عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-12, 08:09 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- الرعشة

أمضت بني ورئيستها أسبوعين في عبور الجبال والأودية كانت اثناءها تدوّن الملاحظات والسيدة ردفيرن تجمع نماذج من الصخور والتربة تحملانها في أكياس على ظهرهما وتعودان بها الى مركز عملهما ، اذهلت السيدة ردفيرن بقوتها ونشاطها ، فقد كانت تعمل بلا كلل وكثيرا ما كانت تذكّرها بفوات الوقت لكي تعودا أدراجهما الى المزرعة التي تعرف بإسم الصخور المرجانية.
" سيدة ردفيرن ، سيلحقنا الظلام".
كانت بني تنبه رئيستها وهي ما تزال جاثمة على ركبتيها تنبش في التراب او تفحص قطعا من الصخر تحت عدسة مكبرة ، او تحثها على الإسراع كيلا تضلا الطريق في الأدغال ، وبالفعل تاخرتا في إحدى الأمسيات وسط منطقة حرجية معروفة بغزارة امطارها وبظلامها الدامس.
" نحن في ورطة".
تمتمت السيدة ردفرن وهي تنظر حواليها كمن يتوقع حدوث معجزة تعيدهما الى البيت.
كانت تحمل كيس الحجارة على ظهرها فأصرت بني على ان تحمله هي.
" لا ادري كيف تتسنى لنا العودة ، ما علينا إلا ان نبدا في السير علّنا نجد مخرجا".
" توغلنا كثيرا في الدغل".
قالت بني .
" كان يجب ان تذكريني ، تعرفين انني انسى حالي".
" ذكّرتك يا سيدة ردفيرن ".
" لماذا تناديني بالسيدة ردفيرن ؟ ناديني نورا كما في السابق".
" عملت ذلك نزولا عند طلبك".
" فقط أمام ماكس ، وليس عندما نكون وحدنا ، لا احب الرسميات ".
" قد أنسى ذلك مع عادة تسميتك بنورا طيلة الوقت ".
" يجب أن تعتادي على ذلك ، انا لست السيدة ردفيرن كل الوقت".
لم تقل بني شيئا ، وكانت كلتاهما تتخبطان في سيرهما في الوحل عندما إرتطمت رجل بني بجسم ليّن ولزج ، وأحست بضربة الجسم على رجلها وصرخت وهي ترتعد:
" أفعى! اتوجد افاع في هذه المنطقة؟".
قالت ذلك وهي تتوقّع لدغة الأفعى في كل لحظة.
" دعيني افكر قليلا ، لا توجد أفاع هنا ، ولكن توجد ثعابين..".
" ثعابين؟ التعابين الخانقة أي البوا؟".
لم تعد بني تتوقع لدغة افعى بل إلتفاف الثعبان حول جسمها والضغط عليه حتى الإختناق ، وتذكرت أن ماكس كان قد حذّرها من مخاطر هذه التنقلات ولم يات على ذكر الافاعي ، شعرت أنها تثق فيه رغم نفورها منه ، ولذا إطمأنت الى عدم وجود الأفاعي.
" نعم ، توجد هنا ثعابين خانقة ولكنها غير مؤذية على ما أظن .... تنبهي يا بني ، نحن نتوغل في كثافة الدغل بدلا من أن نخرج منها ، هل تعتقدين اننا ضللنا الطريق؟".
" لا أعلم ، فقد فقدت كل حس بالإتجاه، هل الثعابين مؤذية؟".
" إنها تنفر من الإنسان وتتجنبه ، أنا أكيدة من ذلك ، فلا تقلقي ".
إبتسمت بني لأن نورا لا تبالي إذا كانت الافاعي خطرة أو مسالمة .
كانت تتوغلان في الأدغال بمرور الوقت حيث كثافة النباتات تعيق سيرهما.
" لقد ضعنا ". بدأ الخوف يتسرب الى قلب بني ، وأحست بالكيس على ظهرها كانه من رصاص ، ونسيت نورا أن تخفف عنها وتحمله بدورها.
" أتعلمين يا عزيزتي أنني بدأت اشعر بالخوف ، انا التي لا يجد الخوف سبيلا الى قلبها ؟ ويقول حسي أننا سنمضي ليلتنا هنا".
" أرجوك ، لا تقولي ذلك، يجب ان نجد لنا مخرجا".
لكن المنطقة باسرها كانت كلها غابات كثيفة من شجر الخيزران والنخيل والرز.
" ماذا نعمل؟".
سالت بني مذعورة قليلا.
" لا يمكننا البقاء هنا حتى الصباح ! هل نستريح قليلا؟".
كانت تعبة تحت ثقل الكيس على ظهرها.
" كلا يا بني ، يجب ان نتابع سيرنا ، أنا متأكدة من أننا في الإتجاه الصحيح ... في كل الحالات سننفذ الى طريق ما حتى لو كان هذا الطريق في الجهة الأخرى من الجزيرة".
" لا أستطيع أكثر من ذلك ، يجب ان أتوقف".
كادت بني تجهش في البكاء ، ورمت الكيس من على ظهرهاعلى ارض المستنقع عند قدميها ، كان رأسها يؤلمها كثيرا والعرق يتصبب من وجهها كما أن ثيابها كانت مبللة ولكن البرد إخترق جسمها حتى العظم.
" كم من الوقت مضى علينا هنا؟".
سألت بني:
" أظن أكثر من ثلاث ساعات ، ليتك نبهتني الى الوقت يا بني لكنا الآن في طريقنا الى البيت ، تمنيت لو انك فطنت الى الوقت".
نسيت نورا مرة أخرى أن بني أكّدت لها أنها نبهتها الى الساعة في حينه ، ولم تعلق بني إذ لا فائدة من ذلك ، رأت أن السكوت افضل ، فهما تجهلان نقطة وصولهما وما عليهما غير إنتظار إنبلاج النهار كي تعرفا وجهتهما.
" هل أستطيع تفريغ الكيس؟".
سألت بني نورا متوسلة:
" نستطيع جمع غيرها مرة أخرى".
" أتريدين التخلص من نماذج مدهشة كهذه ؟ بحق السماء لا! من الصعب أن نصادف نماذج بجودتها ، يجب أن ناخذها مهما كلّف الأمر ، وستوفر علينا شهرا كاملا من التنقيب ، فساقوم أنا بالبحث وانت بطباعة بحثي ، ألا ترين ذلك يا عزيزتي؟".
وبالرغم من ان موضوع نقاشهما كان الكيس وما فيه ، لم تفكر نورا ان تساعد بني في حمله ، ورات بني نفسها مرغمة على رفعه الى ظهرها ، ومع تبلل ثيابها وإحتكاك حزام الكيس بجلدها احست أن جلد ظهرها وكتفيها بدأ ينسلخ والدم يسيل منه.
تملكهما اليأس من إيجاد طريق قريب فجلستا على شجرة ملقاة على الأرض.
" حاولي أن تستريحي يا بني... الطقس بارد ولكنك لن تشعري به إذا لم تفكري فيه".
منطق معقول ولو أن النعاس كاد يقتلها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس