عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-12, 06:36 AM   #172

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25


-



أضنيتـنـي بالهـجـر.. مــا أظلـمـك
فارحم عسى الرحمن أن يرحمك
مـولاي .. حكمتـك فـي مهجـتـي
فارفـق بهـا يفديـك مــن حكـمـك!
مــا كــان أحـلـى قـبـلات الـهـوى
ان كنـت لا تذكـر.. فاسـأل فـمـك
تـمــر بـــي كـأنـنـي لــــم أكــــن
قـلـبـك أو صـــدرك أو مـعـصـمـك
لو مرّ سيف بيننا.. لـم نكـن نعلـم
هــل أجــرى دمــي أم دمـــك ؟!
سـل الدجـى كـم راقنـي نجـمـه
لمّـا حكـى .. مبسـمـه مبسـمـك
يــا بــدر .. ان واصلتـنـي بالـجـفـا
ومتّ في شرخ الصبـا .. مغرمـك
قـلّ للدجـى مــات شهـيـد الـوفـا
فـانـثـر عـلــى أكـفـانـه أنـجـمــك

* بشارة الخوري





رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ !
الجُزء ( 52 )


يركض بين السلالم الشاهقة التي تستنزفُ جسده ، عقله يغيبُ للأمر الذِي أكتشفه اليوم بإتصالاته مع حرس قصرِ رائِد الجُوهي ، دخَل والدهشة تُسيطر على ملامحه السمراء الصبيَّة : قصرك بالرياض كله كاميرات مُراقبة !
وقف بصدمَة ينظرُ إليه غير مُصدق لِمَ يقُوله فأكثرُ مكان مؤمن هذا القصر بكثرةِ الحرس والكاميرات المُنتشرة على أطرافه وفي داخله.
يُكمل وأنفاسه من التعب تتصاعد : راجعنا كاميرات المراقبة حقت الباب الخلفي وشفنا واحد ماهو من الحرس لكن ماهو واضح شكله بيرسلون لي الصور وأنت تشوفه يمكن تعرفه
رائِد بغضب : وصلت أنهم يتعدُون على البيت !! طيب طيب هم يبون يرجعون عهد سلطان العيد وأنا برجَّعه لهم
ينظر له الشخص الآخر : الحين صالح بيجي خلنا معه وبعدين نشوف للي صار صرفة ... خلاص زياد روح شوف شغلك
زياد بلع ريقه بتوتر : فيه شي ثاني ؟
رائد رفع حاجبه الحاد : وش بعد ؟
زياد : مكتبك مراقب
رائد ضرب بكفِّه على الطاولة : نعععععم !!
زياد : الصبح أكتشفوا كاميرات ورى الزرع اللي بمكتبك لكن الشباب الحين يحاولون يشوفون عمر بطاريتها عشان يعرفون من متى وهي موجودة وبنراقب كاميرات الممر وبنعرف مين دخل عليك الفترة اللي أنحطت فيها الكاميرات
رائد بحدَّة : قاعدين يلعبون بالنار معاي بس والله لأوريهم
زياد خرَج بهدُوء لا يتحمَل أن يجلس في مكان يُسيطر عليه غضب هذا الرائد.
: إذا كذا يعني هم يعرفون بمخططنا !!
رائد بغضب و القهر يفيضُ به : أكيييد ! لازم نتصرف هالصفقة ممكن تخليني أفلس وأنا مستحيل أخسرها
وقف الشخصُ ذو البشرة الحنطية : أنا بشوف الموضوع ، بتصرف لك وأنت شوف لقاءك مع صالح وحاول تقنعه بالتغيير ... وخرج.
رائد تصادمت أفكاره بكل حقد ، هذه الصفقة مستقبلُه الكبير وحياته أيضًا ، منها سيُنهي كلمة " السعودية " من حياته بأكملها ويستقر هُنا مودِعًا تلك الحياة و لن يستطيع أحد أن يُلصق به تهمة واحِدة وهو يملكُ الجنسية الفرنسية ، 5 سنوات تم تزوريها بأنه عاشها في باريس ليُسهِّل عليه الحصُول للجنسية التي تتطلب من الأجنبي أنه يقضي 5 سنوات في فرنسا وإثباتُ سكنه هُنا وهذا الفضلُ يعود لشركائه الفرنسيين الذِين ساهمُوا بشكلٍ كبير بهذه الجنسية ولكن أشترطُوا حصُول الصفقة ودفع رأس المال الذي يُكلِّف رائِد الكثير بتبادُل المواد الممنوعة وأيضًا المحرمة شرعًا.
في جهةٍ أخرى يسيرُ بين الحشُود حتى يُضيِّع الذين يراقبون عبدالرحمن آل متعب ، عبر السماعة " إلى الآن يا عز هم وراك ، أدخل أيّ محل يمينك "
عبدالعزيز بهدُوء دخل المحل الكبير ليسير بخطوات سريعة وهو الذِي يسيطر عليه التوتر بسبب عدم حمله للسلاح ، نظر إليهم من المرآة التي عند المحاسب ، أقترب من إحدى الرفوف وبخفُوت جعل المرآة المعلقة على الأرض مائِلةً قليلاً لتكشف أقدامهم ، وقف كثيرًا حتى شعرُوا بأنه خرج ، أتجها الرجليْن ذو القامة الطويلة للممر الآخر الخاص بالمشروبات الغازية ، أقترب عبدالعزيز من الرفِ الآخر وهو ينزع المعطف الأسود ويضعه على ذراعه ويخرجُ ببلوزته الرماديـة ،
عبر السماعة : كفوو
عبدالعزيز دخل عبر الممرات الضيقة حتى لا ينتبهُوا له ، أخرج هاتفه ليفتح تطبيق الخرائط ، يعدُ الخطوات وثقلها حتى أدرك بأن خطوتين زادت ، هذا يعني بأن رجلاً آخر خلفه ، أكمل سيره مُبيِّنًا عدم مُلاحظته ليدخل ممرًا آخر ، نظر إلى الزُجاج العاكس ليلاحظ أقدامه ، أقترب للجدار وهو يدرك الخطر الذِي به لأن حتى لا كاميرةً تكشفُ المكان وتُبين ما يفعله الآن لبوسعود ، سحب العصَا الخشبية الملقية على الأرض ليلتفت وبسُرعة ضربها على رأسه لتتضبب رؤية هذا الرجل ، ضربه مرةً أخرى على بطنه ليسقط. أخرج الرجُل من جيبه زُجاجة تُشبه العطر محاولاً أن يرشُها على عبدالعزيز ، فهم ما هي وبتعاركٍ ضرب عبدالعزيز على بطنه ليسقط وبيدِه الزُجاجه ، وقف الرجُل محاولاً أن يأخذُ العصا ويضربها على عبدالعزيز ولكن سُرعان ماأبتعد عز عن المكان زحفًا ليضرب بقدمِه باطن ركبة الرجل ويسقط مرةً أخرى ، سحب الزُجاجة ورشَّها عليه ليُغمى عليه. عبدالعزيز وضع الزُجاج الصغيرة في جيبه وهو ينفضُ ملابسه : هذا إحنا إستفدنا
عبدالرحمن عبر السماعة : بلاش ضرب ضيِّعهم وبس
عبدالعزيز : آخذ سلاحه ؟
عبدالرحمن : لأ
عبدالعزيز : مراقبيني أخاف يطلع لي واحد ثاني
عبدالرحمن : قلت لأ ماينفع هالمرَّة
تنهَّد ليُكمل سيره وهو يرتدي معطفه مرةً أخرى ويشد على السكارف حتى يُغطي ذقنه الخشن.
في داخله " اللهم أني أستودعتك نفسي يا من لا تضيع عنده الودائع "
خرج للشارع الرئيسي ، و أرضُ باريس تضجُ بخطواتِ المارَّة ، أفكارهُ تضجُ أيضًا ، إذا لم أسلَم من هذا ماذا سيحدُث ؟ يالله! لا أُريد التفكير ، لا أُريد والله أن أعرف كيف سيكُون مرور موتِي على الجميع عاديًا ! أصلاً من هُم الجميع ؟ لا أملك أمًا ستنهارُ في بكائها ولا أملكُ أبًا سينحني إنكسارًا و لا أملكُ شقيقات سيبكين برثائِي ! لا أملكُ أحدًا سيتذكرنِي غير ناصر.
أعُوذ بالله من هذه الأفكار السوداوية ، تقُول عنه حاتم !! من يكُون هذا أيضًا ؟ تُريد أن تستفزني بأيّ إسم أو فعلا هُناك من ينتظرها ، لِمَ لمْ تغار من أثير ؟ ألهذه الدرجة تكرهني! أستفزتني بحاتم ولم أستطيع أن أستفزها بأثير. لِمَ كِلانا يظلمُ معه إسمٌ ليتلاعب به حسب مصلحته ، لا أُريد أن أجرح أثير بكلمة ولكن يا رتيل لا أُريد أن تُرغميني بأن أفضلها عليك وأجعلك فعليًا تنتظرين حاتم. نحنُ الشرقيين لا نفهم شيئًا أكثر من فهمنا للكرامة ، هذه الكرامة يا رتيل خطٌ أحمر إن تجاوزتيه لايهمُ الحُب و " طوايفه ".
لِمَ أفكر بك الآن ؟ في هذا الوقت الضيِّق ؟ في هذا الوقت الحَرِج ؟ أنا أفرغ حاجتِي إليْك لكن لا أشعرُ بأن يومًا سيأتِي سنكُون به زوجيْن مثل أيّ زوجيْن وأنا أدرك ذلك ولن يأتِي يومًا تكونين به أكثرُ من " مرحلة " في حياتي ، أنا أشعرُ بهذا مهما حاولت أن أكذِّب نفسي به كثيرًا. لكن أنتِ تعرفين بأنهُ لم يكُن حُبك عابرًا وأنني لم أكُن نزوة يا رتيل. أنا أثق بقلبك كثيرًا وستعرفين هذه القيمة قريبًا.
دخل في طريقٍ ضيق يُشبه طرق المُشردين المُهاجرين ، أقترب من الباب الخلفي ، دخل وهو ينتبه للكاميرات التي على طُول السلَّم الخشبي ، صعد ليستقبله : تفضَّل من هنا
عبدالعزيز بهدُوء دخَل ليسلِّم مصافحةً لرائد : السلام عليكم
رائد : وعليكم السلام

،

عقد حاجبيْه بقلق بعد ان أستلم هذا الخبر السيء ، أن يعرف رائِد بمراقبتنا له فهذه مُصيبة ، طُرق رائِد في لوي الذراع واضحة جدًا ، يجب أن نضع حدًا.
: أنا أهلي أصلا مايطلعون كثير وإن طلعوا بالحفظ والصون لكن بوسعود الحين لازم ينتبه
أحمد : بسهولة راح يقدر يهدد في أهله لأنهم الحين بباريس
سلطان أخرج هاتفه ليتصِل على رقم عبدالرحمن الفرنسي ، دقائِق قليلة حتى أجاب مقرن : هلا بوبدر
سلطان : هلابك ، وين عبدالرحمن ؟
مقرن : يراقب عبدالعزيز راح للجوهي
سلطان : إيه صح ... طيب أهله وينهم ؟
مقرن بإستغراب من السؤال : موجودين ؟
سلطان : اليوم عرف عن كاميرات المراقبة اللي في مكتبه لأن غطوها بورقة كاتبين فيها إما لنا او لكم .. وبعدها بنص ساعة عطلوا كل الكاميرات .. وأكيد وصل العلم للجوهي عشان كذا أنتبه للبنات
مقرن بقلق : من وين طلعنا بعد هالموضوع !!
سلطان : عبدالعزيز وصل ولا للحين ؟
مقرن : إيه قبل شوي دخل عنده

،

تشعرُ بالخطوات ، برائحة العود التي تخترقُ مسامات جلدها ، أربكها من خلفُها وهي أدركت بأصُوله الشرقية ، ألتفتت.
تلاقت نظراتهم ليسير ببطء دُون أن يتعدَّاها ، أمعن النظر إليْها ثم أظهر عدم إهتمامه.
خجلت من نظراتها وأكملت سيرها بخطوات سريعة ومازال خلفها ، تاهت بعينه ، يالله أشعرُ بأنه يعرفني! نظرتُه ليْ كانت غريبة. صدرُها يهبط بشدَّة وينخفض وهي تشعرُ بأنها رأته قبل هذه المرَّة ، ثواني طويلة ومازالت تشعرُ بأنه خلفها حتى تذكرت.
تلك الليلة التي ذهبت بها مع رتيل إلى السوق ونظرت إليْه بغرابة لتُخبر رتيل عنها ومن ثم اختفى ، لا من المستحيل ؟ معقول يكُون هو صاحب الرسائل ، الهدايا الملوَّنة ، الصوتُ الرجُولي الذِي زلزل كيانها. بلعت ريقها لتلتفت مرةً أخرى ودَّت لو تسمع صوته وتتأكد ، وقفت ليتعداها دُون أن ينظرُ إليْها ، تمنت لو توقفه تسأله ولكن خشيْت أن لايكُون هوَ وتكُون في موقف مُحرج.
رُبما هو أو لا ؟ لكن إن كان هوَ كيف سيظهر أمامي بهالسهولة ؟ كيف سيتخلى عن جُبنه الذِي طال لسنة وأكثر ! من المستحيل أن يخرج بهذه البساطة! أخرجت هاتفها لترسلُ له ولكن بخيبة نظرت إلى الإكس الأحمر الذِي يعتلي الرسالة ، نظرت له للمرة الأخيرة قبل أن يدخل بالطريق الآخر ، ليتني نطقت له حرفًا لأسمع صوته ! كيف أتى باريس ؟ و مشى خلفي ؟ هذا الأسمر الشاهق سلب عقلي ! إن كان هو صاحب الصوت فهو سلب قلبي أيضًا. يالله لو أنني أعرفُ على الأقل إسمك.

،

في جناحهُم الذي شهَد كل الحالات السماوية من إضطراب إلى جفاف إلى حُب وغيم. كل الأشياء التي تحصلُ بيننا كانت هُنا ومنها " أحبك " التي تبادلناها لذلك أنا ممتنة ، ممتنة لصوتِ عينيْك و لضحكة عينيْك ولكل عينيْك كلها والله التي قالت " أحبك " و جلجلت أعماقنا بها. رُغم المشاكل ولكن حضُور " عبدالله " جعل من السماءِ تُمطرنا بلا توقف.
بتنهيدة عميقة تنظرُ لإبنها : أنا ما قلت شي
منصُور بهدُوء : لا واضح من تقصدين
نجلاء : طيب منصور خلاص ماأبغى أتكلم بهالموضوع واللي يسلمك
منصُور عقد حاجبيْه : ما ترتاحين اذا ما جبتي لي النكد
نجلاء ألتفتت إليْه وبغضب : يعني ماهو من حقي أقولك ابي بيت لحالنا !! يعني أنا ماني مآخذة راحتي في هالبيت كل مانزلت لازم طرحتي عليّ عشان يوسف !!
منصور : كل هالفترة ساكتة ولا تكلمتي الحين جيتي تتكلمين عشان مهرة ماهو عشان يوسف
نجلاء : ليه تحب تطلعني سطحية بتفكيري وأني أسوي كل هذا عشان وحدة نفس مهرة !! لا طبعا ماهو عشانها أنا فعلا ماني مرتاحة
منصُور ببرود : وأنا آسف طلعة من هنا لأ لأني ماراح أرتاح بجلستي بعيد عن أمي وأبوي
نجلاء بسخرية : بالنهاية لازم تعيش بعيد عنهم !! منت بزر ماتقدر تعيش بدونهم
منصور بحدة : أنا ما قلت مقدر!! قلت ماراح أرتاح نفسك !
نجلاء تنهَّدت : خلاص سكِّر على الموضوع
منصور : فكري ولو مرَّة فيني وفي عبدالله ، لاتكونين أنانية بتفكيرك وماتفكرين الا براحتك !!
نجلاء : أنا أنانية ؟ طيب قلت لك أبي أرتاح وين الأنانية في الموضوع !! خلاص حقك عليّ ..
منصور : أستغفر الله العظيم وأتوب إليْه ....

،

أسفلُ الجناح المُضطرب كانت الجلسة حميمية بين يُوسف و هيفاء ، مسكت الفنجان لتضربُ به بملعقة الشايْ الصغيرة : أنا كان مستقبلي الغنائي كبير
يُوسف : وأنتِ الصادقة طقاقة ..
هيفاء بضحكة تُمرِّن صوتها : آحم آحم يالله أطلب مني أغنية
يُوسف يُدندن كلامه : لآ يجي أبوي الحين ويهفِّك بهالفنجان ويخليك تقرين الفاتحة
هيفاء : يا شينك تحبيط بتحبيط !! .. قلت لك كلمت ريوم تقول أسطنبول خايسة
يوسف : أفآآ وراه عاد
هيفاء : مدري والله وأنا متشفقة على تركيا محدن معبِّرني
يوسف بجدية : وش رايك نروح ؟
هيفاء : من جدك ؟
يوسف : والله ماعندي مانع مافيها فيزا ولا قلق ، نحجز ونطير
هيفاء بضحكة : أحلف
يوسف : قسم بالله
هيفاء : دايم يقولون لي ليه تحبين يوسف ؟
يوسف : ههههههههههههههههههههههههه هههه بس أنتظري ريم ترجع ونروح أحنا بعدين يقول ريان لاحقينا
هيفاء : طيب أقنع أبوي ماظنتي يوافق
يوسف : ماعليك خليه الإقناع عليّ ،
هيفاء : طيب ومهرة ؟
يوسف : ماأظن تقدر حامل !! نروح أسبوع ونرجع
دخلت مُهرة بحضُور إسمها : السلام عليكم
: وعليكم السلام
جلست بجانب يُوسف ، هيفاء : مهُور متى موعدك الجاي ؟
مُهرة : 9 الشهر
هيفاء ألتفتت ليوسف : طيب أنا أعرف كثير يسافرون وهم حمَّال
يوسف يفتحُ فمه ليعلمها النطق بلكاعة : أولا إسمهم حوامل !! حــــوامل ..وش إسمهم ؟ حوآآآآآآآآآمل ... تخصص لغة عربية وفاشلة بعد عييب
هيفاء : ههههههههههههههههه كيفي أنا أنطقها حمَّال حوامل وش دخلك مسوي لي فيها خلنا ساكتين لاأنشر غسيل الثانوي
يوسف بإبتسامة يلتفت لمُهرة : نبي نسافر تركيا شوفي الدكتورة إذا مافيه مشاكل بنروح
مُهرة بهدُوء : طيب
هيفاء نظرت لوالدتها وهي تضع عباءتها على الطاولة : اليوم ريَّانة مختفية
والدتها : ريانة بعينتس تأدبي
هيفاء بضحكة : وين رحتي ؟
والدتها : لأم فيصل القايد
هيفاء : يوووه وش ذا الغبار اللي طلع !!
يوسف : منصور ما قطع فيهم دايم عندهم
والدتها بإبتسامة واسعة : تعالي هيفاء معي أبيك بموضوع
يوسف : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه الله الله يالمواضيع الخاصة
هيفاء : ذا الكلمة أخاف منها تخليني أتذكر كل الماضي الوصخ
والدتها بحدة : قومي يالله
يوسف بخبث : والله الغبار شكله عامل عمايله
هيفاء تُشير لعينيْها : يممه يممه .. وخرجت مع والدتها
بعد صمت لثواني ألتفت لمُهرة : كليتي شي ؟
مُهرة : كم مرة تسألني ؟
يوسف بإبتسامة : كذا أتطمن
مُهرة : كليت
يوسف : عافية
مُهرة : الله يعافيك .. وش سالفة تركيا ؟
يوسف : هيوف تقول متشفقة عليها وقلت نروح نغيِّر جو قبل لا تبدأ دراستك
مُهرة بصمتٍ خافت طويل أردفت : زعلان ؟
يوسف وهو يضع الدلة على الطاولة بعد أن سكب له : على ؟
مُهرة بتوتر : الرسايل !!
يُوسف بهدُوء : نسيت الموضوع .. قلت لك من زمان شي يضايقني ماألتفت له مهما بلغ أهميته
مُهرة : حتى لو انا ؟
يُوسف ألتفت عليها : أنتِ وشو ؟
مُهرة : لو أنا اللي مضايقتك ماراح تلتفت ليْ !!
يُوسف بهدُوء ينظر إليْها ، طال صمته في حين كانت عينه الثرثارة مُستقرة في محاجرها.
مُهرة أخذت نفس عميق مُشتتة نظراتها : مدري ليه أسأل وأنا عارفة الجواب
يوسف يضع الفنجان على الطاولة : لكل قاعدة إستثناء
مُهرة بربكة شعورها أبتسمت وهي تنظر للفنجان ، تلاشت إبتسامتها سريعًا وكأنها شعرت بالذنب ، تشعرُ بالذنب دائِمًا ليست هذه المرَّة التي تستخفُ بإبتسامتها إن كانت لفردٍ من هذه العائلة.

،

غطت وجهها بالفراش ، حتى أنفجرت ببكائها الصامت الذِي غرق الصوتُ به. لم تلفظُ حرفًا واحِدًا منذُ دخلت ، غيَّرت ملابسها بخفُوتٍ حتى أنسحبت للجانب الآخر من السرير. تشعرُ بلوعةِ الأم على فقد إبنها وأكثر، تشعرُ بخيبة مُشتتة لاتتزن بها الأمور ولا عقلها يستوعب ما يحدثُ معها حتى يُفكر ، كثيرٌ عليها هذا ! عذرتهُ في أول الأيام ولكن الآن ؟ الآن لِمَ كل هذا !! توقعتُ أشياء وردية وصُدمت بما رأيت. يبدُو حتى الأشياء الزهرية الجميلة تتشمتُ بي الآن، تمنيْت لو يقُول شيئًا أن يُبرر تصرفه على الأقل ! لو حتى يبتسم ويقُول أعذريني. سأقبلُ ما يقُوله وأبادله الإبتسامة دُون أن ألتفت لبكاء قلبي. لو فقط يشفق عليّ من هذه الكارثة التي تشطرني نصفيْن ويقول أنّ ما أمرُ به مُزحة. نكتة ثقيلة ! أيّ شيء لكن لا تقُول يا ريَّان أنَّ هذه شخصيتك! بربِ هذه السماء لا تقولها بأفعالك وتجعل أحلامِي مكسورة واقفة عند عتبة بابك! كثيرٌ عليّ والله. لا أستحقُ أن أبكِي في بداية أيامنا هذه! أيامنا التي يجب أن نتغنجُ بها طوال هذا العُمر الذي سيجمعنا. طوالُه يا ريّـان ولكن يبدُو أنك لن تُشاركني حتى ربعه.
على بُعد خطوات كان يُريد أن يتحدث ، أن يقُول شيئًا ، أن يُخبرها أيّ شيء كي لا تنام باكية ، كان يُريد أن يوقف بكائها رُغم أنَّ لا صوت لها ولكن يشعرُ بغرقها. أخذ نفسًا عميقًا ، جمُوده لا يساعده أبدًا على التقدم خطوة للأمام. أخذ محفظته وهاتفه وخرج.
بمُجرد ما سمعت الباب خرج صوتُها وصوتُ شهقاتها ، تركني ! لم يحاول ولا بأيّ كلمة! بقدر حُبي البريء لك في البداية الذي لم يكُن حُبًا من الأساس إنما شغف ورغبة بالنظر للسقف الذِي يجمعُنا ، للحياة الوردية التي حلمتُ بها ، بقدر هذا الحُب الذي رغبتُ بأن ألقاه أنا أقف كارهة لك وأثق بإحساسي هذا كثيرًا. أنا أكرهك.

،

بربكة أندفعت : لألأ .. ماأبغى يمه
والدتها التي جلست آخرُ النساء التي عاشرُوها في مرحلةٍ من عُمرها بعد أن خرجن لتُفاجئها أم فيصَل بموضوع هيفاء : وش اللي ماتبينه ؟ الرجَّال كامل والكامل الله
هيفاء بتوتر : لا يمه تكفين آخر عمري أتزوج واحد يشتغل شغل أبوي والقلق ذا انا ماأحبه ودايم قلوبهم قاسية ويخوفون
والدتها : فيصل تارك الشغل من عقب ماتوفى أبوه الله يرحمه الحين عنده تجارته ورجَّال مقتدر وناضج وولد أصل وناس
هيفاء بتشتيت أنظارها : يمه خلاص أنا رافضة ماأبي واحد كان يشتغل بهالشغل
والدتها : ترى الرياجيل هالأيام نشتريهم !! أحمدي ربك
هيفاء بإنفعال : وأنا ناقصني شي عشان ماألقى غيره !!
والدتها : ماهو نقص فيك بس فيصل والنعم فيه وأنا أبيه لك
هيفاء بتوتر : طيب طيب أفكر
والدتها : فكري زين قبل لايوصل العلم عند الرجال لأن إن وصل لأبوك ترى بيحلف أنه ما يردَّه
هيفاء بإبتسامة : أبوي مايجبرني على شي ماأبيه
والدتها تقف : ما خربتس إلا الدلع
بمُجرد خروج والدتها ، فتحت الفيس بوك ، بحثت عن إسمه ولم تلقاه لتتمتم : ماتوا اللي يدخلون الفيس !!
دخلت لتويتر وهي تبحثُ عن إسمه وتدعي في داخلها أن تجِده ، مرَّة ومرتين ولم تجِد أي نتائج بالبحث ليأخذها التفكير الداخلي " واضح دامه ما يدخل تويتر يعني ثوب قديم ! " دخلت لحساب أخيها يوسف بحثت في قائمة المُتابعين ، أنتفض قلبها عندما رأت إسمه مكتُوب بإختصار "@F_algaid فيصل عبدالله" بشغف فتحت الصُورة ، تأملتهُ كثيرًا وهي تُطيل النظر به ، غرقت ولم تشعرُ بشيء وهي تتأملُ بشرتُه القمحية وعيناه الداكنة ، أنفُه وحاجبيْه وكل شيء به حتى عوارِضه الخفيفة التي تطغى عليها السكوكة السوداء المرسومة، كان وسيمًا بعينِها. لكن تخافُ أفراد هذا السلك كثيرًا. تخافُ قوتهم سلطتهم جرأتهم غضبهم حتى حُبهم.
تنهَّدت لتخرج ولكن دخلت لتغريداته ، لم تفهم شيئًا ، شعرت بالغباء الكبير وهي تقرأ " شركة المدينة تربح 3.5 مليار ريال في 9 أشهر , بنمو 23% , وتوزع 700 مليون عن الربع الثالث ، نتايج مميزة هالسنة "
تغريدته الأخرى " واسك تعلن النتائج : بلغ صافي الربح الربع الثالث 6.37 مليار ريال، مقابل 7.50 مليار ريال للربع المماثل من العام السابق وذلك بانخفاض قدره 24%. " ، تمتمت في داخلها " يععع رياضيات وأرقاام "
أغلقت صفحته بأكملها ، شعرت بالغباء أمام ما يقُول ، إهتماماته إقتصادية بحتة و أيضًا لا تميلُ لهذه الإهتمامات. تنهَّدت وهي تعزم بأن تصلِي إستخارة.

،

بهدُوء ينظر إليْه : كيف يعني بنغيِّر المكان ؟ بس إحنا أتفقنا
رائِد : داري لكن بكلم محمد ويدبِّر لنا مكان ثاني انت عارف يا صالح أننا مراقبين وأنا ماأبي أي غلطة بسيطة
تنهَّد : طيب وين ناوي عليه ؟
رائد : ماراح نبعِّد كثير أفكر بلندن أقرب وأسهل !
عبدالعزيز : طيب إذا كذا ردّ ليْ خبر
رائد رفع عينه للباب الذِي ينفتح كان إبنه فارس ، ألتفت عبدالعزيز له لتصطدم عيناه بعينيْه ، تعلقت نظراتهم كثيرًا حتى أرتفع نبضُ عبدالعزيز الذِي شعر بأنَّ أمره سيكشف الآن.
فارس أكتفى بإبتسامة لطيفة ليُردف : آسف قاطعتكم
رائد : ولدي فارس .. صالح صديق لي
فارس رفع حاجبه : صالح !!
عبدالعزيز وكأنه يترجاه بعينه ، وقف وأنفاسهُ تكشفُ حرارة نبضه : كذا نكون أنتهينا .. راح نحدد لنا لقاء ثاني وهالأوراق فيها كل المعلومات اللي طلبتها
رائد : أوكي راح أشوفها .. بحفظ الرحمن
عبدالعزيز خرج مارًا من عند فارس الذِي يعرفه جيدًا ، تقابل معه في إحدى المرات ، تذكر ذاك الموقف.
بإحدى المقاهي كان بمُقابل ناصر أنتبه لنظراته ، رفع عينه المُستغربة له .. ثواني حتى تشتت نظراته لناصر الذِي نادى إسمه بوضوح " عزوز ".
فارس الآخر كان يتذكرُ الموقف ، من المرات القليلة التي خرج بها من السجن الذِي فرضه عليه والده ، كانت أيام حلوَة تلك التي تولى بها " زيد " حراسة القصر الذي كان يتفق معه مُقابل المال أن يُغطي عليه ويذهب لحيثُ ما يريد ، لكن منذُ شهريْن وهو مسجُون لأن زيد أستلم قصر والده والرجال الجُدد لايعطُونه مجال أبدًا للتفاوض.
عاد لواقعه ، صالح ؟ أعرفُه جيدًا هذا عبدالعزيز سلطان العيد ولكنه متغيَّر ! عوارضه الثقيلة لم أشهدها من قبل ، كان واضح وكأنه يُكبِّر عُمره بعشرة سنين أخرى ! يحتالون على والدِي ؟ ماذا لو أخبرت أبي بأنه عبدالعزيز ؟
أخذ نفسًا عميقًا يُجلجل عقله فقط " عبير ! إن عرف والدي بالتأكيد سيعرف أن عبدالرحمن له يد بالموضوع ومنذُ فتحتُ عيني على عمل والدِي وهو لا ينتقم إلا بالعائلة بأكثر شيء يؤلم أيُّ شخص وهو أحبابه "
رائد : وش فيك واقف !!
فارس بلع ريقه : ولا شيء.
خرج عبدالعزيز مُبتعدًا ليلفظ : ماأنتبه لشي وزي ماسمعت يبي يغيِّر المكان
بوسعود عبر السماعة : طيب أنتظرك نتناقش لما توصل
عبدالعزيز : دخل ولده فارس !
بوسعود : إيه ؟
عبدالعزيز : قابلته من قبل مع ناصر .. عرفني حسيت بنظراته يقول أنه كاشفني
بوسعود : تكلم بشي ؟
عبدالعزيز يُدخل يديه الباردة في جيُوبه : لمّا قال رائد أني صالح قام وسأل قال صالح !! حسيته يشكك بس رائد ماأنتبه لشي
بوسعود بقلق : المشكلة مانعرف ولده إذا أحسن من أبوه ولا نفس الطينة
عبدالعزيز : يوم ماتكلم أرتحت بس يمكن يقوله مدرِي

،

بغضب الصبيـة البيضاء التي ترفضُ التسلط والحدُود ، ترفضُ سلطان بكل ما تحملُ من خلايا عقلية ، تكره سطوته عليْها وأوامره ، تكرهُ تصرفاته مع سعاد سابقًا وتكرهُ تصرفاته معها حاليًا وكأنه والدها ، تكره كل شيء ينتمي إليْه ، تشعرُ بالحقد الشاسع في قلبها، لم تُحبه يومًا كأخ ولا أب ولا شيء ، لم تُحبه أبدًا رغم حاجتها للرجل. ولكن تشعُر بأنه آخر شخص تُفكر بأن تصالحه او تتجاهلُ ما يفعله بها ، أناني يُحرك الناس بحسبِ ما يُريد ، سلطان الشخصُ المنبوذ عندي وأيضًا المُتسع بصفاتِ الحقارة. لا أعرف كيف الرقيقة الجوهرة ترضى به ؟ لا شيء يجذُب لهذا الشخص ؟ لا شيء يجعل من هذا الشخص مدعاةً للحُب ، هذا الشخصُ بالذات الذي أشعرُ بأنه لا يصلح لشيء في الحياة غير القسوة التي تنبعُ منه.
: أنا موافقة وهذي حياتي !! أنا اللي بغلط ولا أنتِ يا يمه ! طيب خليني أجرب وأغلط وأتعلم من أغلاطي .. لاتوقفين أنتي والثاني بوجهي في كل شيء ! تدرين يا يمه أنه أبوي قادر يمشي حكيْه على سلطان وماله دخل فيني !! ولو أبي كان أشتكيت عليه وأنتِ تعرفيني يمه مايهمني كلام الناس ولا أقدِّر لا قريب ولا بعيد .. أنا اقدِّر واحترم الأفعال و ولد أخوك هذا من وعيت على هالدنيا ما وراني يوم حلو ! يحسب كل هالعالم يمشون بمزاجه ..
والدتها تنهَّدت : بس ماجد ما يصلح لك .. أنا أبي مصلحتك .. خليك من سلطان الحين بنتكلم في ماجد
العنُود : أنا من حقي أفكر بمصلحتي ماديًا وإستقراري .. وأنا أشوف أنه ماجد مناسب من كل النواحي
والدتها : وأخلاقًا ؟
العنود : شايفته يسكر ولا يماشي بنات ؟ يا ويلكم من الله كانكم تقذفون هالناس !!
والدتها بإندفاع : ما قذفته بس أنا أشاورك أخلاقيا زين ؟
العنود : إيه أخلاقيا زين أنا دراستي كلها كنت مقابلته في نفس التخصص وأعرف أخلاقه ..
والدتها : يمه يالعنود أنتِ تبين رايي ولا لأ ؟
العنُود بـ وِد : أنا أبي رايك يا يمه بس أنا من حقي أقرر مو انتم تقررون بحياتي
والدتها بضيق : طيب !! بس فكري .. أستخيري
العنُود بإبتسامة : إن شاء الله بس أقنعي الجدار اللي عندك أنه ماله علاقة فيني
والدتها بعتب : إسمه سلطان ماهو جدار
العنُود : تكفين يمه خلاني أكره هالإسم ! انا لا بغيت أوصف شي شين بأقوى المفردات قلت يشبه سلطان
والدتها تنهدت :أستغفر الله العظيم وأتوب إليْه. .. وخرجتْ من غُرفتها.
في جهةٍ أخرى بالمطبخ ، تُقطِّع السلطة حتى تشغلُ وقتها ، عائشة : أنت ما يسدِق أنا *يصدق*
الجوهرة بإبتسامة : أنتِ تؤمنين بأنه الأرواح تعيش بعدين بناس ثانية لكن سعاد ماتت ومافيه أحد فوق ! تراك موسوسة
عائشة : شنو !!
الجوهرة : illusions
عائشة : نُو والله انا يشوف
الجُوهرة : أسألك سؤال ! تحلفين بالله وأنتِ ما تؤمنين بوجوده ؟
عائشة : أنا يقول مثل ما يقول أنتِ
الجُوهرة : طيب قريتي الكتب اللي جبتها لك ؟
عائشة ولقت المخرج الذي تُثرثر به : أنا وين يفضى أنا حتى نوم فيه مُشكل ويَّا هادا نفر مجنون ! مايخلي أنا ينام زين كله قرقر قرقر أنا ما يفهم فلبيني بس ها ها ها كل يوم
الجُوهرة ضحكت و ألتفتت لحصة : تقول الشغالات الثانيات مايخلونها تنام
حصة : عاد عيوش فيها عوابة
الجُوهرة أبتسمت : فيه غرف فوق فاضية لو تآخذ وحدة ماتضر وراه ينحشرون كلهم بغرفة وحدة ؟
حصة بغمزة : قولي لسلطان
الجوهرة بلعت ريقها لتُكمل تقطيع دُون أن تُجيب.
حصَة جلست بجانبها : أمس نمت وما شفتك ! عسى ماكنتي تعبانة ؟
الجُوهرة : لا بس كانت أجوائكم متوترة
حصة تذكرت خناق العنُود وبكائها : إيه الله يصلحها هالبنت
الجُوهرة ألتزمت الصمتْ دُون ان تُبيِّن أيّ ردة فعل ، تشعرُ بغيرة تحرق قلبها، العنُود الكاملة الصاخبة بأنوثتها، وأنا ؟ لا يرانِي سلطان سوَى ناقصة عدد زائِد في هذه الحياة.
حصة بهدُوء : مقدرت عليها ! تبي تتزوج شخص محنا راضين عنه
الجُوهرة بلعت ريقها لتُردف : ليه ؟
حصة : ماهو من ثوبنا
الجُوهرة بللت شفتيْها بلسانها بتوتر : إييه
حصَة : كيفك مع سلطان ؟
الجوهرة : عادِي
حصة : تمام ولا لأ ؟
الجوهرة رفعت عينها : قلت لك من قبل فيه شي أنكسر ومستحيل يتصلح
حصة بغضب : ليه كل هالتشاؤم ! مافيه شي إسمه ما يتصلح !! مهما كان تقدرون تحلُّونه
الجوهرة بضيق تخلط ما قطَّعته : هالكلام قوليه لحبيبك سلطان
: وش تقولي ؟
ألتفتوا جميعًا لباب المطبخ ، أخذت شهيقًا دُون زفير وهي تكتمُ نفسها. لم تتوقع مجيئه مُبكرًا !
حصَة : راجع بدري ؟
سلطان : خلصت شغلي وماعندي شي ثاني
حصَة : طيب روح غيِّر ملابسك وبنحط الغدا
سلطان بصمت خرج !
الجوهرة : طبعا لا تقولين له يحسبني أشكِي لك
حصة أبتسمت : لا لا تخافين سلطان ما يفكر بهالطريقة
الجوهرة برجاء : بس ولو الله يخليك
حصة تنهَّدت : طيب خلاص ماني متكلمة ...
في الأعلى غيَّر ملابِسه وتفكيره يتذبذب عند الجُوهرة ، وضع هاتفه على الصامت وتركه على السرير لينزل للأسفل ويستمعُ لهمساتِهم.
على طاولة الطعام تمتمت : لو تحاولين من هنا لليوم ما تفرق معه
حصَة بضحكة : ماتوقعتك كذا متشائمة حسيتك كتلة تفاؤل تمشي بس طلعتي من جنبها
الجوهرة بإندفاع : لا والله أني متفائلة الحمدلله بس أقولك عشان ما تكبر مشاكلنا بعد ..
حصة تنهَّدت : براحتك
أكمل نزوله للأسفل وجلس بجانب الجُوهرة ، ساد الصمت دُون ان ينطق أحد وسط شك سلطان الذِي يشعرُ بأن موضوع بين عمته وزوجته. يا ثقلُ هذه الكلمة على النفس ، يا ثقل " زوجتي " ، يقُولها وكأنها مرارة يقشعرُ منها وهي ليست هكذا والله. لم تكُن يومًا مُرَّة بقدر ما كان الماضِي المُرّ يصعبُ الإنسلاخ منه.

يُتبع







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس