عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-08, 01:54 PM   #9

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

استرخت في مقعدها ، مغمضة عينيها ، ومحاولة تناسي محنتها ، واهتزاز السيارة فوق الطريق الوعر . وما أن همت بالطلب من لويس للتوقف ، حتى وجدته يخفف سرعته ، وينعطف فوق طريق بدا لها ناعماً كالحرير بعد أهوال الأميال السابقة فتحت عينيها قليلاً ، واكتشفت انهم يمرون تحت قوس من الأشجار الخضراء المنعشة .
وهتف لويس وكأنه أحس بمعاناتها :

- سنصل بعد لحظة قصيرة .

انعطف بالسيارة فوق طريق منحدر ، فظهر المنزل يتراءى أمامهم ، تظلله الأشجار الوارفة .
كان مطلياً باللون الأبيض ، ويتكون من طابقين كبيرين تحيط به مصطبة عريضة وترتفع فوقها شرفة يزينها درابزين حديدي أمام الغرفة العليا . توقفت السيارة أمام درجات المصطبة ، ولمحت كريستينا امرأة طويلة القامة تنتظر عند الباب الأمامي للترحيب بهم ، ويدل فستانها الأسود ذي الشال النظيف انه مدبرة المنزل . تنفست كريستينا بعمق وهي تحس بتوترها يتلاشى تدريجياً ، نظرت إلى مدبرة المنزل وابتسمت بحياء ، لكنها لم تجد أي تجاوب . وتوكأت السيدة براندون على عصاها ، ومشت بتمهل وهي تهتف :

- سيدة كريستوف هل كل شيء على ما يرام؟

ردت مدبرة المنزل بصوت خفيض :

- كل شيء على ما يرام . لا توجد أية مشكلة.

وقفت السيدة براندون فوق المصطبة لاستعادة نفسها ، ثم أشارت نحو كريستينا التي كانت تسير وراء لويس وهو يحمل الحقائب :

- اقدم إليك الآنسة بينيت . سيدة كريستوف ، هل تلقيت برقيتي؟

قالت السيدة كريستوف وهي تتفحص زائرتها الجديدة :

- نعم تلقيتها ... وأعددت لها غرفة . أهلاً بك في ارك اينجل يا آنسة بينيت .

وتوجهوا جميعاً إلى الداخل كانت القاعة الاولى فسيحة مربعة الشكل مبلطة بألوان زرقاء وخضراء وبدا لكريستينا أن جميع الغرف الرئيسية تفتح أبوابها على هذه القاعة ، وتبين لها أن الطابق العلوي يأخذ شكل صالة عرض واسعة وانتصب عند أقدام السلم اللولبي تمثال رخامي لشاب في ريعان الصبا يعتمر درعاً معدنياًَ ويمسك برمح طويل يهم أن يطعن به حيواناًَ مجنحاً يرتمي عند قدميه وكان الشاب إياه يمد جناحين رائعين مخضبين بالذهب .

تقدمت منها السيدة براندون شارحة :

- هذا هو ملاكنا الحارس يا آنسة بينيت والذي تحمل المزرعة اسمه ارك اينجل أو الملاك الحارس .

أجابت كريستينا بتعجب :

- صحيح؟

- ألم اقل لك أن وراء اسم المزرعة قصة طريفة؟ إنها تعود إلى القرن السابع عشر عندما بنت أول عائلة بيتاً هنا وشرعت بزراعة قصب السكر . كانوا يستخدمون العمال العبيد في تلك الأيام ، كما تعرفين . وجلبت مجموعة من العبيد مرضاً وبائياً وانتشر المرض في كل الجزيرة كانتشار النار في الهشيم . كان مرضاً كالطاعون واخذ الناس يموتون كالذباب . و هكذا تضرع سكان الجزيرة وهو في مرحلة اليأس إلى هذا الرمز – الملاك

وسألتها كريستينا باهتمام ودهشة :

- وهل نفعت صلواتهم؟

أجابت السيدة براندون بانزعاج :

- زال الطاعون بعد مرور أسبوعين . وظن الأهالي أنها كانت معجزة بحق . ومنذ ذلك الحين ونحن نسمي المزرعة ارك اينجل . إن التمثال قديم جداً ، أحضرته العائلة معها من فرنسا كعربون وفاء ( وفجأة تبدلت لهجتها ) اصعدي إلى الطابق الأعلى وستدلك السيدة كريستوف على غرفتك .

شكت كريستينا في كل كلمة سمعتها . إنها قصة خرافية ، خاطبت نفسها ثم مشت وراء قامة مديرة المنزل عبر البهو وممر تعلو قنطرة حيث تؤدي إلى جناح خلفي وتوقفت السيدة كريستوف قبل نهاية الرواق أمام باب خشبي مزودج وفتحته .

أخذت كريستينا تجول بنظرها في الغرفة وهي لا تكاد تصدق عينيها . كان السقف مطلياً بلون عسلي لامع وكذلك الحيطان أما السجادة والستائر الحريرية فكانت تميلان إلى الصفرة وأدركت لتوها أن هذه الزخرفة الفخمة فوق مستوى موظفة قد لا تمكث مدة طويلة . لاحظت السيدة كريستوف دهشتها فقالت :

- ألا تعجبك الغرفة يا آنسة؟


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس