نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | 3- نسيم الحب وكانت أنطونيا ولورا صاعدتين الى غرف النوم , فقالت لها لورا : " لا بد أن يكون عليّ أن لا آتي على ذكرها!". فألتفتت اليها أنطونيا ورمقتها بنظرة لامبالية وقالت مبتسمة: " ولماذا لا ؟ أظن أن كال يخبرني كل شيء عن ماضيه أذا سألته, ولكنني لا أفعل , فالماضي أقل شأنا من الحاضر والمستقبل". وفي غرفة النوم الكبرى جالت لورا بنظرها وقالت: " بما أنك لا تشغلين أية وظيفة , فلن يطول الوقت حتى تبدأي بأنشاء عائلة... هل تريدين كثيرا من الأولاد؟". " أربعة أولاد يطفي , أبنان وأبنتان". فحدقت اليها لورا بأستغراب وقالت: " هل هذا حقا , كل ما تطلبينه من الحياة؟ زوج وأولاد؟". " هم هدفي الرئيسي , لا كل هدفي , حين أخذني كال الى حضور الأوبرا! أدركت كم معرفتي بالموسيقى ضئيلة , وأنا أريد أن أتقن الطهي جيدا , وأن أتكلم الفرنسية بطلاقة.... فهل هذا يبدو لك أليفا ومضجرا؟". ففكرت لورا قليلا قبل أن تجيب ثم قالت: " كلا , لا يبدو لي ذلك أليفا ومضجرا على الأطلاق!". ثم تابعت كلامها فقالت : " ولكن النساء هذه الأيام يردن أن يشغلن وظيفة ما الى جانب كونهن زوجات!". " لو كنت مؤهلة لأن أكون طبيبة أو مهندسة وما الى ذلك من المهن الحرة لفعلت , ولكن ماذا يضير المرأة أن تكون زوجة فتدير شؤون بيتها بحيث يشعر أهله بأنهم آمنون هانئون , وتقيم الحفلات العائلية المرحة , وترتدي أجمل الثياب , وتربي أولادها على حسن السلوك.. أليس في هذا العمل مساهمة ضخمة؟". فقالت لها لورا: " ولكن الأطفال يبعثون الضجر , فهم لا يتوقفون طول النهار عن طرح السؤالات السخيفة عن هذا الشيء أو ذاك , لي أصدقاء كادوا يفقدون رشدهم بسبب ذلك!". أجابت أنطونيا: " ولكن ذلك لا يدوم وقتا طويلا .... ثم أن المرأة في وظيفتها خارج بيتها لا بد أن تلتقي كثيرا من الصغار أزعاجا , وأن بطريقة أخرى". " آه , نعم , هذا صحيح كل الصحة , ولكن مع ذلك , فأنا أتحمل الضجر من الكبار أكثر من الصغار , في كل حال , فسيساعدك أنت في تربية أولادك الأربعة خدم وعلى رأسهم مربية , مع أن لي صديقات لم ينجّهن الخدم ولا المربيات من مضايقة صغارهن , كما أن لي صديقات أخريات لا قدرة لهن على أستخدام من يساعدهن؟". " ألا تساعدهن أمهاتهن أحيانا؟". " في هذه البلاد الآن , غالبا ما تكون الأمهات مقيمات في مكان بعيد, وأذا كن مقيمات في المدينة ذاتها , فهن يعملن لتوفير ثمن السيارة والثلاجة!". " قال لي كال أن الأنسان لا يمكنه الحصول على كل شيء في الحياة , ولذلك فعليه أن يختار ما يفضله على غيره!". " نعم , من السهل على كال أن يبتدع النظريات , فهو رجل يستطيع الحصول على كل ما يريد!". " ليس دائما , والمثل على ذلك الآنسة ديانا وبستر , فهي لم تقبل به زوجا لها , لأن مهنتها أهم منه في نظرها". ندمت أنطونيا على أبداء هذه الملاحظة , ولكن بعد فوات الآوان , أذ أجابتها لورا قائلة: " لم تقبل به زوجا لها , لا رفيق , فهو عاشرها ستة أشهر , ولعله هو الذي أنفصل عنها وأن كانت هي التي أشاعت أنها رفضته ,فما من رجل يشيع أن أمرأة ما رفضت الزواج , وعلى الأخص كال , على أنه لم ينكر الأشاعة , لأنه لم يشأ أن يهينها". ووضعت أنطونيا حدا لهذا الحديث بدعوتها لورا الى تناول الشاي في الحديقة , ثم أنقضت بقية الزيارة في الحديث عن الأزياء , ومع أن أنطونيا نوت أن تكون حلوة المعشر مع لورا , ألا أنها أنشرحت حين فارقتها , وكان واضحا أن لورا لم تكن سعيدة في حياتها , وهذا ما جعلها رفيقة مزعجة. على أن أنطونيا ألتقت بعد حين في ذلك النهار, أمرأة أقدر منها , فشعرت بالتجاوب معها في الحال , كانت تدعى فاني رانكن , وكان زوجها طوم رئيس أحدى الشركات , وصدف أن كانا أول من دعا كال وأنطونيا الى تناول طعام العشاء , ولما سألت أنطونيا كال عن رأيه فيهما , رفض وقال لها أنه يفضّل أن يتركها تكوّن بنفسها هذا الرأي. وكان طوم وزوجته يقيمان في منزل قديم يصله بالطريق العام درب ضيق متعرج , وحين وصل كال وأنطونيا الى هناك , وجدا دراجة متوقفة الى جانب الرصيف , وفيما كان كال يوقف سيارته ويزيح الدراجة عن الطريق , خرجت فتاة في سن المراهقة من زاوية المنزل وقالت لاهثة: " آسفة يا كال , أنه فردي اللعين , كان عليه أن يوقف دراجته في مكانها قبل أن يدخل لتناول طعام العشاء , زلكنه كثيرا ما ينسى أن يفعل ذلك!". |