمت رغما عني فقد كان الموقف مضحكا ، ولكن حصل أمر غريب فقد بدأت الصخور تحت قدمه تتفتت وبلمح البصر سقط الشاب وصرخت الأميرة بفزع :
- رايو ... رايووو
ركضت بسرعه ونظرت إلى الأسفل كان رايو القوي متعلقا بالأحجار ولكن القفاز الذي يرتديه لم يساعده على التشبث جيدا فقلت وأنا أمد يدي :
- هيا تمسك بيدي ..
كنت متوترة جدا وكنت خائفة أن لا أستطيع حمله وركضت الأميرة نحو المركبة وأجرت اتصالا للنجدة ..
نظر نحوي بصعوبة وصرخ :
- لا أستطيع ترك يدي ...
حاولت الوصول إلى يده ولكنه كان بعيدا بعض الشيء .. ماذا علي أن أفعل يا الهي ،، لو سقط من هنا فإنه لن يخرج أبدا ...
مددت أصابعي باستماته ...
ولكنني انزلقت فجأة وسقطت فوق رايو فأسقطته معي ...
سقطت بقوة وطرت وسط الغيوم وشعرت برايو يمسك بي وكأننا نقوم بهبوط مظلات وصاح رايو :
- لا تخافي ..

فجأة تعلقنا ...
كان رايو يمسك بشيء ما سلم متحرك ربما ..
نظرت إلى الأعلى فرأيت مركبة تنزل نحونا وأمسك الرجال بالداخل بي أولا وانا ارتجف من هول الصدمة .. ثم صعد وركب رايو بعدي ، وكان قلبي يدق بسرعه مما حصل لي ..
وظللت صامته ، كنت بحاجة ماسة لرؤية جاميان فقد أصبحت أعيش في عالم عجيب لا أعلم مايجري فيه ...
تساءلت مالذي حدث بعد ما انفجرت هينوا ؟؟ كان لايموكيا علاقة بما حصل وبوجودنا هنا .. قطع صوت رايو سلسلة أفكاري :
- شكرا لك لأنك حاولت مساعدتي ...
نظرت إلى رايو وقلت :
- إنه أقل واجب أقوم به .. ليس عليك شكري ..
ثم ضحكت وقلت :
- لقد كدت أودي بحياتك ... حاولت مساعدتك فأسقطتك !!
اقترب رايو قليلا ثم قال :
- لقد كنت تودي بحياتك من أجل انقاذي .. أنا أقدر ذلك فعلا ..
ارتبكت قليلا فلم أجبه عن أي شيء ... واكتفيت بابتسامه ..
وعندما وصلنا قام رايو بحملي إلى الداخل مع أنني رفضت بشده .. ثم وضعني على الأريكة فوبخته ،، الغريب أنه كان يضحك رغم توبيخي له وصياحي ..
ثم ذهب ..
كنت بغاية التوتر من تصرف رايو وبعد قليل من الوقت رأيت لوريس صاحب الشعر الـ ... أظنكم مللتم من أعادة وصفي للون شعره كل دقيقة ...
كان لوريس يحدق بي وعندما اقترب من الأريكة قال بتلكؤ :
- الفتى من كوكب بلامنيت يحبوه الجميع ... وأنت تحبينه أيضا ..
نظرت بغضب نحو لوريس ولكنني تمالكت أعصابي وتساءلت :
- دعك من هذا الهراء وأخبرني أين جاميان .. ألم تشاهده ؟؟؟
قال لوريس بتلكؤ :
- ديوفري؟؟ كان مع اخوه و المديرين ..
ضحكت على كلمة المديرين وقلت :
- اسمه الرئيس وليس مديرين من علمك هذا ؟؟ راي؟؟ لقد سمعت تلك الكلمة منه من قبل ..
ابتسم لوريس ثم قال:
- راي يعرف الكلام كثيرا أكثر مني ..
- نعم ولكن ليس أكثر مني ،، لا بأس فأنت تتعلم بسرعة لكن لا داعي للكلام الذي قلته منذ قليل ..
أطرق لوريس للحظة ولم يتكلم ثانية .. ووقفت أنا وعدت إلى غرفتي الجديدة في القصر وبقيت في سريري فترة أفكر ...

لماذا يحصل لي كل هذا ....
ولماذا تطاردني الكوابيس إلى كل مكان .. دمعت عيناي وانا اتذكر صديقتي ميرندا وهي تقول :
" لندا ... أنت لن تذهبين مع عمك أليس كذلك ... لن تتركينا "
وها أنا اتركهم ولكن ليس مع عمي مايكل إلى دولة مجاورة وإنما عالم خيالي أسبح فيه ولا أعلم ما مصيري أوماهو دوري فيه !!
غفوت قليلا ...
ولكنني استيقظت لأرى أنني نمت فترة طويلة وهاهو ضوء النهار ..
بدلت ثيابي وعدت إلى التفكير مجددا .. لقد مللت الوضع الذي أصبحت أعيش فيه فعلا ... وأشعر ان هناك اشياء كثيرة بالفعل لا اعرفها ..
سمعت طرقا على باب غرفتي فجلست وقلت " ادخل" ..

وفي الحال رأيت جاميان يفتح الباب وعلى وجهه ابتسامة مذهلة .. ورائعة، لقد قص شعره فأصبح قصيرا ولكنه كان رائعا ويضفي جمالا وسحرا جديدا على وجهه ....
ابتسمت أيضا ووقفت متجهة نحوه وقلت :
- هيه جاميان أين كنت طوال الوقت ؟؟
همس جاميان برقة :
- هل يمكنني اصطحاب أميرتي في جولة قصيرة ؟؟
قلت بابتسامة :
- امممم نعم لكن عليك أن تأخذ جزائك أولا ...
نظر إلي وقال :
- حسنا ... سآخذ جزائي ولكن ماهو ... قبلة ؟؟
قلت ضاحكة :
- لا تحلم كثيرا حسابك هو شد الأذنين لأنك لم تسأل عني لفتره طويله ..
وضع جاميان يديه على أذنيه بحركة كوميدية وقال :
- لا لن آخذ حسابي سأصطحب أميرتي مجانا ...
قلت ضاحكة :
- ولم لا ؟؟؟ هيا بنا .. ولكن لحظة ..
توقف ورفع حاجبيه بتساؤل فقلت مبتسمة :
- تعجبني قصة شعرك الجديدة، لقد أصبحت تشبه جيرودا ...

خرجنا خارج القصر إلى مكان رائع وتمشينا على الشاطيء لأول مره معا .. خلعت حذائي وركضت على الرمال بسعادة بينما وقف جاميان يضحك على تصرفاتي الطفوليه ...
وصحت بسعادة :
- جامي .. هيا .. اركض معي أنت لم تعد ترتدي الزي العسكري انس جديتك قليلا ...
كان جاميان يرتدي تي شيرت أبيض وبنطالا كحليا وخلع حذاؤه الرياضي ثم قال بمرح :
- أتحداك أن تمسكي بي ...
لم أستوعب التحدي حتى رأيته يركض بسرعة فاندفعت خلفه مثل الرصاصة وصحت :
- إذا أمسكت بك فسوف ترمي نفسك في المياه ... هل انت موافق ؟
صاح وهو يركض بسرعة :
- موافق ...
ولكنني اقتربت منه بعد مسافة من الركض وقفزت وأمسكت حزام بنطاله فتوقف عن الجري وجلست على الرمال ألتقط أنفاسي وكنا نضحك ... لأول مرة أشعر بسعادة كهذه منذ فترة طويلة ...
ارتمى جاميان على الرمال وهو يضحك ولكنني قلت مثل الأطفال :
- سوف ترمي نفسك في الماء لا تحاول ...
سحبته من ذراعه وهو يصيح ضاحكا:
- انتظري أنا لم أسبح في بحر طوال حياتي ، أنا لست برمائيا مثلك ...
لم يتم جملته حتى دفعت به في الماء مرغما ... لكنه كان يضحك ...
وأمضينا وقتا جميلا جدا ذلك اليوم بعد أن تبللت ملابس جاميان كلها وشعره أمسك بي ودفعني في المياه فتبللت أنا أيضا والتصق شعري بوجهي ثم تبادلنا التراشق بالمياه حتى تعبنا وامتلأت عيوننا بالملح فعدنا إلى القصر منهكين ومبتلين ... لكن سعداء جدا ...
كان الهواء قد جفف ثيابنا وسخر جاميان من شعري الذي جف وتجعد بسبب الملح فسخرت من شعره أيضا الذي أصبح مشعثا ... وعندما وصلنا إلى باب القصرالرائع رأينا لوريس بانتظارنا وعلى وجهه نظرة غريبة جدا ...


وعندما انتبه إلينا ترك المكان بسرعه ودخل إلى القصر فتساءلت :
- لماذا هو غاضب هكذا ؟؟؟
رد جاميان بسخرية وهو يمثل بوجهه حركة غريبة :
- ياااااااه ... لقد أخذت ملاك نصرهم بدون أن أستأذن ...
ضحكت بشدة فلأول مرة أرى جاميان يسخر من شيء بتلك الطريقة ...
ودخلنا على القصر فأقبلت الأميرة راما ونظرت نحوي انا وجاميان بدهشه ولكنها ابتسمت ثم قالت :
- ماهذا لقد كنتما في نزهة ...
نظر جاميان بعيدا فقلت :
- نعم لقد كانت نزهة جميلة جدا ...
- لقد بحثت عنك كثيرا ولم أجدك لقد استدعاك الرئيس ..
قلت بارتباك :
- حسنا .. سأبدل ملابسي وألحق بك ..
ثم توجهت إلى غرفتي وتبعني جاميان فقلت :
- ماذا ؟؟ لماذا تسير خلفي ..
بضحكة قال جاميان :
- ماذا ... هل مللت من صحبتي ؟؟
نظرت له بعتاب فقال باسما :
- لا بأس كنت أمزح معك انت سريعة الثورة .. سأذهب الآن .. كنت أود قول شيء ولكنني نسيته ،، سأخبرك به عندما اتذكر ..
التفت جاميان وعندما ابتعد قليلا فقلت :
- شكرا جامي .. لقد كان يوما رائعا بالفعل ، أراك بعد قليل .. بعد أن تنظف ذلك الشعر المشعث ..
ضحك جاميان ثم لوح بيده نحو شعري وقال :
- لاتنسي أنت أيضا تنظيف تلك الـ ... حسنا إذا رأوك هكذا فسيرسلونك بمكوك إلى جحيم كونيراس ...
ضحكت من قلبي مع انني لا اعرف اين يقع جحيم كونيراس هذا الذي تحدث عنه .. وأعجبتني طريقة مزاحه التي اكتشفتها فيه حديثا ..
تابع سيره حتى نهاية الممر .. ودخلت إلى غرفتي ..
بسرعة شديدة اخذت حماما وجففت شعري ثم لبست ثيابي ،، كان كثيرا من الوقت قد ضاع وسمعت طرقا على باب غرفتي ثم صوت راما :
- آنسة لندا ... الرئيس ينتظرك أرجو أن تسرعي انه اجتماع مهم ..
فتحت الباب قبل أن تكمل الكلمة الأخيرة وقلت :
- ستصحبينني معك إذا ...
- حسنا ... تبدين رائعة !
- شكرا ..
توجهت مع راما نحو قاعة الرئيس التي دخلتها من قبل ،، كان الجميع هناك .. حتى جاميان ..
وابتسم رئيس ايموكيا وقال :
- لقد تأخر أهم شيء في الاجتماع ..
ابتسمت بحرج وقلت :
- المعذرة سيدي الرئيس ..
وقف الرئيس فوقف الجميع أيضا وقال وهو يشير إلى بوابة كبيرة أخرى :
- الآن سنذهب ..
لم أفهم الأمر ونظر لي جاميان بقلق ...
وعندما دخلنا كانت قاعة مذهلة حقا .. كانت دائرية وبها أرائك معلقة وفي الوسط توجد غرفة زجاجية تشع منها أنوار خفيفة ورائعة ..
شعرت بالنعاس فقد كانت مظلمة تعتمد فقط على ذلك الضوء الخفيف الذي يشع من الغرفة الماسية ..
وقال الرئيس بهدوء وهو يضع قلادة ايموكيا حول عنقي :
- الآن اللحظة التي انتظرتها ايموكيا آلاف السنين .. ليس عليكي إلا أن تخبريني الآن ...
شعرت بنعاس وقلت :
- أخبرك ماذا ؟؟
- كيف عملت ايموكيا في المرة الأولى ..
- لا أدري لقد عملت من تلقاء نفسها .. لا يمكنني تفسير هذا الأمر ...
- حسنا .. من كان معك عندما عملت ايموكيا؟؟
نظرت حولي فرأيت في البداية جيرودا الذي كان ينظر لي بإشفاق غريب ،، الجميع يعلمون شيئا لا أعرفه لكن لا داعي للخوف فلو كان ما سأفعله ضار بي لحذرني جاميان ..
وقلت بعد فترة قصيرة :
- جيرودا وجاميان ...
- من أيضا ؟؟
- لا أحد ... فقط نحن الثلاثة ...
اقترب رجل عجوز من خلفي يرتدي رداءاً أحمر قاني مثل الدم ووضع يده على رأسي ثم قال :
- يا ملاك النصر ... سوف تقومين بحل سر ايموكيا .. ولكن عليكي أن تتحلي بالشجاعة ويقف معك هناك الــ ....
صمت الرجل العجوز وأبعد يده عن رأسي ثم نظر حوله ..
اقترب لوريس في البداية وقال بلهجة متقنة إلى حد ما :
- سأعطيك التذكار " لوريس" لكي تضعينه في موقد المدفأه ...
ثم ربط شريطة حمراء حول ساعدي الأيسر ..
لم أفهم شيئا مما يحدث وتقدم خلفه جاميان ونظر إلي للحظة وعيناه مترقرقتان بالدموع ثم قال بتردد وارتباك :
- سأعطيك التذكار " جـ .. جاميان" لـ ... لكي تضعينه في الفنار ..
ثم وضع حول رقبتي بلطف شريطة بيضاء عريضة وتشبه التي وضعها لوريس في ساعدي الأيسر ..
نظرت بعدم فهم ولكنني لم أستطع قول أي شيء فقد كان الموقف متوترا والصمت يخيم على المكان ..
ابتعد جاميان بصعوبة شعرت بها واقترب رايو ثم قال بلطف :
- سأعطيك التذكار " رايو" لكي تضعينه في الكهف ...
ثم ربط حول ساعدي الأيمن شريطة سوداء ..
وابتعد هو الآخر ..
وقف جيرودا بمحاذاتي وقال :
- لندا ... سوف تدخلين الآن على تلك الغرفة وعليكي أن تقومي بحل لغز ايموكيا ،، لأنك انت الوحيدة التي تستطيعين ذلك ... هناك مساعدات قدمت إليك من اناس يحبونك جدا ويخافون عليك ولذلك عليك ان تنجحي ..
قلت بخوف وانا أنظر للغرفه الزجاجية :
- ماذا إذا لم أستطع حلها ...
ابتسم جيرودا وقال بطمأنينه :
- لا تخافي ... لن يحدث أي شيء فقط سوف نفقد القلادة .. إلى الأبد ..
شجعني الجميع بنظراتهم الخائفة وقال الرئيس :
- نعتمد عليكي لندا .. فنحن لا نعرف ما سيواجهك ..
قلت :
- ماذا عن تلك الأماكن .. الكهف و الفنار و المدفأة ؟؟
أجاب الملك بهدوء :
- مذكور في الكتاب أن على كل شاب من كوكب مختلف إعطاء الوسيطة تذكارا يمنحه من شعور قلبه الحقيقي حتى يمكنه المساعدة ،، وهذه هي الأماكن المكتوبة في الكتاب ..
بالطبع لم أفهم شيئا وهززت رأسي موافقة وتوجهت نحو الغرفة الزجاجية ..
عندما اقتربت من الغرفة شعت ماسة ايموكيا الشفافة الضوء الأزرق للمرة الثانية ، ففتح باب الغرفة الزجاجية تلقائيا .. تمتم الجميع باندهاش ..
ووضعت رجلي لكي أدخل ...
وبالداخل .....


عبير الرومانسية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس