نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | وهمت الفتاة أن تمسك الدراجة لنقلها , ولكن كال سارع الى أمساكها وقال: " دعيني آخذها الى الكاراج , وأذهبي أنت وأنطونيا وعرّفي بنفسك....". وأقبلت الفتاة نحو السيارة , فنزلت أنطونيا لتحيتها , ولكن الفتاة بادرتها بالقول: " مساء الخير أيتها السيدة برنارد .... أسمي روز وأنا أصغر أخوتي , وأخشى أن تنفقي وقتا طويلا على تمييز واحدنا من الآخر , فنحن سبعة أولاد , أربعة منهم هم الكبار , والباقون هم الصغار.... وكونك قادمة من أسبانيا , يجعلك معتادة على مثل هذه العائلات الكبيرة". " طالما تمنيت أن أنتمي الى واحدة منها , ليس لي أخوة أو أخوات , مع الأسف". وهنا قالت لها روز بحرارة: " ما أجمل ثوبك.......". " شكرا". وتعجبت أنطونيا لقرب روز من القلب , على الرغم من أن أبناء جيلها يكونون عادة متوتري الأعصاب في حضرة الغرباء , ولكن سرعان ما أتضح فيما بعد أن حسن الضيافة والمرح هما شعار عائلة رانكن , ثم تعرفت أنطونيا على فاني في المطبخ وهي تهيء طعام العشاء مع عدد من أولادها. وكان المطبخ كبيرا بحيث أتسع لثلاث خزائن , ولكنه لم يكن كغيره من المطابخ العصرية المصفحة بالبياض , وعندما دخلت أنطونيا أستقبلتها فاني بترحاب , فأمسكت يدها بيديها الأثنتين وصافحتها بحرارة قائلة: " يسرني أن أتعرف اليك بعد طول أنتظار , كال صديق حميم لنا , وكم كنا نحاول أن نجد فتاة تليق به , والآن وجدها بنفسه ونحن سعداء لذلك". وبعد حين دخل كال وطوم رانكن , فصافح كال فاني والتفت الى زوجته مخاطبا طوم: " هذه هي زوجتي يا طوم , فما رأيك فيها؟". " كثيرون من الناس سيرون فيها ما تراه أنت يا كال , ولكنني أتساءل ماذا رأت هي فيك........". وأرسل ضحكة عاتية وأمسك بيد أنطونيا وقال بالأنكليزية جملة منقولة عن الأسبانية: " بيتي هو بيتك يا أنطونيا!". فقالت له أنطونيا وهي تحاول أن تبدو مرتاحة لذراع زوجها التي كانت تطوق خصرها: " هل تعرف أسبانيا؟". " قليلا , مع الأسف , ولكنني آمل أن أزيد معرفتي بها.....". وتوقف عن الكلام لأن جرس التلفون رن في مكان ما في المنزل , ثم قال لأبنه ديفي البالغ من العمر نحو أحدى عشر سنة , وكان معه بعض القشطة بالمخفقة: " أعتني بالسيدة برنارد يا ديفي ". فقال كال لديفي: " شراب البرتقال لي ولزوجتي , يا ديفي , ونكون لك من الشاكرين". وقالت فاني: " السيد فلتشر وزوجته سيصلان الى هنا قريبا , دعونا ننتقل الى غرفة الجلوس". وعلى الرغم من أن غرفة الجلوس تختلف من حيث الشكل عن غرفة الجلوس في المنزل الريفي , ألا أنها ذكّرت أنطونيا بها , وفي أثناء السهرة أتيح لها أن تتأمل تفاصيل الغرفة , فوجدت أن الشبه بين الغرفتين يكمن في السجاد القديم , ولكن الرائع الجمال , الذي كان يفرش الأرض , وفي رفوف الكتب واللوحات الفنية المعلقة على الجدران , وفي أواني الخزف الصينية وستائر الكتان , وكان السيد فلتشر وزوجته أصغر سنا من السيد رانكن وزوجته ,ولكنهما كانا أكبر سنا ما أنطونيا , أما السيد فلتشر , ويدعى روس , فكان من عمر كال وأما زوجته , تدعى ليلياس , فكانت على الأرجح في أواخر العشرينات من عمرها . وفيما كان الجميع جالسين حول مائدة الطعام , سألت ليلياس أنطونيا قائلة: " أين ذهبتما لقضاء شهر العسل , أيتها السيدة برنارد؟". فقالت لها أنطونيا: " أرجوك أن تناديني بأسمي الأول ..... جئنا الى لندن لقضاء شهر العسل , فعلى الرغم من أن والدي أنكليزي , ألا أنني لم أزر هذه البلاد بعد , ولذلك فضلت أن أقضي شهر العسل في التعرف على ما أمكن من المعالم الشهيرة في أنكلترا". وكم كان دهشتها عظيمة حين رأت أن الجميع ضحكوا لكلامها , فقالت لها فاني: " لا أظن أن كال بوجودك يأبه لأن يرى أي شيء آخر!". فقالت أنطونيا: " وعلى كل حال , فهنالك أسباب مختلفة جعلتنا نختصر شهر العسل رسميا , ولكن عما قريب سيكون لنا شهر عسل آخر أطول من هذا , وعندئذ سأختار أين سنقضيه". قالت هذا الكلام ونظرت بأبتسام الى كال , وهنا قالت ليلياس لزوجها روس: " أما نحن فلم يكن شهر عسلنا موفقا , فقد ذهبنا لقضاء أسبوعين في مكان ما في الريف , فلم يتوقف المطر طوال تلك المدة , كما أننا أصبنا بزكام حاد , فبدل أن تفوح مني رائحة النساء كانت تفوح مني رائحة الدواء". وشعرت أنطونيا بالأرتياح حين أنتقل الحديث من الكلام عن شهر العسل ألى اكلام عن البيوت , فسألها روس أين يسكنان , ولما علم أنهما يسكنان مؤقتا في لندن , أراد أن يعرف هل تفضل السكن في الأرياف أم في لندن , فأجابت: " لا فرق عندي , الأمر لكال". |