عرض مشاركة واحدة
قديم 26-01-09, 02:42 PM   #7

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي الفصل الثانى

تحركت العربة ، فاستدارت كاترين تسأله بفضول : " من هو هذا الرجل المدعو فازيلاس ؟ "
فأجاب : " إن لدى الجنود أوامر مني بأن يطلقوا النار حالماً يرونه . ولكن البعض من الحماقة بحيث يبدو أنهم لم يعرفوه . "
وحملق أثناء قوله هذا في الكابتن بيتلوس . ولكن يبدو أنه شعر بأن من غير اللائق أن يعنفه أمام الغرباء ، فقال : " ولكن لا حاجة بك للخوف يا لايدي كاترين إنني أؤكد لك بأنه حالما نصل سيأمر الفيلد مارشال بالتفتيش عن ذلك الرجل والعثور عليه . "

واختلست ثيولا نظرة الى الكابتن بيتلوس فرأته بالغ الشحوب ما جعلها تشعر بأنه خائف . لم تستطع أن تفهم بالضبط ما الذي يجري ولكنها شعرت بأنه ذو دلالة خاصة .
اذ كان اليكسيوس فازيلاس هو في الواقع من سلالة الأسرة التي سبق وحكمت كافونيا ، فلماذا يرتدي ثياب الفلاحين؟ ولماذا يبدو أنه يسكن في حي الفقراء الذي مروا به لتوهم؟ .

لماذا كانت الأحياء الفقيرة من المدينة هادئة والشوارع مقفرة؟ . وعندما اجتازا الموكب تلك الأحياء . عادت أقواس النصر المكونة من الأزهار والأعلام وكذلك هتافات الابتهاج والفرح . ذلك أنه من الطبيعي أن يرغب شعب كافونيا في أن يتزوج ملكهم فيستعدون للاحتفال بهذه المناسبة . مروا خلال ساحة واسعة وعدة شوارع عريضة تقوم على جانبيها منازل فاخرة تحيط بها الحدائق . وعندما اقتربوا أدركت ثيولا أنه كان في الواقع نسخة عن قصر شونبرين الملكي في فيينا . كانت النوافير تنشر في الساحة التي أمامه والحرس من الجنود كانوا يماثلون في الحيوية والحماس مجموعات الضيوف ذوي المراكز الهامة الذين كانوا في انتظارهم على درجات القصر نفسه .
حتى هذه اللحظة ، كان كل شيء يبدو وكأنه جزء من حكاية بحيث توقعت ثيولا أن يكون الملك ذا ملامح أغريقية مثل اليكسيوس فازيلاس . ولكنها ما لبثت أن تذكرت أن الملك هو من أسرة هابسبورغ النمساوية . فهو ليس بالأمير الذي توقعت أن ترى ، ولكنه رجل عادي الشكل ويشبه كاترين في مظهره البارد المتكبر الانعزالي .


وفكرت ثيولا بأنهما قد يكونان متلائمين وتبعت كاترين خارجة من العربة ثم ألقت بالتحية . كانوا يتكلمون الألمانية حيث كانوا نمساويي الأصل . وإذ أخذت الآن تفكر في كل ذلك ، لم تستطع أن تتذكر أنها قابلت شخصاً كافوني .

وفكرت في مبلغ سرور كاترين لرؤية نفسها بهذه الأهمية . ولم يكن ثمة شك في أن ابنة خالها يشملها الابتهاج لأول مرة منذ مغادرتهم انكلترا . حتى خالها نفسه بدا عليه الزهو والسرور لكل هذا التملق والإطراء له والذي لم يـتعوده .

قالت ثيولا : " كنت أعلم هذا . وقد كان الناس سعداء حقاً برؤيتك . كنت أفكر في شعب كافونيا . "
فقالت كاترين : " آه ... أولئك لا شك أنهم سيبتهجون باحتفالات الزفاف التي أكد لي الملك بأنها ستستمر أياماً . "
سألتها ثيولا : " أتعلمين أنه لا يوجد مستشفى في زانتوس ؟ ." فردت عليها كاترين بحدة : " هذا لا يعنيني ، وإذا كنتِ ما زلت تفكرين في تلك الطفلة المصابة يا ثيولا فعليك أن تنسيها . "
لم تجب ثيولا . وبعد لحظة تابعت كاترين تقول : " إذا كان ذلك نموذجاً لتصرفك في هذه البلاد الأجنبية فسأطلب من أبي أن يعيدك معه إلى انكلترا وقد أفعل هذا على أي حال . إني واثقة من أن هناك سيدات نمساويات يعملن في وظيفة وصيفات . "
كانت ثيولا تعرف جيداً نوع الحياة التي تنتظرها في انكلترا ولم يكن ليخطر على بالها قط أنه بعد وصولها الى كافونيا قد تستغني كاترين عن خدماتها بهذه السرعة . فقالت بخضوع : " إني ... آسفة .. "
فقالت كاترين : " هذا ما عليك أن تشعري به ولكن حافظي على سلوك طيب في المستقبل . "
كان هناك خادمتان مشغولتان بتفريغ حقائب ثيولا ، وعندما شكرتهما باللغة الكافونية بدا عليهما السرور البالغ ونظرتا إليها باسمتين . كانت إحداهما شابة صغيرة بينما الأخرى ولتي كانت كما يبدو تدربها كانت امرأة أكبر سناً .هتفت مسرورة : " هل تتكلمين لغتنا يا آنسة؟ ."

فأجابت ثيولا : " إني أحاول ذلك وأريد منكما أن تساعداني . أن حديثكما ألي باللغة الكافونية سيساعدني ، إذ أن هذا سيكون أسهل طريقة لتعليمي لغتكم . "


فسرت الخادمتان لهذا الاقتراح . وفي نفس الوقت كانت ثيولا تعلم مبلغ ما ستكون عليه كاترين من غضب إذا هي تأخرت في الذهاب إليها وبالنسبة إليها لم يكن من الصعب عليهما ما سترتديه .
فقد كانت أديليد كالعادة شحيحة جداً إذا كان الأمر يتعلق بإنفاق نقود على شراء ملابس لابنة أخت زوجها . كانت قد قالت لها : " لن ينظر إليك أحد يا ثيولا وكلما أقل لفتاً للنظر كان ذلك أفضل . "
ولهذا اختارت لها أرخص أنواع الأقمشة الباهتة الألوان ما جعل ثيولا تحزن كلما نظرت إليها . ومع أنها وأمها لم يكن لديهما ما ينفقانه سوى القليل ، فقد كانتا تختاران لثيابهما الألوان الفاتحة التي كانت تعجب أباها دوماً والتي كانت ثيولا تعلم أنها تلائم طبيعتها .
كانت ثيولا ، أحياناً تتساءل عما إذا كانت زوجة خالها تحاول متعمدة أن تخمد فيها ذلك الضوء الذي كان أبوها قد تحدث عنه . لقد جعلتها حياتها و المعاملة الفظة التي كانت تلقاها ، والإهانات المستمرة ، كل ذلك جعل من الصعب عليها أن تتذكر تلك الأيام السعيدة الغابرة . كان من العصب عليها أن تتذكر كل ما كان قد علمها اياه بينما هي تسرع من مكان لآخر وتطيع أمراً بعد أمر .
وسألتها أكبر الخادمتين سناً ، معترضة بذلك على أفكارها : " أي ثوب سترتدين يا آنسة؟ " . فقاومت رغبة تدفعها إلى أن ترد بحدة بأن ذلك لا يهم ، وأن ملابسها كانت تراها معلقة في الخزانة بألوانها المتنافرة والمتناقضة مع نور الشمس في الخارج ، وبياض الثلوج الباهر الذي يكلل قمم الجبال والزهور التي كانت تجعل من كافونيا حلماً رائعاً . ورغم إسراعها في العودة إلى غرفة كاترين ، إلا أنها لم تكن مسرعة بما فيه الكفاية .


mero_959 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس