عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-11, 02:37 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

يغمر جولييت شعور بالنقص كلما قارنت نفسها بتانيا , وينبع هذا الشعور لا من أختلاف المظهر بينهما فحسب , بل من مكانتهما الأجتماعية أيضا , نشأت جولييت ضمن عائلة لم تهبها ألا القليل , بينما كرست هي أعواما من حياتها لخدمة هذه العائلة ,والأعتناء بحاجاتها وتدبير أمورها المنزلية... أشبه بخادمة , حتى شعرت مرارا بأنها أدنى من خادمة , فالمعاملة التي تلقتها من عائلة لوزار معاملة جافة , قاسية , مجرد من أي أحترام أو شفقة أو أعتبار , والحل الوحيد لأنهاء هذه الحياة التعيسة هو الهرب...... شعلة الأمل الوحيدة في أفق مخيلتها , شعلة تتمسك بها بقوة آملة ألا تنطفىء وألا بقيت هي في هذا السجن المرير , تحت السقف الأبدي , في منطقة صغيرة من العالم كادت تمقت جميع أرجائها.
فجأة سمعت صوت تانيا تنادي من بعيد:
" أميلي...... هل أنتهيت من تنظيف حذائي؟".
ودخلت تانيا الغرفة لتجد جولييت منهمكة بتنظيف الأحذية الباقية , وقالت هذه:
" نعم , تجدين حذاءك هناك".
" أذن , آتني به".
ضغطت جولييت على شفتها محاولة كبت الغضب الذي يغلي في أعماقها , باتت لا تحتمل طريقة معاملتها , وتتمنى لو تجد حلا لهذا الوضع....الى متى تذلّ هكذا؟ أجابت بغضب:
" لن يضرّك أن تنحني قليلا وتخدمي نفسك".
لكن تانيا أصرت على الجمود وأجابت بجفاء:
" آتني به حا".
عندئذ أطاعت جولييت ...... وأحضرت الحذاء لأبنة خالتها التي أنتزعته منها بغضب وراحت تتفحصه بدقة , وقفت جولييت تتأمل تانيا , ثم خطر على ذهنها أمر مهم كانت تفكر به منذ وقت طويل , فقالت:
" سأسأل خالتي أن كان بأمكاني الألتحاق بلمعهد التجاري للتخصص كسكرتيرة".
" لكنك سألتها من قبل".
" سأسألها من جديد".
توقفت جولييت عن الكلام حين فوجئت بدخول خالتها الى الغرفة , وسألت هذه بصوت قاس , مجرد من أي لطف:
" ما هذا الذي سمعته؟".
فأجابت جولييت بصوت مرتعش:
" كنت أقول أنني أرغب في الألتحاق بالمعهد التجاري لأكتسب تدريبا في حقل الشؤون المكتبية , أذا كان الأمر ممكنا طبعا".
" لكننا عالجنا هذا الموضوع من قبل , وكما قلت لك من قبل , أن زوجي قد صرف ما يكفي من المال على تربيتك المدرسية , وليس من اللياقة أن تتوقعي منه المزيد....... يا لك من جاحدة ناكرة للجميل".
" لكنني أعده بتسديد جميع التكاليف".
صاحت تانيا:
" أبي ليس مليونيرا".
وأضافت :
" لقد كلّفته ما يكفي".
شحب لون جولييت , وأستطردت تشرح لخالتها وتانيا أنه من الطبيعي أن تفكر بالمستقبل , وباليوم الذي تعيش فيه لوحدها....
"..... ثم أرغب بالسكن في منزل مستقل".
" أتعنين أن هذا المنزل لم يعد يليق بحضرتك؟ يا لك من فتاة بغيضة , ربما نسيت أنه لو لم يتولّ أهلي تربيتك لكنت نشأت في ميتم".
حينئذ وصل زوج خالتها متسائلا عما يجري , فسمع جولييت تقول:
" أذن , عليّ أن أمكث هنا وأبقى في خدمتكم طوال حياتي , خادمة مجّانية".
وما أن سمع زوج خالتها هذا , حتى قاطعها بصوت صارم:
" أذهبي الى غرفتك حالا , وأمكثي هناك حتى تقرري أن تعتذري لنا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس