عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-12, 02:38 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بدأ قلبها ينبض بسرعة أكبر عندما أخذت السيارة تنحدر من التل مقتربة من مرفأ بدت انواره جلية وهي تضيء اشرعة وصواري الزوارق الإيطالية ، ورأت امام عينيها مجموعة بيوت وسقائف وارصفة الميناء الحجرية ، ساق روداري سيارته بمحاذاته وأخيرا توقف ، وإلتفت اليها وبقي مدة وهو ينظر اليها دون ان يتكلم الى أن قال أخيرا:
" وأخيرا وصلنا ، أظن أنك متلهفة لتشاهدي الجزيرة والبيت ، ولكن كلما لمست يدك احسب انك ترتجفين وتصيبك العصبية كلما كلّمتك ، هل يبدو علي كأنني سابتلعك، كما تبتلع العافير الغيرة التي يبيعها الطباخون التوسكانيون جاهزة للأكل ومناقيرها مفتوحة كأنها تتوسل ؟ تماما كما تبدوشفتاك عندما أنظر اليك؟".
أحست باصابعه ترفع يدها وبنبضات قلبها تحت ضغط إبهامه على معمها ، لا يجب أن تسلك هذا المسلك إذا ارادت ان تكون رزينة ومطمئنة وأكيدة من عنايته الفائقة بها.
" يجب أن تتذكر يا روداري أنن بعيدة عن الأشياء المألوفة".
" من هذه الأشياء المالوفة مثلا بيت للممرضات في كنسنتون ؟ هل نسيت يا عزيزتي بأن لك إمرأة أب بعد وفاة والدتك كما قلت لي ، وانك لا تستمتعين بحياة بيت عائلي كما تشتهين ؟ البيت العائلي شيء ثمين جدا للمرأة ، ساقدم لك بيتا على هذه الجزيرة وآخر في روما ، وأنت ماذا ستقدمين لي؟".
شعرت بان قلبها كالعصفور الذي يخاف ان يكسر جناح له.... وذلك من وجلها ولكنها وضعت ذراعها حول عنقه وتحرك في قلبها حب لهذا الغريب الذي لم تشعر به من قبل ، قد يتعلم كيف يحبها كما احب الفتاة الأخرى .... الجميلة الصعبة المراس التي لا تجرؤ الفي على مجاراتها وصورتها بعد حية في قلبه الان.
إبتسم لها وهو يحدق فيها ، أمتلأ انفها برائحة جميلة إنبعثت من سترته عندما وضعت رأسها على كتفه ، قال روداري بصوت خافت:
" أنك لغريبة حقا ، انني اتساءل هل كنت محقا في ملاحقتك ام لا ؟ فإذا كانت لديك اية رغبة يا مولودتي الجديدة، ما هي ؟ هل تتمنين لو انك لم تتعرفي علي؟".
وبينما هي مترددة في التعبير عن رايها من شدة وجلها ولوّح شخص ما بمصباح الى جانب السيارة وكلم روداري بالإيطالية ، قال روداري:
" آه ، هذا مراكبي البيت مانفريدو والذي سينقلنا الى الجزيرة ، تعالي ، أنا في عجلة لأريك البيت حيث ولدت".
رأت الفي وهم في طريقهم الى المركب حدائق على الشاطىء كأنها جنة صغيرة، انزل المراكبي حقائبهما وبينما كان شعرها يتطاير أحست بقبضة قوية تمسك بها لتساعدها وهي تنزل الى المركب ، كان هذا المراكبي ، جلست الفي واخذ روداري مكانه بجانبها وإبتعد الزورق.
برز القمر من وراء الجبال وسطع بنوره الفضي على الماء وحركات الزورق تكسّر شعاعه في البحيرة ومحركه يعكر صفو الليل ، لم يتكلم أحد وبدا روداري كأنه يتلذذ بهذا الصمت ، وبعودته الى بيته الذي يعج بذكريات لا تستطيع عروسه مشاركته فيها ، وفي وسط هذا الصمت كان المراكبي منهمكا بقيادة المركب ولاحظت ألفي نظراته الخاطفة نحوها بين الحين والآخر ، هل يعتبرها غير جديرة بسيده؟ هل ميّز فيها وجها سموحا أكثر منه جميلا وعينين وقورتين لا تليقان بعروس؟
لاحت الجزيرة تحيط بها البحيرة التي تعلوها جدران الفيللا بشجر السرو ونبات الدفلي العطرة ، وذكرتها بابراج الفيللا ونوافذها شبه الخفية بمشاهد البيوت التي تسكنها الأرواح.
شدت ألفي باصابعها على جزدانها وفكرت بأيام ىل مديشي وايام المبارزات والأخذ بالثار وبحب دانتي الأبدي لبياتريس ، وشبهت ألواح النوافذ الزجاجية الصغيرة التي تعكس نور القمر بسطوح من الماس ، احست بجمال وغموض يكتنفان المكان ، كيف ستقوم باعباء سيدة القصر وبمتطلبات حياة روداري في روما؟
اغمضت عينيها لتلو صلاة صامتة وعندما فتحتهما كان المركب قد وصل الى الرصيف واخذ روداري والمراكبي يتكلمان بالإيطالية بطريقتهما السريعة ، وفي لحظة رات الفي نفسها واقفة على الرصيف تنظر الى الفيلا حيث ستمضي شهر العسل.
قادها روداري من يدها وأسرع بها صاعدا السلالم ومرا في نفق من نبات الآس العاطر والكاميليا وإستقبلتهما ضفادع الأشجار بنقيقها المرتجف، لهثت عندما لاح لها شبح شاحب اللون وسمعت تساقط قطرات الماء ، أنه تمثال لحورية ذات جسم وثياب رشيقة، وكان الماء يتساقط من فوق التمثال وبغسله قبل ان يصل الحوض.
" الحدائق الإيطالية غنية بالتماثيل التي تبدو كانها تستعيد الحياة من جديد في ضوء القمر".
وازاح روداري غصن دالية عن طريقهما وقال:
" ساريك غدا بيت نبات السحلية أو الأوركيديا وأشجار السرو الكشميري التي يتحول لونها ذهبا في ضوء الشمس ، وفي القصر كنيسة صغيرة ، هناك زفّت والدتي على والدي ، إنحدرت والدتي من عائلة تزرع الدراق وبسببها دبت الخلافات بين والدي واهله الذين كانوا يرفضونها ولم يتمكن من الزواج بها إلا بعد معارك كلامية ومشاحنات ، أسمها سابينتا وكل واحد في الجزيرة سيؤكد لك أنها كانت تفوق زهر الدراق جمالا ، ماتت وأنا ما زلت طفلا إبن بضعة ايام ، وأكثر ما كان يزعج جدتي في روما أن ترى زوجة إبنها تمشي حافية القدمين دون أي مراعاة لنظم المجتمع الروماني الصارمة في تلك الأيام".
" إنني لأتساءل ما عسى تقول جدتك عندما تراني".
إلتفتت الفي بعنف الى روداري عندما آلمتها قبضة يده وهي تضغط على الخاتم الذي حز في جلدة أصبعها ، وعضت على شفتها من الألم.
" هل تسيرين حافية؟".
" كلا ، ولكنني لست من المميزات والكونتيسة تأمل بلا شك ان تراك متزوجا بفتاة من طبقتك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس