نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | وفجأة قالت تانيا: "لماذا صبغت شعرك؟". ثم أطلقت ضحكة زنانة وأضافت: " أعلم السبب , فعندما عدت من عطلة الصيف في اليونان , أطلعتك على صورة لدورين , وذكرت لك أنه يفضّل السمراوات , وعندما علمت أنه قادم الى أنكلترا بسبب أعماله , وأنه سينزل ضيفا في منزلنا لبضعة أيام , قررت صبغ شعرك أسود لجذب أنتباهه , أليس كذلك يا أميلي؟". " أميلي ليس أسمي , أعني أنه ليس أسمي الأول , وطلبت منكم جميعا مرات عديدة أن تدعوني جولييت". " أسمك أميلي في هذا المنزل , كان ولم يزل منذ مجبئك للمكوث معنا". " لكن والدي أطلق علي أسم جولييت". " ربما , لكننا نفضل دعوتك أميلي , لنعد الى موضوعنا السابق ,لماذا صبغت شعرك ؟ هيا قولي لي , يا لك من مسكينة , وقعت في حب صورة والشعر الأسود لم يساعدك أبدا , فدورين لم يلاحظ حتى وجودك". أميلي!". سمعت جوليت صوت خالتها تناديها من المطبخ , فأسرعت وفتحت باب الغرفة مجيبة: "نعم خالتي؟". " تعالي نظفي المطبخ , وعند أنتهائك أجمعي الحطب وزوّدي المدفأة لهذا المساء". " نعم خالتي". رمقتها تانيا بنظرة أزدراء وقالت: " يا لك من جبانة , تخشين الأعتراض لأوامر أمي". قاطعتها جولييت بصوت مرتعش خافت: " ذات يوم , يا تانيا , ذات يوم سأملك الشجاعة الكافية للمقاومة". وغادرت جولييت الغرفة وفي يدها ثوب تانيا الرائع. في اليوم التالي قصدت جولييت مركز البريد لشراء بعض الطوابع. قالت السيدة بوترتون: " أهلا أميلي..... المعذرة أقصد جولييت". ثم أضافت: " ليس من السهل يا عزيزتي أن نتذكر أنك تفضلين أن نناديك جولييت بدلا من أميلي , لقد أعتدنا أن ندعوك أميلي لوقت طويل". أومأت جولييت رأسها وهمّت بالو قصتها من جديد. " كما تعلمين كنت في السادسة من عمري حين تولّى زوج خالتي وخالتي أمر تربيتي , وكما أخبرتك سابقا أسمي في تذكرة النفوس : جولييت أميلي هاردي". أجابت السيدة بوترتون مقاطعة جولييت بلطف: " نعم يا عزيزتي أذكر". " لا حاجة للشرح من جديد". ترددت جولييت قليلا لكنها قررت أن تكمل قصتها: " كان والدي يدعوني جولييت دائما , لكن خالتي مود قررت أنها لا تحب هذا الأسم". " لكنه أسم لطيف , لا أدري لماذا فضلت خالتك أسم أميلي بدلا من جولييت". " هكذا حصل , وأرغمتني على قبول أسم أميلي ومنذ ذلك الحين يناديني الجميع بهذا الأسم". شردت جولييت تتذكر الماضي وذلك اليوم الذي واجهتها فيه خالتها تعلمها أن أسمها منذ ذلك الحين , سيكون أميلي , وحين أعترضت جولييت والدموع تملأ عينيها , شارحة لخالتها أنها تكره أسمها أميلي وهي معتادة على أسم جولييت , أجابت خالتها بغضب: " الأمر يعود لي , وعليك أن تتعلمي أمرين : الطاعة والأمتنان". وبعدها أمرت السيدة لوزار أبنة أختها بكتابة هاتين العبارتين مئة مرة , كي لا يغادرا ذاكرتها أبدا. " وهكذا يعرفني الجميع بأسم أميلي". وفي هذه الأثناء كان السيد غودفري قد دخل دائرة البريد. وهمست السيدة بوترتون: نعم , أذكر عندما جاءت خالتك الى هنا قالت أنها وزوجها قد قررا تبنّيك , وأن أسمك أميلي لوزار". " كان جولييت هاردي سابقا , وذات يوم سيعرفني الجميع بأسمي الصحيح". قال السيد غودفري: " وبلون شعرك الطبيعي أيضا". ثم تابع : " شعرك الأشقر جميل كما هو". " أردته أن يكون بلون شعر تانيا ". سألها السيد بوترتون: " ولأي سبب؟". وساد الصمت برهة , شرد ذهن جولييت تتذكر السبب الذي جعلها تغيّر لون شعرها من أشقر الى أسود. فمنذ أن وقع نظرها على صورة دورين , غمر كيانها شعور غريب , أحست بهذا الشعور من جديد حين علمت أنه سيزور منزل خالتها , وتملكتها رغبة شديدة في أن تلفت نظره اليها , أرادت أن تفعل ما بوسعها لجذب أنتباهه , فصبغت شعرها بالأسود لعلمها أنه يفضّل السمراوات. وردا على سؤال السيد غودفري , الذي لم ينتظر جوابا , قالت: " ليس هناك أي سبب معيّن , أردت فقط أن يكون شعري أسود". " من رأيي , أن على كل فتاة أن تقبل بما وهبتها الطبيعة من لون وجمال". وبينما تابع السيد غودفري حديثه مخاطبا السيدة بوترتون , لاذت جولييت بالصمت , كانت تفكر بما قاله السيد غودفري , لم تهبها الطبيعة ألا القليل , بيما الأمر يختلف كليا بالنسبة لتانيا , قررت جولييت أن الأختلاف بينهما يعود الى التكوين الأساسي في عظام الوجه , وهو واقع أشبه بالقدر لا يمكن تغييره , ولم تكن محاولتها في لفت نظر دورين اليها , ألا فكرة غبية فاشلة. وباتت تعرف تقاسيم وجهه بأدق تفاصيلها وأنطبعت عيناه السوداوان الكحليتان في مخيلتها , أما طيفه فكان يسكن أحلامها ليليا. |