عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-11, 02:35 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفجأة قالت تانيا:
"لماذا صبغت شعرك؟".
ثم أطلقت ضحكة زنانة وأضافت:
" أعلم السبب , فعندما عدت من عطلة الصيف في اليونان , أطلعتك على صورة لدورين , وذكرت لك أنه يفضّل السمراوات , وعندما علمت أنه قادم الى أنكلترا بسبب أعماله , وأنه سينزل ضيفا في منزلنا لبضعة أيام , قررت صبغ شعرك أسود لجذب أنتباهه , أليس كذلك يا أميلي؟".
" أميلي ليس أسمي , أعني أنه ليس أسمي الأول , وطلبت منكم جميعا مرات عديدة أن تدعوني جولييت".
" أسمك أميلي في هذا المنزل , كان ولم يزل منذ مجبئك للمكوث معنا".
" لكن والدي أطلق علي أسم جولييت".
" ربما , لكننا نفضل دعوتك أميلي , لنعد الى موضوعنا السابق ,لماذا صبغت شعرك ؟ هيا قولي لي , يا لك من مسكينة , وقعت في حب صورة والشعر الأسود لم يساعدك أبدا , فدورين لم يلاحظ حتى وجودك".
أميلي!".
سمعت جوليت صوت خالتها تناديها من المطبخ , فأسرعت وفتحت باب الغرفة مجيبة:
"نعم خالتي؟".
" تعالي نظفي المطبخ , وعند أنتهائك أجمعي الحطب وزوّدي المدفأة لهذا المساء".
" نعم خالتي".
رمقتها تانيا بنظرة أزدراء وقالت:
" يا لك من جبانة , تخشين الأعتراض لأوامر أمي".
قاطعتها جولييت بصوت مرتعش خافت:
" ذات يوم , يا تانيا , ذات يوم سأملك الشجاعة الكافية للمقاومة".
وغادرت جولييت الغرفة وفي يدها ثوب تانيا الرائع.
في اليوم التالي قصدت جولييت مركز البريد لشراء بعض الطوابع.
قالت السيدة بوترتون:
" أهلا أميلي..... المعذرة أقصد جولييت".
ثم أضافت:
" ليس من السهل يا عزيزتي أن نتذكر أنك تفضلين أن نناديك جولييت بدلا من أميلي , لقد أعتدنا أن ندعوك أميلي لوقت طويل".
أومأت جولييت رأسها وهمّت بالو قصتها من جديد.
" كما تعلمين كنت في السادسة من عمري حين تولّى زوج خالتي وخالتي أمر تربيتي , وكما أخبرتك سابقا أسمي في تذكرة النفوس : جولييت أميلي هاردي".
أجابت السيدة بوترتون مقاطعة جولييت بلطف:
" نعم يا عزيزتي أذكر".
" لا حاجة للشرح من جديد".
ترددت جولييت قليلا لكنها قررت أن تكمل قصتها:
" كان والدي يدعوني جولييت دائما , لكن خالتي مود قررت أنها لا تحب هذا الأسم".
" لكنه أسم لطيف , لا أدري لماذا فضلت خالتك أسم أميلي بدلا من جولييت".
" هكذا حصل , وأرغمتني على قبول أسم أميلي ومنذ ذلك الحين يناديني الجميع بهذا الأسم".
شردت جولييت تتذكر الماضي وذلك اليوم الذي واجهتها فيه خالتها تعلمها أن أسمها منذ ذلك الحين , سيكون أميلي , وحين أعترضت جولييت والدموع تملأ عينيها , شارحة لخالتها أنها تكره أسمها أميلي وهي معتادة على أسم جولييت , أجابت خالتها بغضب:
" الأمر يعود لي , وعليك أن تتعلمي أمرين : الطاعة والأمتنان".
وبعدها أمرت السيدة لوزار أبنة أختها بكتابة هاتين العبارتين مئة مرة , كي لا يغادرا ذاكرتها أبدا.
" وهكذا يعرفني الجميع بأسم أميلي".
وفي هذه الأثناء كان السيد غودفري قد دخل دائرة البريد.
وهمست السيدة بوترتون:
نعم , أذكر عندما جاءت خالتك الى هنا قالت أنها وزوجها قد قررا تبنّيك , وأن أسمك أميلي لوزار".
" كان جولييت هاردي سابقا , وذات يوم سيعرفني الجميع بأسمي الصحيح".
قال السيد غودفري:
" وبلون شعرك الطبيعي أيضا".
ثم تابع :
" شعرك الأشقر جميل كما هو".
" أردته أن يكون بلون شعر تانيا ".
سألها السيد بوترتون:
" ولأي سبب؟".
وساد الصمت برهة , شرد ذهن جولييت تتذكر السبب الذي جعلها تغيّر لون شعرها من أشقر الى أسود.
فمنذ أن وقع نظرها على صورة دورين , غمر كيانها شعور غريب , أحست بهذا الشعور من جديد حين علمت أنه سيزور منزل خالتها , وتملكتها رغبة شديدة في أن تلفت نظره اليها , أرادت أن تفعل ما بوسعها لجذب أنتباهه , فصبغت شعرها بالأسود لعلمها أنه يفضّل السمراوات.
وردا على سؤال السيد غودفري , الذي لم ينتظر جوابا , قالت:
" ليس هناك أي سبب معيّن , أردت فقط أن يكون شعري أسود".
" من رأيي , أن على كل فتاة أن تقبل بما وهبتها الطبيعة من لون وجمال".
وبينما تابع السيد غودفري حديثه مخاطبا السيدة بوترتون , لاذت جولييت بالصمت , كانت تفكر بما قاله السيد غودفري , لم تهبها الطبيعة ألا القليل , بيما الأمر يختلف كليا بالنسبة لتانيا , قررت جولييت أن الأختلاف بينهما يعود الى التكوين الأساسي في عظام الوجه , وهو واقع أشبه بالقدر لا يمكن تغييره , ولم تكن محاولتها في لفت نظر دورين اليها , ألا فكرة غبية فاشلة.
وباتت تعرف تقاسيم وجهه بأدق تفاصيلها وأنطبعت عيناه السوداوان الكحليتان في مخيلتها , أما طيفه فكان يسكن أحلامها ليليا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس