عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-12, 06:38 AM   #173

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25


،

على الأريكة الطويلة مُستلقِي وعلى بطنه رِيفْ تلعبُ بأزارير ثوبه ، غائب كليًا لناصر ، كيف أقوله ؟ كيف أخبره بأن زوجته حيَّة ؟ كيف يتقبَّل أن يسمعها بإنسيابية دُون أن يتجمدُ هذا الكون ويتجمدُ معه ؟ دُون أن يُصيبه فزع يؤدي لحياته ، أتخيل لو أنَّ أحدًا يُخبرني " فيصل أبوك حيّ ! " يالله كيف سأسمعها دُون أن يتحشرجُ هذا العالم ويمُوت. سيُجَّن جنوني وأخشى ذلك على ناصر. لكن كيف ؟ أأخبر وليد يُمهِّد الموضوع ؟ أم أطلب منه المعونة فهو يعرف تماما كيف التصرف بهذه المواقف ولكن كيف سأقنع وليد أيضًا ؟ كيف سأخبره هو الآخر ؟ أخاف حتى أن أخسر صداقته! سيتهمني ورُبما يقطع علاقته معي لأنني كذبت. ولكن كيف أقنعه بأنني مُضطر ، لن يسمعني وليد ولن يقبل بأن يساعدني أنا أعرفه تماما ! مهما كان مُتسامحًا إلا أنه لن يقبل بأن يكُون مستغفلاً بهذه الصورة. أأفعل مثل ما خططتُ له ! أأخبر ناصر أولا وهو من يسترِدُ غادته من وليد دُون أن يشعر ولِيد بتدخلي ، دُون أن يعرف أن ليْ يدٌ بالموضوع. أنا المُخطىء في اليوم الذِي أخبرت أمل بأن تذهب لوليد وهو الأنسب لعلاج غادة! انا المُخطىء الذِي ورطت وليد بحُبها وهي متزوجة. يالله كيف أعتذرُ بطريقة مُناسبة لا تخدش قلوبهم ؟ كيف أكفِّر عن ذنبي لمن أصلح حالي بعد الله ؟ أنا لأجل هذا الشخص أفعلُ كل هذا ، أصلح هذه الأخطاء و رُكامها. لأجله أنا هُنا أخطط لإعلامِ ناصر لكن ليتهُ يساعدني ولا يحملني ذنب الإخبار كله.
: اللي مآخذ عقلك يتهنى فيه
ألتفت على والدته : أفكر بهيفاء
أم فيصل : هههههههههههههههه تتمصخر !!
أبتسم ليُردف : عسى تدُوم هالضحكة ! زمان عنها يالغالية
أم فيصل أبتسمت بحنين كبير لصاحب هذا البيت الذِي أصبح تحت التراب : دام أشوفك مبسوط أكيد بنبسط
فيصل أستعدل بجلسته وفتح الآيباد على الألعاب ليُعطيه ريف حتى تلهى به : كلمتي أم منصور ؟
والدته : إيه عقب ما راحوا الحريم ترددت شوي ماعرفت كيف أفتح الموضوع بعدين قلت لها وبصراحة عطتني موافقة مبدئية وقالت أكيد بو منصور مهو رافض لكن الرآي الأخير بإيد هيفا
فيصل : الله يتمم على خير
والدته بشغف : متحمسة كثيير ، أشوف عيالك حولِي ويملون عليّ هالبيت
فيصل غرق بضحكته : يوه يمه مطولين أول شي أعرفها أشوفها مناسبة تكون أم أو لأ ماأبي أتورط بعيال وبعدين نتطلق
والدته : أعوذ بالله من هالفاال !! أجل كم بتقعد
فيصل بضحكة : كِذا سنتين أو ثلاثة ماعلى أعرفها كويِّس بعدين أقرر بالعيال
والدته : أنا قايلة عيشتك برا خربت عقلك
فيصل بإبتسامة : خل تجي الموافقة وبعدها يصير خير

،

ضي غرقت بضحكتها لتردف : يا ويلك من الله ما بقيتي بنت بالجامعة ما حشيتي فيها هذا وأنتِ تقولين ماتداومين كثيير
رتيل بإبتسامة : أستغفر الله العظيم وأتوب إليْه ، يعني مو قصدِي أحس بس يعني أنتقد !! .. أصلا ذي اللي أقولك عنها أكبر مهايطية عرفتها الرياض بكبرها .. تقول عمها توفى وبنفس اليوم أندفن .. هنود إحنا !! ولا كل ما جلسنا *تُقلد صوتها بحرفية* : أناا بابا شرآ لي هذي الساعه من لوندون .. !!
عبير بضحكة : هذي نور ؟
رتيل : إيه مهي بصاحية هالبنت ههههههههههههههههههههه فيها جنون العظمة !! مرَّة قلت لها أنا شايفة هالفستان في حياة مول بغت تآكلني تقول لا أنا مفصلته خصيصًا من زُهير مراد .. يا شينها ماتنبلع أبد وأنا شايفة فستانها بزارا النصابة
عبير والمطر قادر على تغيير مزاجها : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههه
ضي : يختي الله يبليك بكرا يقولك فيه حديث فيما معناه أنه الشخص مايموت إلا وهو مسوي الشي اللي كان يعيبه
رتيل : أنا والله سويت أشياء غبية في حياتي بس ما عمري قلت "تقلد صوتها" لوندون ولا عمري هايطت !! قدامنا تهايط ! ولا تغيب أسبوع وتجينا تقول والله كنت مسافرة وهي الكذابة مكفخها أخوها ومنحبسة
ضي : هههههههههههههههههههههه خلااص رتيل حراام
رتيل : ههههههههههههه والله منفقعة كبدِي منها توني أشوف بارسونالها بالواتس آب كاتبة لوندُون تايم. أنا كرهت لندن واللي جاب لندن منها .. الحين لو أتصل على بيتهم ترد عليّ
عبير : ترى حتى أختها الصغيرة يمشي الهياط في دمها !!
رتيل بضحكة : أحس كل مايحبسني أبوي أقول هذي حوبتها الكلبة على كثر ما افشلها ماتتعلم ، مرَّة قلت لها لا تحلفين كذب وشوي بغت تحرقني بعيونها .. أستغفر الله خلاص ماأبغى اتكلم عنها
ضي : عقب وشو !! نتفتيها تنتف
رتيل : يعني فيه فئة الكلاب كأنهم يقولون لي تكفين حشِّي فينا من كثر ماهم يجيبون لنفسهم الكلام زي الكلبة أثير
عبير : ودي أشوفها
رتيل : تلقينها تحوس هنا !! يارب يجي يوم يحترق شعرها ويصير فيه شي عشان يختفي جمالها
ضي أبتسمت : رتووول شوفيها هنااك
رتيل : وينها ؟
ضي : جمب اللي لابس كُحلي
رتيل : شفتوا قايلة لكم ماعندها غير ذا المنطقة !! حيوانة
عبير تُطيل النظر بها : مملوحة
رتيل : شينة هي وخلاقينها !! للحين عايشين حقين التطقيم الجزمة نفس لون الربطة والبلوزة ..
عبير ألتفتت عليها : وش هالغيرة !!
رتيل : يعني أنا ماأكذب ! صدق أغار منها بس هي سخيفة وتافهة يعني ماتسوى شي ! هي وربطة شعرها حقت البزارين .. أمشوا خلونا نطلع
ضي : لا تتحرشين فيها وتقعد تتشكى ترى شكلها من نظام الإستلعان
رتيل : أصير ألعن منها لو تبي ..
خرجُوا من المحل ليسيروا بمثل الرصيف الذِي يضمُ أثير. رن هاتف ضي لترُد : هلا حبيبي
عبدالرحمن : هلابك .. وينكم فيه ؟
ضي : نتمشى قريب من الفندق
عبدالرحمن : طيب أرجعُوا ضروري
ضي : صاير شي ؟
عبدالرحمن :بس أجي أقولك .. المهم أرجعوا الحين بسرعة وأنا جايكم
ضي : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن
عبدالرحمن : مع السلامة .. وأغلق الهاتف.
ضي : أبوكم يقول لازم نرجع الفندق بسرعة
رتيل رفعت حاجبها : اليوم بيروح عز لحقهم مدري وش إسمه صح ؟
ضي : إيه يمكن صايرة مشكلة هناك مدري المهم قال أرجعوا
رتيل بقلق حكت أسفلُ شفتها : لايكون صاير شي فيه !!
ضي بضحكة تُقلدها : أنا أصلا مايهمني
رتيل : ههههههههههههههههههههههههه ههه طيب ما يهمني

،

في الغُرفة الصغيرة بعد أن حكى له كل ما حصَل وما دار ، أردف : أبي أكلمك بموضوع ثاني
عبدالرحمن أغلق هاتفه بعد إتصاله بضيء : وشو ؟
عبدالعزيز بإتزان : أظن جاء الوقت اللي ماتمنعني فيه عن رتيل
عبدالرحمن عقد حاجبيْه : نعم !!!
عبدالعزيز بحيلةِ حديثه الذِي يقوله وهو غير مُقتنع به ، يعرفُ كيف هي النهاية ولكن لا بأس بأن يكذب على نفسه : يعني أكيد ماتبي لبنتك الطلاق !! ولا أنت ماتشوفني زوج مناسب لبنتك ؟
عبدالرحمن تنهَّد : لا تحاول تقوِّلني حكيي ما قلته أكيد أني اشوفك رجَّال والنعم فيه لكن مع رتيل لأ
عبدالعزيز : ليه ؟ عطني سبب واحد مقنع
عبدالرحمن : عبدالعزيز لا تنسى اللي صار بالرياض
عبدالعزيز بهدُوء : عفا الله عما سلف .. خلني أصلح أخطائي وأخطائك
عبدالرحمن : تعرف أني ماغلطت لكن أنت اللي خليتني بأفعالك أغلط !!
عبدالعزيز : طيب وأنا الحين بأفعالي ودي أصلح هالأغلاط
عبدالرحمن : يالله يا عبدالعزيز كيف لك القدرة تكذب حتى على حالك !!
عبدالعزيز يعرفُ بأن بين يديْ ثلاثة هو مفضوح " أبيه سابقًا وسلطان وبوسعود حاليًا " : هي بالنهاية زوجتي ما تقدر تمنعني عنها
عبدالرحمن : لآ أقدر أمنعك ! لا تحاول تمشِّي كلامك عليْ
عبدالعزيز أخذ نفس عميق : يعني ؟
عبدالرحمن : أنت تعرف !!! بنتي ما يجي بعدها أحد
عبدالعزيز : قصدك أثير ؟
عبدالرحمن وقف وهو يرتب بعض الأوراق : أظنك فاهم وش أقصد
عبدالعزيز : الشرع محلل 4 ليه أنت تبي تحرِّم علي ما أحله الشرع
عبدالرحمن ألتفت عليه : والشرع يوم حللك ما قالك عن شروط هالأربع
عبدالعزيز : طيب أنت منت راضي تخليني أكلم حتى رتيل عشان أعدِل أو ما أعدل
عبدالرحمن : أرخصتها يا عبدالعزيز وتحمَّل! ما أمداك ملكَّت عليها وعلى طول رحت تزوجت أثير !! أنت ماتشوفه رخص ؟ وماعاش من يرخص وحدة من بناتي
عبدالعزيز وقف : طيب ممكن تخليني هالفترة بس أقدر أقابلها
عبدالرحمن : فرضًا وافقت تظن رتيل بتوافق ؟ ماراح أجبرها يا عز
عبدالعزيز تنهَّد : إلا بتوافق
عبدالرحمن أبتسم : مشكلة والله ثقتك !! على فكرة حتى لو تشوفها تضحك ومآخذة الأمور بهداوة ماهو معناتها أنها راضية ! إذا أنت منت فاهم شخصيتها أنا أفهمك إياها !! رتيل مهي راضية وإلى الآن تحسسني بالذنب في كلامها دايم !
عبدالعزيز بخفُوت : أخذني بحسبة ولدِك ولا ترفض طلبي
عبدالرحمن ألتفت عليه : وأنا عمري حسبتك شي غير ولدي ؟
عبدالعزيز وبهذه اللحظة لم يفكر بأن يستغل عاطفته أو يمرُ بوترٍ حساس هو فعلاً كان يعنيْها ، قالها بكل ما أعطاهُ الله من حُب وإمتنان : طيب يا يبه ترضاها على ولدك ؟ أنه يجي أحد يمنعه عن زوجته ؟
صمت ساد بينهُم ولم ينتبه عبدالعزيز لكلمته أو وقعه لأنه قصدها فعلاً ، هذه الكلمة التي حُرِم منها عبدالرحمن من أن يسمعها من رجُل يتكئون عليه بناته ، مهما حصَل فكان يحلم بأن يكُن إبنه وينادِيه سعُود مثل ما تعوَّد منذُ مراهقته أن يُناديه الجميع " أبو سعود " حتى ألتصق به الإسم معنويًا ولكن فعليًا أفلس منه.
أردف : طيب يا عبدالعزيز بس بموافقة رتيل !! وأكيد حط في بالك أنك ماراح تآخذ راحتك مررة .. يعني لك من الصبح للمغرب وبس !! وحسب الشغل بعد
عبدالعزيز أبتسم بإتساع حتى بانت صفة أسنانه : أبشر

،

يُخلخل أصابعه بإبتسامة : الحمدلله على السلامة
والده ببحة موجعة مُستلقي على السرير الأبيض ومن حوله الأجهزة الكئيبة : الله يسلمك
ناصِر بضيق : كذا تخوفني عليك ؟ خلاص من اليوم ورايح لك سواق خاص
والده أبتسم وعيناه تحكِي إمتنانه لله بأنهُ عاش ، بأنه نظر لإبنه الآن ، هذا الإبن الذِي لم ينامُ لليالٍ من أجله ، الذِي سيطر عليه وصخبت مسامعه ببكائه بعد غادة ، هذا الإبن الذِي أوجعه الحنين مثل ما أوجع قلبه.
ناصر أبتسم لإبتسامة والده : حيّ هالإبتسامة .. أنحنى وقبَّل كفِّه.
والده أشار له بعينيْه لقارورة الماء ، وقف ناصر مُتجه وبغطاء القارورة سكب الماء لأن معدتهُ لأيام لم يدخل لها شيئًا فليس من الصالح أن يشرب كمية كبيرة ، سدّ رمقه ليُردف : عبدالعزيز شخباره ؟
ناصر : بخير الحمدلله ..
والده تطمئن فبهذه الحياة المُتسعة لا يملكُ سوى ناصر وعبدالعزيز حتى يخاف عليهم.
ناصر : كلمت الدكتور الصبح وقالي إن شاء الله هاليومين بتنوِّر بيتك
والده : الحمدلله ... ودي أصلي
ناصر بهدُوء : صلّ يبه بعيُونك ...
أبتعد ناصر قليلاً حتى جلس على الكرسِي ينظرُ لوالده ، حركات شفتيْه الخافتة وأصبعهُ الذِي يرتفع وينخفض ، إنحناءةُ رقبته القليلة بنية الركُوع والأخرى بنية السجُود. لمعت الدمعة في عين والده ، وميضُها أخترق صدر ناصر الذِي ينظرُ إليه. يالله يا رحمتُه كيف هي واسعة ؟ سُبحانه لا يشارك في مُلكه أحدٌ كيف حمَى رُوحًا أوشكت على الموت! سُبحانه لا إله الا هو الحي القيُوم.

،

تكتبُ له على جبيرتِه البيضاء " حبيبي والِدُ أطفالي قريبًا ، إني أُحبك بقدر ما قهرَ هذا العالمُ أفرادِه بالحرُوب وبقدر ما ولَد الحُب في الحرُوب و بقدرِ ما تراقص العشاق تحت المياهُ العذبة ، إنِي أُحبك بكل الأشياء الحسنة في هذه الحياة وإن حدث شيئًا كسَر هذا الحُب إني والله العظيم أُحبك "
أبتسم بحركة شفاهه التي تقرأ : و أم أطفالي شكلها بتصير شاعرة
غادة بإبتسامة : أتمنى لو أني أكتب شعر .. عيونك تستحق والله
ضحك بخفُوت ليُردف : شوفتك بالنسبة لي تغنيني عن القصايد كلها
غادة بخجل تغطي وجهها بكلتا يديْها : خلاص خلاص لا تتغزل بشكل مباشر
ناصر : تبين بشكل مبطَّن ! من عيوني هههههههههههههههه
على وقع الضحكات الصاخبة والهمسات الدافئة عند إذنها فتحت عينيْها المُتعرقة/ الباكية. نظرت للسقف الذِي تشعرُ بأنه يبكِي معها بتصدعاته ، صمتت وهي تسترجع الحلم الذِي غيَّب عقلها ، كأن طينٌ يقف في حنجرتها ، غصَّة وهي تشعرُ بأن حياتها السابقة مليئة بالحُب والتفاصيل الملوَّنة. لا تُريد الخروج من الشقة ، لا توَّد أبدًا أن تسير بشوارع باريس التي تشعرُ بأنها تحفظها.
ألتفتت لهاتفها رأت 3 مكالمات فائتة من وليد ، هذا الإهتمام الذِي يقتلُها و يشطُرها نصفيْن.
أتصلت عليْه وبصوت مختنق أجابته : هلا وليد
وليد : هلابك ، صح النوم
رؤى : صح بدنك .. ماأنتبهت للجوال
وليد تنهَّد : ودك تطلعين مكان ؟
رؤى : لآ مالي مزاج بجلس ..
وليد : طيب وش بتسوين ؟ العزلة بدون ممارسة شي بتخليك تفكرين بأشياء سوداوية .. وش رايك أجيب لك كتاب ولا فيلم تطالعينه
رؤى بضيق : جيب لي أي كتاب !!
وليد بـ وِد : خلاص أبشري ، بجيب لك وبروح أراجع أشغالي .. لأن بفتح العيادة هالفترة !! المهم بطلب لك أكل راح يجيك وأنتعشي الجو مطر وراح يجدد روحك ولا تنسين الدعاء في هالوقت
رؤى تشعرُ بالبكاء أمام هذا الكم من الإهتمام ، من الحُب ، من جمال الوليد : إن شاء الله .. ماتقصِّر
وليد : بحفظ الرحمن .. أغلقه.
رؤى مسحت وجهها بكفوفها وسحبت منشفتها لتدخل لإستحمامٍ يُبدد السواد الذِي يُحيط بها ، الماءُ ينسابُ على جسدِها وتفكيرها ينحصرُ بالغائبين اللذين تركوها. هذا ناصر ! انا بدأتُ أعرفه ، لكن ليتني أعرفُ ملامحه ، هيئته ، صوته ، لِمَ لا أعرفُ إلا صوته الذِي يحرق سمعي بحرارته في كُل مرةٍ يسيطر بها على عقلي ويغيِّبُ قلبي معه.

،

في أطرافِ ليلْ الرياض الداكن ، يهبطُ بكل خفَّة على السماء لينشر ظلامه ، على السرير تستلقِي لم يحضرُها النوم إلى الآن ، تُفكر بحياتها وبحياة إبنها الذِي في بطنها ، وضعت كفَّها على بطنها الذِي بدأ يبرزُ قليلاً ، تعبت في الفترة الأخيرة تعبُ سنين وهي تشعرُ بتقلصات وكأنَّ روحها ستخرج ، هذا الألمُ الذِي نهايته فرحَة ولكن تخشى من هذه الفرحة ! تخشى من هذه الحياة ! كيف تحمِي نفسُها دُون رجل يقف ويُدافع عنها إن جَارَ عليها يُوسف وعائلته.
دخل : السلام عليكم
مُهرة : وعليكم السلام
يُوسف دخل للجُزء المنزوي في غرفته المخصص للدواليب ، غيَّر ملابِسه ليستلقي بجانبها ويمسك هاتفه ، ثواني قليلة حتى وضعه على الصامت ، نزع ساعته ووضعها بجانب هاتفه وألتفت على مُهرة : مو جايك نوم ؟
مُهرة بلعت ريقها : بنام الحين .. غطت جسدِها حتى ذقنها بالفراش الخفيف ، تشعرُ بالبرودة بمُجرد ما تُفكر بالمستقبل وقلقها منه.
يُوسف نظر إليْها وأطال بالوقت وهو يتأملها : مُهرة .. وش فيك ؟
مُهرة تنامُ على جنبها الأيمن مُعطية يوسف ظهرها ، لم تلتفت إليه : ولا شي
يُوسف أقترب منها : طالعيني ماراح أخليك تنام لين تقولين لي
مُهرة ألتفتت عليْه : مافيني شي والله بس أفكر
يوسف المُستعدل بجلسته : بـ وشو ؟
مُهرة تنهَّدت : ولدي
يُوسف أبتسم : وش فيه ؟
مُهرة : أفكر بالمستقبل
يوسف فهم قصدها : منتِ واثقة فيني ؟
مُهرة : ماهو سالفة ثقة بس حتى الأخو يخون أخوه
يُوسف تنهَّد ليستلقي بجانبها: أتركي المستقبل عنك وركزي بالحاضر .. الله يكتب لنا الخيرة في أفضل الأمور
مُهرة تنظرُ له بضياع : كيف ماأفكر فيه ؟
يُوسف : لأنك بتضايقين نفسك على الفاضي ، خليها على ربك وماراح يضيع حق أحد
مُهرة بهدُوء صمتت ولم ترد عليه..
يوسف أبتسم : ناامي
مُهرة بادلتهُ الإبتسامة لتبان الغمازة التي لاتظهر كثيرًا : تصبح على خير
يوسف : وأنتِ من أهل الخير والسعادة
مُهرة عادت لوضعيتها السابقة ولكن تشعرُ بإشتياقها لصدره رُغم أنها لم تنام عليه من قبل ، ألتفتت عليه وبهدُوء أبعدت شعرها جانبًا ووضعت رأسها على صدره ووضعت يدها اليُمنى على بطنه ، لم تتجرأ أن تضع عينها بعينه وأكتفت بأن تُغمضها محاولةً النوم.
يُوسف قبَّل رأسها القريب و المُغطى بحريرها الأسود ووضع يده اليمنى خلف ظهرها. هذا القُرب الحميمي يجعلُ قلبها يقشعر بينما يُسلِّم يُوسف لحياةٍ سماوية يصفى بها باله حتى ينام.

،

ليل أسطنبُول المضطرب ، دخَل بعد أن تركها طيلة اليوم ، تنهَّد ليشتت أنظاره بإتساع الشقة التي تحتضنهم ، لم يراها ! أتسعت محاجره ليطرق باب الحمام كثيرًا حتى فتحه ولم يشاهد أثرًا لها ، كاد يجن جنُونه ! أين ذهبت في هذه الساعة ؟ وكيف تذهب ؟ توعَّدها بغضب كبير وهو يخرج هاتفه . .

،

تُريد ان تكسر خاطره فقامت بتعقيد حاجبيْها برقَّة مُبيِّنة حزنها الكاذب : أرجوك
بضحكة : لم أتوقع أنَّ نساء الرياض محتالات
أفنان : عفوًا ولكنِني من الدمام
جاك ضحك ليُردف : أين تقع هذه ايضًا ؟ توقعت أن الرياض هي التي ترسل فتياتها فقط
أفنان : المنطقة الشرقية
جاك : حسنًا
أفنان : ماذا بالنسبة للخروج ؟
جاك بضحكة عميقة : لا مرفوض
أفنان : أرجوك أُريد الذهاب لباريس نهاية هذا الأسبوع ، عائلتي هناك
جاك ينظرُ لنواف الخارج من المصعد : نِوَاف
لم ينتبه لأفنان التي تُعطيه ظهرها : هل تسمع بأن تأخذ مامدموزيل أفنان إجازة ؟
نواف ألتفت عليها : تبين إجازة ؟
أفنان : إيه بس الجمعة عشان الخميس بروح باريس أهلي هناك
نواف بفضُول لام نفسه عليه كثيرًا : قصدك زوجك ؟
أفنان أرتبكت : هاا !! لا لا بس بنات عمي
نواف بتوتر ودّ لو لم يتكلم : إيه خلاص

،

الساعة تُشير للرابعة فجرًا ، لم ينام بعد . . نظر إليْها وهي تتقلب وكأنها تواجه شيئًا ، أقترب منها : الجوهرة !
لا تردُ عليه وأتضح أنها صحَت ولكن لم تفتح عيناها ، غطت وجهها بكلتا كفيْها لتجهش ببكائها.
سلطان ويده على رأسها : بسم الله عليك .. قومي صلي لك ركعتين
لا تُجيبه بشيء سوَى بكائها ، شعرت بأنها تُقطَّع أنصافًا ، بأنَّ شيئًا أثقل عليْها وهي ترى والدها يمُوت في الحلم ، إن ذهب من سيقى ليقف معها ؟ إلا الموت ! لا شيء يجعلنا أقوياء أمامه ، هذا الموت الذِي يأخذُ أحبابنًا تباعًا يقتلنِي قبل أن يأخذهم ، يقتلُ قلبي الذِي أعتاد عليهم. شعرت بالإنهيار من فكرة أن والدها يمُوت.
سلطان : تعوَّذي من الشيطان ..
الجوهرة أبعدت كفوفها ووجهها يتبلل بدمعها ، بعينٍ مُحمَّرة مختنقة بالدمع نظرت إليْه وسُرعان ما أبعدتها.
سلطان عقد حاجبيْه : أقري أذكارك قبل لا تنامين
الجوهرة أستعدلت وجلست لتُخفض نظرها ودمعُها ينسابْ بهدُوء ، سلطان أقترب أكثر حتى شعر بأنَّ أنفاسه هي أنفاسُها . .

.
.

أنتهى
أشتقتوا للمقتطفات :$ طيب دُوكم :$$
" لمحَة حُب ، ضحك بشدَّة مُتغزلاً : بالله ماهي صاروخ ؟ ، ألتفتت عليْه وهي توَّد أن تشتمه أن تبصق عليه أن تقهره أن تصفعه ، أن تفعل أيّ شي لتُخفف من قهرها الآن ! ، أجابته وهي تقف بغضب : ذوقك معفن يا معفن "
" لمحة حقد ، لا يرضى بأن يكُون والده في محل إستغفال مهما فعل يبقى والده الذِي لا يرضى عليه بشيء ، هل يُخبره ، أن يقُول له ما يعرف ! "
" لمحة عتب ، تنظرُ له بضياع الكلمات ، بضيق المسافات التي تفصلُ بينه وبينها ، شتت نظراتها لتُردف : عُمري ما منعتك عن شي ! حتى في الوقت اللي كنت ماأبي هالشي جيتك وخفت من لعنة الملائكة عليّ "


.
.



إن شاء الله يروق لكم البارت ويكون عند حسن الظن دايم :$()

لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.

و لا ننسى أخواننا المسلمين المُستضعفين في كُل مكان أن يرحمهم ربُّ العباد و يرفعُ عنهم ظُلمهم و أن يُبشِرنـا بنصرهُم ، اللهم لا تسلِّط علينا عدوِك وعدونـا و أحفظ بلادِنا وبلاد المُسلمين.

و اللهم أرحم أمواتنا وأمواتِ المُسلمين :" +

+ و أيضًا لا ننسى عظمة الإستغفار.
لا تشغلكم عن الصلاة


*بحفظ الرحمن.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس