عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-08, 01:50 PM   #4

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

- حسناً انا فخورة بجرأتك . انك شاحبة بعض الشيء ، ولم أتوقع ... ( ثم غيرت مجرى الحديث ) اخبريني يا عزيزتي عن تفكيرك بالمستقبل لا يمكنك كما اعتقد التفكير في البقاء هنا؟

هزت كريستينا رأسها :

- لا طبعاً هذه مسألة غير واردة ، حتى ولو أردت البقاء علي البحث عن عمل .

- عظيم . عظيم هل تفكرين بعمل محدد؟

ترددت كريستينا برهة عز عليها الاعتراف بالحقيقة.

فتابعت السيدة براندون :

- إذا كان الجواب كلا ، فأنا لدي مشروع . إنني ابحث عن سكرتيرة جيدة ومخلصة واعتقد انك مناسبة تماماً ، إذا رغبتي في العمل معي .

وقالت بهدوء :

- إنها بادرة طيبة منك يا سيدة . ولكني سأعثر على عمل هنا أنا .. أنا لا احتاج إلى الصدقة أو الإحسان مهما كان النية حسنة.

- هل تظنين إنني أتصدق عليك؟ إذن أنتِ لا تعرفينني جيداً . أنا لا أعيل أحداً مجاناً إنني أعاني من التهاب في المفاصل كما لاحظت ولا أتحمل الألم ، فأنا حادة الطبع ثم هناك العزلة فنحن لا نتمتع بأساليب الترفيه والتسلية مثلما تفكرين أنت وسواك من أبناء الجيل الجديد.

لم تتملك كريستينا من إطلاق ابتسامة باهتة :

- لا تخافي فأنا لا انتمي إلى الجيل الجديد . تقولين انك تعيشين في منزل معزول يا سيدة؟ أين تسكنين؟ هل تعيشين في فرنسا إذ ....

هزت السيدة براندون برأسها :

- لم أذهب إلى فرنسا مرة واحدة . ولدت مثل أختي مادلين في المارتينك بجزر الهند الغربية وذهبت أنا وأختي إلى مدرسة للراهبات في إنجلترا وهناك تعرفت على عمتك وعندما تزوجت عشت في سانت فيكتوار وهي جزيرة أخرى ولكنها اصغر من جزيرة المارتينك وتقع تحت سيطرة بريطانيا وكان زوجي في الواقع يملك معظم الجزيرة وما زالت عائلتنا تعيش في ارك انجل .

أضاء الفضول وجه كريستينا :

- يا له من اسم مثير يطلق على منزل! ارك انجل : الملاك الحارس .

- نعم وقصته مثيرة أيضاً . انه ليس مجرد منزل بل يضم أيضاً مزرعة ولا تزال جزيرة فيكتوار تحتفظ بجمالها الطبيعي الأصيل ، لأن معظمها أملاك خاصة بخلاف الأماكن الأخرى التي امتدت إليها أيادي الأعمار الحديث . ستعجبين كثيراً بذلك المكان .

بلعت كريستينا ريقها ، محاولة العودة إلى ارض الواقع . إنها لا تكاد تصدق ما يجرى! هل يتم عرض عمل عليها في جزيرة كاريبية وهو ما لم تكن تحلم به؟ ولكن رغم حماسها الداخلي ، ظل صوت عقلها يكبح جماحها . سألتها :

- لماذا أنا بالضبط؟ لا بد أن المئات من الفتيات هناك اكثر كفاءة مني؟

ردت السيدة براندون :

- لا . انك تبالغين كثيراً كما قلت لك الجزيرة بعيدة جداً ولا تتوفر فيها حياة مغرية كما يتوقع البعض فنحن نعيش حياة هادئة ، وبسيطة وأؤكد لك أنها ليست محط أنظار السياح وتوجد سلسلة صخور شاهقة محفوفة بالمخاطر تحيط بالشواطئ وعندما تهب العواصف غالباً ما ننقطع عن العالم الخارجي لأسابيع طويلة . لذلك فقد تعلمنا الاعتماد على أنفسنا لأنه لا يوجد حل آخر.


استطردت كريستينا مرتابة :

- لا أكاد اصدق ما يجري ولا افهم سبب اختياري أنا بالذات وأنتِ علاوة على ذلك لا تعرفين عني أي شيء .

قالت السيدة براندون بوداعة :

- اعرف عنك ما يكفي . واعرف من رسائل عمتك لي أنها كانت تحبك كثيراً وهل تغيرين رأيك لو قلت لك أن أغلى أمنية لديها كان إصرارها على انضمامك ألي؟

صاحت كريستينا بامتعاض :

- كلا أنا لا اصدق ذلك ، إن ما تقومين به هو نوع من الشفقة وأنا لا أريد ذلك على أن أتعلم كيف أكون مستقلة . إنها بادرة طيبة منك واعرف أن العمة غريس كانت لا تريد لي إلا الخير ، ولكن لا احب فرض نفسي بطريقة غير لائقة .

قطبت السيدة براندون حاجبيها :

- ما هذا الهراء يا ابنتي؟ أنتِ تخلطين الأمور . أنتِ التي ستؤدين عمل خير وإحسان لي . أنا احتاج إلى فتاة شابة مثلك . واطمئني لن ادعك ترتاحين لحظة واحدة وستقومين بخدمات لا يضاهيها مرتبك . إنني امرأة أنانية عجوز لا احب مجالسة العوانس اللواتي يثرثرن طوال النهار حول ماضيهن وذكرياتهن الغابرة.

جلست كريستينا صامتة ، يضج رأسها بألف سؤال . إن ما تعرضه السيدة براندون بالغ الإغراء ولا سبيل إلى رفضه مع ذلك وفي الوقت نفسه منعها كبرياؤها عن قبول هذه الأسلوب في معاملتها.

أهذا ما كانت ترتبه لها عمتها قبل وفاتها؟ يا للإهانة وهي ترى عدم ثقة أحد بها لشق طريقها بنفسها!

مع ذلك كانت لا تستطيع أن تنكر أنها لو رأت أعلاناً عن عمل كهذا في مكان ما لما ترددت في تقديم طلب للحصول عليه . كأن عصا سحرية حققت حلم حياتها ولكن السيدة براندون بشعرها الأملس الأبيض وأسلوبها الأرستقراطي ، لا علاقة لها بمربية خرافية!

قطعت السيدة براندون حبل أفكارها :

- انك تشغلين بالك بدون مبرر . هل يلائمك اكثر لو قلت لك انك ستكونين تحت التجربة أولاً لمدة شهر تقريباً ومن الأفضل لو اعتبرت زيارتك مجرد إجازة . اعرف انك عانيت كثيراً مؤخراً ولا يحق لي الضغط عليك إلى أن ترتاحي قليلاً ماذا تقولين؟

احتارت كريستينا ثم تنهدت قائلة :

- ماذا يمكنني أن أقول يا سيدتي . أنتِ لطيفة كثيراً ولا تتركين أمامي أي مجال للرفض لا اعرف كيف أشكرك.

مدت يدها لالتقاط عصاها، شاعرة بألم طفيف وقالت تطمئنها:

- سأفكر بطريقة مرضية . إذن اتفقنا . تقضين بضعة أسابيع تتمتعين بأشعة الشمس ثم بعدها الخطوة التالية.

نهضت ببطء وحذر على قدميها ، ثم لاحظت كريستينا وهي تهم بمساعدتها فصاحت :

- هذا هو الدرس الأول يا عزيزتي لا يهمني أن يساعدني أحد سأعود إلى لندن الآن ولكن قبل ذلك سأدفع حسابك لسيدة ثرثتون وتفضلي بحزم أمتعتك هذا المساء استعداداً للمجيء في الصباح وقبل الساعة العاشرة ولتعلمي أنني لا أكره إلا عدم المحافظة على المواعيد.

قالت كريستينا :

- ولكنني قادرة على دفع حسابي ما تزال معي بعض النقود ...

وتوقفت عن الكلام يخالجها قلق مفاجئ . إن الأمور تسير بسرعة عجيبة حتى عمتها غريس لم تعاملها بهذا الأسلوب الحازم ، الأرستقراطي ، وكأنها مجرد دمية تحركها أصابع السيدة براندون بسلاسة وبدون عناء.

خاطبتها بلهجة باهتة :

- احتفظي بنقودك أو اشتري بعض الملابس الصيفية الخفيفة إن ما ترتدينه يلائم منطقة القطب الشمالي اكثر من المناطق الاستوائية الحارة . اختاري ملابس قطنية واشتري ثوب سباحة أيضاً .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس