عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-11, 01:10 AM   #1

هناء12
 
الصورة الرمزية هناء12

? العضوٌ??? » 189400
?  التسِجيلٌ » Jul 2011
? مشَارَ?اتْي » 120
?  نُقآطِيْ » هناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond repute
:jded: لقاء نجمة ... "مكتملة"


بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء1:
قصة لقاء نحمة
في إحدى الأحياء الشعبية بالقاهرة ... تقطن عائلة متكونة من عجوزين، وفتاة في ريعان الشباب لا يتجاوز سنها التاسعة عشر... اسمها أمال حسني وهي حفيدة العجوزين.
كانت أمال الفتاة الصغرى لعائلتها، ولما كان الجد والجدة وحيدين فقد أشرفا على تربيتها منذ كانت طفلة لا يتجاوز سنها السادسة.
***
أمال على أبواب الامتحانات للسنة النهائية من التعليم الثانوي، وهي من هواة فن التمثيل، وشغوفة جدا بمتابعة كل الأخبار الفنية لكل نجوم السينما خصوصا الفنان ونجم السينما العربية "سامي عبد العزيز" ولأنها من أشد المعجبات بهذا الفنان كانت صوره تملأ غرفتها وحتى ألبوم الصور الخاص بها ... جدها وجدتها لم يعارضا حبها للتمثيل بل كانا أول من شجعها، فكانت دائما الأولى في المسابقات المدرسية في فن المسرح، تحلم أمال أن تكون في يوم من الأيام نجمة في عالم التمثيل ... بل بطلة أمام نجمها المفضل سامي عبد العزيز...
أمال وهي على أبواب الامتحانات الأخيرة لم تضيع وقتا، بل عكفت على المذاكرة من أجل أن تكون من الناجحين الأوائل كالعادة، كما أنها كانت تحضر نفسها استعدادا للنشاطات والاحتفالات لنهاية السنة الدراسية... ولأنها كانت قادرة على التوفيق بين الدراسة وحبها لهواية التمثيل فعائلتها لم تعارض في يوم ما ميلها لفن التمثيل.
***
يأتي الموعد المحدد للمهرجان المسرحي المدرسي ... ويمر أسبوعان تقريبا منذ عرض جميع المسرحيات المشاركة، وكانت مسرحية "وداعا يا حزن" من بطولة الطالبة أمال حسني قد نالت إعجاب الجمهور والصحافيين والنقاد، ولذلك اختير نص المسرحية كأحسن نص مسرحي وتوجت الطالبة أمال حسني كأحسن ممثلة... وكان من بين الحاضرين وجوه فنية والصحافيون الذين علقوا كثيرا على الوجه الجديد "أمال حسني" في جميع الصحف، وعن موهبتها وقدرتها على التمثيل كما اختارت إحدى المجلات أن تكون صورة أمال على الغلاف، حيث غيرت مجرى حياتها من طالبة نالت الشهادة الثانوية مؤخرا إلى ممثلة، ووجه جديد في عالم التمثيل حيث جذبت أنظار مخرجي التلفزيون والسينما وتهافتت عليها عقود من شركات إنتاج مختلفة ... وكان أول المخرجين السينمائيين الذي عرض عليها عقد تعامل في شركته هو المخرج "عصمت جلال"... وهكذا تكون هذه السنة بالنسبة لها سنة النجاح ... ورغم استعدادها لخوض أول تجربة سينمائية إلا أنّها لم تنس أن تسجل في الجامعة.
***
وبعد انتهائها من الفيلم عرض فنال نجاحا جماهيريا كبير خاصة بين الشباب، وحاول عدد من المخرجين والمنتجين الاتصال بها.. لكن عقدها مع المخرج عصمت جلال لمدة ثلاث سنوات يمنع تعاملها مع غيره خلال هذه السنوات، ومع ذلك كانت أمال سعيدة جدا بعدما بدأت تصلها مجموعة هائلة من رسائل المعجبين بها وهي وجه جديد في عالم السينما.
***
كانت جالسة بالصالون ترد على رسائل المعجبات والمعجبين ... تقترب منها الجدة قائلة بمزاح:
- فيلم فقط جلب لك كل هذه الرسائل أكيد عندما تزداد أفلامك وتزداد شهرتك فإنّك لن تجدي الوقت للرد عنها بنفسك ...
تركت أمال القلم وتوقفت لحظة ونظرت نظرة عميقة وقالت في تأمل:
- لن أتخلى عن هذه العادة فأنا أفضل أن أرد على المعجبين بنفسي ولن أترك هذا العمل لأي كان، لأني أعرف جيدا معنى أن أكون معجبة وأحصل على إمضاء شخصي من فنان أو فنانة...
***
الفنان سامي عبد العزيز بفيلته جالسا في الصالون يتابع فيلما على شاشة التلفاز، وبالقرب منه تجلس آنسة يظهر أنها معجبة به أشد الإعجاب، فهي في حوالي الثلاثين من عمرها … كانت عيناها مشدودتين إليه، بينما كان الفنان مشدودا إلى الفيلم، تنهض من مكانها وتضغط على الزر لتطفئ التلفاز كي تجبره على الاهتمام بوجودها، لكنه انزعج من تصرفها هذا، وقام بنفسه ليعيد تشغيل الجهاز في الوقت الذي نطقت قائلة وبغضب:
- لقد حضرت من أجل أن أكلمك وتكلمني وليس من أجل أن تنشغل بالتلفاز، ألا يكفي الأستوديو الذي يأخذك مني طول النهار؟
ويرد عليها قائلا وعيناه على التلفاز:
- أرجوك ... وللمرة الأخيرة ... فأنا لست مهتما بالفيلم بقدر اهتمامي بهذا الوجه الجديد.
وترد قائلة بغضب:
- أنت تهتم طول عمرك بالوجوه الجديدة ... وأنا ؟!...
كلمة أنا كان لها صدى في نفسية سامي لدرجة أنه استدار نحوها، وانتظرت منه أن ينطق، وأن يقول شيئا لكنه اكتفى بنظرات عابرة سرعان ما أعادها نحو جهاز التلفاز ... أما هي ما كان أمامها سوى أن تحمل حقيبة يدها بكل غضب لتخرج بعد أن أوصدت الباب خلفها بقوة، لدرجة أن السكرتير وهو في حوالي الخمسين من عمره الذي كان في المكتب، حضر إلى الصالون بسرعة وبصوت مرتجف قال:
- ماذا حدث ؟
ويرد الفنان بهدوء:
- لا تهتم إنها مرفت.
ويطلق السكرتير تنهيدة ارتياح، ثم قال:
- من المؤكد أنك أغضبتها كالعادة ؟!
ويرد الفنان مدافعا عن نفسه:
- بالعكس فأنت أكثر من يعرفني ... فأنا لا أجيد المجاملة.. فهي يوم دخلت بيتي دخلته كصديقة وظلت بالنسبة لي كذلك ولم أكلمها في يوم من الأيام في موضوع الزواج ... كما أنّها تعرف أنني لا أفكر في الزواج حاليا و...
ويقاطعه السكرتير:
- وإلى متى يبقى تفكيرك في الزواج بعيدا ؟!
في تلك اللحظات سامي يوجه نظراته إلى التلفاز حيث بطلة الفيلم – أمال حسني– وقد انشد إلى تمثيلها بكل إعجاب ثم نطق قائلا:
- أنظر كم هي رائعة... تمثيلها عفوي ... ملامح وجهها تدل على أنها خلقت لتكون نجمة النجوم ...
ابتسم السكرتير وقال:
- إنه الوجه الجديد – أمال حسني-
وبنوع من اللهفة قال سامي:
- ماذا تعرف عنها ؟
ويسترسل السكرتير في الكلام قائلا:
- يعد هذا العمل أول فيلم لها، كثير من المخرجين والمنتجين اتصلوا بها لكنها كانت من نصيب المخرج عصمت جلال وبعقد خمس سنوات.
وينطق سامي في اندهاش:
- المخرج عصمت جلال !...
وأكمل السكرتير:
- في الأول كان لمدة ثلاثة سنوات لكن ما أن تأكد من عبقرية تمثيلها وكذا تهافت المخرجين والمنتجين حتى جدد العقد لمدة أطول.
الفنان سامي عبد العزيز قام من مكانه... يجوب الصالة وكأنه في حالة تفكير عميق وبعد فترة نطق قائلا:
- هذا الوجه ... أريده أن يكون البطل أمامي في الفيلم المقبل.
ويرد السكرتير بتعجب:
- أنت تعرف أن هذا غير ممكن، فالمخرج عصمت جلال بحكم العقد لن يسمح لها بأن تعمل مع أي مخرج آخر.
ويرد الفنان قائلا:
- صحيح أن المخرج عصمت جلال معروف في الوسط الفني بعيوبه الشخصية التي لا يعرفها إلا من يتعامل معه، لكن لا أحد ينكر عبقريته في فن الإخراج ...
ويقاطعه السكرتير قائلا:
- تقصد ؟!
ويقاطعه الفنان قائلا:
- نعم هو الذي سيخرج فيلمي المقبل، وبهذه الطريقة سأدفع هذا الوجه إلى الأمام.
يبتسم السكرتير قائلا:
- أنت دائما سباق إلى اكتشاف الوجوه الجديدة أو مساعدا لدفعها إلى باب الشهرة والنجومية ...
***
وكانت مفاجأة سارة جدا بالنسبة للممثلة أمال حسني لدرجة أنها كادت لا تصدق ما تسمعه من المخرج، خصوصا لما أعلمها بأنها ستكون البطلة الأولى أمامه ... لكن في الوقت نفسه كانت خائفة من مواجهة هذا الفنان العبقري الذي تحسب له أي ممثلة وممثل ألف حساب. حانت لحظة المواجهة واللقاء لأول مرة بين الفنان النجم سامي عبد العزيز والممثلة الصاعدة أمال حسني، ورغم استعدادها للقائه إلا أنها لم تستطع إخفاء إعجابها واندهاشها وهي تلتقي به وجها لوجه لأول مرة في حياتها، فبالرغم من أنه تعدى سن الثلاثين بست سنوات إلا أن أناقته ووسامته وشكله يدل على أنه في الخامس والعشرين من عمره، لكن الفنان استطاع أن يبعد الخوف والإحراج والارتباك الذي بدا على أمال حسني وهي تقف أمامه أثناء البروفات تحضيرا للفيلم الذي سيجمعهما ... وطبعا الآنسة مرفت كانت دائما ترافقه كالظل، والكل كان يعرف حبها له لدرجة أن البعض كان يلقبها بخطيبة الفنان سامي عبد العزيز ... ورغم أن سامي كان يظهر لها انزعاجه من حضورها الدائم أثناء التصوير إلا أنها لم تيأس وظلت بالقرب منه خلال التصوير بأكمله.
وبعد عرض الفيلم وبنجاحه ازداد رصيد الممثلة أمال حسني في التألق كنجمة صاعدة، وفي نفس الوقت بدأ الفنان يفكر في قصة فيلم أخرى تكون أمال حسني إحدى بطلاته، فأحست الآنسة مرفت أن الفنان يبدي اهتماما غير عادي بالممثلة الصاعدة أمال حسني، فاتصلت بالمخرج عصمت جلال واتفقت معه على إبعاد الاثنين عن بعضهما. جاء الفنان إلى المخرج بقصة فيلم ليعرضها عليه لكن عصمت رفض القصة، ولما خرج الفنان من مكتبه، قهقه المخرج قائلا يكلم نفسه:
- لا … ما زال باب الشهرة والنجومية بعيدا عنها وليس طبعا قبل أن تركع تحت رجلي، فأنا الذي صنعت منها وجها سينمائيا جديدا ومن حقي احتكارها.
ثم راح يدير أرقام الهاتف فكان الطرف الثاني الآنسة مرفت فقال لها:
- خلاص لقد نفذت طلبك.
ضحكت الآنسة مرفت وردت قائلة:
- وهل هذا كان طلبي لوحدي؟
***
كانت الآنسة مرفت تظن أن عدم لقاء سامي بالوجه الجديد كاف لإبعاد اهتمامه بها كممثلة ووجه سينمائي جديد ... لكن ظنها لم يكن في محله ... ففي الوقت الذي أوقفت فيه سيارتها بالقرب من فيلا الفنان كان هذا الأخير يمتطي سيارته، فأغلقت باب السيارة ولحقت به، فكم كانت دهشتها كبيرة وهي ترى لقاء الفنان بالممثلة أمال حسني بإحدى الكازينوهات، كان الفنان حاملا لنظارة سوداء، وبكل احترام تقدم وبكل أدب نطق قائلا:
- أرجو أن لا أكون قد أحرجتك بمكالمتي الهاتفية ولقائي بك في هذا المكان.
يبدو على الشابة أمال حسني السعادة وردت عليه بسرعة وبصوت ممزوج بالارتجاف والسعادة:
- بالعكس فأي معجبة تسعد بلقائك ...
واستدركت كلامها فراحت تصحح بصوت متلعثم:
- أقصد أي ممثلة مبتدئة يشرفها العمل مع فنان ونجم مثلك ...
ابتسم الفنان في سعادة ثم طلب منها الجلوس، ثم راح يحكي لها عن قصة الفيلم التي رشحها لبطولته أمامه، وفي الوقت الذي كان يقول لها:
القصة هذه لن تمثلها غيرك، لأنها مخلوقة من أجلك، ولن أيأس بل سأعمل المستحيل من أجل إقناعه ما دام القصة أعجبتك و...
وتقاطعه الآنسة مرفت قائلة وهي تقترب منهما وبصوت كله سخرية:
- يا عيني لهذه الجلسة الغرامية ...
ويرد الفنان بغضب:
- عيب عليك يا مرفت نحن في مكان عام ونتكلم في العمل ...
فردت عليه بسخرية:
- أي شغل هذا الذي تتكلم فيه معها، وقد رفض المخرج جلال التعامل معك؟
ويرد الفنان:
- سأقنعه وعليه أن يفهم أن وجها مثل الآنسة أمال حسني ليس من حقه أن يحتكره لوحده ويحرمها من كل حقوقها.
وهي تحاول الجلوس بالقرب منه قالت وهي تنظر إليه ثم نحو أمال:
- ولماذا كل هذا التعب فالممثلات غيرها كثيرات ...
شعرت أمال لحظتها بنوع من الإهانة فقامت لتستأذن من الفنان بالانصراف، لكن الفنان أوقفها قائلا:
- اجلس يا آنسة أمال، بل هي التي سوف تنصرف.
قالت مرفت في غضب:
- تطردني من مجلسك
رد الفنان قائلا:
- أرجوك لا تخطئي الفهم، صحيح نحن الآن في مكان عام لكنك تعرفين جيدا أن الذي بيني وبين الآنسة أمال عمل ويجب أن...
فقاطعته وهي تقوم وبكل غضب قالت:
- قل أن الذي بينك وبينها بداية لقصة حب كتلك التي بدأتها معي...
وبقدر ما أدهشت الكلمة الأخيرة الآنسة أمال حسني تلقاها الفنان في هدوء تام، وبعد فترة سكوت رد بكل هدوء:
- هل قلت كل ما عندك ... ؟






ولم ينتظر ردها بل تابع قوله بالهدوء نفسه:
- يا للا انصرفي ... ولأول مرة وآخر مرة أقول لك يكفيك تجسسا على حياتي العملية والخاصة ...
مرفت لم تكن تتوقع هذا الرد من الفنان بالرغم من علمها المسبق اهتمامه بالممثلة أمال حسني، وغادرت المكان وهي تقول:
- كذاب ... خداع ...
وتحاول أمال أن تغادر المكان في الوقت نفسه، لكن الفنان يرجوها أن تجلس وتسمعه، وبدأ بالكلام قائلا:
- أنا آسف ... إنك لست أول واحدة وجدتها معي وسلمت من تسلط لسانها ...
أمال التي كانت تسمعه في هدوء قالت بدون مقدمات:
- لكن يظهر أنها تحبك بقوة.
ويرد الفنان مدافعا عن نفسه:
- أعرف ... لكن يشهد الله بحياتي ما كلمتها عن حقيقة شعوري لا نحوها ولا نحو غيرها ... مثلها مثل غيرها لما طرقت باب منزلي رحبت بها كمعجبة وكصديقة لا أكثر ولا أقل لكن هي ...
وتوقف لحظة وأرسل نحوها نظرات الإعجاب لما شده إصغاءها إليه بكل هدوء...ثم نطق بكل أدب:
- هل تمانعين إذا أوصلتك إلى حيث إقامتك؟
وما إن أوصلها وقبل نزولها وبصوت كله رقة وحنان قال:
- تأكدي لو احتجت لأي مساعدة فأنا تحت أمرك.
ابتسمت في سعادة ونزلت بعد أن شكرته.
***
أمال بغرفة نومها، وعلى سريرها لم تغمض عينيها، وراحت تتذكر كلام مرفت التي اتهمت الفنان بقصة حب تجمعه معها، ثم إصراره الأخير على أن يجعل منها بطله فيلمه المقبل، رغم العراقيل التي تحول دون ذلك...فقالت تكلم نفسها «هل هو فعلا مهتم بي كوجه جديد أم...؟».
***
بفيلا الفنان هو الآخر بغرفة نومه ... حيث شرع يكلم نفسه «لا...لا يا سامي لا تغالط نفسك، اهتمامك بها ليس فقط كونها وجها جديد يستحق الاهتمام بل أكثر من ذلك...أنت يا سامي وقعت ولأول مرة وقعت صح» ... ابتسم سامي في سعادة ثم خرج من غرفته إلى الصالون بالطابق السفلي وراح يضغط على زر جهاز التلفاز، وجلس ليشاهد ما يبث، السكرتير بعد أن أنهى عمله بالمكتب خرج فإذا به يبصر وجود سامي أمام التلفاز تائها بنظراته وفكره فقطع عليه خلوته قائلا:
- لم أرك تائها ولهانا إلى هذه الدرجة من قبل مثل هذا اليوم.
ويرد الفنان مبتسما:
- فقط هذا اليوم!
ويرد السكرتير بشكل جدي وبنوع من المزاح:
- بصراحة وإن لم تخني الذاكرة، بدأ هذا التوهان والولهان من يوم ما بدأت تصوير آخر فيلم لك مع الوجه الجديد "أمال حسني"
ورد سامي متسائلا:
- وكيف عرفت ؟
ورد السكرتير:
- يا سامي ... يا ابني أنت تعرف جيدا أنني قبل أن أكون سكرتيرك ومدير كل أعمالك فأنا من ربيتك بعد المرحومين ...
وبصوت حزين قال سامي:
- بل وحرمت نفسك من تكوين بيت وأسرة من أجلي.
ورد السكرتير:
- بيتي وأسرتي هي يوم تتزوج.
وينطق سامي:
- وما رأيك فيها إذن؟
قال السكرتير بنوع من المزاح والجدية:
- إذا كانت هي التي سوف تجعلك تطلق العزوبية التي طالت، فهي رائعة بالتأكيد.
يبتسم سامي في سعادة وفجأة تغيب ابتسامته وبصوت حزين نطق:
- لكني أخاف رفضها لي.
ويرد السكرتير باندهاش مقاطعا:
- ترفضك! وهل فيك ما يرفض؟ سامي عبد العزيز نجم النجوم المشهور، الذي حفيت وراءه كل الفتيات، وكل سيدات المجتمع الراقي، من بنات ذوات إلى أميرات وكانت آخرهن مرفت ابنة أكبر تجار المجوهرات المهاجر بكندا ...
وقاطعه سامي قائلا بجدية:
- لكن أمال حسني غيرهن، فهي رغم صغر سنها تمتاز بشخصية قوية وجد ذكية ... ثم هي أولا في بداية مشوارها الفني، ومن المؤكد يهمها تثبيت خطواتها قبل التفكير في الزواج ثم ثانيا لا تنسي فرق السن.
ويرد السكرتير محتجا:
- وهل خمسة عشر سنة تعتبر فرقا كبيرا؟ ثم لا تنس أنه لا أحد استطاع أن يقدر عمرك الحقيقي بأكثر من ثلاثين سنة...
بعدها يطفئ السكرتير التلفاز ويتابع قائلا:
- يا للا نم الآن وغدا يجب أن نقوم بأول خطوة.
قال سامي باندهاش:
- غدا!، وبهذه السرعة!
ويرد السكرتير:
- هل نسيت مع من تعمل الحبيبة؟ هل تريدها أن تطير منك؟
ويرد سامي بسرعة:
- معك حق ولولا تأخر الوقت لذهبت الآن.
***
في اليوم الموالي، خرجت أمال من منزلها تجاه محطة أجرة السيارات، وقبل أن تصل توقفت سيارة من نوع مرسيدس سوداء بالقرب منها، نزل منها سامي وبكل احترام وأدب طلب منها الركوب ليكلمها في موضوع مهم إذا لم يكن لديها مانع وإذا تسع وقتها.
***
وصلا إلى إحدى النوادي، جلسا بإحدى أركانه البعيدة عن عيون الفضوليين، وبدون مقدمات طلب منها أن تسمعه قائلا:
- من يوم ما وقفت أمامي تمثلين دورك وصورتك لم تبرح خيالي، شعور غريب شدني إليك، في الأول أقنعت نفسي أنه مجرد اهتمام بك كوجه جديد، لكن رفض المخرج عصمت جلال حسسني أنه يريد أن يأخذك مني، كنت أريد أن أصارحك بشعوري نحوك بعدما أتأكد أنه لا يوجد أي شخص في حياتك، أمال! ... قصدي آنسة أمال، أرجوك إذا وجد أي شخص في حياتك فأنا لا أريد أن أفرض نفسي عليك ...
أمال وهي في كامل دهشتها وسعادتها ردت قائلة بصوت هادئ:
- لو قلت لك اسم الشخص الذي دخل حياتي أكيد لن تصدق ...
انتابه القلق وقد أدهشه ما سمعه منها ثم بلع ريقه واسترجع هدوءه وبصوت حزين قال:
- إذا كانت أول من اختارها قلبي لتكون شريكة حياتي قد وصلت إليها متأخرا فتأكدي أنني وإن كنت حزينا فسأكون سعيدا لو عرفت أن من فاز بقلبك يستحق ذلك ...
وفجأة غابت ابتسامته الحزينة وتابع قائلا:
- لكن من هو؟
قالت مبتسمة في سعادة:
- يهمك أن تعرفه؟
ودائما وهو في حالة قلق وبصوت مرتجف:
- بل تهمني سعادتك، حذار أن يكون عصمت جلال؟
ونطقت مبتسمة:
- بل النجم الكبير المحبوب من طرف كل الفتيات والنساء إنه الفنان سامي عبد العزيز.
توقفت لتنتظر رده، فإذا به وجد نفسه عاجزا عن النطق، ردها كان مفاجأة، فنطقت هي قائلة:
- ألم أقل لك بأنك لن تصدقني؟
تنهد بعمق وابتسم في سعادة وقال بصوت كله رقة وحنان:
- احكي لي كيف ومتى طرقت باب قلبك.
وبدأت تحكي في سعادة:
- قبل أن أدخل التمثيل كنت معجبة مجنونة بك، كنت أحلم بلقائك وأخذ صورة معك ... لكن لما تحقق الحلم وأخذت معك أكثر من صورة متحركة كدت لا أصدق، ولما لاحظت اهتمامك بي، وقعت في حبك، لكن اعتبرته حبا من طرف واحد، حبا مستحيلا خصوصا لما عرفت في الوسط الفني أن الآنسة مرفت شبه مخطوبة لك ... وكان علي أن أدفن هذا الحب... ولأني من أشد المعجبات بك فكان مستحيلا أن أخفي حبك عن نفسي وإن كنت استطعت أن أخفيه عن كل الناس حتى عن أقرب الناس إلي...
توقفت أمال عن الحديث لما أدركت أن سامي سرحان ... فنطقت قائلة:
- ألم تكن تسمعني؟
ورد عليها وهو يمسك بيدها بكل حنان:
- أريدك أن تأخذي لي موعدا مع ولي أمرك غدا.
وردت في سعادة:
- وبهذه السرعة
وكان رده وهو يمسك بيدها للقيام:
- بل الآن إن ليس لديك مانع...
***
وتم حفل الخطوبة ... ورغم أنه اقتصر على الأهل والأصدقاء المقربين فقط، إلا أن الخبر عم جميع الأوساط، والكل يكاد لا يصدق أن الفنان سامي عبد العزيز الذي أسر قلوب فتيات المجتمع الراقي من عائلات أرستقراطية وحتى أميرات والكثيرات منهن لا يعيبها جمالها ولا حتى مالها ومستواها العلمي عرضت نفسها عليه ... الكل لا يصدق أن الممثلة الشابة الصاعدة أمال حسني استطاعت أن تأسر قلبه لدرجة أنه لم يعد يفارقها ولو لحظة ... ورغم أن الكثير سعد لخطوبته وبادر بالتهنئة إلا أن هناك من تلقى الخبر بنوع من الغضب والحقد والحسد وأولهم المخرج عصمت جلال والآنسة مرفت.
اتصل عصمت هاتفيا بمنزل الآنسة مرفت فأخبره الخادم بأنها سافرت إلى كندا...اندهش وسأل الخادم:
- متى سافرت؟
وكان رد الخادم:
- بمجرد ما علمت بخطوبة سامي عبد العزيز.
أقفل المخرج السماعة وقال يكلم نفسه «هل دب اليأس في قلبك بهذه السهولة؟»...
***
كانت أمال تودع سامي بالمطار، وقبل موعد إقلاع الطائرة قال لها:
- لا أريد أن أبتعد عنك ولو لحظة ... لماذا لا توافقينني؟ فمدة أسبوع فقط وتنتهي المناظر الخارجية للفيلم ونأتي سويا ...
قالت أمال:
- وأنا كذلك يا سامي لا أستطيع الاستغناء عنك ولو لحظة، وأرى أن هذا الأسبوع سيمر علي كأنه سنة ...
فنطق قائلا:
- يا للا تعالي معي ... أو على الأقل الحقي بي.
قالت له وهي تبتسم:
- وحفل الزفاف، من سيحضر له؟
قال لها:
- إن كان على الحفل فيه ألف واحد يتمنى أن أكلفه به.
وردت عليه:
- لكن أنا يسعدني أن أشرف على كل شيء بنفسي.
وما هي إلا ثواني وكان موعد الطائرة.
قبل أن تخرج من المطار اتصلت بجدتها، هذه الأخيرة أعلمتها بأن المخرج عصمت جلال طلب منها الحضور فورا، مرت عليه وكانت المفاجأة لما عرض عليها أن تقوم بدور لا يتعد بضع ثوان ... ولما أرادت مناقشته مبدية رفضها للدور...كان رده:
- ليس من حقك الرفض وعليك أن تتذكري إحدى بنود العقد فأنت ملزمة أن تمثلي ما يعرضه عليك المخرج.
وكان ردها:
- لكن الآن أثبت قدرتي وموهبتي، ومن حقي أن أختار الدور بل وأناقشه أيضا.
قام من مكانه وأطلق ضحكة عالية وقال:
- ومن قال لك ذلك، أيكون الفيلمان اللذان قمت بتمثيلهما لحد الآن!؟
توقف لحظة ثم اقترب منها وبصوت هادئ وابتسامة لها معنى قال:
- على كل إذا أردت البطولة ... فأنا مستعد ... لكن ...
توقف عن الكلام لما حاول أن يقترب منها أكثر ويمد يده نحو وجهها، لكن أمال تبتعد إلى الخلف ببضع خطوات ثم نظرت إلى الساعة وقالت:
- إنني مستعجلة الآن ولنتكلم في موضوع الفيلم فيما بعد ...
أوقفها قائلا لها:
- أنا أعرف أن سامي ... أقصد السيد سامي عبد العزيز مسافر فلماذا هذا الاستعجال؟
لم ترد عليه واتجهت نحو الباب بينما تابع هو قوله لها:
- أنت مازلت في بداية الطريق، وإذا أردت أن تكوني مشهورة عالميا ولك رصيد في كل بنوك العالم، تستقلي طائرة خاصة بك في كل وقت، فأنا هنا، فكري جيدا وليكن مثلك الأعلى الفنان عمر شريف فالكل يعرف أنني السبب في فتح باب نجوم العالمية له.
***
لما وصلت إلى البيت حكت لجدتها، هذه الأخيرة نصحتها بأن تخبر سامي عن تصرفات هذا المخرج معها، لكن أمال لا تريد أن تعلم سامي بذلك لأنها تعرف جيدا أنه سوف يدفع المبلغ "وهو مبلغ كبير" ويخلصها منه، طمأنت جدتها بأنها لن تضعف أمام مغرياته وكلها سنتين تقريبا وينتهي عقدها معه ولن تجدده مهما كان الثمن ... بعدها تحمل أمال كتبها وتخرج تجاه الجامعة.
***
وما إن خرجت حتى كان السائق الخصوصي للفنان بانتظارها وقد فوجئت بوجوده، فأعلمها بأن السيد سامي هو الذي طلب منه ذلك، فركبت وقبل وصولها إلى الجامعة طلبت منه أن يتوقف لما أبصرت مجموعة من صديقاتها وهن ينزلن من الحافلة، وما إن تعرفت عليها إحداهن من بعيد حتى أشارت إلى الصديقات وإلى السيارة الفخمة التي نزلت منها آمال... وما إن اقتربت منهن حتى نطقت سعاد:
- أهلا بالفنانة أمال حسني ... بل النجمة المنتظرة ...
ابتسمت أمال وقالت:
- ألم أقل لك أنني هنا الطالبة أمال حسني فقط.
ونطقت الصديقة سمية:
- نجمة وخطيبة نجم وكلها كم أسبوع وتصبحين زوجة النجم الكبير سامي عبد العزيز.
وتنطق الصديقة زينب:
- أنظري يا أمال إلى العيون التي تلاحقك ...
وما إن رفعت أمال رأسها وحولته يمينا وشمالا حتى كانت عيون الفضوليين والمعجبين من كلا الجنسين تلاحقها....وتابعت زينب تقول:
- كثير منهم سألنا هل أمال حسني التي تدرس معكم هي نفس الممثلة الصاعدة أمال حسني؟ أم هو مجرد تشابه في الوجه والأسماء؟ وكأنهم غير مصدقين خصوصا خطوبتك للفنان سامي عبد العزيز ؟!
وردت أمال قائلة:
- معهم حق لا يصدقون إذا كنت أنا نفسي أحيانا لا أصدق أنني خطيبة سامي عبد العزيز.
وتنطق سعاد في اندهاش:
- أمال ! ...
وترد أمال:
- صدقوني إنها الحقيقة فأنا ...
وتتوقف عن السير لما تقاطعها في الكلام إحدى الطالبات حين طلبت منها قائلة:
- هل لديك مانع إذا أخذت معك صورة للذكرى؟
وتبادلت لحظتها أمال ابتسامة سعادة مع صديقاتها، وهي تأخذ صورة مع بعض الطالبات.
***
بمنزل أمال حسني ... تتصل بالمخرج عصمت جلال هاتفيا قائلة:
- ألو... السيد عصمت ... أنا … أنا موافقة …
لم ينتظر المخرج أن تكمل أمال كلامها وظهرت على وجهه علامات الفرحة والانتصار، لكن فجأة تذوب تلك الفرحة لما أكملت قائلة له:
- لكن بشرط أن لا يكون الدور محشورا، أما عن مدة الدور لا يهم حتى ولو لثوان معدودة.
***
عند عودة سامي عبد العزيز...وبينما هما في إحدى النوادي سألها قائلا وفي حيرة:
- صحيح مثلت دورا قصيرا ولمدة دقائق معدودة.
وردت عليه:
- نعم، فلا تنس أن العقد يحتم علي أن أشارك في كل الأفلام التي يطلبني إليها.
ويكون رده:
- لكن معقول أن يرجع بك عدة خطوات إلى الوراء بعد أن اثبت قدرتك وموهبتك!
ولم ينتظر منها أي رد بل تابع قوله بنوع من التساؤل:
- أمال هل حدث شيء منه؟
بلعت أمال ريقها وقالت في تلعثم:
- لا...لا طبعا، لكن ماذا تريد أن يحدث منه؟
ورد سامي بصوت هادئ:
- فأنا أعرف جيدا هذا المخرج، فهو بصراحة قليل الأدب، خصوصا مع الجنس اللطيف.
ابتسمت ومدت يدها نحو يده وقالت:
- اطمئن يا ...
وتوقفت عن الكلام فابتسم وقال بسرعة:
- يا للا ... يا للا أنطقيها، إلى متى ستظلين خجولة.
احمرت خدودها وارتعشت رموش عينيها في حياء وهي ترفع رأسها نحوه ونطقت بعد أن نظرت إلى الساعة:
- لقد تأخرت عن موعدك مع المنتج رؤوف زاهر.
فمسك بيدها بكل حنان ونطق قائلا متجاهلا ما قالته:
- أحبك ... أحبك فوق كل ما تتصورين.
***
حدد موعد الزفاف، وقرّرا الخطيبان أن لا تقتصر الحفلة على الأهل فقط مثلما حدث في حفلة الخطوبة.
***
المخرج عصمت بمكتبه يتفقد جميع الجرائد والمجلات وكله غضب لما علم بموعد الزفاف، وبعد فترة تخمين أدار قرص الهاتف، ومن بيت الآنسة مرفت أعلمه الخادم بأن الآنسة مرفت قررت الاستقرار بباريس، أقفل السماعة وقال يكلم نفسه "أكيد غبية"، ثم ضغط على زر العلبة الأتوماتيكية التي أمامه وطلب سكرتيره، وشرح له ما ينوي فعله وفي الأخير أفهمه حين يتصل بسامي يكون ذلك باسم فاعل خير.
***
قبل حفل الزفاف بيوم واحد طلب المخرج عصمت أمال حسني للحضور فورا إلى مكتبه، بحجة أن كاتبا له وزنه في الساحة الأدبية أحضر بنفسه قصة وشرطه أن تكوني بطلة القصة إذا أعجبتك.
بعد أن تركت السماعة ... قالت الجدة لما لاحظت استعدادها للخروج:
- لا تذهبي يا أمال فأنا لا أرتاح لهذا المخرج اللعين.
وردت أمال مطمئنة جدتها:
- لا تخافي علي، ثم عصمت تغير كثيرا في المدة الأخيرة لقد توقف عن ملاحقته لي بكلامه ومغرياته، ثم من يدري قد يكون اقتنع أنني لن أرضخ لمطالبه حتى لو كلفني ذلك أدوارا ثانوية لا تتعدى الثواني خلال كل ما تبقى من مدة العقد، أكيد اقتنع أخيرا أنني استحق العودة إلى البطولة التي بدأت بها حياتي الفنية.
خرجت لكن تركت جدتها غير مرتاحة البال، الجد طمأنها قائلا:
- لا تخافي على أمال فهي محصنة بتربية سليمة وشخصية قوية.
في تلك اللحظات تعود أمال بسرعة قائلة:
- إذا تأخرت عن سامي وعن موعدنا بنادي الأهرام فلينتظرني دون قلق، قد يأخذني الحوار مع الكاتب.
***
ثم خرجت بسرعة، ووصلت إلى مكتب المخرج عصمت جلال ولما أدركت عدم وجود الكاتب سألت عنه فرد عليها بأنه اتصل وأعلمه أنه مضطر للتأخر نصف ساعة ... نظرت أمال إلى الساعة وقالت بصوت المتأسف:
- أنا آسفة، مضطرة للإنصراف الآن، فسامي في انتظاري هو الآخر بعد نصف ساعة.
لم يظهر عصمت لحظتها غضبه لما سمع اسم سامي وقال:


هناء12 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس