عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-12, 12:34 AM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1-عليك أن تقرري

منذ اللحظة الأولى التي البسها الخاتم إهتزت طربا ولكنها شعرت بشيء من التوجس ، وحجر الخاتم هذا منحوت من الياقوت تحيط به ماسات صغيرة متناهية الكمال ، وذكر عرضا ان الخاتم جزء من الأرث ينتقل من واحد الى آخر ضمن العائلة منذ أجيال ، الذوق اللاتيني واضح في صنع الخاتم كما هو واضح في مظهر روداري.
هل حقا يريدها ويحتاج اليها ؟ ما الذي يمكنها أن تقدم لرجل يستطيع الحصول على عروس كلها جمال وإتزان وذكاء؟
كانت السيارة القوية تسرع على الطريق ولا تكاد تمكنهما من مشاهدة كروم العنب ، وسطحيات اللوبيا والفاصوليا والأخاديد التي حرثتها الثيران ، السماء غائمة نوعا ما والشمس تطل على الأرض من بين الغيوم ، ألقت ألفي نظرة جانبية على الرجل الذي إتخذها زوجة له بإلباسها خاتما وبإعطاء عهد امام الله والناس وأحست مرة أخرى بقشعريرة برد تسري في جسمها سببه الخوف لا الطقس ، وداخلتها رغبة جامحة في أن تهرب منه قبل فوات الأوان ، وحتى لوتوقف وهي جالسة بقربه وفتح لها الباب لن تجسر على الفرار منه مع ما هي عليه من رعب.
هذا الرجل هو روداري فورتوناتو وهو يأخذها الآن معه الى الفيلا خاصته في جزيرة فورتوناتو ولكن دون ان يوجه اليها كلمة واحدة في يوم زفافهما بالذات.
هل هو نادم على ما فعل؟ هل تدل ملامحه على هذا الندم؟ تلاحظ خط توتر في جانب وجهه وفكيه المطبقين ، وقد تكون مخطئة في تمييز ما ينم عنه هذا الوجه المسمر من جراء التزلج طيلة الشتاء في جبال الألب الإيطالية ، حيث كان الناس في الفندق يتهامسون فيما بينهم أنه في طور الخروج من محنة قاسية.
كانت الفي قبل زواجها تعمل ممرضة محترفة في الفندق وتقوم على العناية بالمتزلجين الذين يصابون في حوادث الثلج ، ومما زاد هذه الفتاة الإنكليزية تعلقا بعملها بيئة جبال الألب ، قطعت ألفي الصمت بينهما بسؤالها:
" هل سنصل الجزيرة بعد الظلام؟".
كان يظن أن عروسه تفضل تمضية شهر العسل في بيت أجدداده فإصطحبها الى الجزيرة بالرغم من أنه يقضي معظم وقته في روما حيث يمتلك جناحا في أحد البنية ،ونم سؤالها البريء عن شعورها بالخوف منه وبحبها له في آن معا ، أنها ترغب في ان تكون له بكليتها ولكن قصر المدة التي تم فيها التعارف بينهما وتلاحق الأحداث جعلاها تشعر كأنها فريسة مطاردة تريد ان تلتقط انفاسها خلالها.
كان منظر الطريق أمامهما خليطا من الشمس والظل وخاليا من حركة المرور ما عدا بعض عربات المزارعين أو شاحنة أو شاحنتين من الطراز العتيق إلتفت روداري اليها وقال مازحا:
" نعم ، بعد الظلام ، غير ان الزوق الذي سينقلنا الى الفيللا سيكون مضاء ، ولأنني لا آتي الى هنا إلا نادرا تقوم على عناية البيت مدبرة بمساعدة زوجها ، وكما أخبرتك فإن والدي متوفيان وفي روما كثيرا ما أتردد على اختي التي تعيش مع جدتي في ضواحي العاصمة ، هل أنت مطمئنة البال الآن ؟ في الفيلا ينتظرنا دفء ونظافة ووجبة طعام لذيذة وغرف نقية الهواء.
وضحك ساخرا ثم قال:
" أنتم معشر الإنكليز تقلقكم التوافه ولكنكم تحتفظون بهدوئكم في الأزمات".
" يختلف مزاجنا عن مزاج الشعوب اللاتينية ، ولا تهمني الترتيبات المنزلية في الفيلا حتى درجة القلق ، حيث انني أكيدة من سير الأمور على ما يرام.... إذ لا اتصور أن شخصا مثلك يقبل باقل من الأفضل".
لم يعلق على قولها بشيء وعضت على شفتها ندما ، هل لا يعتبرها فاتنة أو رصينة كما يريد ان تكون فتاة احلامه؟ إنها ما تزال تتذكر ما كان يقوله نزلاء الفندق عن حزن المّ به من جراء حب ضائع.
مرّا الان بواد تكسوه أشجار اللوز المزهرة بينما تلمّست بأصبعها حجر الياقوت الذي تراه غريبا على يدها او كأنه ليس في محله ، ذكّرتها ازهار اللوز باللونين الأبيض الزهري رمزي يوم الزفاف والماس الذي تشتهيه كل عروس.... وفجأة طفرت دمعة من عينها ، هل قادها روداري الى الهيكل المزدان بالسوسن والشموع ليعقد قرانه عليها بدلا من أخرى فقدها؟
" أراك إلتزمت الصمت فجأة ".
أجابته بإقتضاب:
" وأنت ايضا".
" هل هذه أول مشاحنة بيننا؟".
" مشاحنة؟ كلا ، كنت فقط امتع النظر بزهر أشجار اللوز".
رفعت خصلة عن عينها كانت قد افلتت من شعرها الملفوف بشكل كعكة وراء راسها ، والملفت للنظر التغاير بين لون شعرها الكستنائي الذهبي وعينيها الرماديتين الصافيتين ، والظل الموجود تحت عظمة الوجنتين والحنو الظاهر في فمها ، قال روداري:
" أنت بحاجة الى الأكل ، يقولون أن الفتيات لا يأكلن كثيرا يوم زفافهن".
توقفا بعد برهة وجيزة عند مزرعة حيث تناولا غداء خفيفا تبعه قليل من التين التوسكاني وفنجان قهوة ، وأخذا معهما بطيخة أكلاها فيما بعد على جانب الطريق وتلذذا بطعمها الحلو.
كان الوقت غسقا واضفى لونه الأرجواني جمالا سحريا على الطبيعة وكانت تصل اليهما رائحة محاصيل الأرض من حولهما ، هنا منبت ورداري ... ووجود الفي في إيطاليا هو نتيجة إندفاع من قبلها لم ترج غاية من ورائه سو إرضاء نفسها.
" هل تذوقت فاكهة بهذه اللذة من قبل؟".
إنفرج وجهه الأسمر عن إبتسامة وقال لها وهو يضع يده على وجنتها :
" ما تزال أمامنا بضعة أميال قبل أن نصل ، فلم لا تغفين وانا اسوق؟".
" حسنا".
أحست بيده الحارة تتلمس وجنتيها ، إنزلقت قليلا في مقعدها وغطت وجهها بفرو المعطف ... هي التي لم تحلم بإمتلاك معطف من الفرو، وقدرت معطفها الناعم واللامع بثمن باهظ ، وعندما قدّمه لها وضعه على كتفيها بصورة عرضية تماما مثلما البسها الخاتم الياقوتي ، جميل منه أن يقدم لها الملبس ووسائل الجمال ، ولكن هل يحبها ؟ وهنا عادت بها الذكرى الى أولى ايام تعرّفها به
.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس