عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-08, 01:49 PM   #3

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

نادتها المرأة باسم عائلتها ، وبصوت هادئ خفيض ، وكان بلكنة أجنبية :

- الآنسة بينت؟

ترددت كريستينا ثم أجابت :

- نعم . ولكن للأسف الشديد لا أعرف ....

ابتسمت المرأة بتمهل ، كاشفة عن أسنانها البيضاء المتناسقة :

- كم تتصورين بالضبط ، لم يسبق لنا التعارف ولكن أؤكد لك يا آنسة إنني لا اعتبرك إنسانه غريبة ويخامرني شعور أن صداقتنا قديمة ومتينة.

اعترت كريستينا الدهشة . فتابعت المرأة :

- اسمحي لي بتوضيح ما اقصد . أنا مرسيل براندون يا آنسة ألم تحدثك عمتك عني أبداً؟

وقالت كريستينا بصراحة :

- لا أبداً .. هل ... هل كنتِ إحدى صديقاتها؟

وجدت صعوبة في تصديقها . كانت عمتها امرأة إنجليزية خالصة ، لم تغادر ارض بريطانيا في حياتها ، على ما تذكر كريستينا أن تكون لها علاقة من قبل مع هذه المخلوقة الغريبة.

هزت المرأة رأسها :

- كنا في المدرسة معاً ، وكذلك أختي مادلين ألم تذكر عمتك شيئاً عنها أيضاً؟

بلعت كريستينا ريقها :

- كلا لا أظن أنها تكلمت عن أيام دراستها . بدا لي دائماً أن لا أصدقاء لها خارج هذه القرية.

- يصح ما تقولين في الفترة الأخيرة من حياتها ولكننا كنا نتبادل الرسائل لسنوات عديدة وتلقيت آخر رسالة منها منذ ثمانية عشرة شهراً .

صمتت ثم ما لبثت أن قالت :

- آسفة لعجزي عن الوقوف على قدمي مدة طويلة ولا أرى آثراً للكراسي ...


أجابت كريستينا بحسرة :

- انك على حق ، إن كل شيء هنا معروض للبيع.

- ألا يمكننا الذهاب لمكان آخر حيث يمكننا التحدث والجلوس ، وحيث لا توجد ذكريات مؤلمة؟

فكرت كريستينا قليلاً . لم تجد أي مبرر لرغبة صديقة عمتها القديمة هذه في التحدث إليها سوى مجرد إشفاقها عليها ولكنها لم تقتنع بهذا التفسير . لاحظت أنها امرأة هادئة الطباع ، جدية الملامح ويستحيل أن تضيع وقتها في إبداء عواطف لا معنى لها وتساءلت لماذا لم تحضر المأتم وتجئ الآن بدلاً منه ، وعمن اخبرها بوفاة العمة غريس في المقام الأول . لقد تولت هي بنفسها مهمة إبلاغ النبأ المؤسف إلى أصدقاء العمة غريس ومعارفها ، وتعرف جيداً أنها لم تكتب إلى أحد يدعى براندون ربما أن السيدة براندون حضرت المزاد العلني لأنها أرادت هي الأخرى شراء آخر تذكار عن صديقتها ، ولكن يبدو أن تصرفاً كهذا يتلاءم مع شخصيتها .

ولكن ما دهاني؟ خاطبت كريستينا نفسها . لم أتعرف عليها إلا منذ لحظة قصيرة ولا يجوز ان انظر إليها هكذا منذ اللقاء الأول . ابتسمت تطمئنها:

- يمكننا الذهاب إلى فندق السيدة ثرثتون.

وهتفت زائرتها :

- إنها فكرة رائعة وربما تمكنا من تناول الشاي أيضاً.

وهكذا كان جلستا في غرفة الاستقبال تحتسيان الشاي مع بعض قطع الحلوى ولاحظت كريستينا أن مرسيل براندون ترتشف فنجانها بصعوبة ولا تلمس الحلوى وبدت انها ليست في عجلة من أمرها لخرق جدار الصمت الذي أقيم بينهما . ظنت كريستينا أنها تحلق بعيداً عنها ، غارقة في تفكير مزعج بعض الشيء ثم لامت نفسها على خيالها الجامح . ألم تكن هذه المرأة صديقة مربيتها الحميمة ومن الطبيعي أن تشعر بالانقباض؟

تنحنحت قائلة :

- كنتِ تحبين عمتي كثيراً يا سيدة مرسيل؟

وأخذت السيدة براندون تستعيد كامل ذاكرتها ورفعت حاجباً بأناقة تلقائية :
- طبعاً يا عزيزتي وإلا لما كنت هنا .

توردت وجنتا كريستينا قليلاً ، ثم استجمعت قواها:

- لا ... آسفة يا سيدة ولكن لا افهم سبب مجيئك ألى هنا . اعتقد .. اعتقد ... ان هذا الامر لا يعنني ولكن ...

تلقت السيدة براندون كلماتها برحابة صدر :

- على العكس تماماً . انا أتيت من أجلك أنتِ . تلقيت رسالة من عمتك عندما أحست بمدى خطورة مرضها . الم تذكر ذلك امامك؟ كلا ، لا اتوقع منها هذا كانت قلقة على مستقبلك بعد وفاتها وأدركت ان أي ترتيب مادي تضعه في وصيتها لك سوف ينتهي إلى المحاكم وسيكون ذلك مكلفاً ومزعجاً لك . ان ابنة أخيها كانت تكرهك ولما تورعت عن اتهامك بممارسة ضغط مجحف على عمتك لو أورثتك كما كانت ترغب .

قالت كريستينا مطرقة الرأس :

- ان السيدة ويبستر لا تحبني مع إنني لم التق بها إلا قليلاً ، إنها لم تكن تهتم بالعمة غريس طوال حياتها .

- أنتِ ما زالت في مقتبل العمر يا عزيزتي كريستينا أليس كذلك؟ وما زلت لا تفهمين الحياة بمعناها الحقيقي.

ردت كريستينا بحدة وهي تعض شفتيها:

- إذا كانت الحياة كما تتصورها عائلة ويبستر فأنا لا أريد فهمها .

ضحكت السيدة براندون واستقلت إلى الوراء في كرسيها ثم قالت بلهجة ساخرة :


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس