عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-12, 12:14 AM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان الصوت خافتا ودالا على الصدق ، وتطلعت السيدة ردفيرن في عيني بني دون ان ترف ، وتابعت:
" إنني احبه وأنوي الزواج منه ، ولكنني أريد أن أطلع ماكس على ذلك في وقت يلائمني .... عندما ارى ان المناسبة مؤاتية".
إقتنعت بني بهذا التوضيح ولكن بشيء من خيبة الأمل ، كيف يكون موقفها احويا إتجاه ماكس بينما يجهل كل شيء عن خطوبة أمه؟
" شيء آخر يا بني.... عودي الى عادة مناداتك لي السيدة ردفيرن ، ارجوك ، لا تنسي".
قالت:
" ساحاول أن اتذكر " وخرجت بعد ذلك.
إستيقظت بني مع شمس كان شروقها ذهبيا ووهّاجا ، اطلت من النافذة والقت ببصرها على حديقة بيت ماكس ردفيرن في مزرعته ، كانت الحديقة تتوهج بالألوان الزاهية كأنها شعلة من نار ، زاد من رونقها شعاع شمس الصباح ، ووصل الى انفها اريج زهرة البنفسج الإستوائية بلونيها الأحمر الأرجواني ، وأريج نبتة الأقحوان الصفراء التي يطلق عليها الناس هناك إسم رذاذ الربيع لأن أزرارها الصفراء وأوراقها تتدلى في عناقيد ، هذا غير نبات الأوركيد والغار الزهري وغيرهما من النباتات الإستوائية الباهرة التي تخطف البصر.
كان البيت محاطا بمزارع الموز والجبال الشامخة التي تنحدر منها السيول والشلالات لتروي الأحراش المتشابكة وشجر الأرز والنخيل .
تذكّرت أن غراهام قال أنها ستحب الجزيرة ، ولا تتصور أن هناك أحدا لا يتمتع بهذا الفردوس الإستوائي ، كما قال لها أنها ستسر بصحبة ماكس.
إغتسلت بني وإرتدت ثيابها ، وبعد نصف ساعة نزلت الى الحديقة حيث كان طعام الفطور جاهزا على سطح صغير تحيط به الأزهار ، لم يتأخر ماكس عنها فدعاها الى الجلوس وقال ان والدته ستتناول فطورها في الفراش .
كان ماكس يقرا رسالة فلم يكن هناك مجال للحديث ، تنهدت بني بخيبة عندما قارنت بين ماكس الذي كونته في خيالها وماكس الجالس أمامها ، فقد حلمت انه سيكون عاملا هاما في حياتها تلجأ اليه كأخ لها بكل ما في الكلمة من معنى ، تفرست فيه ورأت أنها ليست أكيدة من انه لن يكون حجر عثرة في طريق زواج امه ، من رآه وهو يطالع تلك الرسالة بإهتمام وعبوس ، وبشفتين مطبقتين كالباب الموصد ، سيعتقد أنه يقرأ خبرا سيئا ، لكن بني تعلم جيدا ان سبب عبوسه ليس في الرسالة بل فيه هو ، هذا هو ماكس على علاّته ، ماكس الذي لم يؤثر فيها عندما وقع نظرها عليه لأول مرة ، والتي لم تشعر فيها بتلك اللهفة التي توقعتها في أخيها العتيد ، ومما زاد في ملامح وجهه الجاف قساوة حاجبان اسودان مستقيمان وشعر كثيف ، هل يشبه والده؟ هكذا تظن بني لأن والدته شقراء وتقاطيع وجهها ناعمة وفمها عريض وعطوف.
كانت بني تتأمله وهي تغرف بملعقتها بعض النرنج الهندي ورفع ماكس راسه فجأة فإلتقت نظراتهما ، كانت اه عينان سوداوان تتركان إنطباعا انهما تنفذان الى أعمق اعماق الناظر اليه.
" هل صحيح ما قالته والدتي بأنك ستباشرين العمل فورا؟".
كان صوته بعكس هيئته ، عميقا وممتلئا وجذابا لدرجة قصوى.
" فورا ، لم تقل السيدة ردفيرن شيئا ، ربما ترغب ان تبدأ ابحاثها في اقرب وقت ممكن".
" ستجدين مكتبك أو غرفة عملياتك جاهزا ، وهو في الجهة الثانية من البيت بإتجاه البحر ، لم تستطع تريزا توضيبه البارحة لأنها كانت مريضة".
تريزا خادمة داكنة اللون إلتقت بها في الليلة السابقة عندما حيّتها ومستخدمها ماكس بإبتسامة عريضة كشفت عن أسنان بيضاء لامعة ، كانت تريزا تجهل كل شيء عن طهو الطعام للبيض وعن الأعمال المنزلية ، ولكنها الآن تساوي وزنها ذهبا ، كما أكد ماكس لوالدته ، وزوجها ماثيو الذي يكبرها بكثير جوهرة هو الآخر ، فبالإضافة الى مسؤوليته في العناية بالحدائق الواسعة، وجد الوقت الكافي ليزرع جميع أنواع الخضار اللازمة للبيت وليهتم بعدة خلايا للنحل.
إبتسمت بني مجاملة وفوجئت بماكس يسالها:
" اتحبين العمل مع والدتي يا آنسة دافيدسون؟".
المفاجأة كانت في منادتها بالآنسة دافدسون مما يدل على أنها أبعد بكثير عن ان تكون شقيقة له في الوقت الحاضر ، العمل مثير للهمم والسيدة ردفيرن سيدة كلها لطف وعناية".
كان ينظر اليها كمن يريد أن يسبر غورها:
" كم من الوقت مضى منذ ان باشرت العمل مع والدتي".
" أكثر من سنة بقليل".
قالت ذلك ولفت نظرها عصفور ورّار كان يتنقل من زهرة الى أخرى ليمتص رحيقها ثم يقترب من ماكس كانه يريد إلقاء نظرة عليه.
" منذ سنة ، لكن موقف والدتي لا يشبه موقف رئيسة عمل".
إلتفتت اليه بني وسالت:
"لا افهم ما تعنيه".
" ما أعنيه هو ان الليلة الفائتة.... كان موقفها إتجاهك موقف حنان ، حنان عميق".
من الطبيعي ان تقف السيدة ردفيرن هذا الموقف إتجاهها وهي التي ستكون زوجة ابيها ، ولكن بني لا تستطيع إعلام ماكس بذلك.
" مع أنك لست إلا امينة اسرارها ، ارى هذا العطف غريبا جدا ".
كان وهو يتكلم يضع الزبدة على شريحة من الخبز مثبتا عينيه السوداوين في بني وفيهما بصيص من الشك ، قال:
" قلت لتوك أنها سيدة كلها لطف وعناية ، وهل وجدتها كريمة أكثر من اللازم؟".
تورد وجهها من الإنفعال وبرز جمال تقاطيعه ، وعيناها السوداوان دلّتا على عتاب والم ، عتاب لنفسها إذ أنها إعتقدت أنها بكل سذاجة اعتقدت أنه ستقوم إلفة بينهما وتألم لخيبة أملها فيه ، فهل سيتغير موقفه منها إذا علم بخطوبة امه لأبيها؟ إنها تشك في حدوث ذلك.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس