عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-12, 04:28 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان ماكس يراقبها عن كثب ، قال:
" وهكذا وضعت نفسك في مأمن من الملامة ، ايه؟".
"نورا مصممة على الزواج من ابي ، كنت بلهاء إذ حسبت حساب تدخلك".
نظرت اليه لترى مدى تأثير هذه الكلمات فيه.
" قلت لك أن والدتي تحترم نصائحي ووعدت الا تتزوج دون موافقتي المسبقة".
" إستعملت عبارة ( موافقة)".
ووقفت بني.
" إذا اردت الدقة في التعبير كلمة ( سماح)".
"وما الفرق؟".
في تلك اللحظة بالذات برزت سحلية وتربّصت لفراشة جميلة كانت تحوم حولهما ، وبحركة كالبرق إختفت الفراشة في جوف السحلية ، تالمت بني لهذا المنظر وضحك ماكس قائلا ان هذه هي سنة الطبيعة وعلى الإنسان ألا يراقب كل شيء وإلا مات غما ، ولكن ماكس بهر بجمال عينيها اللتين كانتا تعبران عن الشفقة ، ورأت بني أن السحلية لم تبرح مكانها وقالت بان حيوانا آخر سيفترسها ، افعى مثلا.
" والان تشفقين على السحلية ، لا تخافي ، إن افاعي وحيات الجزيرة لا تاكل ذوات الدم البارد".
غطس ماكس في الماء وتبعته بني هادئة مطمئنة البال ، شاكرة للسحلية التي قطعت عليهما نقاشهما الحاد ، شعرت بجو ود وصداقة وكان ماكس يبتسم كلما إقترب منها أو إلتقت عيونهما.
" لنقم بسباق حتى الطرف الآخر ، وسأعطيك فرصة مسافة قصيرة تبدئين بها قبلي ، أعلميني متى يجب أن انزل الى الماء".
جلسا ليستريحا على طرف البركة ، ورأت بني أن كل ما حولها رومانسي ، جمال الطبيعة ، البركة الجميلة ، السماء الصافية ، النسيم العليل ، ألوان النباتات ، كل ذلك بالإضافة الى الهدنة القائمة بينهما ، إلتفتت ماكس الى بني وسألها شيئا هو آخر ما تتوقعه منه.
" هل تجدين متعة في إقامتك على الجزيرة؟".
هذه المرة الأولى يظهر ماكس فيه إهتماما ولو يسيرا بشخصها .
" الجزيرة جميلة جدا".
" ولكن الناس الذين عليها ليسوا كذلك؟ لم تجيبي على سؤالي".
" بلى ، أحب هذا المكان كثيرا".
إرتاب أن يكون في صوتها شيء من الندم لقولها هذا فقال:
" لم تجدي هذا المكان حسب توقعاتك؟".
لم تجب وتساءلت بينها وبين نفسها ، هل قرا افكارها؟
" في ذلك المساء ابديت ملاحظة أفهم منها أنك تريدينني أن أعاملك.... كأخت لي، اخبريني يا بني ، كيف كنت تتصورينني؟".
"ناديتني بإسمي الأول ، بني".
قال مندهشة قليلا.
يبدو أن الجو أثر فيه.
" آسف ، زلة لسان فقط....".
" كلا ، ارجوك".
تسرعت في الإجابة ولكنها تابعت:
" يسرني ان تناديني بهذا الإسم....دائما".
كان الواحد ينظر الى الاخر دون ان ترف له عين ، ورأى هو تورد وجهها وحوّل نظره ليطوف به فوق جسمها ومن ثم يقول:
" سالتك أية صورة كوّنت عني في مخيلتك ، كوني صريحة لأنك تعرفين أنني خيّبت آمالك".
" هل تحب الصراحة؟ ظننتك مثل نورا ، لطيفا و... و.....".
"لين القلب؟ لا عجب في انني خيبت ظنك ، معاذ الله ان اكون مثل والدتي!".
" إنها طيّبة ولطيفة".
أجابت بني على الفور غير مخفية غيظها:
" وساذجة وسليمة الطوية".
" ابي يحبها لشخصها ونورا مقتنعة بذلك ، سيسعدان معا ".
" هل أنت أكيدة من أنهما سيتزوجان؟".
" انك تكلمت مع والدتك بخصوص هذا الموضوع وبذا أصبحت على علم بعزمها على الزواج".
" فعلا ، كانت أمي مصممة وحازمة ، ولكن امي ستحترم رايي في نهاية الأمر".
لم ترد بني التعليق كيلا تدخل في جدل معه وبذا تخسر هذا التقارب .
" خيّبت ظنك فييّ يا بني إذ لم تجديني ايه....طيبا .... ولطيفا .... اوه، وعطوفا ، وما هي توقعاتك الأخرى التي لم تكتمل؟".
لم يرق لها بريق السخرية في عينيه كما لم يعجبها التنويه الظاهر في كلامه ، هل هو مستاء من نفسه لأنه خيّب ظنها؟ لا تعتقد ذلك، ولكنه ينتظر جوابها بإهتمام بالغ.
"كان املي أن تستقبني كاخت لك ، وكنت مطمئنة الى انك ستسر بهذا الزواج الذي سيؤمن لوالدتك رفيق حياة يوليها كل عناية ".
توقفت وهي تعي بانه يتفحص بريق عينيها الشديد ثم قالت:
" اعتقد ان الرجال ينظرون الى هذه الاشياء من زاوية اخرى ، لكن انا.... بقينا أنا ووالدي نعيش بمفردنا مدة إثني عشر عاما وكنت دائما أتشوّق الى الحياة في وسط عائلة سعيدة".
كانت وهي في مجرى حديثها تفكر انه من التفاهة بمكان أن تكلّمه بهذا الاسلوب عن حياتها الخاصة ، غير أنها رات تغيرا في سحنته إذ بدا أكثر جدية ، هل هي الطبيعة في هذا الفردوس الصغير؟ حتما ، فهناك المسبح الذي تظلّله وراق الشجر بأبهة تفوق كل وصف ، والنباتات الإستوائية التي تتدلى منها باقات من الأزهار القرمزية الذهبية ، وفي الطرف الآخر من المسبح صخرة تغطيها اغصان وارفة من البنفسج والأرجوان الأحمر الفاقع ، ناهيك عن انواع الطيور بزقزقتها او تغريدها أو صفيرها أو حشرجة حناجرها ولون ريشها الذي لا يضاهيه إلا لون الأشجار التي تحويها .
كانت بني سابحة في تأملها ، منسجمة مع الطبيعة بل مندمجة فيها عندما دفعها حدس في داخلها لن تلتفت اليه ، رأت في عينيه نظرة غريبة جدا ، نظرة كلها حنان وعطف ، فأخذ قلبها ينبض بسرعة وهي تنتظر منه ان يتكلم.
" هذا مرامك في الحياة يا بني ، ان تكوني جزءا من عائلة ....".
" ماكس!".
كانت هذه شيرلي ىتية نحوهما وهي تقفز قفزات الغزال اللعوب ، رأتها بني عن بعد في فستانها الأخضر والبرتقالي".
شهقت عندما وصلت لاهثة بشعر مشعث أضفى عليها جمالا فوق جمال.
" هل تاخرت ؟ كان عليك أن ترسل في طلبي".
توقفت قليلا لتستعيد انفاسها.
" سأكون تلميذة ممتازة اليوم ، ساجتهد كثيرا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس