عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-11, 04:13 PM   #39

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ووضعت أنطونيا العقد حول عنقها وتطلعت اليه في المرآة , فأذا هو على قياسها تماما , وسرتها بساطته التي تفضلها على الأسراف في الزخرفة والنقش, ثم أن بساطته جعلته صالحا لأن يلبس في كل المناسبات.
وأعادت أنطونيا العقد الى علبته بعناية , ولما خرجت روشيو من الغرفة تناولت طعام الفطور وهي تتساءل لماذا خطر ببال كال أن يقدم اليهما هذه الهدية الثمينة.
فهو , كما عرفته , رجل عملي لا يأبه كثيرا للمبادرات الغرامية الرومنسية , وأذن فهناك سبب واقعي حمله على تقديم هدية كهذه , فما هو ذلك السبب؟
وبعد التفكير لم تجد أنطونيا ألا واحدا من أمرين : أما أنه قدم اليها الهدية لأن ضميره يؤنبه لخيانته لها مع أمرأة أخرى , وأما أنه يريدها هي أن تشعر بتأنيب الضمير لأنها لا تعامله معاملة الزوجة لزوجها.
ونظرت الى أناء الزهور البيضاء وتساءلت : هل أراد بهذه الزهور البيضاء أن يذكرني بطهارتي؟
وفيما بعد وجدت في قاعة البيت ظرفا معنونا بأسمها , ولما فتحته وجدت في داخله شيكا على بياض وقعه كال لأمرها , لتشتري الثوب الخاص بتلك المناسبة.
على أن أنطونيا لم تذهب الى شراء الثوب الجديد, لا لأنها كانت تتضايق من أنفاق مال كال لقاء لا شيء تعطيه أياه , بل لأن في خزانتها ثوبا لم تلبسه بعد , يليق بالمناسبة ويتلاءم مع العقد الماسي.
وحين خرجت من البيت الى لقاء كال تلك الليلة , هتفت روشيو من شدة الأعجاب قائلة:
" آه , ما أجملك يا سيدتي!".
كانت أنطونيا تدرك أنها تبدو فاتنة الجمال , لا سيما أنها صرفت معظم النهار في تصفيف شعرها عند أشهر المزيين , وفي صبغ أناملها بالطلاء , وكان ثوبها من الحرير الأسود الشفاف ,وحذاؤها من جلد الحية الأسود , أشترته من أفخم حانوت لبيع الأحذية النسائية في فالنسيا , وكذلك حقيبة يدها الصغيرة , وكان العقد الماسي يطوق عنقها , والحلق الذي هو من الماس أيضا يزين أذنيها , وكانت أساور الزمرد والياقوت في يدها اليسرى , فيما ألقت معطفها الفرو الثمين على يدها اليمنى.
كان الطقس في تلك الليلة الصيفية رائعا , وفيما التاكسي التي أستدعاها لها ماركوس تسير بها الى حيث موعدها مع كال , لم تتمالك من الشعور بالغبطة لكونها في عز الفتوة ومنتهى الجمال , وفي طريقها الى لقاء رجل ذي مكانة مرموقة , ولم يخطر ببالها قط أن السهرة قد لا تنتهي على ما يرام مثلما أبتدأت.
وكان كال بأنتظارها في باحة مطعم شهير , حيث حجز طاولة لأثنين , وبدا لأنطونيا وهي تصافحه أنه وصل الى هناك مبكرا , ذلك أنها لاحظت وجود قدح شراب فارغ .
وقال لها:
"هل لاحظت أن أنظار جميع الجالسين هنا شخصت اليك حين دخلت؟".
" أظنهم دهشوا لهذا !".
وأشارت الى عقد الماس في عنقها , وأضافت قائلة:
" أنه رائع الجمال يا كال , ولكنه ثمين جدا لهذه المناسبة!".
فأجابها بصوت خافت:
" عندما يكون للرجل أمرأة جميلة , فهو لا يحتاج الى مناسبة أو مبرر ليشتري لها حلى , جمالها مناسبة كافية ومبرر وجيه , ثم أن الماس للبشرة الفتية , ولكن غالبا ما تلبسه العجائز ! والآن يجب أن تتأكدي أن الناس هنا دهشوا لفرط أعجابهم بك لا بحلاك!".
وحين تكلم اليها بمثل هذه اللهجة , شعرت في أعماقها برغبته الجامحة التي تضطرم في نفسه , فقالت له:
" على كل حال , أشكرك.... وأشكرك أيضا على آنية الزهور , روشيو تعتقد أنك عاشق ولهان!".
فحدق اليها بأمعان وقال:
" تعجبني طريقة تصفيف شعرك هذه , والثوب أيضا , والآن دعينا نشرب نخب الشهور الآتية.......".
وأستغربت أنطونيا أن تروق لها ثقته بزواجهما , فهو شديد الثقة بالنفس وبما يعمل , وتذكرت أن أباها كان كذلك , بخلاف باكو الذي كان يفتقر الى من يعزز ثقته بنفسه, وهذا طبيعي لأنه لم ينشأ على أصدار الأوامر وأتخاذ القرارات.
ولا كال أيضا وهو في صباه , مع أنه تربى في معهد راق يعني بأنماء صفات القيادة والأتكال على النفس , ومالت أنطونيا الى الأعتقاد أن كال ,ولو أنه لم ينشأ على تلك الصفات , فهو بطبيعته قيادي ويصعد الى القمة في كل ما يعمل.
وسألته أنطونيا وهما يأكلان طعاما خفيفا يرد عنهما الجوع الى نهاية المسرحية:
" الى أي مسرح نحن ذاهبان؟".
" الى المسرح الملكي في هاليماركت".
وكانت أنطونيا تأمل أن يختار الذهاب الى هذا المسرح , لأنها قرأت في الصحف ذلك الصباح مديحا للمسرحية التي كانت تعرض فيه.
وبعد نحو نصف ساعة كانا يأخذان مكانهما في المسرح وتساءلت أنطونيا أذا كان كال سيكرر التصرف ذاته الذي بدر منه في المرة السابقة.
ولكن ما أن بدأت المسرحية حتى شغلت بها عن أي شيء آخر , وحين أسدل الستار على الفصل الأول بقيا في مقعديهما لأنهما لا يدخنان , فأقبل عليهما رجل متقدم في السن يعرف كال , ولما قدمه كال الى أنطونيا , جلس في المقعد الشاغر وأخذ يحدثهما الى أن عاد المشاهدون الى أحتلال مقاعدهم لمشاهدة بقية المسرحية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس