عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-10, 03:21 PM   #22

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

الـــــجــــزء الـــثــآمـن عـــشـــر

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&








سَبحَانْ الله وبًحمًدهً ~ سًبَحاَن الله العَظًيَم

سَبحَانْ الله وًبحَمدهً عدَد ًخلِقهً ورًضاَ نَفسًه َوزَنةً عَرشًه وَمدًاد كَلماتهً






(( صدمه تلو الصدمه ))






][ ~ ذَيــًآبــَ ~ ][


-دقايق وجايك

سكر الجوال منها وتبعه تنهيده مشتاقه وولهانه لها

داس على البنزين لحد ماتجاوز سرعته اللي اعتاد المشي عليها بكـثـيـررر

ماكان وقت تفكير أو إستيعاب كان كل همه إنه يوصل لها بأسرع مايمكن وبأقل وقت

ثواني اللي أنتظرها بس ....قبل ماتطير السياره فيه وكأنها ورقه بلا وزن وثقل

كل شئ صار بسرعه وبلمحة نظر ....إنفجار كفر السياره وتقلبها بشكل مرعب بإرتفاع نسبي عن الأرض وأخيراً اصتدامها بالأرض وتقلبها عليه مثل الكوره ليقف أمامها عامود الكهرب بكل شموخ ويوقف حركتها بكل خشونه من جهة الصدام
7
7
عيونه مفتوحه على إتساعها بذهول وصدمه ...مصوبه على اللاشئ قدامه

النفس ماارتد له.. كان القادر عليه وسط اللي صار عمليه وحده وهي الشهيق بس !!

انا حي ولا ميت ؟!!

سؤال سأله نفسه بغباء وبلاهه

ماتوقع إنه بيظل على قيد الحياة بعد ماشاف السياره تطير وترجع تصتدم بالأرض وتتقلب لكذا مره واخيراً تصتدم بعامود الكهرب وهي واقفه على كفراتها وكأن شئ ماكان

أصوات الناس المتضاربه وصراخهم المرتفع رجعوه لأرض الواقع وان للآن بداخل جسده روح

غمض عيونه واعتصرهم بكل قوه وأطلق نفس طويل كان حبيس صدره يقطعه صوت كحته العاليه

تجمعوا الناس حول السياره بثواني قليله ...امتدت ايديهم لسياره بمحاولات فاشله لفتح الباب

حاولوا بجميع الأبواب لكن ولا واحد فيهم انفتح

ارتفع صوت منادياً بأنفاس لاهثه وصوت متقطع/ اخوي اخوي ...دقينا على الإسعاف والدفاع المدني والحين هم بالطريق...لاتخاف

إن شاءالله بيفتحون الباب وبيطلعونك سالم من هنا....

هز راسه علامة الموافقه....الذهول اللي فيه والألم اللي يحس فيه افقدوه القدره على الكلام

النعاس يداعب اجفانه بكل رقه وترغمه على الخضوع لها....لكنه كان يفتحهم بكل قوه متمسكاً بصحوته

هو يعلم بطبيعة عمله أن الإستسلام لنوم بعد الحوادث معناه نوم دائم وهذا مايحاول الفرار منه

ارتفع صوته الواهن بأقوى نبره استطاع الوصول لها/ كلمني لاتخليني انام ...تكفى

تكلم بنبره مرتبكه خائفه/إن شاءالله إن شاءالله .....

عمره 16 عاماً ومارآه اليوم كان كثير كثير

الكثير من الدماء والكثير من الأنين والكثير من الوجع والتوسل بصوت هذا الرجل القوي بزيه العسكري

ارتفع صوت واحد منهم بصراخٍ فزِع / السياره بتشب...طلعوه طـلـعـوهـ

انتفض بحده رغم تعبه ووجعه ...حول نظره لمقدمة السياره واتسعت عيناه برعب ...الأدخنه تتصاعد منها ورائحه أحتراق البنزين يكتم الأنفاس

محبوس بداخل كتلة الحديد تلك بدون مخرج منها...!!

الموت اصبح وشيكاً ...

يظهر أنه لامفر منه!!

الإصابات سلبت قوته وعافيته ....ومفاجئه الحادث وأعجوبة نجاته شتت تفكيره عن مصيره القريب ..ورحيله الأقرب...!!

أخذ يردد كلمات متقطعه بنبره منخفضه واهنه / الحمدلله على كل حال......يارب احست خاتمتي

ارجع راسه للخلف واسنده على الكرسي بإستسلام تام وإبتسامه حالمه تزين تلك الشفاه وطيف المحبوبه يداعب الخيال
7
7
صوت تحطم الزجاج ...وبعثرة قطعه الصغيره الحاده بأرجاء السياره ويدان فتيتان تستقران على كتفه وترفعانه للأعلى بكل قوه

ذات الصوت الذي رافقه منذ قليل يرتفع بنبره أكثر خوفاً واكثر فزعاً / رجله محشوره

ارتفعت اصوات مختلطه بذات الجمله/ اسحبه بقوه

اعاد الكره ورفعه لأعلى بقوة اكبر لكنه للآن عالق

- عيا يطلع

- اسحبه بسرعه

تكلم بتردد وخوف كبير/ الحين بيجي الدفاع المدني ويفكون السيره عنه

إذا طلعته بالقوه بأضره ...ماقدر ...ماقدر

جسد أضخم وأكبر سناً دخل لسياره بكل قوه وتصميم ...يداه امتدت لتلك القدم العالقه ...حركها بقوه رغم صرخات صاحبها المتوجعه

مسك كتفيه بيديه الملطخه بدماء ذاك ورفعه للآعلى بكل سهوله ثم اخرجه من النافذه وهو يردد / يخسر رجله ولا روحه

دقائق وارتفع صوت أنفجار السياره بدوي مزعج ومرعب .....وكتلة من النيران الملتهبه تعمي الأبصار

هذا آخر مارأته عيناه قبل ان يتيه بداومة من الظلام وهو يردد كلمة واحده/ الحمدلله الحمدلله

نعم الحمدلله

الحمدلله على أنه نجى من الموت

الحمدلله على على انه كان وحيد دونما احدٍ من اهله

الحمدلله على أي مكروه أصابه او قد يصيبه
7
7
7
يسمع اصوات حوله....لهجه سعوديه وأخرى مصريه ...يتخللها بعض الكلمات الغير مفهومه باللغه الإنجليزيه

يحاول ان يفتح عيناه ...يريد ان يعلم أين هو وماذا حدث له

فالألم الذي يشعر به لايطاق ...

- عظم القدم متهشم ومنطحن مع اللحم

- يعني مافيه قدامنا إلا هالحل؟!!!

- تعال شف بنفسك كيف الوضع

سمع خطوات تقترب منه ثم ارتفاع صوت بـ/ الظاهر مالها إلا البتر يادكتور

- توكلنا على الله ....جهزوا غرفة العمليات

مصيره يحدد تحت مسامعه ....اتضحت معالم حياته المستقبليه امامه

عجز وعجز وعجز ....

زوجٌ ناقص...أبٌ ناقص...وموظف بالسلك العسكري معطوب لم يعد يُحتاج له

دمعةٌ وحيده نزلت من تلك الأعين المكلومه تنعي الحال وتشيع المئآل

وتودع رجولةٌ كامله ...أصبح كمالها حلمٌ لن يتحقق



..................................................




][ ~ بًـيَـتِـ أًهًـلْ الَـجَـآزَيْ ~ ][


تنزل الدرج بخطوات رشيقه ومتباعده ....يراقبها وهو يهز راسه بيأس منها ..ارتفع صوته / وبعدين معتس أنتي وهالمناقز ...يابنيتي مهب قايلين لتس ماينفعلتس....وش فيتس ماتفهمين

اسرعت الخطى وتوجهت له باست راسه ويده / عادي يبه كلها درجتين ماسويت شئ

وضربت صدرها بخفه من ناحية قلبها / قلبي حديد لاتخاف علي

ابتسم بمحبه لمرحها الدائم / والله مايندرى عنتس ...ادناة شئ يحصلتس تمددين علينا

ناظرته بعتاب / يـبـه..لاتخليني ازعل عليك

- افـا تزعل علي شيختنا .... لاحشا علي مااعيدها

باست راسه بعمق وهي تستنشق رائحته المميزه خليط من عبق الرجوله وحنان الأبوه / جعلي ماذوق حزنك

ابتسم وهو يسحبها من يدها ويجلسها جنبه / يكفي تعلِق براسي ..اجلسي

برطمت بزعل / وش تعلِقه يبه ؟!! ابوس راسك بس

- كل ذي حِبه ...لتس ساعه وآخرتها حِبه

- بنشوف يابو محسن ...بتجيني بعدين تقول وين حِبتي على قولتك باقولك مافيه

ابتسم بإبتسامه يغالب فيها ضحكته / وبعدين متى يجي ؟!!

تكلمت بعد تفكير وحيره / مادري

- ههههههههه دوم ماتدرين الله يخلف علينا بأبرك منتس

فزت واقفه وحطت يدينها على خصرها بعدم رضا عن كلام ابوها / ناوي تتزوج وتجيب غيري

- ههههههههه الحين ماهمتس من الزواج إلا أني اجيب غيرتس بس....ولا أني اجيب ضره لأمتس عادي

استدركت كلامها بغباء/ايه صح ...وبعد تجيب ضره لأمي

- ههههههههه خلاص وانا ابوتس لافات الفوت مايتفع الصوت

جلست بجانبه ولفت يدها حول عضده وتكلمت بنبره متوسله / يبه لاتفتن علي عند امي

زعلها شين والله ماترضى إلا عقب سنه ....بعد ماينشف ريقي واوسط كل خلق الله عندها

مسح على راسها بيده الحره وتكلم بحنان ابوي صافي ومحبه جليه/ تدرين انتس اغلى عيالي كلهم ...

أنتي القعده ماعقبتس احد ....متربعتن بالقلب مالتس مثيل

لو يحصل اللي يحصل مهب قايلن شيئن يضرتس

باست كتفه وحطت راسها عليه بصمت تام ...مشاعره الصادقه واللي افتقدتها من زمان اجتاحتها بكل قوه وأبت إلا أن يكون الصمت الرد عليها

لها مده وهي غايبه عن البيت بفكرها ...افتقدت الكثير ...جلساتها الخاصه مع امها رغم إنتهاءها غالباً بتضارب الآراء

إجتماعها بعيال اخوها وشقاوتهم ....جلساتها الأنثويه بيوم تجمعهم ببيت الأجداد

والأكثر هو غيابها عن ابوها ....كانت الأثيره عنده ودائماً يغدق عليها من بحر مدائحه لها حتى يوصلها لأعلى درجات نشوة الفخر والغرور

وبزواجها والأحداث اللي تلته ...صارت تبتعد شوي شوي عن اجواء البيت الفعليه رغم تواجدها فيه لكن جسد من دون فكر


..............................................




][ ~ نـْاصَـرَ ~ ][


رفع كوب القهوه لشفتيه ليرتشف منه بضع رشفات متمسكاً بما بقي بجسمه من طاقه تعينه على الصحوه

نظر لذاك الكروسان المغري ورائحة الجبن الشهيه المنبعثة منه ....أصواتٌ تخرج من بطنه علامة الجوع الشديد لكن لارغبة له بالأكل ....فقد شبع تفكيراً وسهراً

اشاح النظر عن الطاوله ورفعه لسماء ....اغمض عين وأبقى الأخرى مفتوحه واشعة الشمس الحارقه تخترقها بكل قوه

اسند مرفقيه على الطاوله واحاط راسه بيديه وهو يضغط بكل قوه على سدغيه ....الألم عبث برأسه والأرق رسم هالاته السوداء تحت العيون

منذ البارحه وهو حبيس سيارته وحتى قبل ساعات قلائل .....اقترب من الجنون وهو يقلّب الأفكار برأسه ..لعله يجد حل لما أصابه لكن بلا جدوى

لامعين ولا مُستشار ...

لمن سيشكو ...وحتى لو شكى كيف سيستطيع الكلام عنه وعنها

وحتى لو استطاع الكلام ووجد الشخص المناسب ليبثه همه ...هل ستتوقف الأمور عند مايريد أم أنها ستتعدى ذلك بكثير ويُلحق الضرر بزوجته ..حبيبته

الطرق مسدوده امامه....لاحل ولا مفر...

ارتفع صوته برجاء وتوسل بنبرة يائسه واهنه / رحـمـتـكـ يـااربــ

هبت نسمات صيفية بارده تناقض حرارة الشمس المتسلطه

لتداعب خصلات شعره وتمس وجهه بكل رقه...وتُبرِد حر جوفه...وتزيح القليل عن كاهله

رحمة من خالقه....

عليم به ....

سامع لشكواه ....

رؤوف بحاله....

(( إنه لايقنط من روح الله إلا القوم الكافرون ))

............................................



][ ~ بًـيَـتـَ أَهًـلً طـْـلآلَ ~ ][



يرتقي درجات السلم بخطوات مثقله بعد ان ألقى السلام على اهله دون ان ينتظر منهم ردا

جسدٌ قد نحل واعينٌ أُرهقت وقلبٌ عُذب ....الثوب يتأرجح يمنة ويسره إتساعاً وأطرافه لامست امشاط اقدامه متجاوزه كعبه على غير عادته
7
7
تتابعه بنظراتها وقلبها يعتصر وجعاً عليه....أصبح شبحاً صامتاً لايرى سوى صُدفة ...أضناها الشوق إليه ..لمجالسته وحديثه...هو اخوها وأبوها وعضيدها ...

ءأصبح أخيها جسدٌ خاوي من غير روح ؟!!

اهم من أنتزعوا قلبه بوحشيتهم ؟!!

اهم من أبدلوا سعادته هماً وحبه وجعاً ؟!!

تجاهلوا رغباته وامنياته ...لم يروا سوى أنفسهم ومصالحهم

علِموا من أين تُأكل الكتِف ...!!

ارتفع صوتها خوفاً وجزعاً/طلال كل ماله وحاله يتردى

اجابت بطفولتها وبرائتها / ماصار يوديني للبقاله مثل أول ....ماما خالو طلال ماصار يحبني ؟!!

ردت برعب من تفكير هذه الطفله / لا يماما ..خالو طلال يحبك ....بس هو تعبان شوي ...إذا طاب بيوديك لأي مكان تبينه

روحي حبيبتي مع بنت خالتك وشوفوا التلفزيون بالغرفه

ابتسمت بذات البراءه وذهبت

- تشوفون اللي اشوفه ولا يتهيأ لي ...طلال تغير ...تغير كثيررر

اكملت كلامها بغضب رغم جمال ملامحها الهادئه/ أكلم نفسي أنا ..؟!!..ليه ماتردون علي .؟!!

- نشوف بس وش نسوي مابيدينا شئ

- كله منكم وش دخلكم حرمته تتعب تجيب عيال ولا ماتجيب

هو راضي وش عليكم

الأم/حسبي الله عليها شكلها ساحرته ....أنقلب حال وليدي مهب هو الأولي

- صادقه أمي مب طبيعي اكيد مسويتله شئ

هزت رأسها بخيبة أمل ويأس منهم....هم من قتلوه وعلقوا ذنبه بعنقها

جعلوها الجلاد ولعبوا دور المظلوم بكل براعه

ترى دم فعلتهم بأيديهم فلِم المكابره ؟!!

- عسى الله لايهنيها بشبابها كانها مسويه لولدي شئ

انتفض الجسد رعباً من تلك الدعوه ....بشعة ...موجعة

لم تعد تحتمل ....تجاوزت عن كثير وسكتت عن كثير ...لكن الصبر نفد والصوت أبى إلا الصراخ معترضاً / يـمـه ....استغفري ربك... استغفري ربك

عندك عيال خوفي الله فيهم لاترجع الدعوه بواحد منا لإنها بدون وجه حق

بنت الناس ماسوت له شئ ....كل اللي صار له بسببكم ....انتم اللي غصبتوه وضغطتو عليه يطلقها وهو نفذ أمركم بدون مايعترض لإنكم مسكتوه من يده اللي توجعه

كان يحبها ...يـحـبـهـا .....ويوم بعد عنها برغبتكم ماتحمل فراقها ...ماتحمله ابد

جايين بعد كل اللي سويتوه ترمون بلاكم على غيركم وتقولون ساحرته

لو هي ساحرته كان ماطلقها ولاكان أللتفت لكلامكم وانتم تقررون نهاية حياتها معه قبل تبدى

اصحوا من اللي انتم فيه ...اصحوا

لاتبعدونه عنكم بأفعالكم ....لاتخلونه يشيل بقلبه عليكم

صدقوني بيجي يوم ويقول يكفي اللي جا منكم ويتركم لو ماتركم بالجسد ...قلبه بيكون بعيد عنكم

خلوه يعيش ...من حقه يعيش مع الحرمه اللي اختارها

مستكثرين عليه هالشئ وهو اللي افنى عمره برعايته لكم

تهجد الصوت وأمتلت العينان بالدموع/حرام عليكم والله حرام


.................................................. .......... .......



][ ~ بًـيَـتِـ أًهًـلْ الَـجَـآزَيْ ~ ][

تتالت طرقاتاتها على باب أمها بخفه ...لكن بلا جواب

فتحت الباب قليلاً واطلت براسها ورأتها متلفلفه بثوب الصلاة وهمسات تسبيحها مسموعه

دخلت وأغلقت الباب خلفها ...قبلت الرأس ثم الكتف/ مسيتي بالخير يمه..... وتمددت على السرير بآليه بإنتظار إنتهاء واللدتها من أذكار المساء فهي تعلم أنها لن تجيب ولن تهمس بحرف واحد مادامت تردد أذكارها ...فلِما التعب !

بصوت حنون / طفي المكيف وانا امتس رجيلاتي يبسن

هبت واقفه واللتقطت جهاز التحكم واطفأته وذهبت بإتجاه ذاك الجسد الحنون ليستقر جسدها بقرب أمها ولتقبل راسها ويدها مرةً اخرى بلا ملل أو شبع

الجازي/ يقول ضاري أنك تبيني ...آمريني يالغاليه

تكلمت بدون أن تعير كلام أبنتها أي اهتمام / صليتي ؟

أمالت شفتيها بملل/ يـمــه ...الشيب بيملى راسي وانتي للحين تسأليني بهالسؤال عند كل فرض

تكلمت بدون ادنى اهتمام لردها / صليتي ؟

ابتسمت بمرح وشقاوه/ بنت ضاحي صدق .....وش اقول...

ايه صليت وتسننت وكل شئ زين ....تطمني بس

الام/شوفي يابنيتي ...أنا بقولتس كلام بس مابيتس تهبين بوجهي وتصارخين ....ابيتس تسمعيني وتفكرين زين وعقب تردين .....سمعتي وانا امتس؟!

دب الخوف بقلبها ...النبره نفس النبره والأسلوب ذات الأسلوب ...إذاً الموضوع خطبه لامحاله ...لكن لاضير من التشبت ببصيص أمل لعل الموضوع يظهر خلاف توقعاتها / سمي يمه ...قولي اللي تبين واوعدتس مانطق بحرف إلا بعد مافكر

مسحت على كتف صغيرتها بحنان / هذا الكلام الزين

اكملت حديثها بإبتسامة فرح/ كلمتني جدتس وخطبتس مني

اتسعت عيناها بصدمه ...ماكانت خائفه منه وقع ...ومادامت الجده هي من خطب فلن يكون الخاطب إلا شخص واحد ...ذاك البغيض الذي تكره


تكلمت بتردد وتوجس/ عناد؟؟

اشرق الوجه فرحاً/ ايه تبيتس لعناد ....شفتي الأقدار وانا امتس ...مافرق إلا جمّع

تتمنى لو تصرخ بملئ صوتها بـ لا طويله تبث فيها كل كرهها وحقدها تجاهه ...لكنها وعدت أمها أنها ستفكر وتتروى بقرارها فحتماً ستفي بوعدها مهما كان

تنهدت تنهيده طويله تمنع لسانها من النطق بما لاتريد ...وتهدئ النفس قليلاً / خلاص بأفكر وأرد عليك بعدين

تهلل وجه أمها ...كانت تتوقع الرفض القاطع لكنها عكست التوقعات بجوابها / لاتتأخرين وانا امتس تراهم مستعجلين

الجازي/ على وش مستعجلين ...

بعدين ماتجوز الخطبه وانا بالعده

اتسعت إبتسامة أمها / لا مالتس عده ...ابوتس سأل الشيخ قال اللي بكر مالها عده

سألت بتوجس وقلق متمسكة بخيطٍ من املٍ باليٍ متهالك/ مب مزون رجعها رجلها وهي بالعده عادي

الأم/ متعب تزوجها بعقد جديد

الجازي/ بس ..بس هي تقول إنه مرجعها

الأم/ماعندتس سالفه ...رايح لأهلها وماخذ جدتس معه واخوانه ولو هو مرجعها كان ماخذ كل هالرجال معه

انقطع خيط الأمل ذاك ....

اهتزت بؤبؤة عيناها بإرتباك ...الخوف استعمر القلب ...واضطربت الأنفاس ...وبهُت الوجه

إلى أين وصلت الأمور ...؟!!

أمها ...أبيها ..جدتها ...عناد ...حتماً سيعلمون

كيف سينظرون إلي ...؟!!

كيف سأضع عيني بأعينهم ....؟!!

هل سأحتفظ بذات الفخر والمحبه ...ام سأُجرد منها بكل قسوه؟!!

هل تخبرهم لتحمي نفسها من مصير مجهول ؟!!

ام تكتم سرها وتحتفظ بثقتهم وفخرهم بها؟!!

كلا الأمرآن لاتعلم عاقبتهما ...ولا لأين ستأول

اجتمعت الدموع بالعيون ....واهتزت الشفاه تنذر بالبكاء.....لكن لا.. ليس هنا ....ليس امامها

اعتدلت واقفه وتوجهت للباب مسرعه تداري ضعفها وعارها..

تحت نظرات واللدتها المتسائله القلقه


.................................................. ....



جالس بالسياره ويدينه تنتفض والعرق يتصبب منه رغم برودة التكييف

لثالث مره تطيح من يده الشريحه وهو يركبها بجهازه ...مفروض إنه يركبها بثواني وبكل سهوله

لكن التوتر والخوف اللي يحس فيه افقدوه القدره على التركيز او التحكم بدقة حركة يدينه



][ ~ نـْاصَـرَ ~ ][


غمض عيونه بقوه وزفر نفس طويل / لاإله إلا الله

جلس على هالحال دقايق ...ظلام ..سكون...هدوء ...لكن ابد ماكان راحة بال

فتح عيونه واختار رقم من القائمه ودق عليه بكل قوه وحزم وبدون تردد ...هذا هو الأمل والحل الوحيد لمشكلته

ثواني ووصلته الإجابه / السلام عليكم ..عيادة الدكتور احمد عبدالرحمن الـ....

ناصر /آ ..أنا دقيت قبل كم يوم واخذت موعد و ..و

- تبي تغير موعدك اخوي ؟

ناصر/ لا لا ...بس الحين موعدي

- عفواً اخوي مافهمت ...كيف موعدك الحين وانت ماحضرت....؟ تبي تأجله يعني ؟

ناصر/ لا موعدي الحين لكن بالتلفون

تكلم بإستغراب حقيقي /نعم؟!!

تكلم بنفاد صبر/ أنا ماخذ موعد من الدكتور بهالوقت ...بلغه إني انتظره

تكلم بإستغراب متزايد / بعطي الدكتور خبر وارد عليك ...كمل بإستدراك/الأسم لو سمحت؟

ناصر/ حسن

-ثواني خلك معي

تنهد بعمق وبعد الجوال عن أذنه يوم سمع موسيقى الإنتظار واللي زادت توتره توتر

دقايق ووصله صوت الموظف / بحولك على الدكتور

ناصر/ مشكور ماقصرت

- العفو

الدكتور/ الو...الأخ حسن

زفر النفس وتكلم بحزم يخفي وراءه الكثير من التوتر والخوف / السلام عليكم دكتور

- وعليكم السلام ...على الموعد بالضبط

ناصر/ابغى الراحه

- حسن اكيد اسم الشهره؟

ابتسم رغم مابداخله / مضطر

- اهم شئ إن الذات ماتتغير

ناصر/ هذا موقوف على شطارتك

ابتسم بإعجاب / اسمعك ياحسن تكلم

تكلم بإعتذار / لايكون عطلتك دكتور عن شئ

- اسمك مكتوب بسجل المواعيد مثلك مثل اي مريض والساعه الجايه مخصصه لك....صدق الطريقه غريبه ولأول مره استخدمها ...لكن احترم اسبابك

مضى من ساعتك عشر دقايق ...لحق على البااقي وتكلم

ناصر/ مادري وشلون ابدى ...بس ارجو إنك ماتقاطعني لابديت....لأنه صعب علي اللي بقوله

- خذ راحتك ...اعتبرني مهب موجود على الخط

تنهد بعمق وبدى يسرد قصته بكل مافيها من ألم وعذاب ولحظات فرح ....استرسل بحكايته وكل صغيره وكبيره ذكرها ...شئ تافه وشئ عظيم

لحظات مؤلمه ولحظات سعيده ....ومع كل موقف كان يتغير صوته ...من صوت غاضب ...لصوت عاشق ...من صوت حزين....لصوت سعيد

والدكتور كان منشد له ولطريقة سرده وتصويره للمواقف وكأنه عايش بينهم ....ولانطق بحرف واحد مثل ماوعده...والساعه اللي من شوي راح منها عشر دقايق تلتها ساعات

ناصر/الشعور اللي حسيت فيه كان مؤلم لي ...انا احبها وابيها ومستعد اسوي اي شئ بس مااحس باللي حسيت فيه ولا اتخيل اللي تخيلته

حاولت امنع التخيلات اللي ببالي بس ماقدرت ...حسيت بالقرف والأشمئزاز منها ...غصبت نفسي قلت يمكن أول الأمر بعدين كل شئ يختفي

لكن أي لمسه منها كان تزيد قرفي منها ...حتى ريحتها اللي كنت اعشقها جابتلي الغثيان ...ماقدرت استحمل ...بس قهرت نفسي وكملت مابي اجرحها اللي جاها كفاها ومابي احملها ذنب شئ هي مالها يد فيه

مستعد اسوي اي شئ يادكتور بس مااخسرها ...مابي شئ يفرقني عنها

مادري هل هذا يعتبر بعرفكم مرض وا شئ طبيعي ...عجزت اصنف حالتي يادكتور ...عجزت

- قبل مااقول لك شئ ...لازم اسألك اسأله وعلى اساسها بنحدد حالتك ....لكني ابي إجابات صادقه مهما كان السؤال مؤلم لإن المتضرر والمستفيد أنت ماحد غيرك

اضطربت دقات قلبه بخوف / اكيد ...تفضل دكتور

- من اقاربك زوجتك صح؟

ناصر/ ايه

- تزوجتها على اساس الستر ودرء الفضيحه أو الحب ؟

سكت واطال السكوت ....سؤال صعب إنه يحدد جوابه ...

- هاه ياحسن للحين محتار

ناصر/ سؤالك صعب دكتور

اللي اعرفه إني كنت احبها من زمان قبل مادري عن شئ ...

وللحين اسأل نفسي هل تزوجتها عشان الفضيحه ولا الحب؟

مادري ليه تزوجتها

- اها ...

تعرف من اعتدى عليها؟

اعتصر الجوال بيده بحقد وامتلى صدره بغضب مكبوت ....تراقصت امامه صورة اخوه بخبثه وحقارته وصوته القبيح يردد كلمات التشفي

زفر النفس تلو الآخر لعل صورته تختفي وصوته الشامت يصمت لكن لا أمل

ارتفع صوته بألم عميق / اخوي

اتسعت عينا الدكتور بصدمه وتكلم بصوت حاول إنه يخفي الصدمه والإشمئزاز من هذا الأخ /وش كان ردة فعلك ؟

تكلم بغضب متعالي وفحيح قهر وحقد/ مــاتــ

الخـسـيـس

لو هو حي كان ذبحته بيدي بدم بارد ولا سألت

شئ من الغضب والحقد احس به الدكتور ...شئ مؤلم وموجع أن تعلم من استباح عرضك ولا تستطيع أن تقتص منه

من مزق سعادة محبوبك لأشلاء مبعثره ولا تستطيع قطع يديه المتطاوله العابثه

القصه شائكه والعلاقه متشابكه....

توقع إنه يقدر يوصف له العلاج المناسب لمشكلته من اول ماسمعها

لكن اللي ظهر له إن علته كبيره ولايمكن إنه يقوله على حل وهو تحت هالإنفعالات مهما قدر يضبطها

لأول مره تمر عليه مثل هالحاله ...كانوا اغلب مرضاه حريم ...وكان يقدر يحل مشاكلهم بكل إحتراف وسرعه لإن عواطفهم هي اللي تتحكم بهم

فعلاجهم دوم بسيط ورقيق كرقتهم

لكن اللي يسمع له الحين غـيـرر عن كل حاله جته

رجل بكل قوته وغيرته ينتهك عرض محارمه ويعرف المعتدي ولايقدر يطوله ويشفي غليله منه

واللي زاد الموقف صعوبه أنه يحبها .... ضغط على نفسه وحاول يتقبلها بكل مافيها ويتناسى ماضيها لكن ماقدر وشئ اقوى منه منعه عنها وهالشئ كان واضح بصوته الموجوع وهو يحكي له قصته

الحاله صعبه ..اوصاف واللقاب متداخله ومتشابكه صعب إنه يفرق بينهم أو يعالجه على اساس واحد منهم

قريب ..+..زوج..+..عاشق..+..منتهك عرضه..+..مغدور به..

لازم يراعي كل وصف ويعطيه علاج مايتعارض مع أي واحد فيهم

تكلم بعد طول تفكير وقلق وإنتظار من الثاني /حسن

ناصر/ سم

- سم الله عدوك ...امم ..هذا رقمك الدائم ؟

ناصر/لاوالله ..شريته يوم كلمتك بس

- طيب مهب مشكله ...

اسمعني ياحسن أنت عارف ابعاد مشكلتك ومدرك لها ولو ماكنت مستوعبها كان مالجأت لي ..صح؟

ناصر/ صح

- ماقدر اعطيك علاج لها بهالسرعه ...لإن أي تسرع مني معناته مشكله جديده لك

بكره الجمعه بآخذه كله بالتفكير وأنتظر مكالمه مني بنهاية اليوم بيكون وقتها توصلت لحل يبعدك عن أي مشكله

احس بالقليل من الخيبه وفقدان الأمل ...توقع إن كل شئ بينحل بمجرد مايسمع الدكتور قصته

لكن الدكتور عكس توقعاته وخيب آماله

تكلم بصوت ماقدر يخفي نبرة الخيبه منه /اجل أنتظر إتصالك

ماخفى عليه نبرة الخيبه بصوته ...عارف إنه محتاج لحل وحل فوري بس مايقدر يعطيه حل لمشكلته الحين / مايفصل بين اليوم وبكرى إلا 24 ساعه بس

الصبر ياحسن ....الصبر

ناصر/ يوم مهب ضار ...نصبر ونصبر ثم نصبر ...وكمل بإبتسامه /بس اخاف جمعتك غير جمعتنا وتطول يادكتور..

ابتسم بمحبه ...مايعرفه ولا شافه ومع ذلك ارتاح له القلب وحبه ....حب من الله

روح صافيه متفائله على الرغم من اللي جاها



..................................................


حيث السكون والوحشه والإناره الخافته ارتفع صوته بأنين موجوع ...

تهتز عيونه بمحاولات فاشله لفتحها ....له اسبوع وهو مجبور على النوم ومحروم من النور إلا بضع دقايق وبعدها يسبح بالظلمه من جديد

بدأ يهذي بأسماء غير مفهومه وحروف متقطعه ...كشر وجهه بألم ...الألم اللي يحس فيه برجله وبطنه لايطاق


][ ~فَيِ اٍلًمًستَشفىِ عًنِد ذِيًابَ~ ][


وصله صوت رجولي كله لهفه / ذياب صحيت ؟!

همهمه خافته بمعنى (ايه) هي اللي طلعت منه

صقر/ بروح انادي الدكتور ..شكلك مستوجع

يد خشنه مسحت على ذراعه وارتفع صوته بإبتسامه/ صح النوم يالنوام

اللتفت لمصدر الصوت وغصب عنه ارتسمت ابتسامه على وجهه رغم الألم اللي يحس فيه /ضاري؟!

اتسعت ابتسامته بحب اخوي فطري/ بشحمه ولحمه ...

طلع جواله وهو يكمل كلامه بإستدراك وحرص / صح نسيت ...أمي موصيتني لاصحيت ادق عليها

ابتسم بحنين / اشغلتها معي ...شكلها من يوم طيحتي وهي ماذاقت الراحه

ضاري/ امك وانت عارفها ....بس هالمره ظالمها مهب هي اللي تبي تكلمك

تكلم بإستغراب /اجل؟

ضاري/ حرمتك مزعجه امي تبي تسمع صوتك وتطمن عليك ...وامك بدورها ازعجتنا وغصبن ورى خشمي لازم اقولك

رفع الجوال لوجهه بإستغراب /والحين شف ماترد على الجوال بعد كل هالإزعاج

لف راسه للجهه الثانيه وهو مركز نظره على اللاشئ قدامه وكأنه يفكر بشئ/ لاتعيد الإتصال اقطعه

ضاري/ لا ماعليك الحين بترد ....يمكن إنها تصلي ولاشئ

تكلم بقوه اشبه بالصراخ/ قلت لك اقطعه

المفاجأه اخرسته وبددت أي كلام يمكن يقوله ....لأول مره يرفع ذياب صوته عليه ولأول مره بحياته يسكت عن احد غلط بحقه

لو كان بوضع غير هذا كان قدر يتصرف ...لكنه اخوه وبوضع مايسمح له إنه يتصرف مثل ماتعود

دخلت الدكتور واخوه صقر ضيعت السالفه ..لكن للآن مازال تحت تأثير صدمته

الدكتور/السلام عليكم

رد بصوت واهن / وعليكم السلام

الدكتور/ إن شاءالله احسن اليوم

-ذياب/ الحمدلله

الدكتور/ تحس بأي آلام ؟

هز راسه علامة الموافقه / برجلي وبطني

الدكتور/ شئ طبيعي تتألم عشان العمليه ...بعطيك مسكن الحين وإنشاءالله بعده ترتاح

عقد حواجبه بإستغراب / عمليه برجلي وتوجعني فهمتها ...بس وش دخل بطني؟

تكلم بآليه وبأسلوب طبيعي / اضطرينا نستأصل الطحال عندك وجزء من الكبد

مايقدر يعترض او يتسخط فقط (لاإله إلا الله) طلعت منه بكل رضا وإيمان

الدكتور/ هذي الممرضه جت عشان تعطيك المسكن

ذياب/لا ...لاتعطيني مسكن

الدكتور/ لازم نعطيك إياه ...

ووجه كلامه للممرضه بدون أي اهتمام لإعتراضه واللي بدورها بدت تجهز إبرة المسكن

تكلم بتهديد وتصميم وقوه تنافي ضعفه والتعب اللي فيه / لو حطته بسحب ابرة المغذي من يدي

ضاري / ذياب الله يهديك وش هالكلام ...تراك مهب بزر

اظنك كبير وعارف مصلحة نفسك

ذياب/ بيعطوني مسكن وبينوموني يوم كامل ...استحمل الألم ولايفوتني فرض على اللي فاتني

يكفي إني مربط بهالسرير وعاجز عن روحة المسجد والصلاة وانا واقف...

بتمنعني بعد اصلي الفرض بوقته ؟!

خلوني اصلي وإن بغيتوا تقطعون رجلي الثاني مهب قايلن شئ

عم السكون ...

والأصوات اللي تحاج بقوه من شوي ماعاد لها حس

وشلون نسوا تعلق ذياب بالصلاةبالمسجد وحبه بالمكوث فيه...

وشلون نسوا حرصه على اداء فروضه بوقتها حتى بأصعب الظروف

يمكن توقعوا الألم اللي يحس فيه والتعب بيشغله وبيضطر يصلي الصلوات مع بعض متى ماصحى والألم خف وبكل رضا وبدون اعتراض

لكنم غلطوا بفهمهم وتوقع صحيح لتصرفاته

تكلم الدكتور وهو مبهوت / آ.. بعطيك نص ساعه وبعدها بنحط المسكن لك حتى لو اظطرينا نربطك

بنتظر عند الباب ومتى ماخلصت قبل النص ساعه ارسل احد لي

وطلع وهو يعيد كلام ذياب بنفسه ...اغلب اللي يمرون بحالة ذياب كانوا يترجونه يعطيهم مسكن من اول دقيقه يروح مفعوله بدون مايهتمون او حتى يسألون عن الصلاة أو حتى وقت أي فرض هذا ولا كم فوت من فرض ولولا إنهم يجبرونهم على الصحوه وتحمل الألم عشان مايدمنون على المسكنات ولا كان استمروا بتناسيهم لصلاة بدون ادنى اهتمام منهم

وهذا مع كل اللي مر فيه وكل الألم اللي يحس فيه مازال متعلق بالصلاة وحريص عليه

فز من الكرسي اللي بالسيب بتسائل اول ماشاف اخوانه طلعوا من الغرفه

ضاري/ ارتاح لاتقوم ...توه ماخلص

الدكتور / ليه طلعتوا؟

ابتسم ضاري بحرج / طردنا شر طرده

ارتفعت ضحكة الدكتور بأريحيه / خله ياخذ راحته

صقر / هههههههه اللي يشوفنا صافين عند الباب كننا فيلم مصري ننتظر متى تخلص الولاده

قام ضاري / هههههههههه بروح الكافتريا ولاسمعت صياح البزر نادني
7
7
7
الوقت يمشي ببطئ ....وكل ثانيه تمر تصحب معها ألماً

أنين خافت يصدر منه ...

وقطرات من العرق تستقر على جبينه ...

وتعابير وجهه المحتقن حمره تدل على صراع مرير مع الألم

لكنه مازال يصلي ...ينتهي من تلك ويدخل بتلك دونما إعتراض

وما إن يكبر حتى يخف الألم شيئاً فشيئاً فيحل الخشوع محل الألم
7
7
أحنى رأسه للأمام قليلاً حاول أن يحنيه أكثر لكن الألم غرز خناجره ببطنه فلم يستطع

أطال بسجوده وعلى نحيبه وارتفع صوته بوجع / يارب لم اعترض على قضائك ولكني كرهت عجزي وضعفي....يارب اعني على مصيبتي

اشتاقت الجباه لتسجد على الأرض خاضعة ومتضرعة لك فلاتطيل أشتيقاها

يارب أشفني فروحي معلقةٌ ببيوتك تخشى هلاكها ببعدها

يارب يـ ـآ ....تهجد الصوت وانتحب وظلت الشكوى حبيسة الصدر وحده سبحانه وتعالى يعلمها
7
7


][ ~ ضًـاْرًيَ ~ ][

فز من كرسيه بقلق وخوف وتوجه للغرفه/ ماقدر انتظر زياده ...بيكمل الساعه الحين ..

بدخل وشوف

مسكه صقر من عضده يمنعه عن عزمه/ خله على راحته

يبعد يد صقر عن كتفه بقوه وعناد / وش على راحته بعد انت ؟!!

هذا مهبول لو فيه الموت ماقال ياعون وينك

صقر/ احترم رغبته ...يمكن يبي يختلي مع نفسه شوي

ضاري/ لاصار طيب ياخذ الباقي من عمره خلوه...بس دام إنه بهالمستشفى ماله خلوه

صقر/ ضاري وش جاك ؟!!

الحين انت اعرف من الدكتور ؟!!

هذاه راح وخلاه ولادخل عليه بعد النص ساعه مثل ماقال

ضاري/ انت شايف الدكتور أول ماجاه اتصال راح ركض بالاسياب ..مهب ملزوم يجلس عند غرفة ذياب يحرسه ويترك مرضاه

انا بدخل ولاعلي لامن ذياب ولا منك ولامن الدكتور
7
يفتح الباب ببطئ وهدوء ويطل برأسه بتوجس

تمنى لو يراه خاشعاً بصلاته وعلى وجهه علامات الراحه والصحه

تمنى لو كان خوفه وقلقه وهم بوهم

لكن ..!!

اتسعت عيناه بصدمه وفتح الباب على اخره وهو يتوجه لجسد أخيه المتكور ألماً

ارتفع صوته أشبه بالصراخ / صــقـــر...ناد الدكتور بسرعه

وضع يديه على جسد اخيه ليعدل من وضعيته فأهاله إرتعاشة جسده وحرارته المرتفعه الكاويه

هز رأسه بأسف / ليش تسوي بروحك كذا ياخوي

ثواني مضت قبل ان يدخل الطبيب بسرعه وقلق وخلفه الممرضه وتدخل في وريده المسكن والمضاد بآليه وأحترافيه دون ان تهتم لتئوهاته

سكن جسده من إرتعاشته ...وأرتخى جسمه براحه

وغط بنوم عميق ويدي أخيه تعدل من وضعية جسده وتغطيه


..................................


][ ~ بًـيَـتِـ أًهًـلْ الَـجَـآزَيْ ~ ][



دخلت من الباب الخارجي وعلى وجهها علامات التساؤل / وش عندك داق وخارشني .تعالي تعالي ؟

خالد/ مهب انا اللي ابيك ...جدتي تبيك

ابتلعت ريقها بخوف ...ماكانت تتحاشاه اتى .... تعذرت بجميع الاعذار لتأجيل ردها ..ألم بالرأس ...بالبطن ..بالقلب....لابد ان تنهي الموضوع ...الرفض سينهي كل شئ ....لم التردد والخوف إذاً؟!!

ارتسمت على شفتاه إبتسامه خبيثه / وش عندك مع جدتي ....جلسات سريه مغلقه

ابتسمت بمرح رغم ماتخفيه من خوف وألم / ياداخل بين البصله وأئشرتها ماينوبك إلا ريحتها ....ام وبنتها وش عليك ؟

تعالت ضحكاته / ومن البصله ومن القشره ؟

امحق بر اللي تعرفينه كانك تشبهين جدتي بالبصله والقشره

رمقته بنظرة تهديد / خلووود لاتخليني اشيش الشيبان عليك ويغصبونك على وحده من خوات العنود

انتفض بحده / لا الله يعافيك ويسلم واللديك كله ولا هالخطبه ....إن بغيتي تقولين سوق الخضار كله بس طلعيني من السالفه

أبتسمت بزهو / ناس غريبه تطول لسانها على شيخاتهم ويتوهقون بالأخير

سكت على مضض ...يعلم أنها إن قالت شئ نفذته وإن حاول ان يتحداها يعلم أيضاً انه هو الخاسر الوحيد
7
7

][ ~ الَـجَـآزَيْ ~ ][


دخلت واغلقت الباب خلفها وهي تتلو الآيات بداخلها لتطمئن نفسها / بغيتني يمه؟

ربتت الأم على مكان بجانبها على السرير / تعالي وانا امتس هنا

تسارعت نبضات قلبها خوفاً ...لاتعلم لِم الخوف ...سترفض فقط وسينتهي كل شئ كالحلم

جلست وهي تتحاشى النظر لعيني امها

الأم/ فكرتي زين ؟

هزت راسها بـ نعم

الأم/ استخرتي ؟

الجازي/ ايه

الأم/ زين .....تبينه ولا لا؟

هزت راسها بـ لا

الأم/ ياهو ياعبدالعزيز

تكلمت بإستغراب/وش عبد العزيز ذا بعد؟

الأم/ عبدالعزيز ولد أبو صالح

الجازي/جيران جداني.؟؟!!!

الأم/ ايه

الجازي/ مابي ولا واحد فيهم

الأم/مهب على كيفتس ...ابو صالح خطبتس من جدتس لولده وابوتس كان بينهم ...واستحى يرده وهم رادينه يوم جو خطاب لهتون ....قالهم ابوتس أن ولد خالها خاطبها ولو الله ماكتبها من نصيبه هي بنتكم تعالوا خذوها بعبايتها

قضينا ..مالتس إلا هم تخيري واحدن منهم بس

أرتفع صوتها بغضب بدون وعي منها... للمره الثانيه يحدد مصيرها بدون أذنها او حتى علمها ....اول عادي تحملت الصدمه وأقلمت نفسها ...لكن الحين لا ..كل شئ تغير ...ماعادت مثل أول ../ على كيفكم تقررون عني ...مابيهم ....مابي اتزوج ...الزواج مب غصب

اتسعت عيونها بغضب مرعب يناقض امومتها وحنانها /أقصري الصوت ....اشوف طلع لتس لسان يابنت ضاري...وصرتي ترفعينه على أمتس

مهب ذي ربايتي لتس ...لابالله مهب ذي
7
7
زفرت النفس بندم ... صراخها ورفعة صوتها على امها كان غصب عنها وبدون تفكير منها

فكرة إنها ترتبط برجل آخر ويعرف اللي صار..ويمكن يقول لأهلها وينتشر الخبر المخزي بين أقاربهم كانت مرعبه ومفزعه لها

ويمكن مايظن فيها الظن الأرحم ..ويقول فعله بدون تفكير بينها وبين زوجها ...

يمكن يظن فيها الظن الأبشع والأوجع ويتهمها بعرضها ويدنس شرفها وسمعة أهلها

لها الحق أن تصرخ ...وتصرخ

مجرد التفكير بالموضوع يسبب القشعريره لها

طلعها صوت امها من دوامة التفكير / وش أقول لبوتس ..عناد ولا عبدالعزيز؟!!

هزت راسها بصمت علامة الرفض

الأم/ وين لسانتس اللي تو اكلته الدآبه!!!

...انطقي واتخيري واحدن منهم ...الرجال صبروا لين ماملوا

تكلمت بتردد وخوف من ثورة امها/ مابي ولا واحد منهم

الأم/ انتي ماتفهمين...قلت لتس مهب بكيفتس ياتختارين واحدن منهم وهالحين ولا أبوتس بيزوجتس اللي يبي

امتلأت عيناها بالدموع واحتقن الوجه حمرةً لوجع مكبوت

ارتفع صوتها بتوسل ورجاء/ مابي أتزوج ...الله يخليك يمه قولي لهم ماتبي تتزوج

عافت الرجال خلاااص

الأم/ابوي وابوتس عطوهم كلمه...ومهب انا اللي أكسر كلمتن لواحدن منهم

مسكت يدا امها وقبلتها برجاء مره ومرتان وثلاث / الله يخليك حاولي حاولي

عشاني يمه ...لاتخلينهم يزوجوني

شئٌ ما اعتصر قلب تلك الأم الحانيه ...وغريزة الأمومه أنبأتها بخطر قد احاط بصغيرتها وآخر فرحتها

حطت يدها على راسها ومسحت عليه بحنان / وش فيتس وانا امتس وش الشر اللي جاتس

اللتزمت الصمت..فماذا عساها ان تقول

كملت كلامها بنبره تستحثها على الكلام / انا امتس...ولو فيه شئين يضرتس باقف بوجه الكل ولا يجيتس شئ

سكتت وهي تقلب عيونها بتفكير ...أمي احن الناس علي ولو درت أكيد بتوقف بجنبي وتمنع زواجي ..صح؟!!

هي الوحيده اللي يسمع منها ابوي...وفيه أمل إنه يكسر كلمته عشانها

وهي أول وتالي أنثى بتتفهم موقفي

حركت شفايفها بثقل لتهمس بحروف متقطعه وكلمات خجلى وتفصح عن حقيقه تمنت لو تظل طوال عمرها سراً

- آ..أنـ...ـا..أنا

آ...آ

تكلمت بنبره متوجسه قلقه / تكلمي ..وش فيتس؟!!

تنهدت بتوتر / أنا ..كنت ..كنت اطلع مع ..مع طـلا...مع يعني .....زوجي أول...وبترت عبارتها خجلاً

ضيقت عيناها بإستغراب وعدم فهم لايمكن أن يكون ماتوصل له ذهنها صحيح ...صغيرتها أيمكن ان تقترف خطأً كهذا ؟!! /وشو ؟!!

ملامح أمها المتسائله والمذهوله ماتبشر بخير لكن ماتقدر تتراجع فلازم إنها تبرر تصرفاتها وتجيب أعذار لنفسها تنقذها من اللي بيجي

ومهما يكون تصرف امها تجاه اللي سوته أكيد بيكون اخف من ردة فعل أبوها

خفضت نظرها عن أمها ونزلت راسها بحيا وكملت كلامها بتردد/رحت معه لشقه بشوف الكنب الجديد و..,و....وصار يعني ...صار بينا آ....

تعاظم الحيا عندها وقطعت كلامها يوم فقدت القدره على إكماله او مجرد التلميح له ..ماكانت تتخيل إنه بيجي يوم وبتقول لأمها كلام مثل هذا

حتى لو ماصرحت بلفظ معين ....كون إنها تقصد هالفعل بكلامها يوترها ويصبغ وجهها بحمرة الحيا بدون وعي منها

رفعت راسها بفزع وصوت شهقه مستنكره ومتفاجئه انطلقت منها ....حطت يدها على خدها المتألم والمحمر وهي تناظر امها بتساؤل وذهول

تكلمت بصوت مبهوت ومصدوم وهي تهز راسها برفض وعدم تصديق للي صار / ضربتيني؟!!

لكن اليد اللي هوت على خدها الثاني بكل قوه طلعتها من حالة الذهول وعدم التصديق للواقع

جت بتفتح فمها ..بتتكلم بتعترض لكن ضربات أمها المتتاليه بيدها الواهنه واللي طالت وجهها وصدرها صدموها فوق صدمتها وشتتوا تفكيرها واسكنوا حركتها ..كل اللي سوته إنها رفعت يدينها بحركه غريزيه تحمي وجهها من ضرب أمها

ماكانت ضربات امها بالقوه الجسديه اللي تؤلمها ..لكن إيلامها النفسي كان اشد واشد

لأول مره امها تضربها ولأول مره تذوق الضرب الحقيقي على خطأ اقترفته بحياتها ومن من ؟...من اليد اللي من شوي كانت تمسح على راسها بحنان

بذات اليد اللي حضنتها من دقايق ....مفارقات عجيبه وتناقضات اعجب حصلت لها اليوم
7
7
شالت يدينها عن وجهها بتوجس يوم انقطعت ضربات امها ...

الوجه محتقن بعبرة مكبوته والعيون ترسل دموعها بصمت ....ارتفع صوتها بنبره متسائله شبه مسموعه / يمه؟!!

غطت وجهها بشيلتها وارتفع صوتها بنحيب موجع ونبره مخذوله/ يافضحتينا بين الناس

ياسواد وجيهنا ...

فضحتينا يابنيتي ....وسودتي وجيهنا

آآآخ بس ...آآخ

تمنت إنها ماتكلمت ...تمنت إنها مانولدت من الأساس ولا تسمع هالنبره من أمها ولاتشوفها بهالشكل المخذول

لأول مره تسمع هالنبره من أمها... نبره غريبه عليها لكنها مؤلمه بشده لحد القتل

حطت يدينها على فمها تكتم صوت شهقاتها عن أمها ...تبي تِسكت أي صوت يصدر منها ...كانت سبب لوجع امها ولا تبي تزيده

ضربت فخذها بقوه وهزت راسها بخذلان والدموع تغسل وجهها الطاهر / ليش يابنيتي ...ليش

ربيناتس زين ...ليش تسوين هالسوات

انفجرت بصياح موجع وارتمت بحضن امها بكل قوه..تكلمت بصوت مبحوح ونبره متوسله /سامحيني يمه ...سامحيني
7
7
فتحت عيونها على إتساعهم بصدمه وتساؤل يوم حست بيدين امها تبعدها عن حضنها بجفاء

واللي صدمها أكثر كلام امها بنبرته القويه واالصارمه ...بنبره غريبه عليها ...بنبره ماتعودت عليها ابد/ روحي لغرفتس لين مايفرجها الله

واطلبي ستره

بسواتس دنستي سمعة أهلتس ...وسودتي وجيهنا

قاطعت أمها بإستنكار ودفاع عن نفسها / زوجي يمه ...ماسويت شئ بالحرام

ردت بنبره غاضبه /وزوجتس اللي تقولين ماصار هو الرجال اللي ظنيناه ...لو هو رجال صدق كان قال السالفه كيت وكيت

مهب يرجم كل شئ على حرمه وينحاش ...خلى كل شيئن بوجهتس وراح كنه ماسوى شئ

وش درى الناس إن اللي تقولينه صدق ولا كذب ...الناس مالهم إلا الظاهر

تكلمت برعب من كلام امها / تشكين فيني يمه؟!!

أشرت على طرف اصبعها الصغير / لو اشك فيتس هالقد ماخليت بداخلتس روح

اعرف الصادق من الكاذب ....انتي صادقه لكنتس غريره ...

قلتي زوجي وزواجي بعد كمن يوم كل شئ بيصير بستر الله وغفلتي عن أشياء واجد

الحال دوم يتغير ومافيه شئ يدوم إلا الله سبحانه

وش اقول بس..صار اللي صار وهذي كتبتة الله وحكمته

يارب سترك وعفوك

روحي لغرفتس...ورفعت اصبعها بتهديد / وياويلتس لو عرف احد باللي صار من قبل واللي صار هنا ..سامعه

اعتدلت بوقفتها وهي تهز راسها بالموافقه على كلام امها ويدينها تمسح دموعها بسرعه وتعدل من شعرها..


.................................................. .......... ......



][ ~فَيِ اٍلًمًستَشفىِ عًنِد ذِيًابَ~ ][


اصوات سواليفهم العاليه وضحكاتهم الخشنه ماليه المكان

لهم ساعات على هالوضع وكل ماتنعموا اللي حولهم بهدوء اصواتهم رجع ارتج بصوت قهقهاتهم الرجوليه

سكرت السماعه وهي تشتعل غضب ...هذي ثالث مكالمه من المرضى يشتكون من الإزعاج

توجهت للغرفه وكل ماتقرب تزيد اصواتهم ويزيد الغضب بصدرها

فتحت الباب بقوه وهي تشوف البطانيه المتوسطه الغرفه والمنتشر عليها المكسرات والمعجنات واكواب الشاهي وعلب الببسي وحولها خمس رجال بشكل فوضوي مايدل على إن هالمستشفى من المستشفيات الراقيه

زاد غضبها من شكلهم وحوستهم وقلبتهم للمكان وانطلقت تصارخ بشكل افجعهم وصدمهم واسكت اصواتهم / فيه مرضى غيركم بهالقسم يبون يرتاحون

حتى مريضكم ذا الي باسطين عنده لكم خمس ساعات يبي يرتاح ماله إلا اسبوع من شالو المسكنات منه

يعني لازمه هدوء عشان يرتاح وينام بدل الحفله اللي مسوينها

اتمنى اني مااسمع صوت لكم ولااضطريت انادي الأمن وهو يتفاهم معكم

وطلعت وسكرت الباب بكل قوه افزعتهم وصحتهم من صدمتهم

انفلتت ضحكه عاليه من خالد وتبعه ضاري وصقر وعناد وناصر وذياب

قطع ضحكته متألم/ آآآآهـ حسبي الله على بليسكم ...خلاص لاعاد تضحكون ..شكل غرزي تفككت والسبه انتم

ضاري/ ياخي مستانسين فيك ...لك اسبوعين وانت ماتدري عن احد حولك

خالد/ خله عنك ذا مهب وجه احد يشتاق له

ذياب / ههههههههه ياخي مشكلتك إن اخوك جدار ماعنده إحساس

قام من على الأرض ونفض ثوبه وأخذ شماغه من على الكنب وتكلم بزعل مازح/ الشرهه علي اللي زايرك ومتعني لك انت ووجهك

ناصر / بتروح؟

تو الناس

خالد / تبي الممرضه تجيب الأمن ويسحبني من كراعيني ويرجمني برى ...

عناد / ههههههههههه من صدقك انت ....مستشفى اهلي ذا لو تجيب فرقه ويعرضون سامري ماجابو لك الأمن

خالد / انا رجالن بشتري سلامتي ...توني ماشفت دنيا ..لامال ولا مره ولا عيال

صقر/ ماحدن مسكك ..تزوج وخلني اشوف نفسي

خالد / وانت ساكت طول الوقت ومنسدح على هالكنب يوم جا الشر نطقت

صقر/ والله مافيني حيل من الصبح هنا ولا نمت ماغير استقبل واودع بزوار اخوك كني الحرس الملكي...

ناصر /ههههههههههه لاعبين عليك عشانك اصغرهم

صقر/ لو شباب عادي والله ماهمني ...بس الموت لاجوك شياب ...تجيبه من المواقف من سيارة السواق وترقيه فوق ولاشبع من السواليف والجلسه قال ودوني

ويومي رايح كله ارقى وانزل ...شايب داخل شايب طالع ...هلكت وربي

ارتفعت ضحكاتهم بتشفي فيه

تكلم بقهر وصوت تعبان / اشوف فيكم يوم يااحفاد ضاحي

عناد / ماحدن ضربك على يدك وقالك تبيزع ووصل الشيبان تقل بواب

صقر/ اقول اسكت اسكت بس ...وش عرفك انت بسلوم العرب

هاج من الديره لك سنين

عناد / هههههههههه والله ماخبرت السلوم بتوصيل الشيبان

شايفني اصغر عيالك تهك علي هههههههههه

ارتفعت ضحكته وحك راسه بإحراج

ضاري/ ياخي دايخ لاتشره عليه

وكمل كلامه بجديه/ اسمعني لاتسوق سيارتك اركب يامعي يامع خالد ..سامع؟

ماكان فيه حيل للجدال ولا لسواقه وسكت برضا وهو يحط يده على عيونه وينام بتعب واضح
7
7

][ ~عًـنْـاَدٍ~ ][

ينقل نظره بينهم بصمت....جو دايم يتمناه ...اخ واخوه وعايله تضمهم ....حلم ياما حلم فيه وعارف إنه صعب يتحقق

ناظر صقر بشفقه وحنين لأخو وشقيق صغير ...يهتم فيه ويراعيه ويوجهه ويلجأ له وقت الحاجه

يتمنى ونيس بحياته لارجع للبيت لقاه جنبه ...بيته هو بيته ...رغم إنه يعتبر عيال خاله أخوانه ولا ينقطع عنهم بس الاخو غير ..غـيــرر

اول كلمه تنطقها لااستوجعت أخ

هو العضيد والسند لك ....

ولو جار عليك الزمن تلقاه جنبك ....

ولو صار ماصار بينكم يظل حولك....مايفرقكم شئ لو وش ماصار

وهو الحظيظ لو صار له اخوان مثل عيال محسن

ضربه على فخذه صحته من تخيلاته / هاه وين رحت؟

ابتسم بوجه ضاري / ابد حولكم ؟

ابتسم بوجهه بخبث/ ماهقيت انه حولنا ...الوجه ينور

خلك رجال واعترف وين وصل مداك

تكلم بذات الابتسامه وهو يشد على رجل ضاري بجديه /مداي واصل لبيتكم ويبي نسبكم

اعتدل بجلسته وناظره بجديه / تستهبل انت ؟

عناد/ لابالله مااتسهبل ....هاه وش قلت

ضاري/ اجل دامها مهب مزوح...مالي قول انا ...تجي تخطب من ابوي

ضحك وتكلم بمزح /افا وانا اللي حسبتك بتقول جتك عطيه

ضاري/ لاعطيه ولا هم يحزنون سويتها مره وتمنيت انتي ماسويتها تفشلت وماصار لي وجه ارفعه قدام عزيز

عناد/ بجي اخطب حالي حال اي معرس

وصلهم صوت ذياب قطع عليهم كلامهم / وش عندكم تساررون ...ماتجتمعون إلا على شر

ارتفعت ضحكته وهو يرفع يدينه / انا مالي دخل اخوك يحشي راسي ويبي يخربني

ذياب / هههههههه اقول ابعد عن اخوي بس...المربوط اخبث من المنطلق

عناد/ هههههههههه افا الدعوه فيها ترجيم حكي

واعتدل بوقفته / يالله اجل مشينا ...احد بيخاويني

ذياب/ وين يارجال تو الناس

عناد/ وين تو الناس يارجال ورانا دوامات من فجر الله وشف الساعه كم هالحين

وتكلم بجديه للجميع/يالله قوموا بتصبحون وانتم هنا ...

ذياب/ خلهم ياخي ...تبي تروح رح ماحدن مسكك

عناد / لا بنروح جميع ....لازم ترتاح ومامن ورانا راحه وصجتنا

لاجا بكره تلقانا قبالك اول ماتفتح عيونك

مهب زين التعب لك

ووجه كلامه للجميع بصوت مرتفع آمر/يالله شباب تحركوا

سكت وماعارض.... فعلاً هو يحس بتعب وماله حيل بس جمعتهم افتقدها من زمان ولا وده يفرط فيها

وحمد ربه إن عناد تكلم ولا لولا عناد كان مانطق بحرف واستمر بسوالفه معهم

استوقف خالد بصوته وهو يشوفه يطلع ويتسلل من الباب بخفه / وين وين رايح يالحبيب

تعال شل حوستك

تأفف بصوت مرتفع/ ياليييييييل وش لقفك ياخي

تو تسولف وش حليلك وش خلاك تلف

جا وحاوط رقبته وحناها لقدام بمزح خشن / ياخي احبك واتشمشم ريحتك وش اسوي

تكلم بصوت مخنوق وهو يضحك / هههههههههههه اقول فكني كتمتني يالدب

فكه وهو يشوف وجه خالد المحمر بإستغراب وضحكه/ الـــلـــه وراه وجهك صار لونه كذا ؟!!

خالد / صدق والله ..؟؟!!

بغيت تموتني انت وريحتك الخايسه

فتح عيونه بصدمه واطلق ضحكه مدويه / ههههههههههه انا ريحتي خايسه يالخايس والله لوريك

وفتح الباب خالد وانحاش ولحقه ناصر بركض من غير مايهتمون بسنهم أو الناس أو تحذيرات الممرضه
7
7
تكلم ضاري وهو ماسك صقر الشبه واعي من يده / هههههههههه الحمدلله على نعمة العقل

شايف اخوانك ..؟؟ .كبروا وانهبلوا

.....................................



][ ~بَيِتَــ أًهِلً مـتـَعـبَـــْ ~ ][


رقى الدرج بخطوتين واسعه وهو يتلمس جيوب ثوبه للمره المليون

وصل لغرفته وصار يدور بالأدراج مثل المجنون وبين كل درج والثاني يرجع يتلمس جيوب ثوبه لعله يكون غافل ومادور زين

رفع المخدات من على السرير ثم رفع المفرش ونفضه بقوه

سجد على على الارض وهو يطل براسه تحت السرير يمكن تكون طاحت منه بدون قصد

طلع ملابسه وهو ينفضها قطعه قطعه لعله يلقاها

لكن مالها أثر ...كأنها ملح وذاب

تنهد بخيبه ويأس وهو يجلس على طرف السرير المحتاس

غمض عيونه وحط يده على راسه وهو يعتصر مخه يحاول يتذكر أي مكان راح له ويمكن طاحت فيه بدون مايحس
7
7
دخلت الغرفه وطارت عيونها على الحوسه اللي فيها ....السرير مقلوب فوق تحت والدولاب مفتوح والملابس مكومه عنده

تكلمت بتساؤل وصدمه/ وش صاير... وش هالحوسه؟؟؟!!!

لف لها بإرتباك / هاه ؟

آ ..مضيع ورقه مهمه ولا لقيتها

ناظرته بشك/ اي ورقه ؟

رد بإنفعال وبأعصاب تالفه / يوووووه .......وانتي وشوله تسألين ...

ورقه والسلام

ارتفع صوتها بنبره ساخره لاتخلو من القهر والحقد / ورقه مثل هذي ؟

رفع راسه وهو يشوف ضالته بيدها ...تنهد براحه نسبيه منافيه للموقف ووجه زوجته الغاضب

كملت كلامها بنبره اشد غضب وحقد / قالب الدنيا عشان هالصوره ...؟!!

صـوررتـهــااا؟؟!!

شاف الغضب والضيق اللي مرسوم على وجهها بوضوح / دامك ماتبين شئ يضيق خلقك لاتدخلين مره ثانيه بخصوصياتي

- اي خصوصيات وانت حاط صورتها ببوكك وكل ساعه والثانيه تطلعه وتناظر فيه وانا ياغافلين لكم الله ومستغربه من سواياك

جالس تخوني وانت جنبي

متعب/ اي خيانه واي خرابيط انتي .!! اللي يشوفني نايم معها على السرير بجنبك

كلها صوره لاراحت ولا جت

ناظرته بحقد وتحدي / دام إنها صورة لاراحت ولا جت اجل هه وهه وبيدينها تشقق الصوره لقطع صغيره بصعوبه وبقهر واضح

فز من مكانه بغضب وهو يشوف صورتها تتحول لأشلاء بسبتها ...رمت بقايا الصوره بوجهه / تبيها ؟..خذها ...ودفته بيدها مع صدره ومشت من عنده

استوقفها مسكته لشعرها بكل قوه ......قرب وجهها من وجهه وتكلم من بين اسنانه بفحيح غاضب / مهب انا اللي تمدين يدك عليه ...

لولا العيب ومخافة الله كان ماارضاني فيك إلا كسر يدك

لكن اقسم بالله العظيم لو تعيدينها مره ثانيه لأكسّر عظامك واحد ورى الثاني ...سامعه ؟؟؟

رماها على الأرض وركع وهو يجمع أجزاء الصوره المتناثره بالغرفه ويدخلها بجيبه

ماهمها اللي سواه لها ولا تهديده كل همها اللي قاعد يسويه الحين

ناسي وجودها تماماً وجالس يجمع الصوره بكل حذر واهتمام كأن لها إحساس

وصلت لأعلى درجات الغضب وصارت تصارخ بجنون / وش قاعد تـسـوووي ؟!!

قـــم ...اقولك قــــم

دفته مع كتوفه بكل قوتها وقهرها

طاح على ظهره وهو مب مستوعب حركتها المباغته له واللي ماتخيل إنها تسويها بعد تهديده لها

اعتدل بوقفته وهو يحاول يضبط اعصابه ويكتم غضبه عشان مايتهور ويذبحها

لكن تصرفاتها ماخلت له أي مجال إنه يكتم غضبه ....

كملت بنفس ثورة غضبها /طلعها من جيبك وارجمها بزباله

طـلـعـهـا اقولك ...تسمع انت ؟!!

طـلـعـهـااا

ماينكر إن تصرفه هو عذر لردة فعلها القويه ...والسبب اللي منعه من تنفيذ تهديده

هو إنه عارف غلطته وفداحة الي سواه بحقها عشان كذا فضل الإنسحاب / الظاهر إنك انهبلتي

بطلع من هالغرفه قبل مااستاثم بك ...لف واتجه للباب

لكن يدينها اللي مسكته من عضده استوقفته بكل قوه وخشونه وارتفع صوتها بغضب هادر / وين راااايــح ؟!!

طلع الصوره ...

كور يده وهو يحس بثوران دمه الغاضب ...تكلم بصوت مخنوق مقاوم لرغبه داخليه بتهشيم يدينها / ابعدي عني لايصير لك شئ ماتبينه

تكلمت بتحدي وصراخ وإستحقار/ وش بتسوي هاه ؟!!

طلع الصوره ...طـلـعـهـا

وامتدت يدها لجيبه وسحبته بقوه وعنف لحد ماتمزع / طلعها طلعها

ومااسكتتها ولا استوقف جنونها إلا يده اللي نزلت على خدها بكل قوه وارتد صداها بالغرفه

حطت يدها على خدها وهي تناظره بصدمه وذهول وتكلمت بقهر وحقد انثوي / والله لتندم على اللي سويته

انا تضربني ...؟؟!

انا انضرب ؟!!

والله لتندم والله

سحبت الشنطه من فوق الدولاب بصعوبه وبدت ترمي فيها ملابسها بغضب وقهر وهي

وطلع وتركها وهي تتخبط بتهديداتها وصراخها بدون ادنى اهتمام منها وهو يتلمس جيبه بحنين


.................................................. .....



دخل بيته بعد ماجا من المسجد من صلاة العصر

ابتسم وهو يشوفها واقفه على اطراف اصابعها بفستان البيت القطني القصير وبطنها بارز بسبب الحمل

نزلت رجلينها للأرض وهي تتأف وتتنهد بتعب وترجع تاقف على اصابعها وتطاول رف المكتبه العلوي وتمسحه بصعوبه


][ ~ ضًـاْرًيَ & الًـعًـنٍـوْد ~ ][


مشى بإتجاهه بهدوء وشالها بسرعه بدون ماتحس فيه

شهقه فزع صدرت منها ويدينها بتلقائيه وخوف أللتفت حول رقبته

وتكلمت وصدرها يعلو ويهبط بفزِع / خوفتني

ابتسم وهو يحرك خشمها بخشمه بمداعبه ورقه / آسف ياقلبي ...واشر على المكتبه بوجهه / يالله الحين امسحيه

لفت للمكتبه وهي تخفي إبتسامة الحب اللي انرسمت على وجهها

تكلمت بمرح وضحكه/ خلاص يامعلم نزلني ....خلصت تمسيح

نزلها وهو يضحك / معلم اجل !!

شايفه معي شيول

كملت بذات المرح والإبتسامه وهي تلعب بأزارير ثوبه/ كم تاخذ بالساعه ؟؟

ودي امسح المكتبه الثانيه وتسريحة الغرفه

ناظرها بنظرات ذايبه وابتسم بخبث وهو يمسك خصرها برقه / افا عليك وش هالكلام

دامني افيد واستفيد مابينا حساب

نزلت راسها بخجل منه...ماتدري ليه كل ماينظرها بهالنظره تحس انها تولع من الخجل مع إنها مفروض تكون تعودت على هالشئ معه لإنه جرئ معها بكل وقت وأي مكان

لكن كل مايسوي شئ نظره ولا كلمه ولا لمسه

تحس إنها اول تكون بقربه واول مره يناظرها وأول مره يكلمها واول مره يلسمها

كل كلمه لها رنه غير بأذنها وكل لمسه لها سحر خاص فيها وكل نظره تذوبها فيه زود

حست بيده تلمس بطنها وهو يسحبها ويلصق ظهرها بصدره/ كم عمر ولدي ببطنك ؟

رفعت وجهها لوجه وهي تبتسم بغباء / مادري

ناظرها بإستغراب وهو يقاوم ضحكته / وشلون ماتدرين ؟!!

العنود/ ماحسبت ولا اذكر كم قالت لي الدكتوره

ضاري/ وين الكرت اللي عطتك اياه ؟!!

عضت شفتها بلوم/ بدرج سيارتك

ارتفعت ضحكته بإستلطاف لتصرفاتها / لاوالله

انا الحامل ولا انتي

ناظرته بعتاب /وانا جايبته لحالي ؟!!!

طق على ظهره بفخر ومرح/ لابالله

ولدي ومن صلبي

تكلمت بإبتسامه/ لا ....ماشاءالله عليك

اشوا انك عارف....لارحت مره ثانيه بتدخل معي عشان تسمع الدكتوره وتحسب معي

انتفض بمكانه وكشر وجهه بإستحقار/ لاوالله رجلي ماتدخل هناك غير مادخلت ....قلة حيا والله

شوي وتطمر بحضني لولا إنك تبينها ولا كان سحبت ملفك من عندها

لاجا موعدك الثاني بوديك لأي مستشفى ياخذون عليك اشعه عشان اشوف ولدي

حرمتني من شوفته الله يلعن بليس

حست بمرارة تأنيب الضمير بحلقها ....حتى نظره مابادلها الدكتوره اللي باين إنها معجبه فيه وتغازله بكلمات مبطنه

وبكل مكان يروحون له حتى بسفرهم ماعمرها شافته يناظر أحد غيرها ...كان مكتفي بها وماليه عينه ولا يرجي سواها

حست بغصه بحلقها وشلون ربي رزقني هالرجال وأنا كان لي ماضي اسود

وشلون تزوجت هالرجال بنيته الصافيه وانا نيتي كانت مجرد إنتقام

وارتفع صوتها بدعاء ملح داخلي (يارب سامحني

يارب لاتفرق بينا

يارب استر علي

يارب ..يارب لاتحرمني منه بعد ماحبيته)



.........................................


][ ~ عًـنْـاَدٍ ~ ][


كان يوم طويل ومتعب بالمستشفى

مناوب من امس ولا ذاق الراحه ولا الهدوء

واللي زاده تعب هو العمليه اللي سواها واللي قضى ساعات فيها تحت مراقبه اشهر جراحين القلب السعوديين

صدق كان منظره الظاهري القوه والثقه والخبره لكن من داخله كان يحس نفسه ينهار تحت كل هالضغط والخوف

خلص العمليه بنجاح باهر مع صعوبتها وهو داخلياً منهار تماماً

لكن غصب عليه ابتسم بسعاده ونشوه وهو يشوف المريض مستلقي على طاولة الجراحه ومؤشراته الحيويه سليمه وتخلص من مرضه بفضل الله ثم فضله

يمكن يقولون الناس عديم الإحساس لإنه يشق الصدور وينزف الدم لكنه عند كل جراحه كان يحس بروح الغامره وشغف بالقلب وأجزائه المتداخله الدقيقه

وأول مايمسك المشرط ويشق قلب المريض كان يحس إنه غار وبداخله صندوق مليان كنوز ويتعمق اكثر واكثر بداخله

وبعد كل جراحه كان يبتسم بسعاده حقيقه ونشوة السعاده وتحقيق النصر

طلع من غرفة العمليات وتوجه لمكتبه وارتمى على الكرسي بتعب وهو مغمض عيونه لكنه اعتدل بجلسته اول ماوصله صوت عارفه زين / السلام عليكم ورحمة الله

رد السلام وهو يأشر على الكرسي ويدور حول المكتب ويجلس بالكرسي المقابل له / حياك ..تفضل دكتور

جلس الرجل الملتحي بلحيه بيضاء لايشوبها سواد كقلبه الطاهر وعلى وجهه إبتسامه صافيه نقيه كنقاء روحه

ربت على ركبة عناد وشد عليها بفخر ابوي / لنا الشرف إن دكتور سعودي وبسنك يملك كل هالموهبه والمهاره

ابتسم براحه بدوره / الشرف لي طال عمرك اللي جيتني بنفسك مع اشغالك واشرفت على تقيمي

- بيني وبينك انا يوم قالوا لي جراح قلب سعودي وماهر وصغير بالسن ..خفت قلت بكم شاري شهادته هذا ؟!!!

اختلطت ضحكاتهم مع بعض بأريحيه وكأنهم على علاقه من سنين

لكني قلت لازم اجي واشوف بنفسي واقيمك لكنك ابهرتني بصدق بالغرفه وذكرتني بنفسي بأول شبابي

الثقه اللي أنت فيها وتمكنك من الحاله وثباتك يوم انهارت مؤشراته الحيويه زادو اعجابي فيك

ابتسم على طاري شئ جا بباله / اتذكر اول مامسكت المشرط وشقيت صدر المريض ابتسمت بنشوه ولا قدرت امحيها والدكاتره كانوا يناظروني بإستغراب

ايـــاام مضت

بس كنت اكبر منك ...كنت بأواخر الثلاثين

اعتدل بوقفته ومد يده مصافح/ اترك تشوف شغلك والله يزيدك من فضله ويوفقك

وكمل بإبتسامه حانيه /وابشر بالتقييم الزين

وطلع وخلاه والثاني يحس بسعاهد غامره وغرور ملى صدره

دكتور مثله وبخبرته ومكانته باالعالم مب بالسعوديه بس يشهد بمهارتي

ارتفعت نغمه الجوال برنين مدوي قطع عليه نشوته ...امتدت يده للجوال بتأفف لكن من شاف الرقم ضرب على جبهته براحه يده بلوم /يووووه وشلون نسيته هذا ؟!!!

فتح الإتصال وانساب له صوته الخشن بصراخ / ساعه لين ترد

قلنا دكتور وكشخه بس مهب تسحب علي سحبوك مع كراعك

ارتفع صوته بضحكه / اقول اها بس

هاه وش صار على اللي قلت لك

تكلم بتساؤل مازح/ وش اللي قلت لي ؟!!

عناد / ضاريوه ووجععع

قلت لأهلك؟

ضاري/ اهااا

اثاريك متشفق على العرس ههههههههههه

اخس على هيك رجال مابهم صبر هههههههه

بادله الضحك/ اشوفك صبرت انت ووجهك

ضاري/ آآآهـ لاتجيب الطاري بس

المهم تراني قلت لأهلي وقالوا حياه بس لاتسحب جدي معك لين تشوفها وترتاحون لبعض

ولا كتب الله بينكم قبول تعال اخطب زي الناس مع جدي وخوالك

ابتسم على كلام ضاري وتكلم بنفسه (حافظها حفظ ...وش اشوف فيها)

تخيل شكله اذا دخل عليها وشافها ...يمكن نتهاوش انا وياها

او يمكن تمد يدها وتضربني

او يمكن تحط لي كلوركس بمماسك الباب

مااستبعد منها شئ ابد

ضحك بصوت مرتفع وهو يتخيلها بكل هالأشياء

وصله صوت ضاري/ اقول مع السلامه الحبيب

شكلك متشقق على طاري العرس وانهبلت

انا رجال اخاف على اهلي خلاص ماعندنا بنات لزواج دور نصيبك ببيتن غيرنا

عنا د/ اقول على شحم ...ولاجيت اخطب بتعداك مهب خاطب منك

ابوها وجدها عايشين وش دخلك انت ؟!!

تكلم بمزح/ هذا وجهي لو دخلت على وحده منهن اذلف بس وسكر الخط بوجهه

نزل الجوال وهو يضحك / هذا ولد الاخو اجل مالوم العمه هههههههههههههههه


...........................

حيث السكون والوحشه والإناره الخافته ارتفع صوته بأنين موجوع ...

تهتز عيونه بمحاولات فاشله لفتحها ....له اسبوع وهو مجبور على النوم ومحروم من النور إلا بضع دقايق وبعدها يسبح بالظلمه من جديد

بدأ يهذي بأسماء غير مفهومه وحروف متقطعه ...كشر وجهه بألم ...الألم اللي يحس فيه برجله وبطنه لايطاق


][ ~فَيِ اٍلًمًستَشفىِ عًنِد ذِيًابَ~ ][


وصله صوت رجولي كله لهفه / ذياب صحيت ؟!

همهمه خافته بمعنى (ايه) هي اللي طلعت منه

صقر/ بروح انادي الدكتور ..شكلك مستوجع

يد خشنه مسحت على ذراعه وارتفع صوته بإبتسامه/ صح النوم يالنوام

اللتفت لمصدر الصوت وغصب عنه ارتسمت ابتسامه على وجهه رغم الألم اللي يحس فيه /ضاري؟!

اتسعت ابتسامته بحب اخوي فطري/ بشحمه ولحمه ...

طلع جواله وهو يكمل كلامه بإستدراك وحرص / صح نسيت ...أمي موصيتني لاصحيت ادق عليها

ابتسم بحنين / اشغلتها معي ...شكلها من يوم طيحتي وهي ماذاقت الراحه

ضاري/ امك وانت عارفها ....بس هالمره ظالمها مهب هي اللي تبي تكلمك

تكلم بإستغراب /اجل؟

ضاري/ حرمتك مزعجه امي تبي تسمع صوتك وتطمن عليك ...وامك بدورها ازعجتنا وغصبن ورى خشمي لازم اقولك

رفع الجوال لوجهه بإستغراب /والحين شف ماترد على الجوال بعد كل هالإزعاج

لف راسه للجهه الثانيه وهو مركز نظره على اللاشئ قدامه وكأنه يفكر بشئ/ لاتعيد الإتصال اقطعه

ضاري/ لا ماعليك الحين بترد ....يمكن إنها تصلي ولاشئ

تكلم بقوه اشبه بالصراخ/ قلت لك اقطعه

المفاجأه اخرسته وبددت أي كلام يمكن يقوله ....لأول مره يرفع ذياب صوته عليه ولأول مره بحياته يسكت عن احد غلط بحقه

لو كان بوضع غير هذا كان قدر يتصرف ...لكنه اخوه وبوضع مايسمح له إنه يتصرف مثل ماتعود

دخلت الدكتور واخوه صقر ضيعت السالفه ..لكن للآن مازال تحت تأثير صدمته

الدكتور/السلام عليكم

رد بصوت واهن / وعليكم السلام

الدكتور/ إن شاءالله احسن اليوم

-ذياب/ الحمدلله

الدكتور/ تحس بأي آلام ؟

هز راسه علامة الموافقه / برجلي وبطني

الدكتور/ شئ طبيعي تتألم عشان العمليه ...بعطيك مسكن الحين وإنشاءالله بعده ترتاح

عقد حواجبه بإستغراب / عمليه برجلي وتوجعني فهمتها ...بس وش دخل بطني؟

تكلم بآليه وبأسلوب طبيعي / اضطرينا نستأصل الطحال عندك وجزء من الكبد

مايقدر يعترض او يتسخط فقط (لاإله إلا الله) طلعت منه بكل رضا وإيمان

الدكتور/ هذي الممرضه جت عشان تعطيك المسكن

ذياب/لا ...لاتعطيني مسكن

الدكتور/ لازم نعطيك إياه ...

ووجه كلامه للممرضه بدون أي اهتمام لإعتراضه واللي بدورها بدت تجهز إبرة المسكن

تكلم بتهديد وتصميم وقوه تنافي ضعفه والتعب اللي فيه / لو حطته بسحب ابرة المغذي من يدي

ضاري / ذياب الله يهديك وش هالكلام ...تراك مهب بزر

اظنك كبير وعارف مصلحة نفسك

ذياب/ بيعطوني مسكن وبينوموني يوم كامل ...استحمل الألم ولايفوتني فرض على اللي فاتني

يكفي إني مربط بهالسرير وعاجز عن روحة المسجد والصلاة وانا واقف...

بتمنعني بعد اصلي الفرض بوقته ؟!

خلوني اصلي وإن بغيتوا تقطعون رجلي الثاني مهب قايلن شئ

عم السكون ...

والأصوات اللي تحاج بقوه من شوي ماعاد لها حس

وشلون نسوا تعلق ذياب بالصلاةبالمسجد وحبه بالمكوث فيه...

وشلون نسوا حرصه على اداء فروضه بوقتها حتى بأصعب الظروف

يمكن توقعوا الألم اللي يحس فيه والتعب بيشغله وبيضطر يصلي الصلوات مع بعض متى ماصحى والألم خف وبكل رضا وبدون اعتراض

لكنم غلطوا بفهمهم وتوقع صحيح لتصرفاته

تكلم الدكتور وهو مبهوت / آ.. بعطيك نص ساعه وبعدها بنحط المسكن لك حتى لو اظطرينا نربطك

بنتظر عند الباب ومتى ماخلصت قبل النص ساعه ارسل احد لي

وطلع وهو يعيد كلام ذياب بنفسه ...اغلب اللي يمرون بحالة ذياب كانوا يترجونه يعطيهم مسكن من اول دقيقه يروح مفعوله بدون مايهتمون او حتى يسألون عن الصلاة أو حتى وقت أي فرض هذا ولا كم فوت من فرض ولولا إنهم يجبرونهم على الصحوه وتحمل الألم عشان مايدمنون على المسكنات ولا كان استمروا بتناسيهم لصلاة بدون ادنى اهتمام منهم

وهذا مع كل اللي مر فيه وكل الألم اللي يحس فيه مازال متعلق بالصلاة وحريص عليه

فز من الكرسي اللي بالسيب بتسائل اول ماشاف اخوانه طلعوا من الغرفه

ضاري/ ارتاح لاتقوم ...توه ماخلص

الدكتور / ليه طلعتوا؟

ابتسم ضاري بحرج / طردنا شر طرده

ارتفعت ضحكة الدكتور بأريحيه / خله ياخذ راحته

صقر / هههههههه اللي يشوفنا صافين عند الباب كننا فيلم مصري ننتظر متى تخلص الولاده

قام ضاري / هههههههههه بروح الكافتريا ولاسمعت صياح البزر نادني
7
7
7
الوقت يمشي ببطئ ....وكل ثانيه تمر تصحب معها ألماً

أنين خافت يصدر منه ...

وقطرات من العرق تستقر على جبينه ...

وتعابير وجهه المحتقن حمره تدل على صراع مرير مع الألم

لكنه مازال يصلي ...ينتهي من تلك ويدخل بتلك دونما إعتراض

وما إن يكبر حتى يخف الألم شيئاً فشيئاً فيحل الخشوع محل الألم
7
7
أحنى رأسه للأمام قليلاً حاول أن يحنيه أكثر لكن الألم غرز خناجره ببطنه فلم يستطع

أطال بسجوده وعلى نحيبه وارتفع صوته بوجع / يارب لم اعترض على قضائك ولكني كرهت عجزي وضعفي....يارب اعني على مصيبتي

اشتاقت الجباه لتسجد على الأرض خاضعة ومتضرعة لك فلاتطيل أشتيقاها

يارب أشفني فروحي معلقةٌ ببيوتك تخشى هلاكها ببعدها

يارب يـ ـآ ....تهجد الصوت وانتحب وظلت الشكوى حبيسة الصدر وحده سبحانه وتعالى يعلمها
7
7


][ ~ ضًـاْرًيَ ~ ][

فز من كرسيه بقلق وخوف وتوجه للغرفه/ ماقدر انتظر زياده ...بيكمل الساعه الحين ..

بدخل وشوف

مسكه صقر من عضده يمنعه عن عزمه/ خله على راحته

يبعد يد صقر عن كتفه بقوه وعناد / وش على راحته بعد انت ؟!!

هذا مهبول لو فيه الموت ماقال ياعون وينك

صقر/ احترم رغبته ...يمكن يبي يختلي مع نفسه شوي

ضاري/ لاصار طيب ياخذ الباقي من عمره خلوه...بس دام إنه بهالمستشفى ماله خلوه

صقر/ ضاري وش جاك ؟!!

الحين انت اعرف من الدكتور ؟!!

هذاه راح وخلاه ولادخل عليه بعد النص ساعه مثل ماقال

ضاري/ انت شايف الدكتور أول ماجاه اتصال راح ركض بالاسياب ..مهب ملزوم يجلس عند غرفة ذياب يحرسه ويترك مرضاه

انا بدخل ولاعلي لامن ذياب ولا منك ولامن الدكتور
7
يفتح الباب ببطئ وهدوء ويطل برأسه بتوجس

تمنى لو يراه خاشعاً بصلاته وعلى وجهه علامات الراحه والصحه

تمنى لو كان خوفه وقلقه وهم بوهم

لكن ..!!

اتسعت عيناه بصدمه وفتح الباب على اخره وهو يتوجه لجسد أخيه المتكور ألماً

ارتفع صوته أشبه بالصراخ / صــقـــر...ناد الدكتور بسرعه

وضع يديه على جسد اخيه ليعدل من وضعيته فأهاله إرتعاشة جسده وحرارته المرتفعه الكاويه

هز رأسه بأسف / ليش تسوي بروحك كذا ياخوي

ثواني مضت قبل ان يدخل الطبيب بسرعه وقلق وخلفه الممرضه وتدخل في وريده المسكن والمضاد بآليه وأحترافيه دون ان تهتم لتئوهاته

سكن جسده من إرتعاشته ...وأرتخى جسمه براحه

وغط بنوم عميق ويدي أخيه تعدل من وضعية جسده وتغطيه


..................................


][ ~ بًـيَـتِـ أًهًـلْ الَـجَـآزَيْ ~ ][



دخلت من الباب الخارجي وعلى وجهها علامات التساؤل / وش عندك داق وخارشني .تعالي تعالي ؟

خالد/ مهب انا اللي ابيك ...جدتي تبيك

ابتلعت ريقها بخوف ...ماكانت تتحاشاه اتى .... تعذرت بجميع الاعذار لتأجيل ردها ..ألم بالرأس ...بالبطن ..بالقلب....لابد ان تنهي الموضوع ...الرفض سينهي كل شئ ....لم التردد والخوف إذاً؟!!

ارتسمت على شفتاه إبتسامه خبيثه / وش عندك مع جدتي ....جلسات سريه مغلقه

ابتسمت بمرح رغم ماتخفيه من خوف وألم / ياداخل بين البصله وأئشرتها ماينوبك إلا ريحتها ....ام وبنتها وش عليك ؟

تعالت ضحكاته / ومن البصله ومن القشره ؟

امحق بر اللي تعرفينه كانك تشبهين جدتي بالبصله والقشره

رمقته بنظرة تهديد / خلووود لاتخليني اشيش الشيبان عليك ويغصبونك على وحده من خوات العنود

انتفض بحده / لا الله يعافيك ويسلم واللديك كله ولا هالخطبه ....إن بغيتي تقولين سوق الخضار كله بس طلعيني من السالفه

أبتسمت بزهو / ناس غريبه تطول لسانها على شيخاتهم ويتوهقون بالأخير

سكت على مضض ...يعلم أنها إن قالت شئ نفذته وإن حاول ان يتحداها يعلم أيضاً انه هو الخاسر الوحيد
7
7

][ ~ الَـجَـآزَيْ ~ ][


دخلت واغلقت الباب خلفها وهي تتلو الآيات بداخلها لتطمئن نفسها / بغيتني يمه؟

ربتت الأم على مكان بجانبها على السرير / تعالي وانا امتس هنا

تسارعت نبضات قلبها خوفاً ...لاتعلم لِم الخوف ...سترفض فقط وسينتهي كل شئ كالحلم

جلست وهي تتحاشى النظر لعيني امها

الأم/ فكرتي زين ؟

هزت راسها بـ نعم

الأم/ استخرتي ؟

الجازي/ ايه

الأم/ زين .....تبينه ولا لا؟

هزت راسها بـ لا

الأم/ ياهو ياعبدالعزيز

تكلمت بإستغراب/وش عبد العزيز ذا بعد؟

الأم/ عبدالعزيز ولد أبو صالح

الجازي/جيران جداني.؟؟!!!

الأم/ ايه

الجازي/ مابي ولا واحد فيهم

الأم/مهب على كيفتس ...ابو صالح خطبتس من جدتس لولده وابوتس كان بينهم ...واستحى يرده وهم رادينه يوم جو خطاب لهتون ....قالهم ابوتس أن ولد خالها خاطبها ولو الله ماكتبها من نصيبه هي بنتكم تعالوا خذوها بعبايتها

قضينا ..مالتس إلا هم تخيري واحدن منهم بس

أرتفع صوتها بغضب بدون وعي منها... للمره الثانيه يحدد مصيرها بدون أذنها او حتى علمها ....اول عادي تحملت الصدمه وأقلمت نفسها ...لكن الحين لا ..كل شئ تغير ...ماعادت مثل أول ../ على كيفكم تقررون عني ...مابيهم ....مابي اتزوج ...الزواج مب غصب

اتسعت عيونها بغضب مرعب يناقض امومتها وحنانها /أقصري الصوت ....اشوف طلع لتس لسان يابنت ضاري...وصرتي ترفعينه على أمتس

مهب ذي ربايتي لتس ...لابالله مهب ذي
7
7
زفرت النفس بندم ... صراخها ورفعة صوتها على امها كان غصب عنها وبدون تفكير منها

فكرة إنها ترتبط برجل آخر ويعرف اللي صار..ويمكن يقول لأهلها وينتشر الخبر المخزي بين أقاربهم كانت مرعبه ومفزعه لها

ويمكن مايظن فيها الظن الأرحم ..ويقول فعله بدون تفكير بينها وبين زوجها ...

يمكن يظن فيها الظن الأبشع والأوجع ويتهمها بعرضها ويدنس شرفها وسمعة أهلها

لها الحق أن تصرخ ...وتصرخ

مجرد التفكير بالموضوع يسبب القشعريره لها

طلعها صوت امها من دوامة التفكير / وش أقول لبوتس ..عناد ولا عبدالعزيز؟!!

هزت راسها بصمت علامة الرفض

الأم/ وين لسانتس اللي تو اكلته الدآبه!!!

...انطقي واتخيري واحدن منهم ...الرجال صبروا لين ماملوا

تكلمت بتردد وخوف من ثورة امها/ مابي ولا واحد منهم

الأم/ انتي ماتفهمين...قلت لتس مهب بكيفتس ياتختارين واحدن منهم وهالحين ولا أبوتس بيزوجتس اللي يبي

امتلأت عيناها بالدموع واحتقن الوجه حمرةً لوجع مكبوت

ارتفع صوتها بتوسل ورجاء/ مابي أتزوج ...الله يخليك يمه قولي لهم ماتبي تتزوج

عافت الرجال خلاااص

الأم/ابوي وابوتس عطوهم كلمه...ومهب انا اللي أكسر كلمتن لواحدن منهم

مسكت يدا امها وقبلتها برجاء مره ومرتان وثلاث / الله يخليك حاولي حاولي

عشاني يمه ...لاتخلينهم يزوجوني

شئٌ ما اعتصر قلب تلك الأم الحانيه ...وغريزة الأمومه أنبأتها بخطر قد احاط بصغيرتها وآخر فرحتها

حطت يدها على راسها ومسحت عليه بحنان / وش فيتس وانا امتس وش الشر اللي جاتس

اللتزمت الصمت..فماذا عساها ان تقول

كملت كلامها بنبره تستحثها على الكلام / انا امتس...ولو فيه شئين يضرتس باقف بوجه الكل ولا يجيتس شئ

سكتت وهي تقلب عيونها بتفكير ...أمي احن الناس علي ولو درت أكيد بتوقف بجنبي وتمنع زواجي ..صح؟!!

هي الوحيده اللي يسمع منها ابوي...وفيه أمل إنه يكسر كلمته عشانها

وهي أول وتالي أنثى بتتفهم موقفي

حركت شفايفها بثقل لتهمس بحروف متقطعه وكلمات خجلى وتفصح عن حقيقه تمنت لو تظل طوال عمرها سراً

- آ..أنـ...ـا..أنا

آ...آ

تكلمت بنبره متوجسه قلقه / تكلمي ..وش فيتس؟!!

تنهدت بتوتر / أنا ..كنت ..كنت اطلع مع ..مع طـلا...مع يعني .....زوجي أول...وبترت عبارتها خجلاً

ضيقت عيناها بإستغراب وعدم فهم لايمكن أن يكون ماتوصل له ذهنها صحيح ...صغيرتها أيمكن ان تقترف خطأً كهذا ؟!! /وشو ؟!!

ملامح أمها المتسائله والمذهوله ماتبشر بخير لكن ماتقدر تتراجع فلازم إنها تبرر تصرفاتها وتجيب أعذار لنفسها تنقذها من اللي بيجي

ومهما يكون تصرف امها تجاه اللي سوته أكيد بيكون اخف من ردة فعل أبوها

خفضت نظرها عن أمها ونزلت راسها بحيا وكملت كلامها بتردد/رحت معه لشقه بشوف الكنب الجديد و..,و....وصار يعني ...صار بينا آ....

تعاظم الحيا عندها وقطعت كلامها يوم فقدت القدره على إكماله او مجرد التلميح له ..ماكانت تتخيل إنه بيجي يوم وبتقول لأمها كلام مثل هذا

حتى لو ماصرحت بلفظ معين ....كون إنها تقصد هالفعل بكلامها يوترها ويصبغ وجهها بحمرة الحيا بدون وعي منها

رفعت راسها بفزع وصوت شهقه مستنكره ومتفاجئه انطلقت منها ....حطت يدها على خدها المتألم والمحمر وهي تناظر امها بتساؤل وذهول

تكلمت بصوت مبهوت ومصدوم وهي تهز راسها برفض وعدم تصديق للي صار / ضربتيني؟!!

لكن اليد اللي هوت على خدها الثاني بكل قوه طلعتها من حالة الذهول وعدم التصديق للواقع

جت بتفتح فمها ..بتتكلم بتعترض لكن ضربات أمها المتتاليه بيدها الواهنه واللي طالت وجهها وصدرها صدموها فوق صدمتها وشتتوا تفكيرها واسكنوا حركتها ..كل اللي سوته إنها رفعت يدينها بحركه غريزيه تحمي وجهها من ضرب أمها

ماكانت ضربات امها بالقوه الجسديه اللي تؤلمها ..لكن إيلامها النفسي كان اشد واشد

لأول مره امها تضربها ولأول مره تذوق الضرب الحقيقي على خطأ اقترفته بحياتها ومن من ؟...من اليد اللي من شوي كانت تمسح على راسها بحنان

بذات اليد اللي حضنتها من دقايق ....مفارقات عجيبه وتناقضات اعجب حصلت لها اليوم
7
7
شالت يدينها عن وجهها بتوجس يوم انقطعت ضربات امها ...

الوجه محتقن بعبرة مكبوته والعيون ترسل دموعها بصمت ....ارتفع صوتها بنبره متسائله شبه مسموعه / يمه؟!!

غطت وجهها بشيلتها وارتفع صوتها بنحيب موجع ونبره مخذوله/ يافضحتينا بين الناس

ياسواد وجيهنا ...

فضحتينا يابنيتي ....وسودتي وجيهنا

آآآخ بس ...آآخ

تمنت إنها ماتكلمت ...تمنت إنها مانولدت من الأساس ولا تسمع هالنبره من أمها ولاتشوفها بهالشكل المخذول

لأول مره تسمع هالنبره من أمها... نبره غريبه عليها لكنها مؤلمه بشده لحد القتل

حطت يدينها على فمها تكتم صوت شهقاتها عن أمها ...تبي تِسكت أي صوت يصدر منها ...كانت سبب لوجع امها ولا تبي تزيده

ضربت فخذها بقوه وهزت راسها بخذلان والدموع تغسل وجهها الطاهر / ليش يابنيتي ...ليش

ربيناتس زين ...ليش تسوين هالسوات

انفجرت بصياح موجع وارتمت بحضن امها بكل قوه..تكلمت بصوت مبحوح ونبره متوسله /سامحيني يمه ...سامحيني
7
7
فتحت عيونها على إتساعهم بصدمه وتساؤل يوم حست بيدين امها تبعدها عن حضنها بجفاء

واللي صدمها أكثر كلام امها بنبرته القويه واالصارمه ...بنبره غريبه عليها ...بنبره ماتعودت عليها ابد/ روحي لغرفتس لين مايفرجها الله

واطلبي ستره

بسواتس دنستي سمعة أهلتس ...وسودتي وجيهنا

قاطعت أمها بإستنكار ودفاع عن نفسها / زوجي يمه ...ماسويت شئ بالحرام

ردت بنبره غاضبه /وزوجتس اللي تقولين ماصار هو الرجال اللي ظنيناه ...لو هو رجال صدق كان قال السالفه كيت وكيت

مهب يرجم كل شئ على حرمه وينحاش ...خلى كل شيئن بوجهتس وراح كنه ماسوى شئ

وش درى الناس إن اللي تقولينه صدق ولا كذب ...الناس مالهم إلا الظاهر

تكلمت برعب من كلام امها / تشكين فيني يمه؟!!

أشرت على طرف اصبعها الصغير / لو اشك فيتس هالقد ماخليت بداخلتس روح

اعرف الصادق من الكاذب ....انتي صادقه لكنتس غريره ...

قلتي زوجي وزواجي بعد كمن يوم كل شئ بيصير بستر الله وغفلتي عن أشياء واجد

الحال دوم يتغير ومافيه شئ يدوم إلا الله سبحانه

وش اقول بس..صار اللي صار وهذي كتبتة الله وحكمته

يارب سترك وعفوك

روحي لغرفتس...ورفعت اصبعها بتهديد / وياويلتس لو عرف احد باللي صار من قبل واللي صار هنا ..سامعه

اعتدلت بوقفتها وهي تهز راسها بالموافقه على كلام امها ويدينها تمسح دموعها بسرعه وتعدل من شعرها..



.................................................. .......... ......



][ ~فَيِ اٍلًمًستَشفىِ عًنِد ذِيًابَ~ ][


اصوات سواليفهم العاليه وضحكاتهم الخشنه ماليه المكان

لهم ساعات على هالوضع وكل ماتنعموا اللي حولهم بهدوء اصواتهم رجع ارتج بصوت قهقهاتهم الرجوليه

سكرت السماعه وهي تشتعل غضب ...هذي ثالث مكالمه من المرضى يشتكون من الإزعاج

توجهت للغرفه وكل ماتقرب تزيد اصواتهم ويزيد الغضب بصدرها

فتحت الباب بقوه وهي تشوف البطانيه المتوسطه الغرفه والمنتشر عليها المكسرات والمعجنات واكواب الشاهي وعلب الببسي وحولها خمس رجال بشكل فوضوي مايدل على إن هالمستشفى من المستشفيات الراقيه

زاد غضبها من شكلهم وحوستهم وقلبتهم للمكان وانطلقت تصارخ بشكل افجعهم وصدمهم واسكت اصواتهم / فيه مرضى غيركم بهالقسم يبون يرتاحون

حتى مريضكم ذا الي باسطين عنده لكم خمس ساعات يبي يرتاح ماله إلا اسبوع من شالو المسكنات منه

يعني لازمه هدوء عشان يرتاح وينام بدل الحفله اللي مسوينها

اتمنى اني مااسمع صوت لكم ولااضطريت انادي الأمن وهو يتفاهم معكم

وطلعت وسكرت الباب بكل قوه افزعتهم وصحتهم من صدمتهم

انفلتت ضحكه عاليه من خالد وتبعه ضاري وصقر وعناد وناصر وذياب

قطع ضحكته متألم/ آآآآهـ حسبي الله على بليسكم ...خلاص لاعاد تضحكون ..شكل غرزي تفككت والسبه انتم

ضاري/ ياخي مستانسين فيك ...لك اسبوعين وانت ماتدري عن احد حولك

خالد/ خله عنك ذا مهب وجه احد يشتاق له

ذياب / ههههههههه ياخي مشكلتك إن اخوك جدار ماعنده إحساس

قام من على الأرض ونفض ثوبه وأخذ شماغه من على الكنب وتكلم بزعل مازح/ الشرهه علي اللي زايرك ومتعني لك انت ووجهك

ناصر / بتروح؟

تو الناس

خالد / تبي الممرضه تجيب الأمن ويسحبني من كراعيني ويرجمني برى ...

عناد / ههههههههههه من صدقك انت ....مستشفى اهلي ذا لو تجيب فرقه ويعرضون سامري ماجابو لك الأمن

خالد / انا رجالن بشتري سلامتي ...توني ماشفت دنيا ..لامال ولا مره ولا عيال

صقر/ ماحدن مسكك ..تزوج وخلني اشوف نفسي

خالد / وانت ساكت طول الوقت ومنسدح على هالكنب يوم جا الشر نطقت

صقر/ والله مافيني حيل من الصبح هنا ولا نمت ماغير استقبل واودع بزوار اخوك كني الحرس الملكي...

ناصر /ههههههههههه لاعبين عليك عشانك اصغرهم

صقر/ لو شباب عادي والله ماهمني ...بس الموت لاجوك شياب ...تجيبه من المواقف من سيارة السواق وترقيه فوق ولاشبع من السواليف والجلسه قال ودوني

ويومي رايح كله ارقى وانزل ...شايب داخل شايب طالع ...هلكت وربي

ارتفعت ضحكاتهم بتشفي فيه

تكلم بقهر وصوت تعبان / اشوف فيكم يوم يااحفاد ضاحي

عناد / ماحدن ضربك على يدك وقالك تبيزع ووصل الشيبان تقل بواب

صقر/ اقول اسكت اسكت بس ...وش عرفك انت بسلوم العرب

هاج من الديره لك سنين

عناد / هههههههههه والله ماخبرت السلوم بتوصيل الشيبان

شايفني اصغر عيالك تهك علي هههههههههه

ارتفعت ضحكته وحك راسه بإحراج

ضاري/ ياخي دايخ لاتشره عليه

وكمل كلامه بجديه/ اسمعني لاتسوق سيارتك اركب يامعي يامع خالد ..سامع؟

ماكان فيه حيل للجدال ولا لسواقه وسكت برضا وهو يحط يده على عيونه وينام بتعب واضح
7
7

][ ~عًـنْـاَدٍ~ ][

ينقل نظره بينهم بصمت....جو دايم يتمناه ...اخ واخوه وعايله تضمهم ....حلم ياما حلم فيه وعارف إنه صعب يتحقق

ناظر صقر بشفقه وحنين لأخو وشقيق صغير ...يهتم فيه ويراعيه ويوجهه ويلجأ له وقت الحاجه

يتمنى ونيس بحياته لارجع للبيت لقاه جنبه ...بيته هو بيته ...رغم إنه يعتبر عيال خاله أخوانه ولا ينقطع عنهم بس الاخو غير ..غـيــرر

اول كلمه تنطقها لااستوجعت أخ

هو العضيد والسند لك ....

ولو جار عليك الزمن تلقاه جنبك ....

ولو صار ماصار بينكم يظل حولك....مايفرقكم شئ لو وش ماصار

وهو الحظيظ لو صار له اخوان مثل عيال محسن

ضربه على فخذه صحته من تخيلاته / هاه وين رحت؟

ابتسم بوجه ضاري / ابد حولكم ؟

ابتسم بوجهه بخبث/ ماهقيت انه حولنا ...الوجه ينور

خلك رجال واعترف وين وصل مداك

تكلم بذات الابتسامه وهو يشد على رجل ضاري بجديه /مداي واصل لبيتكم ويبي نسبكم

اعتدل بجلسته وناظره بجديه / تستهبل انت ؟

عناد/ لابالله مااتسهبل ....هاه وش قلت

ضاري/ اجل دامها مهب مزوح...مالي قول انا ...تجي تخطب من ابوي

ضحك وتكلم بمزح /افا وانا اللي حسبتك بتقول جتك عطيه

ضاري/ لاعطيه ولا هم يحزنون سويتها مره وتمنيت انتي ماسويتها تفشلت وماصار لي وجه ارفعه قدام عزيز

عناد/ بجي اخطب حالي حال اي معرس

وصلهم صوت ذياب قطع عليهم كلامهم / وش عندكم تساررون ...ماتجتمعون إلا على شر

ارتفعت ضحكته وهو يرفع يدينه / انا مالي دخل اخوك يحشي راسي ويبي يخربني

ذياب / هههههههه اقول ابعد عن اخوي بس...المربوط اخبث من المنطلق

عناد/ هههههههههه افا الدعوه فيها ترجيم حكي

واعتدل بوقفته / يالله اجل مشينا ...احد بيخاويني

ذياب/ وين يارجال تو الناس

عناد/ وين تو الناس يارجال ورانا دوامات من فجر الله وشف الساعه كم هالحين

وتكلم بجديه للجميع/يالله قوموا بتصبحون وانتم هنا ...

ذياب/ خلهم ياخي ...تبي تروح رح ماحدن مسكك

عناد / لا بنروح جميع ....لازم ترتاح ومامن ورانا راحه وصجتنا

لاجا بكره تلقانا قبالك اول ماتفتح عيونك

مهب زين التعب لك

ووجه كلامه للجميع بصوت مرتفع آمر/يالله شباب تحركوا

سكت وماعارض.... فعلاً هو يحس بتعب وماله حيل بس جمعتهم افتقدها من زمان ولا وده يفرط فيها

وحمد ربه إن عناد تكلم ولا لولا عناد كان مانطق بحرف واستمر بسوالفه معهم

استوقف خالد بصوته وهو يشوفه يطلع ويتسلل من الباب بخفه / وين وين رايح يالحبيب

تعال شل حوستك

تأفف بصوت مرتفع/ ياليييييييل وش لقفك ياخي

تو تسولف وش حليلك وش خلاك تلف

جا وحاوط رقبته وحناها لقدام بمزح خشن / ياخي احبك واتشمشم ريحتك وش اسوي

تكلم بصوت مخنوق وهو يضحك / هههههههههههه اقول فكني كتمتني يالدب

فكه وهو يشوف وجه خالد المحمر بإستغراب وضحكه/ الـــلـــه وراه وجهك صار لونه كذا ؟!!

خالد / صدق والله ..؟؟!!

بغيت تموتني انت وريحتك الخايسه

فتح عيونه بصدمه واطلق ضحكه مدويه / ههههههههههه انا ريحتي خايسه يالخايس والله لوريك

وفتح الباب خالد وانحاش ولحقه ناصر بركض من غير مايهتمون بسنهم أو الناس أو تحذيرات الممرضه
7
7
تكلم ضاري وهو ماسك صقر الشبه واعي من يده / هههههههههه الحمدلله على نعمة العقل

شايف اخوانك ..؟؟ .كبروا وانهبلوا


.....................................



][ ~بَيِتَــ أًهِلً مـتـَعـبَـــْ ~ ][


رقى الدرج بخطوتين واسعه وهو يتلمس جيوب ثوبه للمره المليون

وصل لغرفته وصار يدور بالأدراج مثل المجنون وبين كل درج والثاني يرجع يتلمس جيوب ثوبه لعله يكون غافل ومادور زين

رفع المخدات من على السرير ثم رفع المفرش ونفضه بقوه

سجد على على الارض وهو يطل براسه تحت السرير يمكن تكون طاحت منه بدون قصد

طلع ملابسه وهو ينفضها قطعه قطعه لعله يلقاها

لكن مالها أثر ...كأنها ملح وذاب

تنهد بخيبه ويأس وهو يجلس على طرف السرير المحتاس

غمض عيونه وحط يده على راسه وهو يعتصر مخه يحاول يتذكر أي مكان راح له ويمكن طاحت فيه بدون مايحس
7
7
دخلت الغرفه وطارت عيونها على الحوسه اللي فيها ....السرير مقلوب فوق تحت والدولاب مفتوح والملابس مكومه عنده

تكلمت بتساؤل وصدمه/ وش صاير... وش هالحوسه؟؟؟!!!

لف لها بإرتباك / هاه ؟

آ ..مضيع ورقه مهمه ولا لقيتها

ناظرته بشك/ اي ورقه ؟

رد بإنفعال وبأعصاب تالفه / يوووووه .......وانتي وشوله تسألين ...

ورقه والسلام

ارتفع صوتها بنبره ساخره لاتخلو من القهر والحقد / ورقه مثل هذي ؟

رفع راسه وهو يشوف ضالته بيدها ...تنهد براحه نسبيه منافيه للموقف ووجه زوجته الغاضب

كملت كلامها بنبره اشد غضب وحقد / قالب الدنيا عشان هالصوره ...؟!!

صـوررتـهــااا؟؟!!

شاف الغضب والضيق اللي مرسوم على وجهها بوضوح / دامك ماتبين شئ يضيق خلقك لاتدخلين مره ثانيه بخصوصياتي

- اي خصوصيات وانت حاط صورتها ببوكك وكل ساعه والثانيه تطلعه وتناظر فيه وانا ياغافلين لكم الله ومستغربه من سواياك

جالس تخوني وانت جنبي

متعب/ اي خيانه واي خرابيط انتي .!! اللي يشوفني نايم معها على السرير بجنبك

كلها صوره لاراحت ولا جت

ناظرته بحقد وتحدي / دام إنها صورة لاراحت ولا جت اجل هه وهه وبيدينها تشقق الصوره لقطع صغيره بصعوبه وبقهر واضح

فز من مكانه بغضب وهو يشوف صورتها تتحول لأشلاء بسبتها ...رمت بقايا الصوره بوجهه / تبيها ؟..خذها ...ودفته بيدها مع صدره ومشت من عنده

استوقفها مسكته لشعرها بكل قوه ......قرب وجهها من وجهه وتكلم من بين اسنانه بفحيح غاضب / مهب انا اللي تمدين يدك عليه ...

لولا العيب ومخافة الله كان ماارضاني فيك إلا كسر يدك

لكن اقسم بالله العظيم لو تعيدينها مره ثانيه لأكسّر عظامك واحد ورى الثاني ...سامعه ؟؟؟

رماها على الأرض وركع وهو يجمع أجزاء الصوره المتناثره بالغرفه ويدخلها بجيبه

ماهمها اللي سواه لها ولا تهديده كل همها اللي قاعد يسويه الحين

ناسي وجودها تماماً وجالس يجمع الصوره بكل حذر واهتمام كأن لها إحساس

وصلت لأعلى درجات الغضب وصارت تصارخ بجنون / وش قاعد تـسـوووي ؟!!

قـــم ...اقولك قــــم

دفته مع كتوفه بكل قوتها وقهرها

طاح على ظهره وهو مب مستوعب حركتها المباغته له واللي ماتخيل إنها تسويها بعد تهديده لها

اعتدل بوقفته وهو يحاول يضبط اعصابه ويكتم غضبه عشان مايتهور ويذبحها

لكن تصرفاتها ماخلت له أي مجال إنه يكتم غضبه ....

كملت بنفس ثورة غضبها /طلعها من جيبك وارجمها بزباله

طـلـعـهـا اقولك ...تسمع انت ؟!!

طـلـعـهـااا

ماينكر إن تصرفه هو عذر لردة فعلها القويه ...والسبب اللي منعه من تنفيذ تهديده

هو إنه عارف غلطته وفداحة الي سواه بحقها عشان كذا فضل الإنسحاب / الظاهر إنك انهبلتي

بطلع من هالغرفه قبل مااستاثم بك ...لف واتجه للباب

لكن يدينها اللي مسكته من عضده استوقفته بكل قوه وخشونه وارتفع صوتها بغضب هادر / وين راااايــح ؟!!

طلع الصوره ...

كور يده وهو يحس بثوران دمه الغاضب ...تكلم بصوت مخنوق مقاوم لرغبه داخليه بتهشيم يدينها / ابعدي عني لايصير لك شئ ماتبينه

تكلمت بتحدي وصراخ وإستحقار/ وش بتسوي هاه ؟!!

طلع الصوره ...طـلـعـهـا

وامتدت يدها لجيبه وسحبته بقوه وعنف لحد ماتمزع / طلعها طلعها

ومااسكتتها ولا استوقف جنونها إلا يده اللي نزلت على خدها بكل قوه وارتد صداها بالغرفه

حطت يدها على خدها وهي تناظره بصدمه وذهول وتكلمت بقهر وحقد انثوي / والله لتندم على اللي سويته

انا تضربني ...؟؟!

انا انضرب ؟!!

والله لتندم والله

سحبت الشنطه من فوق الدولاب بصعوبه وبدت ترمي فيها ملابسها بغضب وقهر

وطلع وتركها وهي تتخبط بتهديداتها وصراخها بدون ادنى اهتمام منها وهو يتلمس جيبه بحنين


.................................................. .....



دخل بيته بعد ماجا من المسجد من صلاة العصر

ابتسم وهو يشوفها واقفه على اطراف اصابعها بفستان البيت القطني القصير وبطنها بارز بسبب الحمل

نزلت رجلينها للأرض وهي تتأف وتتنهد بتعب وترجع تاقف على اصابعها وتطاول رف المكتبه العلوي وتمسحه بصعوبه


][ ~ ضًـاْرًيَ & الًـعًـنٍـوْد ~ ][


مشى بإتجاهه بهدوء وشالها بسرعه بدون ماتحس فيه

شهقه فزع صدرت منها ويدينها بتلقائيه وخوف أللتفت حول رقبته

وتكلمت وصدرها يعلو ويهبط بفزِع / خوفتني

ابتسم وهو يحرك خشمها بخشمه بمداعبه ورقه / آسف ياقلبي ...واشر على المكتبه بوجهه / يالله الحين امسحيه

لفت للمكتبه وهي تخفي إبتسامة الحب اللي انرسمت على وجهها

تكلمت بمرح وضحكه/ خلاص يامعلم نزلني ....خلصت تمسيح

نزلها وهو يضحك / معلم اجل !!

شايفه معي شيول

كملت بذات المرح والإبتسامه وهي تلعب بأزارير ثوبه/ كم تاخذ بالساعه ؟؟

ودي امسح المكتبه الثانيه وتسريحة الغرفه

ناظرها بنظرات ذايبه وابتسم بخبث وهو يمسك خصرها برقه / افا عليك وش هالكلام

دامني افيد واستفيد مابينا حساب

نزلت راسها بخجل منه...ماتدري ليه كل ماينظرها بهالنظره تحس انها تولع من الخجل مع إنها مفروض تكون تعودت على هالشئ معه لإنه جرئ معها بكل وقت وأي مكان

لكن كل مايسوي شئ نظره ولا كلمه ولا لمسه

تحس إنها اول تكون بقربه واول مره يناظرها وأول مره يكلمها واول مره يلسمها

كل كلمه لها رنه غير بأذنها وكل لمسه لها سحر خاص فيها وكل نظره تذوبها فيه زود

حست بيده تلمس بطنها وهو يسحبها ويلصق ظهرها بصدره/ كم عمر ولدي ببطنك ؟

رفعت وجهها لوجه وهي تبتسم بغباء / مادري

ناظرها بإستغراب وهو يقاوم ضحكته / وشلون ماتدرين ؟!!

العنود/ ماحسبت ولا اذكر كم قالت لي الدكتوره

ضاري/ وين الكرت اللي عطتك اياه ؟!!

عضت شفتها بلوم/ بدرج سيارتك

ارتفعت ضحكته بإستلطاف لتصرفاتها / لاوالله

انا الحامل ولا انتي

ناظرته بعتاب /وانا جايبته لحالي ؟!!!

طق على ظهره بفخر ومرح/ لابالله

ولدي ومن صلبي

تكلمت بإبتسامه/ لا ....ماشاءالله عليك

اشوا انك عارف....لارحت مره ثانيه بتدخل معي عشان تسمع الدكتوره وتحسب معي

انتفض بمكانه وكشر وجهه بإستحقار/ لاوالله رجلي ماتدخل هناك غير مادخلت ....قلة حيا والله

شوي وتطمر بحضني لولا إنك تبينها ولا كان سحبت ملفك من عندها

لاجا موعدك الثاني بوديك لأي مستشفى ياخذون عليك اشعه عشان اشوف ولدي

حرمتني من شوفته الله يلعن بليس

حست بمرارة تأنيب الضمير بحلقها ....حتى نظره مابادلها الدكتوره اللي باين إنها معجبه فيه وتغازله بكلمات مبطنه

وبكل مكان يروحون له حتى بسفرهم ماعمرها شافته يناظر أحد غيرها ...كان مكتفي بها وماليه عينه ولا يرجي سواها

حست بغصه بحلقها وشلون ربي رزقني هالرجال وأنا كان لي ماضي اسود

وشلون تزوجت هالرجال بنيته الصافيه وانا نيتي كانت مجرد إنتقام

وارتفع صوتها بدعاء ملح داخلي (يارب سامحني

يارب لاتفرق بينا

يارب استر علي

يارب ..يارب لاتحرمني منه بعد ماحبيته)



.........................................


][ ~ عًـنْـاَدٍ ~ ][


كان يوم طويل ومتعب بالمستشفى

مناوب من امس ولا ذاق الراحه ولا الهدوء

واللي زاده تعب هو العمليه اللي سواها واللي قضى ساعات فيها تحت مراقبه اشهر جراحين القلب السعوديين

صدق كان منظره الظاهري القوه والثقه والخبره لكن من داخله كان يحس نفسه ينهار تحت كل هالضغط والخوف

خلص العمليه بنجاح باهر مع صعوبتها وهو داخلياً منهار تماماً

لكن غصب عليه ابتسم بسعاده ونشوه وهو يشوف المريض مستلقي على طاولة الجراحه ومؤشراته الحيويه سليمه وتخلص من مرضه بفضل الله ثم فضله

يمكن يقولون الناس عديم الإحساس لإنه يشق الصدور وينزف الدم لكنه عند كل جراحه كان يحس بروح الغامره وشغف بالقلب وأجزائه المتداخله الدقيقه

وأول مايمسك المشرط ويشق قلب المريض كان يحس إنه غار وبداخله صندوق مليان كنوز ويتعمق اكثر واكثر بداخله

وبعد كل جراحه كان يبتسم بسعاده حقيقه ونشوة السعاده وتحقيق النصر

طلع من غرفة العمليات وتوجه لمكتبه وارتمى على الكرسي بتعب وهو مغمض عيونه لكنه اعتدل بجلسته اول ماوصله صوت عارفه زين / السلام عليكم ورحمة الله

رد السلام وهو يأشر على الكرسي ويدور حول المكتب ويجلس بالكرسي المقابل له / حياك ..تفضل دكتور

جلس الرجل الملتحي بلحيه بيضاء لايشوبها سواد كقلبه الطاهر وعلى وجهه إبتسامه صافيه نقيه كنقاء روحه

ربت على ركبة عناد وشد عليها بفخر ابوي / لنا الشرف إن دكتور سعودي وبسنك يملك كل هالموهبه والمهاره

ابتسم براحه بدوره / الشرف لي طال عمرك اللي جيتني بنفسك مع اشغالك واشرفت على تقيمي

- بيني وبينك انا يوم قالوا لي جراح قلب سعودي وماهر وصغير بالسن ..خفت قلت بكم شاري شهادته هذا ؟!!!

اختلطت ضحكاتهم مع بعض بأريحيه وكأنهم على علاقه من سنين

لكني قلت لازم اجي واشوف بنفسي واقيمك لكنك ابهرتني بصدق بالغرفه وذكرتني بنفسي بأول شبابي

الثقه اللي أنت فيها وتمكنك من الحاله وثباتك يوم انهارت مؤشراته الحيويه زادو اعجابي فيك

ابتسم على طاري شئ جا بباله / اتذكر اول مامسكت المشرط وشقيت صدر المريض ابتسمت بنشوه ولا قدرت امحيها والدكاتره كانوا يناظروني بإستغراب

ايـــاام مضت

بس كنت اكبر منك ...كنت بأواخر الثلاثين

اعتدل بوقفته ومد يده مصافح/ اترك تشوف شغلك والله يزيدك من فضله ويوفقك

وكمل بإبتسامه حانيه /وابشر بالتقييم الزين

وطلع وخلاه والثاني يحس بسعاهد غامره وغرور ملى صدره

دكتور مثله وبخبرته ومكانته باالعالم مب بالسعوديه بس يشهد بمهارتي

ارتفعت نغمه الجوال برنين مدوي قطع عليه نشوته ...امتدت يده للجوال بتأفف لكن من شاف الرقم ضرب على جبهته براحه يده بلوم /يووووه وشلون نسيته هذا ؟!!!

فتح الإتصال وانساب له صوته الخشن بصراخ / ساعه لين ترد

قلنا دكتور وكشخه بس مهب تسحب علي سحبوك مع كراعك

ارتفع صوته بضحكه / اقول اها بس

هاه وش صار على اللي قلت لك

تكلم بتساؤل مازح/ وش اللي قلت لي ؟!!

عناد / ضاريوه ووجععع

قلت لأهلك؟

ضاري/ اهااا

اثاريك متشفق على العرس ههههههههههه

اخس على هيك رجال مابهم صبر هههههههه

بادله الضحك/ اشوفك صبرت انت ووجهك

ضاري/ آآآهـ لاتجيب الطاري بس

المهم تراني قلت لأهلي وقالوا حياه بس لاتسحب جدي معك لين تشوفها وترتاحون لبعض

ولا كتب الله بينكم قبول تعال اخطب زي الناس مع جدي وخوالك

ابتسم على كلام ضاري وتكلم بنفسه (حافظها حفظ ...وش اشوف فيها)

تخيل شكله اذا دخل عليها وشافها ...يمكن نتهاوش انا وياها

او يمكن تمد يدها وتضربني

او يمكن تحط لي كلوركس بمماسك الباب

مااستبعد منها شئ ابد

ضحك بصوت مرتفع وهو يتخيلها بكل هالأشياء

وصله صوت ضاري/ اقول مع السلامه الحبيب

شكلك متشقق على طاري العرس وانهبلت

انا رجال اخاف على اهلي خلاص ماعندنا بنات لزواج دور نصيبك ببيتن غيرنا

عنا د/ اقول على شحم ...ولاجيت اخطب بتعداك مهب خاطب منك

ابوها وجدها عايشين وش دخلك انت ؟!!

تكلم بمزح/ هذا وجهي لو دخلت على وحده منهن اذلف بس وسكر الخط بوجهه

نزل الجوال وهو يضحك / هذا ولد الاخو اجل مالوم العمه هههههههههههههههه

ارتفع صوت نغمة الجوال يعكر سكون المكان ....للمره الرابعه يدق بإصرار واسمها ينور الشاشه

تنهد بحرقه وألم وصد عنه

][ ~ ذَيــًآبــَ ~ ][


مايبي يرد ...عارف قوة تأثيرها عليه مايبي يسمع صوتها ويضعف ويتراجع عن قراره

صعب اللي بيسويه بس كله لأجلها ولمصلحتها

هو يحبها ويعشقها ولاكان يتخيل بيوم إنه يتخذ هالقرار

لكنه مايقدر يظلمها بعيشتها معه وربط مصيرها بمصيره المجهول

هي ماعادت تحتاجه ...هي تحتاج سند وعضيد لها ...محتاجه رجال بكل قوته وقسوته يوقف بوجه اهلها ويدافع عنها ويحميها

مب رجال ناقص.!!!

ويحس بالضعف !!

يزيد همها هم ويثقل عليها

بتظل طول عمرها مربوطه فيه بدون فايده منه

اخوها استأمنه عليها بس ماعاد قد الأمانه ...مب اهلن لها الحين

أستأمن رجال غير هالمريض اللي مستلقي على السرير
7
7
يحس بروحه تذوي وجع وهو يسمع صوت جواله يدق للمره السادسه بكل إصرار وعناد

متأكد إنها هي ومافيه احد غيرها يصر بهالشكل

ابتسم غصب عنه وبحب يشع من عيونه وهو يتخيل شكل وجهها المتجهم بتعابير طفوليه غاضبه

بأشد حالات غضبها كان يذوب عشقاً ويهيم حباً بوجهها وغصب عليه يبتسم مثل مايبتسم هالحين وهالشئ كان يزيد غضبها غضب ويزيده سحر فيها
7
قطع عليه ذكرياته الورديه يد اخوه اللي امتدت بالجوال / هاك

اهلك لهم ساعه يدقون عليك وانت مهب حولنا

وده ياخذ الجوال من يد اخوه ويسمع صوتها لو ثواني

اشتاق لها واشتاق لسماع اسمه من لسانها

كل حرف تنطقه له رنه غير

وكل كلمه حلوه يسمعها منها كانت تمس روحه قبل سمعه

اخذ الجوال منه بتردد وقوه خفيه كانت تحثه ......فتح الإتصال وحطه على اذنه وهو يسمع صوتها بنبرته المتعبه ينادي اسمه بكل لهفه وشوق واضح

خفق قلبه بجنون وحس برتواء روحه بعد عطش فراقها

اشتاق لها ....

اشتاق لصوتها ...واشتاق لشوفتها

اشتاق لكل شئ فيها

وده تردد اسمه على مسامعه لين مايمل

وده ينام بحضنها لو ثواني وينسى الهم اللي بداخله

غمض عيونه وتنهد بـ آآآهـ متحسره بعيد عن مسامعها ومسامع اخوه

بلع ريقه وضغط علامة الإنهاء وحطه جنبه وهو يتجاهل توسلات قلبه المجنونه بعشقها

لف له صقر واللي كان مشغول بكتب دراسته/ انقطع الخط قبل لاترد ؟

ذياب /لا

تكلم بإستغراب/ ماسمعت لك صوت !!!

ذياب/ بعدين ..بعدين

رد بإحراج/ اها ...بطلع واخليك تكلم على راحتك

تكلم بعدم إهتمام منافي للي داخله تماماً/ لا خلك

من قال إن بكلم اصلاً

اتسعت عيونه بتعجب من كلام اخوه وتصرفه وفضل السكوت على مناقشة اخوه بأعصابه التالفه خوف إنه يثور فيه ويسمع كلام مايعجبه منه

وخلاه على راحته
7
7
وتحت نفس السقف ...


][ ~مُـَـهـَرهَـْ ~ ][


جالسه على سريرها وهي تعيد الإتصال بإصرار بتعابير وجهها الغاضبه وعلامات التعب المرسومه عليه بوضوح

انفتح الخط وبثانيه سكن غضبها وسرت بجسمها حراره غريبه ولذيذه وانرسمت إبتسامه عشق على وجهها بكل حالميه

نادت اسمه مره ومرتين وثلاث وهي متلهفه على صوته ومشتاقه له

تبددت سعادتها وانقلبت ملامحها لخذلان ويأس وإحراج يوم انقطع الخط بوجهها

عضت شفتها بإحراج وهي تتخيل أحد أخوانه رد عليها / يافشيلتي ....يافشيلتك يامهره

انسدحت على السرير وحطت الجوال بجنبها بيأس

الشوق ذبحها والوحده شينه

خالتها والبنات ماقصروا ولا تركوها يوم لحالها

لكنها تعتبر نفسها وحيده بدونه

تبيه هو ولا احد غيره

كان الزوج والصديق والحبيب والاخ

كان محور حياتها وكل إهتمامها ومعها بصغيره وكبيره

والحين تحس حياتها خاليه ببعده

جوفاء من دونه

لالها طعم ولا لون

ماتبي تروح له ولا يجيها تبي بس تسمع صوته ...اشتاقت لصوته وضحكته اللي تذوب كل خليه فيها

ماكلمها إلا مرات تنعد على اصابع اليد الوحده وكل مكالمه ماتتعدى دقايق سريعه وعذره وجود اهله حوله

خاطر يجول بداخلها (بروح له ...اشتقت له ...ماقدر اصبر اكثر من كذا)

شافت إن الغرفه خاليه من خالتها والبنات والحين مب وقت زيارة الناس

عزمت امرها واعتدلت جالسه بصعوبه وتعب ...نزلت رجلينها لحد مالامست الارض البارده

جتها الخادمه ومسكت يدها بتساؤل / مدام يبقى حمام ؟

مهره/ لا يبغى يطلع برى

هزت راسها برفض / لا لا مافيه ....ماما يقول مافيه يطلع

مهره/ وانا اخذ شوري منك؟!!

روحي بس عن وجهي ...خليني

- مدام مافيه كويس ...بئدين بيبي يموت

مهره/ قلت لك روحي عني

تحركت الخادمه بطريقها لبرى/ انا في قول دكتور ..بعدين هوا كلم ماما وقفل باب

اعتصرت المفرش بأصابعها بغضب وقهر وارتفع صوتها بغضب وصراخ منافي لشخصيتها الهاديه /اطلعي برى .....لاتجلسين عندي

طلعت الخادمه بإستسلام وخنوع وتركت الغرفه بكبرها ووحشتها ووحدتها لها

رجعت انسدحت على سريرها بيأس اكبر وحزن اكبر

تحس نفسها مربّطه ولا تقدر تتحرك وتتصرف على كيفها

بس بعد ماتقدر تخاطر بحياتها وحياة اللي ببطنها

هي بمرحله حرجه واي حركه تسويها خطر عليها وعليه

غمضت عيونها بإستسلام وتنهدت بحراره من اقصاها

سالت دموعها على خدها واستقرت على المخده

دموع يأس وعجز

دموع شوق

دموع وحشه ووحده

- يارب اللهمني الصبر



........................................




][ ~ بًـيَـتِـ أًهًـلْ الَـجَـآزَيْ ~ ][


تنزل الدرج بخطوات متردده وهي تفرك يدينها بخوف

قلبها مقبوض من أول ماصحت من النوم وبإتصال هتون لها بأن ابوها يبيها بمكتبه بسرعه زاد خوفها وقلقها

وصلت المكتب وفتحت بابه بتردد أكبر ...عارفه أن ابوها بيقرر مصيرها للمره الثانيه الحين ...بس ماتقدر ترضخ بسهوله هالمره مثل قبل ...بتعارض وتوقف بوجهه ولو استدعى الأمر إنها تنحاش عند جدانها

دخلت وسكرت الباب وراها وشافت ابوها مستقر جسمه على الكرسي ومتوجه للقبله ويصلي وهو معطيها ظهره

تمنت لو تطلع قبل لايخلص صلاة ويصدمها بقراره بس كل أمانيها تبخرت يوم سمعته يسلم منهي صلاته

ارتفع صوتها بنبره مهتزه ومنخفضه خوف وتوتر / تقول هتون إنك تبيني....آمرني يبه

سكت دقايق وكل ثانيه تمر من هالدقيقه كانت تشعل قلبها خوف وتوجس ...دقات قلبها المتسارعه والمتلاحقه مسموعه لها بوضوح

والعرق المتكون على جبينها واللي تمسحه بيدينها المرتعشه أكبر دليل على إن صمت أبوها قضى عليها من الخوف

للآن ساكت ...ماصدر منه لاكلمه ولا حركه ولاحتى تقدر تشوف وجه وتستشف منه شئ كل اللي تشوفه ظهره بشموخه وقوته وهذا اللي زاد خوفها خوف

ارتفع صوته يقطع سكون المكان ويغطي على صوت دقات قلبها المتسارعه/ نزلي شناط جهازتس المصككه من المخازن

يوم ثالث من هاليوم بترجعين لبيت رجلتس

سألت بصدمه وتوجس / أي رجل يبه ؟!!

رد بقوه وجفاء عكس عادته معها / وانتي لتس رجلن غيره ؟

فتحت فمها بتعترض لكن الحروف خذلتها وماتت على شفاها ....حتى النفس اللي تاخذه بدون ماتدري عجزت تتنفسه هالحين

تحس إن الغرفه تضيق وتضيق عليها لحد ماكتمتها وسدت فمها عن أي هوى

(معقوله امي قالت له؟!!)

قربت له وهي تجر رجلينها جر ..تبي تشوف وجهه ..هو صادق ولا مازح

لكن صوته استوقفها / بنحط عشا لرجال ..وأول مايخلص بيضفتس معه

سالت دموعها على خدها بصمت وهي تسمع كلام ابوها بنبرته القاسيه ...نبره ماتعودت عليها ابد منه

يزوجها أي احد بس مايرجعها لطلال ...طلال لا لا

طلال خذلها وباعها ولا اهتم بحبها له وبدى اهله ورغباتهم الغبيه عليها

وشلون ارجع له ذليله وانا اللي تركته عشان عزتي وكرامتي

لا ...انا بنت ابوي مارجع لإنسان ذلني ..

تكلمت بنبرة توسل ورجا وإستعطاف ماتعودتها / يبه بترجعني له بعد ماباعني ؟!!

ترجع بنتك للي ذلها وأنت اللي أكرمتها

كملت كلامها وهي تقاوم العبره بصوت مخنوق / أنا آخر عيالك ربيتني وكبرتني بعز ودلال بترجعني للي يضيمني ويهيني

أنا الجازي يبه ....قعدتك

رد بسرعه وجفاء/ ماعاد لي بنت اسمها الجازي

بآخذ عزاها بيوم عرسها والقلب الله يجبر طعونه

شهقت وحطت يدها على فمها بصدمه من كلامه ....علا صوت نحيبها وهي واقفه بمكانها تحاول تستوعب كلام ابوها لكن عقلها رافض اللي يصير

هي عزها وفخرها بأبوها وشلون تعيش دونه ...لاانظامت قالت يبه ولاانتخت قالت يبه ولاتفاخرت قالت يبه واول كلمه على لسانها بكل موقف انا بنت ابوي

ارتفع صوتها باكي موجوع ومخنوق / يـبـه..بنتك انا ...بـنـتـكـ

رد عليها بنبره غريبه عليها وأول مره تسمعها منه ...معقوله نبرة الخذلان والإنكسار اللي أسمعها منك ياأبوي ؟!!

- البنت اللي تخون وتسوي السوايا ولاتراعي أهلها وناسها ماتستاهل ابوتي

ردت بإعتراض وإصرار / يـبـه آ..

قاطعها بقوه / لاتقولين يبه

أنا ماربيت بنتن مثلتس لابالله ماربيتها

وإن كان ربي بلاني بها مماتها احسن من حياتها

علت صوت شهقاتها وزاد نحيبها واضظربت أنفاسها

قربت له بجزع وهي تضم على شفايفها المرتعشه بوجه محتقن حمره وحزن

انكبت على الأرض تبوس يدينه ورجلينه / سامحني يبه ...سامحني

انا مهبوله مهبوله ...راضيه باللي تقوله ..إن شاءالله ارجع اليوم له بس إلا زعلك إلا زعلك

رضاك بالدنيا ياابوي ..ابي رضاك

انتفض بحده وقام عن الكرسي بشموخه وصلابته / قــومــي...

وجمعي قشتس مابي شيئن لتس بهالبيت لو شعره

ومالتس رجعتن لهالبيت وانا حي

وطلع وخلاها وهي تودعه بنظراتها الباكيه المصدومه

تحس الأرض ماعادت صلبه ولا تقدر تشيلها

انهارت بعجز وإنكسار وعلت شهقاتها وهي تاخذ شماغ ابوها من على الكنب

ماعمره ابوها طلع لهم بدون شماغ حتى بأصعب المواقف ماعمرهم شافوه مكشوف راسه

اكيد ماخلاه إلا من شئ كايد ...بقلبه هم نساه لبسة شماغه

انجرح منها وانكسر واصعب شئ يوم يكسرك احب الناس على قلبك ويخذلك

تكورت على نفسها وتوسدت شماغ ابوها وهي تستنشق ريحته بكل قوتها وبأقصى تحمل لرئتها

تناديه من بين شهقاتها اللي خفت بصوت منخفض متوسل راجي / يـبـه ...يـبـه

لكن اللي ماكانت تدري فيه ....هو أبوها واللي كان يسمع نداءتها المتوسله واللي أنغرست بصدره بكل قوه وذبحته

بنته دلوعته آخر عياله تطيح عند رجوله تطلب السماح والرضا ولاقدر يعطيه إياها

بنته تنتخي به وخذلها ولا قدر يلبي لها نخاتها

أول مره تصيح عنده واول مره ترتجيه بس ماقدر ماقدر

كل مايسمع كلمه منها يلين ووده لو يقول خلاص ماصار شئ كايد بس يرجع ويقسى

وكل ماسمع شهقه منها وده يقوم ويضمها ولا يشوفها بهالحال بس يرجع ويجلس

أدمت هاالبنت قلبه بصياحها الموجوع لكنها كسرته بسواتها ولا يقدر ينسى بسهوله ولايجبر هالكسر ولاهو كسرن ينجبر بالستر لا هذا فيه فضيحه ولا يقدر يسكت

غمض عيونه واعتصرهم بقوه وذكرى الساعات اللي فاتت تجتاحه بقوه وتعيد الألم لقلبه بنفس قوته
7
7
قام عن الكنب مثل الملدوغ بعد مارمى الثاني القنبله عليه بعد تردد وخوف وتكلم بتهديد وقوه / تكذب على بنتي قدامي ...ماكفاك اللي سويته بها ؟ جاي تبلى عليها

قام بدوره يهديه ويحاول يوصل له الخبر بأسهل طريقه واخفها صدمه عليه/ياعم الله يهديك هالأمور الواحد مايكذب بها ...انا عندي خوات واخاف الله بهن

ولو إننا ماسوينا حرام نخاف عقوبة ربي فيه...بس قلت لازم العلم ياصلك أنت ابوها

رمى جسمه على الكنب بخذلان تام وإنكسار لعزته وأبوته ....فاتح عيونه على إتساعهم بصدمه للحين ماتلاشت ولا خفت قوتها وهو يحاول يستعيد أي خطأ ربوا بنتهم عليه وسوت اللي سوته بسبته

][ ~ طَلاَلِ~ ][

كور يده بغضب وقهر مكبوت ...وشلون قدر يقهر ويضيم هالرجال الصالح الخير ويكسر عزته وشموخه بهالشكل

صعب عليه إنه يشوفه بهالخذلان والإنكسار والتشتت ...شافه بوقت قوته وشموخه وكان معجب فيه وبشبيهته

بس لازم يتكلم مايقدر يسكت ويخليها تواجه كل شئ لحالها ولايدري وش بيصير بعدين لو سكت

- ياعم اللي صار بينا عادي يصير بين أي زوجين...يشهد الله علي اني اللي غاصبها هي مارضت قالت ابوي واهلي وناسي وش بيقولون بس انا رجال ودمي حار ماتحملت قربها خفت اروح للحرام وحلالي عندي

توقعت إن ربي يتمم كل شئ بستره ويتم عرسنا ولا احدن داري عنا ..بس تطلقنا

وانا غلطان اني ماقلت شئ من اول ماطلقتها بس قلت بأرجعها لاطاح اللي براسها .لكنها مارضت

يعلم الله إني جاي وانا مستحي منك ومالي وجه اقابلك به لكني خفت يصير شئ بعدين وهي اللي تنظلم وانا ظالمها

انا شاري للحين وابي قربكم ...الجازي يفداها حلالي كله ونسبكم يشرفني

ماخطبت من عندكم إلا من صلاحكم وشرفكم وبغيتكم لي عزوه وسند .بس مالله كتب نصيب بينا

قلت اللي عندي وابريت ذمتي والحين كل شيئن بيدك أنت الآمر والناهي وانا من يمناك ليسراك

لو تبيني ارجعها بعطيها فوق مهرها مثله عشر وبحطها فوق راسي ولك علي عهد إنها ماتنضام ببيتي

شاف إن عمه مانطق بحرف واحد من اول ماتكلم وفضل إنه ينسحب ويتركه يختلي بنفسه

قام من مكانه وباس راس عمه ويده / خطيت بحقك واطلب منك السموحه

وانا تحت شورك ياآراجعها وأتمم عرسنا ولا اوثق طلاقها

اشوفك على خير ياعم

وطلع من عنده وخلاه وهو يصارع الأفكار والأحزان بخذلان بداخله


جسمه مستلقي على فراش متوسط المجلس وراسه مريحه على الوساده بتعب واضح وهو يأن من الألم

عينه اليمنى غايره وحولها بقعه موجعه ومخيفه تحولت للون الازرق

وشفته العليا مجروحه ومتورمه وتخثر الدم فوق الجرح زاد منظره خوف بقلوب اهله


][ ~بَيِتَــ أًهِلً مـتـَعـبَـــْ ~ ][


ارتفع صوت انينه وهو يشيل القطن اللي ساد فيها خشمه النازف والمحمر
7
جلست على الأرض بجزع ...الخوف والروعه من شكله سلبوها قوتها

ضناها داخل بثوب ملطخ بالدم وأنف نازف وشفه مجروحه وعين ملونه

واللي قضى عليها هو طيحته بينهم بشبه إغماءه وهلوسته بشكل مخيف
7
تمسح على راسه بحنان وهي تقرى عليها ودموعها تشاركها خوفها بصمت وبين كل ثانيه والثانيه يرتفع صوتها بـ الحمدلله على سلامتك ياوليدي
7
جت وحاوطت كتوف امها بيدينها وشدت عليها بحنان ومواساه

ودها تتكلم تواسيها لكن ماتقدر ...ماتقدر تخرب كل شئ سوته بلحظه وهي اللي شافت خيوط حلمها تنسج من جديد

رفعت شيلتها على وجهها وارتفع صوتها بصياح موجع / طلع من الموت ....حسبته مات يوم طاح بين يدينا

اوجعه صياح امه عليه ....

امه ماحدن يسواها عنده وشلون ينزل دموعها

مافيه حيل يتكلم ولا يتحرك يحس جسمه مكسر وحيله مهدود لكنه تحامل على نفسه مايقدر يشوفها بهالحاله

صوت صياحها ودموعها كنها سكاكين غايره بصدره

مسك يدها وتكلم بصوت تعبان /الله يهديك يمه وشوله الصياح؟!!

هذاني قدامك مافيني إلا العافيه

ردت عليه وهي تغالب دموعها / لو إنك شايفن نفسك وانت متمدد بينا ماقلت هالحكي

تزاولي ابوك يوم يموت رحمة الله عليه

متعب/ الله يرحمه ويغفر الله

يايمه انتي عارفتني كله من هالملعون فقر الدم ....عشاني نزفت كثير ماتحملت وطحت عليكم

يوم شفت الدم بكل مكان عرفت وش بيجيني جيت بروح المستشفى قبل ماادوخ بس ماش مابي حيل

قلت بدخل عليكم واخليكم تدقون على احدن يجي يشيلني يوديني للمستشفى

دخلت عليكم وطحت وهي الطيحه مادريت عن نفسي إلا بالمستشفى

الأم/رحمتن من ربي إن اخوك فيه ولا كان رحت منا ومابيدينا شئ

باس يدها بصعوبه/لاعمري اشوف دموعك يالغاليه

مسحت دموعها بيدها بحنان وتكلمت بنبره إرضاء وكنها تكلم ولدها الصغير/ هاه خلاااص ماهنا دموع

ابتسم بحب بوجهها /الله لايخيلني منك ياام متعب

وصلهم صوت منادي من برى المجلس وقطع عليهم كلامهم /يـــمــــه ....يالغاليه

وكمل بمزح /خلاص فكي عن دلوعتك وتعالي عندي ...هذا كل يوم عندك انا برجع لبيتي

ترى إن ماجيتي ماوديه مره ثانيه للمستشفى

فزت من مكانها برعب وهي ترد بدفاع / بسم الله عليه

لاقد تجي كانك بتسبب لنا شر

وطلعت من المجلس متوجه له وهي مستمره بهواشها ودفاعها

لف لمزون بإبتسامه / امي تطيرت بأخوي

شكلها بتطرده ....وضحك بصوت تعبان

غمض عيونه وهو يتألم / آآآآهـ حسبي الله عليه لهمدني

عرض الباب ولد الذين ...يشيلني ويمحط بي كني شنطه بيده
7
7
رافعه رجل ومحاوطتها بيدينها ومريحه راسها على ركبتها وهي تناظره وهو يتكلم يشرح اللي صار له

ماكانت مصغيه له ولا تفاعلت معه

كانت تتأمله بحب وهيام وهي تتنهد براحه وتحمد ربها إنها ماشافته يوم طاح عليهم

مادرت إلا يوم دق اخوه وهم بالطريق للبيت وقال يفرشون له بالدور الأرضي عشان يرتاح

وقتها مااستوعبت اللي صار ...نزلت فرشت الفراش وحتى دمعه مانزلت لها وهي تطمن نفسها بإعذار واهيه

بس يوم شافت شكله وكانه طالع من معركه داميه واخوه سانده انهارت تماماً وهي تصيح من منظره
7
ودها تشيل التعب منه هالحين ولا تسمعه يأن من الألم بهالشكل

أنينه موجع

وشوفته وهو مستلقي على الارض بتعب مؤلمه

افزعتها ضربه على رجلها صحتها من تأملاها

متعب/ اتكلم مع نفسي انا

برطمت بزعل وهي تأشر له (وش زينك وانت تعبان من شوي ...بدى مفعول االمسكن وبدت الشطانه)

ارتفع صوته بأقوى ضحكه قدر عليها وكمل بمزح / هذا وانا منجلد عشانك تقولين كذا

عقدت حواجبها بتعجب وإستغراب

وكمل بإسترسال / تخيلي جايني يتدربى ويقول ابي اخطب

انا يوم شفته كشيت منه قلت والله مايدخل على احدن من خواتي بيسبب لهم رعب ومارتحت له سبحان الله إنسان كريه

قلت له خواتي كلهن صغار ...قال انا مابي خواتك انا مذكروتن لي بنت عمك ابيها

عصبت عليه وقلت هذي زوجتي وطردته من البيت

قال انا مقيول لي إنك بتطلقها ومادري وش ....

طلقها وخلني آخذها مهب على كيفك

حسيت إني بنفجر من العصبيه ويالله مسكت نفسي.. خفت اتهور وكمل بضحكة سخريه/ جاي بيتي ويخطب زوجتي هه والله حاله

لا وبعد ماكفاه ....جاي يقول ابيها ويقولون هي حلوه ومن هالكلام وقتها ماحسيت بنفسي إلا وهو يعجني بين يديه


][ ~ مـَــْزـوَنـَــ~ ][

ماتدري وش شعورها هالوقت هل هو فرح او حزن

ماتدري وش ردة الفعل المناسبه اللي تسويها ..تصيح ولا تضحك

مشاعرها متلخبطه وردات فعلها محتاسه

الله على ايامن مضت

يوم كان يبي احد يخطبها عشان يتخلص منها ويشوف نصيبه ولا كان يعتبرها زوجه ولا عمره نطق هالكلمه بحقها

والحين يتضارب مع واحد يوم جا يخطبها واعتبرها زوجته وملكه

تحس روحها تغرد وقلبها طار سعاده

وصلت لمبتغاها ...وتحقق حلمها

لكن لا !!

مهب قبل ماتأدبه ويحس بكل اللي حست فيه هي

خله يتعذب شوي ويذوق اللي ذقته ثم يبشر بسعده

غافلتها حركته يوم شد شعرها وانطلق صوتها متألم / آآآهـ يعـ......وبترت كلامها وهي تناظره بخوف على اتساع عينها

وشلون نست ووشلون تكلمت

عمرها ماغلطت وتكلمت مع احد بهالبيت وشلون تغلط قدامه (طول هالسنين ساكته وش طرّى عليك الكلام الحين ...غبيه ...غبيه)

إن شاءالله مايكون سمع

يارب نسه إنه سمع شئ

ضيق عيونه بذهول وتعجب وارتفع صوته بنبره متسائله مستغربه/ انتي تكلمتي ؟!!!

مسكت يدها المرتعشه بتوتر وهي تحس ضربات قلبها بحلقها من الرعب

اهتزت عينها بخوف منه ونزلت راسها ولا نطقت بحرف

ماتدري وش تقول ؟!!

كل الأمور مب بصالحها ....لو تقول ايه تكلمت بيسأل متى ووشلون وليه ماعلمتينا وهي ماتبي تجاوب على اي واحد منهم

اكيد بتزعل امها وخواتها لأنها مابشرتهم وبيزعل هو بعد وبيخرب كل شئ خططت وسعت له
7
7
نفض راسه بتشتت وذهول / لايصير جاني ارتجاج بس وقمت اتخيل؟!!!

بس والله سمعتك تتكلمين ...اقسم بالله إني سمعتك

استغفر الله العظيم

شكلي قمت اهلوس من التعب

تهقين عشاني ابيك تتكلمين صرت اتخيل ....تهقين ؟!!!

ارتسمت إبتسامه على وجهها بطمأنينه وتنهدت بإرتياح وكأنها نفثت كل الضيقه والهم والخوف اللي حسته من شوي وهي تهز راسها بعلامة الموافقه بكل حماس وسعاده

الحمدلله ...الحمدلله يارب

مسك يدها وحطها على جبينه وغمض عيونه وهو يقول بهمس / اقري علي

تعبان يامزون ..تعبان

خنقتها العبره من صوته ونبرته التعبانه....أول مره تسمعها منه .....نبره اعتصرت قلبها ووجعت روحها

*مؤلم إنك تشوف اللي تحب يتألم حتى لو كان ألم بسيط ويمكن لو جاك هالألم ماتأثرت به ولا حرك بك ساكن

لكن شوفة اللي تحب يتألم صعب لإن قلبك ينوجع معه وروحك تحس بضيقه وكأن فيه شئ خانقها
7
قربت له وبدت تقرى عليه وإبتسامه عاشقه هايمه مزينه وجهها بكل سعاده

بقربه مايفرق بينهم شئ حتى الهواء

ويدها على جبينه

وعيونها تسبح بملامحه بكل حريه بدون خوف إنه يشوفها
7
دخلت الأم بهدوء وهي تناظره برحمه وحنان / يابعد اهلي ....نام ؟

هزت راسها علامة الموافقه

الأم/ افا ....اخوانه جو يبون يشوفونه

بس دامه نايم خليه يرتاح وهم يجون بوقتن ثاني

ارتفع صوته بوهن / لاخليهم يدخلون وشوله يتعنون مرتن ثانيه

تكلمت بلهفه / وشلونك هالحين إن شاءالله ماتونس شئ؟

ابتسم بوجه مزون وهو يناظرها بحب ماقدر يخفيه ثم غير نظره بإتجاه امه/ جعلني فداك يالغاليه ...ابد مابي إلا العافيه

الأم/الحمدلله يارب ...عافيتن دايمه ....اجل اخلي اخوانك يدخلون؟!

متعب/ ايه ناديهم جعلني ماخلا منك

طلعت الأم من المجلس بإتجاه الصاله

متعب/ اطلعي من الباب الثاني قبل لايجون

تحركت بتقوم لكنه استوقفها يوم مسك يدها وباس باطن كفها بعمق وشغف وهو يستنشق ريحتها

شهقه صدمه وخجل صدرت منها بكل نعومه من تصرفه

النفس اضطرب عندها غصب عنها وإحساس لذيذ تحس فيه ماعمرها جربته

نزلت راسها وهي تحس نفسها تذوب وتذوب خجل

ابتسم وهو يشوف وجهها بحمرة خدودها اللي سحرته وتكلم بصوت هامس ذا شجن / ماتبيني اشكرك يعني على قرايتك علي ؟!!

تراي راعي واجب ....ولولا التعب كان شكرتك بعمق ...وابتسم بخبث وهو يناظرها نظرات ذات مغزى

فتحت عيونها على إتساعهم بصدمه من كلامه واشتعل وجهها حيا

فزت من مكانها وهي تناظره بغضب وعتاب وتقاوم رغبه قويه بأنها تصارخ بوجهه بـ(قليل ادب)

طلعت من باب المجلس وهي تسمع صوته يناديها بنبره ضاحكه /مزون ....مزون تعالي

والله ماادري وش اقول ...قمت اخربط

تعالي يابنت الحلال ...يوووووه

وصله صوت مازح/ وش فيك قمت تثغي علينا

عسى مايكون قطعنا عليك شئ ههههههههههه

بادله الضحك بإبتسامه / على شحم بس

دنِق وسلم على اخوك الكبير يالهيس

ارتفع صوت آخر/ افااا...اخلاقه خربانه ....

الحمدلله على سلامتك يقولون متهاوش مع واحد عرض الباب مرتين

ماخبرناك راعي مشاكل وش جاك ...راهقت على كبر ؟!!! هههههههههههههه

دنق وواجهه وباس راسه وهو يستنشق بكل قوته وعلامات التعجب والتفكير على وجهه / عطر نسائي ؟!!!!

انفجر الثاني بضحك / شكلنا جد خربنا شئ هههههههههههه

شاركهم الضحك بكل اريحيه غريبه عليه/ على تبن انت وياه ههههههههههه

ارتفع صوت اخوه منادي/ يــمــه ...يااايــمــه

تعالي شوفي ولدك دشر ...

وكمل كلامه لأخوانه / اقولها بنشوفه تقول بعد شوي عنده مزون وجالسه تقرى عليه

ههههههههههههه امحق قرايه بس

ارتفعت ضكته غصب عنه / اقول قم قم انت وياه واطلعوا برى ...ماتحشمون احد انتم

- تبينا نطلع ويخلا لك الجو

بعيد عن شواربك ...اليوم كلنا بنام حواليك نداريك ونهتم فيك ونحرسك

متعب/ مابيكم ياخي غصب هو ...سلمتوا وتحمدتوا لي بالسلامه ...

اشوف عطوني مقفاكم

- افااا طردنا ..

الزواج على كبر شين ياخوي ...كم مره نصحتك ههههههههههههه

متعب/ قسم ماينفع لكم إلا أمي هي اللي تسد حلوقكم

يــمــه ...ياأم متعب

تعالي شوفي هالتيوس اللي عندي

- وله عين يتكلم وينادي وهو ممسوك بالجرم المشهود ههههههههههههههه

ماقدر عليهم ولا على كلامهم ...لكنه مستمتع بكلامهم ومزحهم معه

غريب امره .!! يحس بالسعاده والنشوه بمجرد ذكر اي موضوع مرتبط فيها

يضحك غصب عنه و مازالوا مستمرين بالتعليق عليه وهم يشوفون السعاده واضحه بعيونه بمجرد ذكر اسمها



.................................................




][ ~ بًـيَـتِـ أًهًـلْ الَـجَـآزَيْ ~ ][


دخل المجلس الخارجي وسلم بصوت عالي مسموع

اعتدلوا بوقفتهم وهو يسلمون عليه

سلم اغلبهم بحراره وسؤال عن الحال والأخبار إلا اثنين منهم

واحد كان يغلي من القهر والحقد عليه ووده لو يكون القول بيده كان اشبعه ضرب وطرده ولا تمم الأمر

وواحد يناظره نظرة القاتل اللي كسره وكسره بنته وخلاه يذوق طعم الخذلان والخيانه لأول مره بحياته

وصل عند سطام واللي كان الأخير سلم عليه وشد على عضده بقوه / لولا جدي ولا كان ماطلعت من هنا على رجلينك

بعده عنها ورسم إبتسامة على وجهه وهو يتذكر جده يوم يقولهم على الخبر واللي اعتبره صاعقه

ثار عليهم وهاوش وصارخ واعترض وتوعد بطلال لو يشوفه لكن تهديد جده له ومنعه إنه يلمسه بشئ وأمره إنه يسلم عليه ولا يهين الرجال ببيته ربطت يدينه ولاقدر يسوي له شئ وهو يشوفه داخل ويبتسم ويسلم عليهم براحه ولا كأنه ذبح بنتهم

وشلون ترجع لطلال ....هو الوحيد اللي حضر طلاقها وحضر الموقف من البدايه

وشلون ترجع ...وشلووون؟؟!!

لو فيها الموت ماتنازلت عن كرامتها ولا خلت احد يدوس عليها ثانيه

وشلون ترجع لواحد اهانها وذلها

جلس بمكانه على مضض وهو يسمعهم يتفقون على العرس اللي تحدد بعد يومين من الحين

ويشوف الظرف الكبير اللي مده طلال لجده

ارتفع صوت الجد بإعتراض / لاوالله مااخذه

طلال/ ياعم هذا مهرها ومن حقها

وانا عقدت عليها من جديد ولازم مهر جديد

يحس بجرحه رجع يدمي وهو يسمع طلال يتكلم بتمثيل وكأنه فعلاً عقد عليها من جديد

ماتوقع إن التمثليه اللي اتفقوا عليها بتنكأ جروحه وتوجعه بهالشكل

قالوا للكل إنهم عقدوا من جديد بالمحكمه وشهدوا اثنين من اقارب طلال

اي خذلان واي مراره اللي حس فيه وقتها وعياله واحفاده يثورون بوجهه وشلون يعقد عليها وهم ماحضروا ووشلون يشهد على العقد غيرهم

كان وقت موجع بالنسبه له لكن سوى كل هذا عشانهم وعشانها

خاف لاينكسرون مثل ماانكسر ويحسون بالخذلان منها

والاهم من هذا خاف إنهم يغيرون نظرتهم تجاهها من الفخر والإعتزاز والثقه بها لنظره ثانيه بشعه مايقدر يتحمل إنهم ينظرون لها فيها

طلعه من دوامة افكاره صوت طلال بإلحاح /سم ياعم والله ماترجع لجيبي

الأب / انا حلفت ماآخذها ولا بنتي تاخذها وعن حلفك تصدق بها عنها حمدلله على سلامتها من الشر

رمى الظرف بثقله على خالد وتكلم /كان ماعليك أمر ياخالد خذه وقسمه على اللي تشوفه مستحق

ابتسم بمزح/ انا اول واحد مستحق ..........وكمل كلامه موجهه للجميع / من فيكم ياشباب مستحق يرفع يده

رفعوا يدينهم وصوت ضحكهم مالي المكان
7
7
وصلهم صوت قطع عليهم ضحكهم/ الله يديم هالضحكه ويعمر بها البيت

الجد/ حي الله عناد حي الله ولدي

توجه له وسلم عليه وسلم على جده وتكلم بمزح/افا مسير على عمتي ومخلي جدتي بالبيت لحالها... عز الله اللي مانسته لك

الجد/ جدتك مهب فاضيتن لي مسيره على ام صالح ومعها بنتك هالأذيه

عناد/ انا اشهد إنها اذيه اليوم ماخلتني انام وهي تحن على راسي تبي تسبح بالمسبح بهالليول

ارتفع صوته بمزح / عنده بالبيت وتسولف معه هنا ...تعال سلم ثم رح اللصق جنبه رجليني خدرت من الوقفه

كمل سلام على الباقي وهو يضحك لحد ماوصل له ....تصنم بصدمه بوجوده

لكنه تدارك نفسه وسلم عليه وجلس جنب ضاري وتكلم بتساؤل / وش عنده جاي؟

اخذ الظرف ورماه عليه / جايب مهر الجازي

تكلم بصدمه وشئ من الغضب/ نــعــم ؟!!!

ضاري/ خرقت اذني ياخي

تكلم بتسفيه لكلامه / وش مهره بعد ؟!!

تكلم بلامبالاة/ عقد على الجازي من جديد وجاب مهر جديد لها

اللتزم الصمت وداخله براكين من القهر والغضب

صدق ماله حق ينقهر ويعصب لكنه يبيها

مهب عشانه يحبها لا

عشان جدته وعشان بنته وعشان اخوان يبي قربهم بأي طريقه

كل شئ تبخر بجيته ....لو هو سامع كلام جدته وخاطبها من زمان كان ماتجرأ هذا ورجع يعقد عليها من جديد

ابتسم بسخريه على نفسه ....تدخل بينهم بالمستشفى وشاف فراقهم وهالحين رجع بقوه وتزوج الحرمه اللي كان جاي يخبطها

اي غرابة هذه ؟!!

ضربه على فخذه طلعته من افكاره / ياخي حرقت الرجال بنظراتك وش فيك عليه ؟!!

لف لضاري/ والله كنت سرحان مهب لمه بس صدفه جت عيني عليه

ضاري/ والله شكلك شكل واحد منقهر منه مهب سارح

وكمل بتوجس / لايكون تبي الجازي وهو خرب عليك ؟!!

انتفض بفزع وتكلم بسرعه خوف من فقد الأخوان والسند اللي يتمناه ويسعى له / تستهبل انت؟!!

انهبلت انا اتزوج الجازي عشان نفجر بالبيت ياتحظر عزاي ياعزاها

تنفس براحه إنه ماكان يبي الجازي وإن هالصديق والرجل المناسب بيكون من نصيب اخته

عناد/ شكله مافيه شوفه اليوم وانتم لاهين ويا طلال

ضاري/ لا ماعليك انا قلت لأبوي وبنخليك تروح للمجلس الداخلي وتشوفها

بس ابوي بيكون معكم

عناد/ احسن بعد

ضاري / والله إني شوي وابوس رجلينه ابيه يوافق ادخل معك عشان اشوف شكلك ...بس عيا

إن شاءالله اشوفك بليلة عرسكم كان ربي كتب نصيب ...عاد وقتها بتصير مرتبش بزود ههههههههههههه

عناد / اقول على شحم بس

ضاري/ ياخي شبعت من شحمك

ارتفعت ضحكته وهو يضرب ضاري مع جنبه بمرفقه



..............................................



ركب سيارته وهو يتأمل البيت بهيام وحب واضح بعيونه



][ ~ طـْـلآلَ ~ ][


واخيراً رجعت له..

صارت زوجته من جديد مب طليقه وبس

يحس نفسه بحلم والحين بيصحى منه

ورحه ترفرف بسعاده فقدها خلال الشهور اللي راحت

وإبتسامه فرح حقيقه تتوسط وجهه وتنوره بعد ظلمة فراقها

صدق كان نظرة ابوها مؤلمه له بعتابها الواضح تجاهه وموقف سطام منه اللي ضيق صدره

بس رجعتها له نسته كل شئ

يمكن كان تصرفه اناني يوم راح وقال لأبوها كل شئ

بس كان لازم يتكلم حمايه لها وتحقيق شئ بنفسه

عارف ابوها وعارف طبعه ومتنبأ بتصرفاته

عشان كذا قاله وهو متأكد إنه بيرجعها لذمته

كره نفسه ذاك الوقت ولامها لكن كل شئ يهون دامها رجعت لبيته

ارتفعت نغمة جوالها تقطع فرحة خلوته ....فتح الخط وانساب له صوت مباركاتها العذبه

رد بصوت ضاحك سعيد/ الله يبارك فيك وعقبال ماتزوجين بنتك

الأخت/ هاه لايكون ماجبتها معك من الفرحه؟؟

طلال/ هههههههههههه لا والله ماجبتها معي

نفسي تقطر على شوفتها

بس الله يصبرنا ليومين زود على بعدها

الأخت/ الله يوفقك ويتمم بينكم ويبعد عنكم كل شر

طلال/ آآآآمـــيـــن...

ادعي لنا وانا اخوك محتاج للدعاء

وكمل بنبره منتشيه سعاده/اسمعيني قولي لأهلي لايسون عشا بأمر آخذكم وبطلعكم لأي مطعم تبونه حتى الشغالات لو بغت تاصل الفاتوره لمية ألف عادي

اخنقتها العبره من فرحتها/ مستانس ياخوي ؟

تكلم بنره هامسه / ايه والله وانا اخوك

لو تشوفيني تقولين وش هالمهبول اللي يضحك لحاله بالسياره

الأخت/ قرة عينك

طلال/ بشوفة نبيك

يالله اخليك مابي اتكلم بالطريق

سكرت السماعه وأللتفتت لأهلها وتكلمت بتحذير / هذاه جاي بالطريق

ياويلكم تخربون عليه فرحته ماصدقنا على الله ترد فيه الروح

يكفي اللي جاه منكم وكانكم تحبونه صدق وتبون له الخير خلوه على راحته ويعيش حياته مع اللي يبي بدون ماتدخلون بها

كلهم وافقوها بصمت وإحساس تأنيب الضمير بصدورهم



.................................................



][ ~ بيْتــَ الـْــجَـــَد ~ ][


دخل البيت بعد ماتعشى عند ابو محسن ..شاف جدته جالسه على الارض ومتسنده على الكنب ....باس راسها ويدها وهو يسأل/ هاه وش اخبار المسيار عساك انبسطتي؟

الجده/ هه واحدن يروح لأم صالح ولا يستانس

عناد/ ههههههههههه بديت اغار من ام صالح ....وش هالحب

الجده/لاتغار ولا شئ ....ام صالح ماحدن يوصل مواصيلها

عناد/ هههههههههههه افا بايعتنا برخيص يمه

الجده/ لاتجي ام صالح ولا تسمع الحكي اللي يغث

باس راسه بنته المفترشه الأرض وتكتب على الدفتر حروف بخط متعرج / حبيبة بابا وش تسوي ؟

لمار/بحل الواقب...لئه ائصدي الــواااجــبـــ

ارتفع صوته بضحكه مدويه وهو يسمعها تعدل لهجتها المصريه لسعوديه وترص على الحروف وتمدها بطريقه مضحكه

ناظرته بعتاب وهي مميله فمها بلوم

مسح على راسها وهو يقاوم ضحكته / شاطره يابا ...كذا البنت السنعه

ابتسمت بوجهه برضا ورجعت تكمل كتابه

رمى نفسه على الكنب بتعب وإرهاق ...من قام الصبح وهو ماذاق الراحه ..طلع من المستشفى ومر البيت وغير لبسه ثم رجع لبيت ابو محسن وكل مكان ابعد عن الثاني

تكلم وهو يمسد ظهره بتعب/ آآآخ احس ظهري منكسر

الجده/ بسم الله عليك ...ارتاح وانا امك ....تمدد

تمدد على الكنب وتوسد وسايد الكنب

وصله صوتها متسائل/ شفتها ولا لا؟؟

ابتسم وهو يتذكرها ( باين إنها صغيره وتصغره بكثيررر

ناعمه ...شعرها حلو وجسمها مثل مايبي وسط بين النحف والسمن

صدق ماكانت جميله مثل زوجته اول بس مملوحه

واللي جذبه اكثر نظرة الشقاوه والتحدي اللي بعيونها واللي ماقدر خجلها يمحيها

اتسعت إبتسامته يوم تذكر وجهها اللي انقلب من الخجل والحيا للغضب والحقد بثواني اول مارفعت عيونها بإتجاهه وشافته

يكاد يقسم إنها تذكرت يوم يهاوشها بالمستشفى

بالغصب قدر يمسك نفسه لاينفجر ضحك من شكل وجهها المحتقن غضب

واللي نست تحت وطأة غضبها وقهرها منه خجلها وصارت تناظره بنظرات حاقده

بتكون الحياة معها اسهل من الجازي وامتع

شكلها اهدى طباع منها واقل قوه واكثر أنوثه

وصغيره يسهل عليه التحكم فيها ولا بتكون ند قوي له بكل شئ حتى مع جدانه وبنته

لكنها ماتخلو من الشقاوه والعناد والتحدي اللي يشوفها بعيون الجازي وكان معجب بها

شئ ممتع إن تكون زوجتك تمتلك روح التحدي والشقاوه

الحياة الرتيبه بزوجه تأمر وتطاع ممله

لكن بوجود زوجه مشاكسه لاتتنبأ بتصرفاتها امتع وتحسسك بالمغامره

صحاه من دوامة افكاره المخده الصغيره اللي ضربت وجهه

وصله صوتها الغاضب/ اكلمك لي شوي ماترد علي!!

حك راسه بإحراج / السموحه يمه سهيت شوي

الجده/ ماقلت لي ....شفتها؟

عناد/ ايه شفتها ورديت على ابوها بأني ابيها وهذاني انتظر ردهم

اشرق وجهها بنور وسعاده / يالله لايخليني منكم

سبحان من جمعكم حولي

عرف إنها تقصد الجازي فكان لازم ينبهها ويصحح لها المعلومه

عناد/ يمه تراني خطبت هتون مهب الجازي

الجده/ هوّ !!!

سكتت بصدمه وانبترت فرحتها

كملت كلامها بخفوت وتوجس/ والجازي؟

عناد/ الجازي عقدت على رجلها الأولي

تنهدت بإرتياح رغم إختفاء سعادتها / الحمدلله ....مكتوبتن له من اول



..........................................


][ بعد هالأحداث بيوم ][




][ ~ فَيِ اٍلًمًستَشفىِ عًنِد ذِيًابَ~ ][


ارتفع صوته معارض يخالط رائحة المعقمات والادويه المزعجه / طلعني ياضاحي مليت من هالمستشفى

ضاحي / قل لاإله إلا الله واركد

وش هالهبال

تبي تسبب على نفسك شر

ذياب/انا راضي انتم وش عليكم

ضاحي/ يقولك الدكتور الجرح مالتألم للحين .....يخاف يجيك غرغينا لاطلعت ولاحصل لك رعايه زينه ...تجي تصارخ كنك بزر وتبي تطلع

ارتفع صوته بصراخ غاضب اشبه مايكون بطفولي/ وش عليكم هماها رجلي

طلعوني اقولكم...طــلــعـونــي

خالد /صاحي انت؟!!

لو جتك الغرغرينا بيضطرون يقطعون كل المكان اللي وصل لها

رد بصراخ / خلهم يقطعونها من هالحين ويفكوني ....بس اهم شئ اطلع

كمل كلامه وهو يحاول يقوم من السرير بعناد ولا اهتم لأعتراضاتهم وهواشهم لكن اليدين الحانيه واللي ثبتت كتوفه بقوه على السرير سكتته وأوقفت حركته

وارتفع صوته بأمر حاني / اذكر الله ياولدي واللعن بليس

وكمل كلامه بأمر / اطلعوا لايبقى بهالغرفه إلا انا وذياب

استجابو لأمر ابوهم وتركو الغرفه خاليه ماعداهم

جلس على طرف السرير ويدينه تمسح على كتوف ولده وراسه بحنان ابوي وانساب لمسامعه صوت ابوه وهو يقرى عليه بعذوبه وحلاوه رغم كبر سنه

وعبق ابوته الحانيه يقطر من الكلمات

قرب راسه وتوسد فخذ ابوه وعبره محبوسه بصدره تحاول الخروج

ترك عنه المكابره

ترك العناد

ترك التجلد

ترك قوته الزائفه

ترك مايظنه رجوله

واطلق الحريه لدموعه تنساب على فخذ ابيه بصمت

ارتفع صوته بنبره وجع كلها عجز وخذلان /ولدك ذياب ماعاد ذيب يايبه

شئ مااعتصر قلب ذاك الأب الحاني

احب ابناءه إلى قلبه واقربهم لنفسه يتوسد فخذه ويبكي عجزه وينعي حاله

اي شئ اصعب عليه من هذا ؟!!

احتضنه وشد عليه الإحتضان وتكلم بصوت فخر وعز/ انت مهب خيل لانكسرت انذبحت

انت ذيب ..تهز بصوتك قلوب الرجال المهابه

ماعاد لرجوله محل ولا للقوه من معنى وهو مغمور بحضن ابيه وتجتاحه كلماته بقوه لتحيله لرماد لايقوى على التجلد

على نحيبه واهتز صدره بأزيز يدمي قلب السامع فما بالك بقلب الأب!!

والآخر يداري دمعاته الخائنه بيده عن نظر ولده

*لايوجد شئ اشد وجعاً من بكاء الرجال

لايبكي إلا قهراً أو عجزاً

وكلاهما موجعان بالنسبه لهم ولمن حوله


..................................................




راحت ركض لبيت اخوها ودخلت بدون ماتطق الباب وتستأذن والخوف مشتت تفكيرها والدموع مغطيه وجهها

ارتفع صوتها بنداء فزع ويدها تمسح دموعها/ العنووود العنوود

فتحت بيبان الغرف كلها ولا لقتها زاد جنونها وعلى نحيبها

سمعت صوت المويه بالحمام وصارت تطقه بجنون وتنادي بإ ستجداء/ العنود اطلعي بسرعه

الله يخليك اطلعي

انفتح الباب وطلعت بجسم ملفوف بروب لركبتها ويدينها تلف شعرها بالفوطه بسرعه وخوف

تكلمت بسرعه وقلق/ مها !! وش فيك ؟!!

تكلمت بنبره منتحبه/ ضاري وخالد يتهاوشون

كل واحد يضرب الثاني

بيموتون بعض ولا احد عندهم

مسكت يدها وهي تسحبها برجا/ تكفين تعالي فكيهم

انتفضت برعب وبهت لونها وعيونها تدور بخوف

صدرها يعلو ويهبط بإضطراب بأنفاس ثايره

بسطت يدها على صدرها تهدي أنفاسها وتكلمت بشفايف مرتعشه وصوت منخفض / ليه يتهاوشون ؟

ردت من بين دموعها / مادري وش صار

خالد قال شئ لضاري ثم تهاوشوا

وكملت كلامها برجا/ تعالي شوفيهم ...هتون مسكره عليها الباب وعيت تفتح واهلي كلهم رايحين لجداني على بال مايوصلون بيذبح واحد منهم الثاني

تبي تتحرك تبي تتكلم ماقدرت ...الخوف استوطن قلبها والرعب شل حركتها

ماضيها انكشف وحياتها الورديه اللي تعيشها تبدتت

نزلت دموعها على خدها بصمت وإرتعاشة جسمها الواضحه

حضنت العنود وهي تشوفها بهالحال ....لامت نفسها على غبائها بتسوي سواة هتون مع مزون

مها/ خلاص العنود ....تكفين لايصير فيك شئ

مسكت يدينها برجا وبثت بصوتها اكبر قدر من القوه / كلمي حدى خوانك خليهم يجون انا وانتي حريم مانقدر نسوي شئ مايقدر يفكهم إلا رجال مثلهم

هزت راسه بموافقه وكأن هالشئ كان غايب عن بالها وطلعت من البيت ركض بإتجاه بيتهم

انهارت على الأرض وهي تنتحب

حطت يدها على فمها وبين كل ثانيه واختها يعلو صوت شهقاتها

حضنت نفسها بيدينها وإرتعاشة الخوف مازالت تسري بداخلها .....شدت من إحتضانها لنفسها وارتفع صوتها بدعاء/ يارب رحمتك وسترك
7
7
فزت من مكانها وهي تسمع صوت سياره توقفت بسرعه وبإزعاج بوسط البيت وصوت سياره ثانيه وراها .....طلت من الدريشه وهي تشوف صقر ينزل من الأولى والثانيه ضاحي وهم يركضون بإتجاه البيت

رجعت انهارت على الأرض وحطت يدينها على راسها بجزع وهي مره تتحرك لقدام ومره لورى بقل حيله وصوتها يردد دعوه وحده / يارب لاتفضحني

يارب لاتفضحني

دخلت مها وهي تتلفت بأرجاء البيت تدورها ...نادتها مرتين وثلاث بدون رد منها

مستمره بصياحها وتندب حظها

وصلها صوت مها المستغرب الغاضب/ العنود انتي هنا وانا ادورك ؟!!

رفعت راسها تجاهها تبي تستشف منها اي ردة فعل

يمكن يكون قالهم الحين ...اكيد كلهم عارفين باللي سويت

يافضيحتك يالعنود ياسواد عيشتك

لكن اللي فاجأها يد مها اللي امتدت بالجوال وهي تقول لها/ امسكي جوالك دقي على ضاري شوفي وينه فيه

نبي نتطمن عليه مافيه إلا أنتي اللي يمكن يرد عليها

وصلهم صوت ضاحي وهو ينادي مها واللي ردت عليها بدورها/ طيب بجي هالحين

طلعت وخلت العنود تصارع الأفكار بداخلها

شكله ماقالهم شئ ...ستر علي يعني ولا وشلون؟!!

بس صراخ ضاحي يدل إنهم عارفين ولا يبيها تقعد مع وحده مثلي

حاوطت راسها بيدينها وضغطت عليه وهي تشد شعرها بحيره

اخذت الجوال بيدين تنتفض خوف وتوتر وهي تترقب ردة فعله وش بتكون

اختارت اسمه من القائمه واتصلت عليه ....دق مره ومرتين واربع

وبالمره الخامسه انفتح الخط

فتحت فمها بتتكلم لكن صرخته الغاضبه فيها اخرستها /انتي بقره ماتفهمين

مارديت عليك يعني مابي اكلمك

يكفيي خالد تجين انتي

وسكر السماعه بوجهها بدون ماينتظر اي رد منها

رمت الجوال وهي تلطم خدودها بجزع وتنتحب


........................................



انقلب على الكنب وهو نايم متملل من ثوبه اللي ضايقه

طلع جواله وبوكه ورماهن على الارض وكمل نومته بتعب وإرهاق


][ ~ نـْاصَـرَ & شَـَمـْـسِ ~ ][


استكان بنومته وهو يحس بلمسات يد ناعمه على عوارضه ثم طبعت شفايف غضه على خده

تنهد بحب وهو يفتح عيونه وتقابله عيونها اللي عشقهن

تكلمت بإبتسامه وبصوت ناعم / مساء الخير

رد بهمس / مساء النور

بين الصحوه والنوم وللآن عقله مااستوعب الصوره اللي قدامه زين

لمست عضده / قم صل العشاء لين مااجهز لك القهوه لو إنها متأخره ..وكملت بإبتسامه / مسويه لك الحلى اللي تحبه ...واتجهت للمطبخ

اعتدل بجلسته بسرعه وشعور القرف والنفور يجتاحه بكل قوه ويبدد اللحظات الهاديه والإستثنائيه معها

شاف الساعه بيده وفز من مكانه

أخر الصلاة لهالوقت؟!!

بس من التعب طاح على الكنب بدون مايحس ونام

خلص صلاته وهو يستغفر ...التفكير ماتركه .....حتى بصلاته كان له نصيب

تعب راسه من كثر التفكير مايدري منين يبدى ولا وش يقول

عجز يلقى اخف وابسط طريقه يقول لها

من اول ماكلمه الدكتور وقال له وهو محتار ومرتاح

محتار بالطريقه ...لكنه مرتاح لإنه بيعيش معها بسلام باقي عمره

ابتسم بحب اقوى منه وهو يشوفها مقبله عليه بإبتسامتها العذبه

حطت الصينيه قدامه وامتدت يدها تصب القهوه

مسك يدها يمنع حركتها وتكلم بنبره جاده /لاتصبين

ناظرته بإستغراب وتساؤل ...لكن نظرة الإستغراب تحولت لنبرة خوف وتوجس

انقبض قلبها وهي تنتظره يتكلم بالحكي الباين بعيونه

سألته بخوف وجزع بصوت اقرب للهمس/ وش فيك؟

تعبان؟

وش قالوا لك المستشفى ومغبي عني؟

نزل راسه وتنفس بعمق يبث شوي من القوه بداخله ...

الصدق منجاة ...مهما كان مؤلم

رفع راسه تجاهها/ تعبي هنا ياشمس...قالها وهو يأشر على قلبه

كمل كلامه بإسترسال حتى بدون مايناظر تعابير وجهها او ينتظر ردات فعلها/انا عارف باللي صار لك مع يوسف

عشان كذا حياتنا تغيرت وصرت اشوفك اشرف مخلوقه على وجه الارض

وزوجه حبيتها وعشقتها

كان صعب علي أول ماعرفت إني اغير معاملتي معك بسرعه .....من القسوه والجفاء للين والمحبه

حاول اتقرب منك شوي شوي وأطمنك لي ...خفت تتذكرين كل شئ صار لك قبل لاقربت منك زود وتنفرين مني

زاد جنوني بك وزادت رغبتي فيك وانا اشوفك قدامي ولا اقدر اللمسك عشان هالمخطط الغبي اللي امشي عليه

لين جت اللحظه اللي تمنيتها وصرتي فيها لي كلك بروحك وجسدك

حبيبتي بين يديني وش ارتجي اكثر من هذا

كانت مستمعه لكل كلمه قالها ....مره تستغرب ومره تنصدم لكن شعور الراحه والسعاده هو الطاغي على أحاسيسها

تنهدت براحه وسعاده صافيه مايشوبها شئ

وأخيراً ظهرت الحقيقه وبان الحق

كمل كلامه بتردد وهو يصد بوجهه عنها /لكن ..لكن

لكني ندمت !!

حسيت بقرف منك ومن قربك

حاولت اتخلص منه واقنع نفسي بأعذار واهيه لكني ماقدرت

كل لمسه منك كنت اتمناها صارت تقرفني

ماقدرت ...ماقدرت صدقيني

تهجد صوته ونزل راسه بعجز واللتزم الصمت ...مايبي يتكلم زياده

يخاف تنزل دمعته قدامها وتحس بضعفه وضعف مقاومته لأحساسه وإستسلامه لمشاكلهم بدون مواجهه

مايقدر يبرر لها اكثر ولا يوصف الأشياء اللي تخيلها وهو معها ...يحس إنه بيجرحها بكلامه زود على ماجرحها بشئ مالها دخل فيه ابد

حس بيدها الرقيقه على راسه وتنزل لخده وتلامس خشونة عوارضه وتستقر على لحيته وترفع راسه

آلمه شكلها ....وجهها محتقن حمره وإبتسامه خاويه من أي سعاده متوسطه وجهها

وصله سؤالها بهمس حزين أوجعه /تبينا نفترق؟

مسكها مع عضودها بقوه آلمتها وقربها له وهو يتكلم بغضب منافي لحالته من شوي/ لو يجيني الموت بقربك ماتفرقنا

سامعه ؟!!

ماتفرقنا ابد

حضنها وكانها طفل صغير بين يدينه ...جسمها متكوم بحجره وراسها على صدره ويدينه شاده عليها خوف من كلمة الفراق

سالت دموعها بصمت بدون صوت ولا كلام وهو بدوره بادلها السكوت
7
7
تكلم وهو يمسد شعرها / كلمت دكتور وعطاني حل وبإذن الله بشفى

رفعت راسها تجاهه مايفصل وجهه عن وجهها شئ وتكلمت بفرحه / وش قال ؟!

غمض عيونه وهو يتنفس انفاسه اللي تسكره

فتح عيونه وتكلم/ يقول ابعدوا عن بعض فتره وعن البيت اللي حصلت فيه المشاكل ويذكرك باللي صار

ويقول عشان تشتاق لها وتحت وطأة شوقك بتتناسى شعورك اللي حسيت معها

تكلمت بإستفسار / اروح عند اهلي.؟

ناصر/ مافيه إلا هم وين بتروحين اجل!!

تكلمت بخوف وتسائل/ وش اقولهم طيب ؟!!

سكت وهو محتار...مايدري وشلون غفل عن هالشئ المهم

تكلم بحيره صادقه/ يووووه...مادري والله ماجا على بالي

تكلمت بمزح منافي للموقف ككل/ اقولهم حامل وسقطت .....وابتسمت بوجهه

اشرق وجهه / ايــــه هذا الزين

تكلمت بتعجب/ من صدقك؟

ناصر/ والله احسن عذر...لو نقول شئ ثاني بيسألون ويشكون

بس بهالعذر بيمنعوني من زيارتك ولا بيسألون ويشكون لو مااختليت معك بغرفه وحده

ردت برضا وإستسلام تام/خلاص زين....وتحركت بتقوم من حضنه

مسكها ورجعها لمكانها / وين بروحين؟!

تكلمت بزعل وحزن ماقدرت تخفيه/ مب تقول تنقرف مني ؟!!

مابي اعذبك بقربي

تكلم بنبره هامسه / لاخلك ماعليك مني

مهب يكفي إني برجع البيت اليوم بدونك

رجع ضمها واراح راسها على صدره / خليك لين مااشبع منك

استكانت على صدره وهي تذوب خجل وحب فيه



.................................................


][ ~ ضًـاْرًيَ ~ ][


سكر الجوال منها ورماه بجنبه وهو يلعن بليس اللي خلاه يثور فيها بدون سبب

ارتفع صوته بـ لاإله إلا الله ..عسى شوي من اللي داخله يخف

مايدري وشلون تهاوش مع خالد ولا وشلون تحول هواشهم لضرب

كانوا يتناقشون مثل عادتهم لكنه ماقدر يستحمل دموع اخته وهي تصيح رافضه الزواج من عناد

يمكن خالد كان معه حق بهواشه لهتون وبأنها ماتعرف مصلحة نفسها وعناد رجال ماينرد بس بعد مايقدر يغصب اخته على واحد متزوج قبلها وعنده بنت وشغله ماخذ اغلب وقته حتى لو كانوا اقارب

دامها ماتبيه بينفذ رغبتها لها لو يصير اللي يصير

اخذ جواله وكتب رساله وارسلها على جوال خالد (سامحني ياخوي ...الله يلعن بليس اقسم إني ماحسيت بنفسي)

عارف إنها شئ تافه ولايمكن يغفر له اللي سواه بحقه لكنه نوع من تطيب الخاطر لحد مايتعذر له بعد ماتهدى النفوس شوي

أخذ جواله ورجع دق على العنود كذا مره لكن لارد

ضرب على الدريكسون بقوه وهو يعاتب نفسه على غبائه وتهوره/ وش دخلها يوم اني اهاوشها لاوبعد قايلها بقره عز الله اللي نمت بالحوش اليوم

وش بيرضيها علي هالحين؟!!

دار بسيارته وتوجه للبيت
7
7
دخل بيته وعيونه تدورها بلهفه

توجه لغرفته وفتح الباب

ابتسم وهو يشوفها على السرير ومتلففه بروبها وشعرها رطب

لكن ابتسامته انبترت وتحولت لصدمه وذهول وهو يشوف وجهها المتورم من الصياح ويسمع صوت نحيبها وشهاقها

مسكت ثوبه برجا وتوسل وتكلمت بنبره منهاره ومرتجفه/ لاتصدق اللي يقوله ....والله يكذب..... والله ماسويت شئ

من يوم تزوجتك ماخنتك حتى بالشوف

تراه يكذب عليك ....يبي يفرق بينا

خالد شيطان ...لاتصدقه ...لاتصدقه

اتسعت عيونه بإستغراب وتعجب كبير وكلامها طلاسم بالنسبه له

كل اللي عرفه إنها منهاره وتهلوس وفاهمه اللي صار بينه وبين خالد غلط ...بــس!!

حضنها لصدره وهو يمسح على راسها بيدها / اذكري الله يابنت الحلال ماصار إلا الخير

دفته بيده الرقيقه وهي تناظر وجهه بفرحه وعدم تصديق / صدق ؟!!

يعني سامحتني ؟!!

ضيق عيونه وإستغرابه يزداد والصوره مبعثره قدامها معالمها غير واضحه / وش دخلك انتي عشان اسامحك؟!!!

شهقت بصدمه وهي تحط يدها على فمها يوم فهمت من إستغرابه إن اللي صار بينه وبين خالد مالها دخل فيه

تراجعت على ورى بخطوات تقيله مرتعبه وهي تهز راسها علامة الرفض للي سوته

فضحت نفسها بلسانها ....

وذبحت نفسها بيدها....

نزل راسه وموج من الأفكار والإستنتاجات يعصف فيه

حقيقه ..شك...كذب ...واعتراف صريح منها قدامه

الصوره وضحت قدامه واللي كان يحسبه هلوسه كان اعتراف صريح منها باللي سوته

اشتعل الغضب بصدره بسرعه وكأنه بركان ثاير لايتنبأ بوقت ثورته ولا قوته ولا حتى وقت خموده

رفع راسه بإتجاهها ووجه محتقن بحمرة الغضب وعروق جبينه ورقبته بارزه بشكل مخيف ومرعب للنفس

انهارت على الأرض ورجلينها ماعاد فيها قوه تشيلها وهي تشوف شكله وتتخيل مصيرها بين يدينه

لكن يده اللي تخللت شعرها الرطب استوقفت جسمها عن ملامسة الأرض ورجعت وقفتها

حطت يدها على يده وهي تضغط عليها بألم

قرب وجهها من وجه وهو ينفث انفاس حاره وحارقه / متزوجتني عشانه ؟!!

مافيها حيل تتكلم ولا تقدر تهز راسها علامة الرفض

فقط تحس برعب ورعب ثم رعب بهالوقت

زاد من شد قبضته على شعرها وهو يعيد السؤال بغضب اكبر/ متزوجتني عشانه ....انــطــقــي

تكلمت بصوت واهن منخفض وكأنه من اعمق اعماق البير / لا لا

ضاري/ متزوجتني عشان تشوفينه قدامك بعد مارجمك ولا تزوجك

هزت راسها علامة الرفض ودموعها تشاركها ألم روحها وراسها

رفع يده وهوى بها على خدها بكل قوه ....ارتدت لورى وضربت بالدولاب لكنه مسكها من عضدها بكل عنف وقهر ورجع وقفها واسندها على الدولاب وهو ينتفض من الغضب/ تكذبين علي بعد

رفع يده ونزلها على وجهها وصوت ارتطام يده على وجهها يدوي بالمكان

طاحت على الأرض وهي تحس راسها يغلي من الوجع ووجهها انتزع من مكانه من قوة ضربه

بس كل هذا ماهمها ...هي غلطانه وتستاهل لكن هو ...لا

مايستاهل اللي صار له

تعرف إنه يحبها ويعشقها وتعرف إنه لو عرف بنيتها من زواجه بينجرح جرح عمره مايلتأم

تبيه يهدى ويرجع لحالته الطبيبعه ماتقدر تشوفه بهالشكل الموجوع وبحالة اللآوعي اللي هو فيها هالحين

ارتفع صوتها بضعف ووهن بنبرة رجا منتحب / والله إني ماخنتك حتى بعيني

والله إنه ماعاد يهمني

كنت مراهقه عمري 18 يوم يلعب علي الحين غير ...غــيــررر

والله ماخنتك والله

جعلني اموت بهالثانيه كاني خنتك وانا على ذمتك

ناظرها بحقد وإزدراء / تهقين إني بصدقك وهذي سواياك ؟!!

تفو على حرمتن مثلك ماحفظت اهلها

وكمل كلامه بنبرة غضب مكبوته /لولا مخافة الله كان قبرتك بمكانك ...بس وش ذنب ولدي بسواد وجه امه

آلمتها نبرته وادمت روحها بس لازم تتحمل نتيجة غلطتها ...جا الوقت اللي تدفع الثمن ....بس ماتوقعت يكون غالي ..غالي حيل

مسكت رجله برجا ...تبي تحاول مره ومرتين وعشر لحد مايصدقها ...ماتقدر تعيش من دونه وبدون رضاه عليها

لكن انتفاضة جسمه يوم حطت يدها على رجله صدمتها فوق صدمتها وخلتها ترجع بوجع وتستند على الدولاب / بتنطقين هنا لين تالدين ثم تذلفين عند اهلك بعد ماآخذ ولدي

ناظرته بصدمه ورعب وهي تتخيل حياتها من دونه ومن دون ولدها اللي حملته بداخلها شهور وتحسب الأيام على جيته

طلع من الغرفه وهي تناظره بعيون مفتوحه على آخرهم من الصدمه ووجه جامد بلا تعابير

نزلت عيونها بصمت وهي تتلمس بطنها البارز وتشد عليها بيدينها وتتخيله بعيد عنها











جرح الذات غير متواجد حالياً