عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-12, 09:54 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي



فهمت نورا شعور بني بالمرارة وقالت:
" أنا أكيدة من أن ماكس سيحب جايمس عندما يتعرف عليه".
" إذن لماذا لا نخبر ماكس؟ متى سنخبره؟".
"عما قريب يا بني ، اعدك بذلك ، انا أترقب الفرص".
اخذت بني تدرس هذا الموقف من جميع نواحيه فإرتأت أن تتقرب من ماكس وتلين عريكته ، بدأت أولا بتفادي الدخول في جدل معه وان تكون أجوبتها لبقة وخالية من لهجات العتب أو اللوم ، وان تحاول إستعمال الإبتسامة حيث يلزم ، والخطوة الثانية هو انها صممت على تجاهل عدم مبالاته بها ، وعلى تجبن إثارة الشكوك في نواياها كي لا يرتاب في انها تود مغازلته.
فطن ماكس الى هذا التحول في بني ، وكان تجاوبه معها ضئيلا جدا ، إلا أنه شجعها على الإستمرار في محاولها ، ففي مساء أحد اليام خرج الى الفراندا بعد تناول الشاي وفي يده كتاب ، تناولت بني كتابا وجلست على كرسي قبالته ، ولا تدري إذا كانت حركة إلتواء شفتيه طبيعية أم علامة إستياء ، حاولت بعد برهة من الزمن الدخول في حديث معه ، ولما كانت أجوبته كلها إيماءات و مقتضبة عادت الى صمتها واخذت تجول بنظرها في الأفق فبهرها منظر غروب الشمس بالوانه المذهلة كأنها العاب نارية على الأفق ، جمدت في مكانها وثبتت نظرها كيلا تفوت عليها فرصة العمر في مشاهدة ذلك الوميض الأخضر الذي لا يرى غلا إذا كانت السماء صافية.
كانت تتبع الشمس في إختفائها وراء الأفق تاركة حولها لونا قرمزيا برتقاليا عندما وصلت الخط الفاصل بين البحر والسماء ، وما ان غطست الشمس كليا حتى برق في السماء وميض بيضاوي بلون الجليد ، لم تعد تميز بين السماء والبحر إذ أنهما اندمجا وكوّنا وحدة متكاملة.
تنهدت بني بعد ان افاقت من هذا الحلم ونظرت الى ماكس ، أدهشها وضعه قليلا إذ انها راته منهمكا في النظر اليها بكليته ، ومع ذلك كله كان الجو متوترا بينهما ، بالرغم من رومانسية الأمسية وجمال الطبيعة حولهما بازهارها الزاهية وبنسيمها العطر وباشجارها المحملة بالفاكهة والبراعم.
وقفت بني والإرتباك ظاهر عليها وإرتبط لسانها ، وايقنت والحزن يحز في قلبها أنها فشلت في محاولتها.
" ما بك؟".
سالها ماكس بصوته الجذاب:
" هل تتالمين من شيء؟".
" شعرت بألم طفيف".
أجابت وهي تضع ثقلها على رجلها:
" يوجد ورم بسيط لا اعرف سببه".
مجها هذا الحديث وارادت أن تبعد عنه بأسرع ما يمكن فأخذت تمشي وهي تعرج قليلا.
" ورم؟".
مد يده الى المفتاح واشعل النور:
" منذ لحظة قلت انه من غير المستحسن أن تمشي حافية القدمين ، هل عملت بنصيحتي؟".
" الحقيقة.... مشيت بدون حذائي مرة او مرتين...".
" تحبين التحدي ، تخرجين عن طورك ثم ترتبكين ، دعيني أرى الورم ، إخلعي حذاءك".
إستسلمت لإرادته كي تتحاشى الدخول في جدل معه.
" كما توقعت .
قال بغضب وهو يفحصها:
لماذا لا تتعلمين الإمتثال لما يقال لك؟".
" هل هذا الورم خطر؟".
" يجب إزالته ، جان باتيست خبير في أمور كهذه ولكنه كان في عطلة اليوم ولا أدري أين أجده ، ساقوم أنا بهذا العمل".
" لكن ما نوع هذا الورم؟".
كانت مضطربة وهي تلبس حذاءها .
" قلت لك ألا تمشي حافية القدمين بسبب البرغوث الهندي الذي يخترق الجلد".
" صحيح أنك قلت لي الا اسير حافية القدمين ولكن لم تعطني السبب ".
لم تر بدا من تصحيح خطأه وإلا لكانت إحترمت إرشاده.
" النصح وحده كاف دون إبداء السبب ، والان وجد برغوث عشا له في جلدك وملأه بيضا وهذا هو الورم ، وإخراج هذه الحشرة مع بيضها يتطلب مهارة خاصة كيلا ينتشر البيض في باقي انحاء القدم".
تركها ليعود بما يلزم وأخذت تتخبط ضاربة اخماسا باسداس متسائلة عما قد يحدث لو إنتشر البيض فعلا كما يقول ، عاد ماكس ومعه اناء ماء ساخن ومطهّر وضمادات ، وإبرة.
" ستتالمين قليلا ، اللطف لا ينفع معه".
أحست بالم شديد وكان وجهها شاحبا والعرق يتصبب منه عندما إنتهى ، ولكنه تمكن بمهارة فائقة من إستخراج البيض مع البرغوث كاملا ، وحذّرها مرة اخرى قائلا:
" إنني لا اقدم النصح للتسلية ، في المستقبل تقبلي ما اقوله لك".
" سأفعل ذلك ، واشكرك لإنقاذي منه".
وقفت على قدميها ولكن قدمها السليمة لم تحمل ثقل جسمها عندما إستدارت على نفسها فإرتمت الى الأمام مادة ذراعيها للإتقاء فوجدت نفسها بين ذراعيه وصرخت:
" اوه.... إنني...".
وبصورة عفوية عانقها واراد الإستمرار في ذلك لولا أن بني إنتزعت نفسها من بين ذراعيه ، لكن بعد قليل من التردد ، وصرخت في وجهه:
" أنت..... أنت كريه!".
كانت عيناها جمرتان من نار.
" كيف تجاسرت على الإتيان بهذا العمل؟".
"هوني عليك ... لا معنى لإحتجاجك هذا".
قال وهو يضحك :
" كنت تتمنين هذا طيلة الأسبوع".
" أنا؟ اتمنى هذا.....؟".
تطلعت فيه بعينين لا حياة فيهما:
" لا افهم!".
كان كل جسمها يهتز إضطرابا ومذلة ، ما عسى ان تقول والدته عن مسلكه المشين؟".
هز ماكس كتفيه بعصبية كأنه إشمأز من حديثها ، غير أنه قال أنها حاولت إجتذابه في مناسبة أو مناسبتين ، غلى الدم في عروقها ولم تعد تبصر شيئا.
" إذن انت إعتقدت اني تمنيتك بهذه الطريقة؟ أنت..... انت مغرور بنفسك ، متعجرف ، انت حمار متكبّر !".
وضربت الأرض بقدمها غضبا:
" كنت لطيفة معك لأنني اردتك أن تحبني كاخت لك... أخت ، أتسمع ؟ حتى إذا تزوج أبي من أمك نورا....".
رفعت يدا مرتجفة الى فمها لتمنع خروج المزيد من الكلمات ، وآبت الى نفسها وهدأ غضبها ، فتح ماكس فمه مذهولا ثم قال بصوت خافت:
" ينوي والدك التزوج من أمي؟".
تذكرت لقائها مع نورا بعدم البوح باي شيء لماكس في الوقت الحاضر ، ما عسى أن تقول نورا؟
" ما كان يجب ان أذكر هذا".
قالت متوسلة وشفتاها ترتجفان:
" أرجوك ، لا تذكر شيئا لوالدتك ، لم تكن تنوي ان تخبرك الآن ".
" والدك....".
قطب حاجبيه ودلت ملامحه على الغيظ والإشمئزاز :
" ومتى سيتم هذا الزواج؟".
" سيتقاعد والدي بعد ثلاثة اسابيع وسياتي الى هنا ، ليعقد قرانه ".
" عندما يتقاعد ؟ هذا يعني أنه لن يعمل ليعيل والدتي إذن؟".
لم تجب بني ورفعت يديها الى السماء يائسة.
" إن سنه لا تساعده على العمل يا سيد....".
لم تتم عبارتها ، هل تناديه بلقبه ام بإسمه الأول ؟ لكنه لم يسمح بذلك غلا بعد أن ترفع الكلفة بينهما.
" يملك والدي شيئا من المال ولا يتوقع أن تعيله زوجته".
" لكن هذا ما يامله والدك ، ما نوع عمله الان؟".
وعندما أطلعته بني عليه ، قال:
" صياد آخر للثروات...".
" انت مخطىء ، لا يجب أن تقول شيئا مثل هذا عن ابي ، إنه يحب نورا ونورا تحبه...".
" كيف تعرّفا ؟".
" أنا عرّفتها عليه...".
" فهمت ، آسف يا آنسة دافدسون ، ساحبط مخططك هذا وتأكدي انه لن يكون زواج بين والدك ووالدتي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس