عرض مشاركة واحدة
قديم 29-02-12, 11:23 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" على الكونتيسة أن تقبلك انت وبرغم كونها مستبدة برايها ، وهذا تنبيه لك ، ستجدين شقيقتي هلين رقيقة ولطيفة ، انها أرملة ، ومات زوجها فلافيو الذي كان يعشق السيارات في سباق كان مشتركا فيه ، اتمنى لو تتزوج ثانية ولكنها متعلقة بذكرى زوجها المجنون الذي لم تعش معه إلا فترة قصيرة ، الحب شيءغريب يا الفي ، الحب إحساس غريب ومؤلم يجب تجنبه بأي ثمن".
تقبلت الفي هذه الصدمة التي سببتها كلماته بصمت ، ولكنها ثارت في داخلها وتألمت ، إنتزعت يدها من يده ورفضت ان تدخل الفيللا معه.
" ماذا تفعلين؟".
لم تكد تسحب يدها حتى امسكها من كتفيها والصقها بشجرة وراءها تفوح منها روائح أزهارها المتدلية من الأغصان ، وإختلطت بالصراع القائم بين الفي وروداري .
قالت بصوت مخنوق:
" في إمكانك تجنبي ايضا ، وفي إمكانك ان تدعني وشأني فأبتعد غدا ، وهكذا تنسى انك تورطت مع زوجة صدف انك لا تحبها....".
" أنا تزوجتك لأنني بحاجة اليك".
هزّها بعنف وهزّ الشجرة معها فتساقطت بعض الأوراق من أزهارها الناعمة كما خرجت كلماته ناعمة من فمه:
" لم أدّع ابدا انني شابا رومنطيقي ولم أطلب منك أن تتصرفي معي كما لو كنت عاشقا في أحلامك ، نحن فردان مستوحدان... وهذا وضع مشترك بين كلينا ، كوني أكيدة يا ألفي من أن الوعد الذي اعطيناه اليوم ليس وعدا يمكننا التراجع عنه ببضع كلمات أو بنزوة غضب أو يقول الحقيقة ، لك عينان نقيتان تفضلان الحقيقة على التظاهر ، أنت حقيقة كما أنني حقيقي ، وهذا المكان وجد ليكون مكان شهر عسلنا ، وشهر العسل واقع لا محالة ، انك تزوجتني ولا يوجد شخص على هذه الجزيرة يستطيع نقلك بالزورق بغير امر مني".
" هل تنفذ تهديدك؟".
" لم لا ؟ سأنفذه ، أنا لاتيني بين افراد شعبي ومفهومنا عن المرأة هو انه يجب إخضاعها".
" تتكلم كانك تنوي تحويلي الى سجينة هنا !".
" لا تبالغي".
ضحك ساخرا وإنحنى ليعانقها ولكنها ادارت وجهها إحتجاجا على صراحته القاسية ، إلا أنه أمسك بها بقوة ، كان كل جسمها يصرخ إستنكارا وتعمد أن يلمس عنقها من فتحة المعطف ومن ثم طوقه بيده كمن يحمل عنقود عنب ، قال موبخا ومتهكما:
" يبدو كانك تقدمين نفسك ضحية ".
وأخذ يمسد فروها كمن يلاطف شيئا يمتلكه فيما كانت عيناه الواسعتان تهيمنان على باقي ملامحها ، امسكت عيناها الرماديتين عن البكاء ولكن قلبها كان يصرخ عاصفا ، وقد إعتقدت بانها ستقتنع بحب شخص لا يحبها ، غير أنها عرفت مدى الإهانة في إعتبار نفسها شيئا يملكه.
واضاف قائلا بكلمات موزونة كانه يحذرها من معاكسة مزاجه اللاتيني:
" عناقي لك هو ترحيب بك الى فيللا فورتوناتو ، طبعا أنت مسرورة بأن تكوني هنا بعد رحلة طويلة بالسيارة".
كانت تنظر حولها وهما يصعدان الدرج الى السطيحة ، وبعد صف من النوافذ رات غرفة فيها مدفأة نارها مشتعلة ، اعطاها هذا الهدوء طابع غرفة ناعسة في ضوء القمر ورائحة دخان الحطب المحترق ، وأخذت عيناها تعتادان على جوهذه الغرفة التي وجدت فيها شيئا من السحر الممزوج بالنذير تترقب كشف الغطاء عنه.
وجفلت عندما اطبق بيديه على كتفيها وتسارعت دقات قلبها وخشيت من توقه إذ توقعت ان يحملها بين ذراعيه ويتخطى بها عتبة الغرفة تبعا للتقاليد ، توترت أعصابها وهي تنتظر حدوث ذلك ، ولكنها سمعته يتنهد ويقول لها:
" لندخل ، رايتك ترتجفين عندما لمستك... إقتربي من النار لتدفأي".
ترددت ولكنه دفعها نحو المدفأة وبدا كانه فقد صبره معها كمن ندم على تسرعه بالزواج منها ، نظرت اليه مكرهة لتستكشف علائم الندم في عينيه وإذا صح انه ندم كما ظنت فكيف تمضي معه الساعات المقبلة خالية من كل فرح ؟
وفيما هي في هذا الوضع تذكرت الحديث الذي جرى بينها وبين إمراة بدينة ثرثارة كانت تعالجها في الفندق بعد ان كسر كاحلها في التزلج :
" إن هذا الشاب المدعو فورتوناتو أكثر جاذبية من أي شخص آخر ولكنه غامض ، لاحظي عينيه السمراوين والمفكرتين.... يقولون أنه كان مولعا حتى الجنون بإحدى جميلات المجتمع في روما.... أو البندقية ؟ آه ، البندقية ، هل تعرفين هذه المدينة؟ يا له من مكان رومانطيقي.... ولكنكن معشر الممرضات ليست لكنّ حياة رومنطيقية ، اليس كذلك؟".
أجابت الفي بإقتضاب وهي تعالج الكاحل:
"ليس تماما".
هل زواج روداري منها رد فعل أم بديل عن فقدانه ذلك الحب؟
" تعالي ، لا تتواني ، ام أنك خائفة من وجودك وحدك معي؟".
" كلا".
لكنها خائفة فعلا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس