عرض مشاركة واحدة
قديم 18-11-11, 02:23 PM   #4

الدكتوره سها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 109230
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,916
?  نُقآطِيْ » الدكتوره سها has a reputation beyond reputeالدكتوره سها has a reputation beyond reputeالدكتوره سها has a reputation beyond reputeالدكتوره سها has a reputation beyond reputeالدكتوره سها has a reputation beyond reputeالدكتوره سها has a reputation beyond reputeالدكتوره سها has a reputation beyond reputeالدكتوره سها has a reputation beyond reputeالدكتوره سها has a reputation beyond reputeالدكتوره سها has a reputation beyond reputeالدكتوره سها has a reputation beyond repute
افتراضي

بوعلى ياسين



لقّبه أصدقاؤه في عزّ شبابه بـ «بوعلي ياسين»، على أنّ «ياسين» اسمه الأول الحقيقي، و«بوعلي» اسم الفتوّة.


بوعلي ياسين في شبابه


أسمته والدته، حين ولد، عدنان، وبقي حتّى سن الخامسة أو السادسة لا يعرف له اسماً غيره، فلمّا دخل المدرسة صاروا ينادونه باسم ياسين، فلا يردّ عليهم، لذلك استدعت المدرسة والده ونبّهته إلى هذا الإشكال، فأصدر أمره بإلغاء اسم عدنان من الأسرة، لأنّ أُسَر المشايخ ـ باعتبار والده شيخاً ـ كانت تختار أسماء أبنائها من ضمن مجموعة محددّة من الأسماء الدّينية، مراعين أن ينسجم الاسم مع لقب «شيخ»، مثلاً: الشيخ ياسين اسم مناسب مثل الشيخ يوسف، بينما الشيخ باسم أو الشيخ سمير اسم غير لائق، إلا أن ياسين لم يصبح شيخاً دينياً بل ربما شيخاً ثقافياً، مع أن شجرة العائلة تنتهي بنسبة من جهة والده إلى الأمير المكزون السنجاري، أي أنّ سلالته سلالة شيوخ، لكنّ «المشايخ» عموماً لم يكونوا بالنسبة لبوعلي سوى مصدر للتندّر والتفكّه اللّطيف، لاسيّما بكتابه السيري «عين الزهور».

ولد بوعلي ياسين سنة 1942 لـ يَكْوي ويشفي النّاس، بنيران كتاباته، من الجَرَب النّفسي الثقافي، كيف لا، وهو الذي فتح عينيه للمرّة الأولى، ورأى النّور، في قرية عين الجرب التي تبعد 22 كم عن مدينة اللاذقية السورية باتّجاه الشمال، وسُمّيت هكذا لأن فيها ـ كما يقول أهلها ـ عين ماء تشفي من الجَرَب. لم تكن هذه القرية أكثر من مزرعة صغيرة أسّسها والد جدّه، وتقع على سفح يطلّ على نهر الكبير الشّمالي من جهتي الشّمال والغرب، في هذا النّهر، كانت النّساء يغسلن ثيابهن وأطفالهن في الشّهور الدّافئة، وفي محيط الضّيعة ثمة غابة صغيرة من السنديان والبلّوط وبعض الأشجار الأخرى، يتوسّطها مقام يسمّى «مقام الخضر»، وفي قلب الغابة مقبرة لذكور العائلة، حيث لم يكن يُسمح بدفن النساء في هذا المكان المقدس الذي راح يسمّى «غابة الخضر»، وإن حدثت حالة واحدة فقط، ودُفنت امرأة، فإنها حالة لن تتكرّر. هذه القرية بوصفها نهر ذاكرته الأولى، الذي فاض وتفرّع إلى أفكار، كتب، ومشاريع، سمّاها في سيرته الضاحكة: «عين الزهور». الاسم ذاته أطلقه على مكتبة أنشأها لتكون ـ عبثاً ـ دار نشر.
نتيجة عمل والده العسكري فقد تنقّل وعاش في معظم المدن السورية، وهذا الأمر جعله وأخواته وإخوته يشعرون بأنهم غرباء على الدوام، وجعل أمّه تحمل مسؤولية الأب ومسؤولية الأم، وقد كانت «حقاً على قدر المسؤولية».


تربية الرّاهبات الصّارمة


الخروج الأول من مدينة اللاذقية كان إلى حلب حتى عام 1950، في السنة الأولى لإقامته هناك دخل مدرسة خاصة تعادل الآن رياض الأطفال، يذكر فيها «تهديد الراهبات بمسح آذان الأطفال بالزيت وإرسالهم إلى القبو، حيث تأتي الفئران لتلحس الزيت من آذانهم»، هنا كره التعلّم! لكنه تعلّم ـ فيما بعد ـ كثيراً، وعلّم غيره.


احتجاجه الأول



من كتب بوعلي ياسين


في حماة وعى «الحرية المسؤولة للذكر»، واستغرب كيف يرتدي الذكور الثياب نفسها إلى أن تهترئ تماماً، بينما تغيّر الأنثى دوماً ثيابها، وحين أبدى الطفل ياسين احتجاجه على التفرقة في اللباس بينه وبين أخته، قالوا له: «هي بنت، أتريد أن تكون بنتاً؟». هنا وعى الشرخ الاجتماعي بين الأنثى والذكر. وتعليقاً على الحادثة يقول: «هكذا باكراً تجري تهيئة الذكر لتحمّل المسؤولية في المستقبل، مسؤولية الأسرة ومن ثم مسؤولية المجتمع على هذا التفاوت». لكنه لم ينس أن يناصر المرأة ويكتب الكثير حولها، ويقوم بسلسلة أبحاث عنها، فكتب «أزمة المرأة في المجتمع الذكوري العربي» عام 1992، وأهدى الكتاب إلى أخته حياة.

في هذا الكتاب يقول: «أحياناً تبدو لي المرأة العربية في موقفها تجاه الصراع الاجتماعي من أجل تحررها كأنها حسناء تجلس على منصّة، متفرّجة على قتال رجلين يتنافسان على الفوز بها. وهاهي الآن تتفاجأ بمن يدعوها لأن تنزل بنفسها إلى الساحة، وتقاتل في سبيل حقوقها، ليس مع النساء ضد الرجال، ولا مع الرجال ضد النساء، بل مع الاتجاه الذي يريدها فاعلة في المجتمع، ضد الاتجاه الظلامي الذي يريد إعادتها إلى/أو إبقاءها في عصر الحريم. لكن، لعلها ما زالت مستمتعة بدور الحسناء المتفرّجة، ترى من الطبيعي أن يناضل فريق من الرجال بالنيابة عنها. إزاء ذلك، في ظروف عامة صعبة، يشعر هذا الفريق المتنور بالضعف أمام الفريق المعادي الذي يتّهمه بالخروج على الدّين والأخلاق والقيم، فتراه يهيب بالمرأة العربية، ويعنّفها كي تتخلّى عن سلبيتها، فتغضب غضب الطفل. ثم إذا به يجد نفسه هدف هجوم المرأة نفسها التي أخذ بيدها من قبل، وشجّعها على خوض نضالها التحرّري».

تعلم في القنيطرة (1955ـ 1958) معنى التسامح الديني والمذهبي، وسلّحته هذه المدينة ضدّ التعصّب الطائفي والقبليّ والقومي، فانتمى إلى بساطة الحياة وحريتها.


أوّل الغيث قطرة


في القنيطرة أيضاً ظهرت لديه منذ عام 1956 البوادر الأولى للنزوع نحو الكتابة. في مدينة حماة شهد عام 1953 اغتيال وصفي الحوراني أثناء مظاهرة صاخبة ضد الرئيس السوري آنذاك أديب الشيشكلي، كان يرى أن الحركة الطلابية كانت ناشطة في حماة تلك الفترة، وتأخذ ثلاثة اتجاهات: ديني قوي، قومي (بعثي) متزايد القوة بفضل التأييد الفلاحي، شيوعي ضعيف، وكانت تلك الاتجاهات جميعها ضد حكم الشيشكلي، وضد بعضها أيضاً، لكن ذلك لم يجعل الفتى يخوض غمار السياسة بعد، حتّى جذبتْه إليها أحداث مصر 1956، وتمّ تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي، والتي أسفرت عن تزايد لا مثيل له في شعبية جمال عبد الناصر، فأصرّ مع أخيه أن يسمّي أخاه المولود في ذلك العام «جمال» تيمّناً ومحبة بالرئيس المصري، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً.

عندما وقع الخلاف بين عبد الناصر والبعثيين عام 1959 بقي على ولائه للوحدة السورية ـ المصرية ولعبد الناصر، وعندما وصلت العلاقة إلى حدّ القطيعة والعداوة عام 1960 عاش في نزاع داخلي، بين عشقه للوحدة، والتزامه بحزب البعث، يقول: «لقد كرهنا في الحقيقة نظام عبد الناصر بتقييده للحريات وبملاحقة مباحثه، بتشجيعه الضمني الانتهازية والوصولية والغوغائية، باحتوائه في الاتحاد القومي لكل منافق مهما كان انتماؤه الطبقي أو العقائدي أو السياسي وكيفما كانت ممارساته وأخلاقه». ويتابع: «لكننا كنا من السذاجة والغباء واللامسؤولية أننا لم نع أنّ موقفنا قد انصب دون إرادتنا في المعسكر الانفصالي، وكان نظام عبد الناصر من الغباء والغرور والتسلط أنه حارب دون هوادة التقدميين والوحدويين الانتقاديين، فقوى العناصر الانفصالية المنافقة له، حتى استطاعت (ومن موقع المسؤولية) بسهولة القضاء على الوحدة». ويعتبر أن المظاهرة التي خرجت في دمشق ضد عبد الناصر إثر الانفصال، والتي انقلبت هي نفسها أثناء المسيرة إلى تأييد عبد الناصر عندما سمع أصحابها بإمكانية التوصل إلى اتفاق، «مظاهرة حربائية لم يبدعها خيال أديب ساخر».


ما بين الخيبة وبين الفرحة


طار بوعلي ياسين من الفرح حين تحقّق حلمه في إرساله إلى مصر، ضمن بعثة حكوميّة لدراسة الإحصاء التطبيقي للعام الدراسي 1961ـ 1962، وذلك بعد أن كان قد تسجل في كلية الصيدلة بجامعة دمشق، ولكن الفرحة بدأت تتلاشى ما إن حدث الانفصال بين سورية ومصر، فشاع الاضطراب في العلاقة بين البلدين، وألغيت البعثة، فتكوّم الشاب في إحدى الزوايا، أو تحت إحدى الأشجار منهاراً يائساً، وبدت أحلامه تتكشف على أنها مجرد أحلام يقظة.

وبعد شهور من هذه الخيبة، وبينما كان نائماً في الصفصاف في صباح شباطي من العام 1962، وإذا بصديقه يناديه لاهثاً من كثرة الركض، ويقول له: «هيّئ نفسك، ستسافر إلى ألمانيا الغربية خلال عشرة أيام»، إذ أنّ البعثة الدراسية الملغاة في مصر تحوّلت إلى ألمانيا الغربية عام 1962، وما بدا أنه غير معقول تحقق فعلاً، فقد حُوّلت البعثة إلى ذلك البلد الرأسمالي المتقدّ، وسافر بوعلي ياسين إليه في 5 آذار 1962، حيث طوّر مساره الفكري والشخصي هناك.


مس أوروبا



من كتب بوعلي ياسين


في قرية صغيرة ساحرة على أقدام الألب من ولاية بافاريا التي عاصمتها ميونخ، تعلّم بوعلي ياسين اللغة الألمانية بمعهد غوته، ثم انتقل ليدرس العلوم الاقتصادية في جامعة بون.

في اليوم التالي لوصوله إلى بون لم يوفق إلى غرفة مفروشة يستأجرها، وبعد أن بحث عنه أصدقاؤه طويلاً، وجدوه يسكن في مكان عجيب: ثمة سفينة سياحية تدعى «مس أوروبا»، ترسو على شاطئ الراين في بون بعد انقضاء الموسم السياحي، تُستخدم كملهى ليلي للرقص والشراب، وتؤجّر مقصوراتها لمن ضاقت بهم اليابسة. هناك على متن «مس أوروبا» سكن بوعلي لمدة عشرة أيام، ريثما اهتدى إلى غرفة على اليابسة.

في تلك الجامعة صادف أحد أساتذته الألمان المعادي للاشتراكية، فتبلورت لدى بوعلي أسُسَ تفكيره وطريقته في النّظر إلى الأشياء والعالم: «كان ـ أي ذلك الأستاذ ـ بالنسبة لي ـ عملياً من حيث أراد هو العكس ـ الداعية الرأسمالي الذي هداني إلى الاشتراكية العلمية». فقرأها عبر كارل ماركس مباشرة باللغة الألمانية.

وعندما وجد أنّهم في تلك الجامعة لا يدرّسونهم علم الاقتصاد، بل علم اقتصاد طبقتهم الرأسمالية كما يقول: «أعطِ لقيصر ما لقيصر لا أكثر ولا أقل»، انتسب في الوقت المتبقّي أواخر 1962 إلى فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في ألمانيا والنمسا التابع للقيادة القومية، في الوقت الذي كان فيه هذا الحزب قد حُلّ في سورية بسبب الوحدة مع مصر، وكان لياسين قبل ذلك اتّصالات مع بعض شخصيات الحزب ممّن يُعرفون بالقُطريين، وبعد أن صار أميناً للحلقة الحزبية في بون، صار عضواً في قيادة فرع ألمانيا والنمسا، لكن عندما عاد إلى سورية في زيارة عام 1964، وكان الحزب قد وصل إلى السّلطة السياسية في 8 آذار 1963، ووجد الخلافات الحادّة بين أقطابه، حيث ضم من كان معادياً له قبل استلامه السلطة، وبدأت تسيطر عليه الأجواء الانتهازية من جهة، وغير الرفاقية من جهة أخرى، تركه، ولم ينتسب بعد ذلك لأيّ حزب أو تنظيم سياسي طيلة حياته.

في «الشتودين كولّيغ» المعهد التابع لجامعة بون، أراد بوعلي ياسين معادلة شهادته، فغضبت المدرّسة من الطلاب، واستغربت حين لم يعرفوا ـ لالتباس في اللّفظ ـ أين تقع شبه جزيرة القرم التي تسمّى بالألمانية «كريم»، فأراد بوعلي ياسين ردّ الاعتبار لنفسه ولباقي طلاب، فنهض وسأل المدرّسة، بمنتهى الجدية والحزم: «وهل تعرفين أين تقع آين آلا جاراب (عين الجرب)؟» فامتقعت المعلمة خجلاً، ظانّة أنّ عين الجرب من الحواضر العالميّة المشهورة.

درّس بوعلي ياسين العلوم الاقتصادية في جامعة بون، وعندما وجد أن هذه الجامعة تهيمن عليها العقلية الاقتصادية الأمريكية، كان عليه إما التخلي عن دراسة الاقتصاد والانتقال إلى فرع آخر، أو الانتقال إلى جامعة أخرى أقل عرضة للهيمنة الأمريكية، فوجد ذلك في جامعة «ماينتس»، وماينتس مدينة جميلة يلتقي فيها الراين والماين، وتقام فيها كل سنة احتفالات كرنفالية ضخمة، فانتقل إليها وعاش فيها ما بين 1965ـ 1969.


فرانكفورت


بقي بوعلي ياسين مشدوداً إلى فرانكفورت، المركز الرئيسي لحركة الاحتجاج الطلابي، والتي تجمعت حول اتحاد الطلاب الاشتراكي الألماني، ومنها انتشرت تلك المدرسة الفلسفية اليسارية المعروفة «النظرية النقدية»، وقد بلغت ذروتها في الانتفاضة الطلابية عام 1968، فانخرط بها بوعلي ياسين بالرغم من أنه طالب أجنبي، والتحق بإحدى الكومونات في فرانكفورت، وعاش فيها عدة شهور، منسجماً مع أفكارها الاشتراكية العلمية البعيدة عن المركزية والتسلط، والتي تعادي الإمبريالية العالمية، بالأخص الأمريكية التي تجلّت بأبشع صورها في حرب فييتنام، مؤيّداً حركات التحرر في العالم الثالث ولاسيّما الاتجاه الماوي (نسبة إلى ماوتسي تونغ) وتشي غيفارا، رافضاً الوصاية في كل مكان، في الأسرة والمدرسة والجامعة والوظيفة والمجتمع.






بو علي ياسين..أهل القلم وما يسطرون.pdf - 4shared.com - document sharing - download

بو علي ياسين..الثالوث المحرم.pdf - 4shared.com - document sharing - download

بو علي ياسين..حقوق المراه فى الكتابة العربية منذ عصر النهضة.pdf - 4shared.com - document sharing - download


الدكتوره سها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس