عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-11, 06:19 PM   #34

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفي مدينة بيرمنغهام زارت أنطونيا , بناء على مشورة كال المتحف الوطني فشاهدت أعمال الرسام بيرن جونز ووليم الذي سمعت بأسمه لأن البيت لذي أستأجرته هي وكال يحتوي على ورق جدران صممها ذلك الفنان , وحين كانا يتجولان معا , كانا يذهبان عادة الى داخل البلاد , وأكثر ما أثار بهجتها منظر الطبيعة في مقاطعة بكنغهام شاير لأنه جاء مطابقا لما تصورته عن أنكلترا : سوداء وبيضاء , ودروب ملتوية , وكنائس ريفية قديمة محاطة بحائط تختلف كل الأختلاف عن الحدائق القائمة والمحاطة بأسوار من الحجارة البيضاء في ضواحي القرى الأسبانية وفي أحدى المرات تناولا الطعام في أحدى تلك الحدائق , فسرّها جدا , خصوصا لأن كال لم يأت على ذكر أي شأن من شؤونه الخاصة , بل تحدث عن الصناعة وأثرها في النفس , وهو موضوع يثير أهتمامه جدا , وقد أصغت اليه بسرور شديد.
وبعدما فرغا من تناول الطعام ذهبا الى مشاهدة المنزل المعلق الذي عاشت فيه الممرضة الشهيرة فلورنس ناينتغيل برهة من الزمن , ثم أمتلكنه الدولة وجعلته مزارا يحتوي على أشياء الممرضة التي بقيت سيدة المصباح في حرب القرم بين الروس وأنكلترا , وسألت كال قائلة:
" هل علمت من قبل بعلاقة الآنسة نايتنغل بهذا المنزل؟".
" نعم , وأعتقدت أن مشاهدتك لهذا المنزل يجعل سيرة حياة الآنسة ناينتغل التي تطالعينها هذه الأيام أكثر متعة".
وتأثرت أنطونيا من شدة أهتمامه بها , وفي أحدى الأمسيات قال لها:
" أرجو ألا يكون عندك غدا أي أرتباط".
" كلا , لماذا؟".
" لأنني هيأت لك موعدا للغداء في الساعة الواحدة في فندق هايد بارك".
" معك؟".
" كلا ... مع خالك!".
" تيو يواكين؟ هل هو قادم الى لندن؟".
" فقط لثلاث أو أربع ساعات , قدم الى باريس لتصريف بعض الأعمال , وتلفن هذا الصباح وطلب مني أن أحجز مائدة في كان ميز , وبما أن زيارته قصيرة , فقد تفضلين تناول الطعام معه على أنفراد".
" لماذا لا يقضي الليلة عندنا؟ هل أقترحت ذلك عليه؟".
" طبعا , ولكنه لم يقتنع , أظن أنه لا يريد أزعاجنا في مطلع زواجنا...".
" هذا يذكّرني بأنه يجب أن نزور والدك يا كال!".
" سنفعل عما قريب , ولكن العائلات الأنكليزية ليست كالعائلات الأسبانية تشعر بالقرابة كشعور حميم , فوالدي لا يجتمع بي ألا لماما , ولا يشعر بالأساءة أذا أرجأنا زيارتنا له أسبوعا أو أسبوعين!".
ولم يرق ذلك لأنطونيا , وتساءلت أذا كان هو أيضا سيقف هذا الموقف مع أولاده فيما بعد , على أنها تذكرت أنه ذكر وجوب أهتمام الأب بأولاده في حديثه , مرة , عن دور الأب في حياة عائلته.
وفي كل حال , لم يكن موقفها هي من أفراد عائلتها فاترا كوقف كال من أفراد عائلته , ولذلك فأنها كادت ألا يغمض لها جفن تلك الليلة لشوقها الى رؤية خالها في يوم غد.
ولما ألتقته في مطعم الفندق بالموعد المعين , كان أول سؤال وجهه اليها هو:
" هل أنت سعيدة في أنكلترا يا أنطونيا؟ هل يوفر لك زوجك الهناء؟".
فأجابته قائلة:
" أحب أنكلترا كثيرا , ولندن مدينة رائعة , وقد ينفق الواحد سنة كاملة للتعرف الى متاحفها المتعددة وقصورها التاريخية الشهيرة , هذا فضلا عن أسواقها وبضائعها التي تثير الأعجاب".
وأسرفت أنطونيا في أمتداح لندن وسعادتها في أقامتها هناك , على أمل أن تصرف خالها عن الأستعلام منها عن سعادتها الزوجية فنجحت الى حين.
وقال لها خالها:
"يبدو أنك نسيت أنني قضيت بضع سنوات في لندن وأنا في عمر الشباب , ولكن هذا كان لخمس وعشرين سنة خلت , والحال تغيّرت اليوم كثيرا , كما في غير لندن في المدن , ففي تلك الأيام بم يكن هنالك ضجيج , مثلا , كما في هذه الأيام".
وفي أثناء الغداء نجحت أنطونيا في أبعاد الحديث عن شؤونها الخاصة , وذلك بالأكثار من الأسئلة عن أقربائها في أسبانيا وبتحريض خالها على الأسهاب في وصف حياته عندما كان يسكن في لندن.
وبعد الأنتهاء من الغداء أستقلا تاكسي الى شارع ريجنت ليشتري بعض الهدايا لأختيه.
وفي السيارة قال لأنطونيا:
" ويجب أن أشتري لك هدية أو هديتين , عزيزتي ليزداد سروري , مع العلم أن كال يحتكر اليوم هذا السرور!".
وتوقف عن الكلام ونظر اليها متفحصا , فتجنبت نظراته من دون أن تميل بوجهها عنه لئلا يشك في حقيقة أمرها مع كال.
وتابع كلامه قائلا:
" لم أجدك مزدهرة كما توقعت , ولكن ربما يكون هنالك سبب عندك , فكثير من النساء لا يكنّ في أفضل حالاتهن وهن حاملات!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس