عرض مشاركة واحدة
قديم 26-01-09, 02:32 PM   #5

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

كانت أقواس الزهور تمتد على طول الطريق مزينة بالأعلام بينما الجنود تحرس الجسر الذي مروا من تحته . كما كان هناك جموع غفيرة من المتفرجين والفلاحات في تنانيرهن الحمراء ومآزرهن البيضاء وهن يلوحن بأيديهن . أما ما وجدته ثيولا بعيداً عن التصديق فهو عدم اهتمام كاترين بكل هذا الترحيب الحار الذي يقابلها به الذي سيكون شعبها في المستقبل . وفي الواقع لم تولي كاترين سوى القليل من الاهتمام لتلك الهتافات المنبعثة من تلك الجموع المحتشدة في الطريق . فقد بدت مشغولة جداً بالحديث مع رئيس الوزراء الذي كان استقبلهم في الميناء ممثلاً للملك وقد تجاهل رئيس الوزراء هذا كلياً الكابتن بيتلوس .
أما خالها سبتيموس فقد تبعهم في عربة أخرى مع الفيلد مارشال وآخرين من ذوي المقام الرفيع في الدولة . كان المجموع ست عربات بجانب عدد من الجنود الفرسان على جيادهم تحيط بها من الجانبين وتقودهم سرية من الفرسان بينما سرية أخرى تتبعهم من الخلف .
كان الجنود في المقدمة ينتمون إلى الحرس الخاص .قالت ثيولا : " انهم بالغوا الروعة . "

فقد ذكرتها خوذاتهم اللامعة بفرسان الحرب من قدماء الإغريق وتمنت مرة أخرى لو كان أبوها موجوداً ليراهم . تمنت ثيولا لو تلقي الكثير من الأسئلة على الكابتن بيتلوس ولكن كان من اللياقات الرسمية بالنسبة إليها ألا تتكلم إلا استجابة إلى كاترين وهكذا بقيت صامتة . وسار الموكب قرابة ساعة ، أدركت ثيولا بعدها انهم كانوا يقتربون من العاصمة زانتوس بعد أن تجاوزوا عدة بيوت في الضاحية .
بعد ذلك بدقائق قليلة ، عبروا جسراً مخفراً بالجند ومزيناً بالأزهار كان يعلو نهراً واسعاً . كانوا الآن قد اصبحوا في شوارع ضيقة تقوم على جانبيها بيوت متواضعة دهشت ثيولا إذ رأتها غير مزينة وتبدو وكأنها غير مسكونة .
كانت النوافذ مقفلة المصاريع ولأول مرة لم تر هتافات سعيدة وجموعاً محتشدة على طول الطريق كما لم تكن هناك ضمم أزهار تلقى على عربتهم . بدا وكأن الجياد أسرعت قليلاً في سيرها . وتاقت نفس ثيولا إلى أن تسأل الكابتن بيتلوس عن سبب هذه الكآبة التي تحيط بهم . وتملكها شعور كئيب لأول مرة منذ وصولهم إلى كافونيا واجتازا شارعاً فارغاً آخر حيث كان ثمة أفراد قلائل من الناس وبعض الأولاد الحفاة ممزقي الثياب يلعبون إلى جانب الطريق ، وانحرفت العربة فجأة . فقد تصاعدت صرخة أوقف الحوذي ، على أثرها ، الجياد ، وسأل بحدة : " ما الذي حدث " وفتح الكابتن بيتلوس الباب وقفز إلى الخارج ثم أجاب : " يبدو أننا صدمنا طفلة . "
فهتفت ثيولا : " طفلة؟ "
رأت فتاة صغيرة ملقاة أمام عجلات العربة . وأسرعت ثيولا تجثو بجانبها ، بدا أن الطفلة قد غابت عن الوعي بعد أن أطلقت صرختها تلك ، فقد كانت عيناها مغمضتين كما أنها لا تكاد تتنفس .
قالت ثيولا : " يجب أن تؤخذ هذه الفتاة إلى المستشفى ، فلا بد أن تحظى بعناية طبية . هل أمها هنا؟ "
ورفعت نظراتها لترى ، وقد تملكها الذهول ، أن كل الأولاد والناس الذين كانوا في الطريق قد اختفوا !
وجاء صوت من العربة يسأل بحدة : " ثمة طفلة مصابة يا سيدي الرئيس . "
قال رئيس الوزراء : " دع الأمر إذن لأبويها . "
قال الجندي : " لا يوجد أحد هنا يا سيدي . "
قال الرئيس : " ضعها إذن إلى جانب الطريق يجب إن نتابع طريقنا . " !
فقالت له ثيولا : " ناد والديها أو من يعرفها لا بد من وجود أحد في هذه النواحي يجب أن تؤخذ الطفلة إلى المستشفى . "
فقال الكابتن بيتلوس بصوت منخفض : " لا يوجد عندنا مستشفى ! ."


mero_959 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس