عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-12, 01:58 AM   #5

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي


4- لا أاريدك أنت

وقفت رايتشل في مكانها حوالي الخمس ثوان جامدة مذهولة , غير قادرة على تصديق ماسمعته للتو . مدت يدها لتضعط على الزر لتفتح الباب الأمامي للمنزل في الطابق السفلي , لكن حتى وهي تفعل ذلك , أحست بأرتعادة من الخوف تجول في جسدها .
ما الذي يريدة ؟
ما إن فتحت متردده باب شقتها التي تعلو طابقين عن المدخل . حتى سمعت وقع قدمي فيتو على الدرج . بعد لحضة ظهر فيتو عند زاوية الدرج .
وتوجة مباشرة نحوها . لدا وجهه غامضاً وخالياً من أي تعابير , فأحست رايتشل بالتوتر يزداد في داخلها . هل يظن أنها تحتفظ بزمرادت فارنيستي هنا في الشقة ؟ هل يخطط لأن يأخذها بنفسه من هنا بالقوة ؟
على أي حال , كيف تراه وجد مكان إقامتها ؟
الاهتياج والاضطراب جعلاها تطرح السؤال من دون أن تفكر به بصوت مرتفع حتى قبل أن يصل فيتو إليها .
- كيف عرفت أين أقيم ؟
زم فيتو فمه ما إن اقترب منها :" أرسلت أشخاصاً كي يلحقوا بك عندما غادرت مكتبي . هل إقامتك هنا هي مزحة ما لكي تخدعيني ؟"
ما إن وصل فيتو إليها , حتى دفعها جانباً حتى يدخل إلى الشقة . ألقى نظره متفحصة ساخرة على تلك الفسحة الضيقة الرثة , ما جعله يعقد حاجبيه سوياً. بعدئذٍ ادار نظرته نحو رايتشل التي وقفت مصعوقه بالقرب من الباب .
شعرت بالخوف , الصدمة , المقت , الدهشة . . . وشيء ما أكثر قوةمن تلك الأحاسيس .أحست أن الدماء تغلي في داخلها فتطغى على أي شيء آخر .
مازال فيتو يرتدي بذلة العمل الرسميه , لكنه تخلص من ربطة عنقه منذ أن رأته بعد الظهر , إلا أن ذلك لم يجعلى يبدو أقل وسامة , مع أنه جعله يبدو اشعث المظهر قليلاً .
وقف فيتو في وسط الغرفة تماماً, نظراً إلى حدودها الضيقة .
- لماذا انت في هذا المكان البالي ؟ هل أنت فعلاً مفلسه إلى هذا الحد ؟ لم تبدي كذلك عندما دخلتِ إلى مكتبي بعد ظهر اليوم , أم أنك كنت تحاولين التأثير على ّ؟
توتر وجه رايتشل التي راحت تقاوم بشذة للحفاظ على سيطرتها على نفسها , لكنها علمت أنها تخسر .
طالبها فيتو بينما عيناه تومضان فوق جسدها :" حسناً ؟"
هذه المرة حملت عيناه الأزدراء التام , ولم تفاجأ رايتشل بذلك فبعد ظهر هذا اليوم بدا مظهرها جيداً إلى أبعد الحدود ,أما الأن فهي على العكس تماماً . إنها ترتدي بذلة رياضية , ووجهها خال من التبرج , فيما يبدو شعرها مشدوداً إلى الوراء ومربوطاً على شكل عقدة .
تمكنت رايتشل أن تتدبر الرد بكلمات لاذعه إذا قالت :" وما شأنك أنت بأموري المالية ؟"
تصلبت نظراته , وبدا من الوضح أنه لم يعجب مطلقاً بنبرة صوتها .
- بما أنك رفضتِ للتو مبلغ الملون يورو الذي عرضته عليك , فهذا يجعل أمورك الماليه من شأني بشكل ما .. وبما أنك لن تحصلي حتى على عناق مني بشروطك المضحكة تلك , فالأحرى بك أن تأخذي المال . أليس كذلك أين هي الزمردات ؟
نظر فيتو حوله بينما ازدادت تعابير الأزدراء في وجهه عمقاً .
أجابته رايتشل بحدة :" إنها في المصرف . هل ظننت أنني سأضعها في مكان آخر ؟ إن كنت قد جئت إلى هنا كي تحاول إقناعي بأن أبيعك إياها , فيمكنك أن تخرج . والدتي لن تبيع أبداً "
- احقاً ؟ أعلى الرغم من أنكِ مفلسة إلى درجه تجعلك تعيشين في هذا المكان البالي القذر ؟ أين هي آرلين على أي حال ؟ أهي مفلسة أيضاً ؟ لايمكنني أن أتصور أنها تسمح لالابنتها الغالية بأن تقيم في هذا المكان بينما تتنعم هي بإنفاق ماتبقى لديها من اموال والدي .
انغلق وجه رايتشل وتجمدت أوصالها . لن تدعه يكتشف شيئاً بخصوص والدتها .إن حصل ذلك وأظهر فيتو إشارة واحدة تنم عن رضاء وامتنانه لأن تعيش عشيقة والده التي يمقتها تنال عقابها ,. فرايتشل سوف تقتله بيديها المجردتين . أحست رايتشل بحاجة ملحة غامرة لن تحمي والدتها من هذا الرجل الذي يكرهها كثيراً .
كذبت رايتشل قائلة بسرعة :" إنها مسافرة خارج البلاد ! إنها في إسبانيا , فهي تحب الطقس الدافئ "
استطاعت أن تشعر بنظرات فيتو تضغط عليها :" كيف يصادف إذاً أنك تشعرين بالحرية لتتصرفي بالزمردات ؟ هل أصبحت ملكك أنت ؟"
اجابت رايتشل بدهاء :" نعم "
في الواقع هي تمتلكها , فقد منحتها آرلين حرية التصرف بشؤونها منذ شهرين , وذل قبل أن تصبح مريضة جداً إلى حد لايسمح لها أن تعتني بالزمردات أكثر .
نعم هي تمتلك زمردات فارنيستي ! لكنها تعلم أنها لاتستطيع أن تبيعها أبداً . تعلم رايتشل أنها , عندما تموت والدتها , سوف تعيدالزمردات من دون أي مقابل إلى الشخص الوحيد الذي يحق له الأحتفاظ بها فعلاً : أرملة أنريكو . فعمت رايتشل السبب الذي دفع والدتها إلى اخذ الزمردات , لكنها تعلم أنه لم يكن لآرلين اي حق بها , كما أنها ليست من حقها هي أيضاً . لو أن فيتو وافق على شروطها بعد ظهر هذا اليوم , لأعادت إليه الزمردات من دون أي مقابل . إنها لاتريد من فيتو أي شيء سوى أسمه على وثيقة زواجهام , بالإضافه إلى صور للزفاف لكي تريها لوالدتها , وتقنعها أنها تزوجت فعلاً من ابن إنريكو . لكن فيتو رفض تماماً محاولتها المضحكة بأن تحقق أمنية والدتها قبل موتها . وبالتالي عليها أن تحتفظ بالزمردات إلى أن تموت أرلين , فتصبح قادرة على إعادتها إلى السينيورا فارنيستي .
تغير شيء ما في وجه فيتو فيما أجابته رايتشل . شيء ما جعل الدماء تبرد في عروقها أكثر .
- لقد اعترفت للتو بأنك تحتفظين بزمردات فارنيستي , أخبريني إذاً ياعزيزتي , ما الذي يمنعني من إقناعك بأن تعيديها لي .
التمعت عينا فيتو ’ فأحست رايتشل بالخوف يطعنها مجدداً . لكن لايمكنها . . . لايجدر بها أن تشعر بالخوف أمامه . ردت عليه بنبرة دفاعية ::" لا آبه البتة بما تظنه في ما يتعلق بالزمردات . لو كان بمقدورك أن تستعيدها بشكل قانوني حتى الآن لفعلت ذلك . وإن تجرأت على وضع إصبعك على , سوف أتهمك بالتعرض لي , ولن تلبث الصحافة الصفراء وصف الإشاعات أن تنشر خبر الفضيحة ".
استنشقت رايتشل نفساً عميقاً مرتعداً , وتابعت :" حسناً ! إن كان هذا كل ماجئت إلى هنا من أجله . . . حتى تقوم بمحاولات الصبي المستبد فيمكنك ان ترحل بسرعة "
ازداد الإلتماع في عيني فيتو , فجأة بدت شقتها الصغيرة الضيقة أصغر مما هي عليه فعلاً . تسارعت أنفاس رايتشل , وأمكنها أن تلاحظ ذلك , كما بدأ الأدرينالين يندفع بسعة في مجاري دمها . لابد أن سبب ذلك هو الخوف الذي تنكره والتوتر . . . هذا كل شيء .
لكنها علمت انها تخدع نفسها . أستطاعت أ تشعر بجسدها يتجاوب مع وجود فيتو , إذ احست بكل عصب من اعصابها يقفز منتفضاً . أرعبها ذلك الشعور . إن لاحظ فيتو ذلك . . . إن أدرك أنها متأثرة به , فهي سوف تموت , ستموت بكل بساطة ! ذلك سوف يعطيه سلاحاً آخر يستخدمه ضدها , ولا يمكنها ان تأمل أبداً بهزم ذلك السلاح .
أدركت رايتشل أنها سوف تشعر بهذا الشعور تجاه فيتو حتى آخر يوم من عمرها . اللمعان الغامض في عينيه يجذبها كالمغناطيس , وهذا الأمر أخافها حتى العظام لكن كلماته التالية أخافتها أكثر .
- كنت أفكر بطريقة مختلفة تماماً في الأقناع ياعزيزتي .
استقرت عيناه السوداوين عليها , ورأت فيهما رايتشل تعبيراً مزق السنوات التي عاشتها بعيدة عنه أحست كما لو أن هنالك ثقباً ما في معدتها , وبأنه رجليها صارتا ترتعشان فجأة . فكرت , كان الأمر مزيفاً حينها , وهو مزيف الأن ! خدعك فيتو عندما كنت في الثامنة عشر من عمرك , خدعك حين أقنعك أنع وجد تل التلميذة الإنكليزيه البريئة ذات الثمانية عشر ربيعاً جذابه بالنسبة إليه , وهو يخدعك الآن ايضاُ !
فضلاً عن ذلك , هي تعلم كيف يبدو مظهرها الأن . لقد خلعت الملابس الأنيقه المتألقه التي كانت ترتديها بعد ظهر هذا اليوم .
وعادت الآن إلى أرتداء ثيابها العادية المتواضعة . غنها ترتدي بذلة رياضية تقتل الشغف , فيما ربطت شعرها إلى الوراء على شكل عقدة صارمة , كما أنها لاتضع أي نوع من التبج على وجهها .
لاحظ فيتو ردة فعل رايتشل , وأمتعه ذلك . لكنها أستطاعت ان ترى الغضب مشتعلاص فيه تحت تلك القشرة من التسليه والأستمتاع . رأته يسير نحوها وبدامن الواضح أن هناك هدفاً من خطواته . أحست مجدداً بتسارع الأدرينالين في جسدها . أرادت أن تتحرك كبتعدة عنه .
أرادت أن تصرخ , أن تزعق , أن تهرب خارج الباب , أن تتراجع حتى نهاية الغرفة فتقفل الباب على نفسها في الحمام الصغير حتى تهرب منه . لكنها تجذرت في مكانها , وما إن تجمدت هناك حتى وقف فيتو أمامها , أما اللمعان في عينيه فسرّع وتيرة أنفاسها .
مدّ فيتو يده فلفها حول عنقها .أحست رايتشل برأسها ينحني بخفة , في الوقت نفسه وكها شعور بالذنب اقشعر له بدنها . عبرت الأحاسيس جسدها كالمطر الغزير الغامر , فمحت تلك السنوات السبع الطوال التي مرت منذ أن لامسها فيتو فارنيستي لآخر مرة .
سمعته وهو يغمغم شيئاً ما بالإيطالية , لكنها لم تفهم ماقاله . إذ إن كل قدراتها على الأحساس كانت مدمجة فى إحساس واحد هو ملامسة أصابعه لبشرتها . عانقها فيتو برقة , فسرى عبر جسدها ذاك المطر الغامر , وأخذها إلى عالم لم تحلم أبداً بأن تخطو إليه مجدداً.
بدا عناقه بالنسبة إليها نعيماً .إنه جنة متميزة جداً إلى درجة أنا ماعادت قادرة على التفكير , كما لم تعد قادره على الحراك , بل بمقدورها فقط أن تغوص إلى أعماق تلك النعمة الصامته الأبدية بأن يعانقها فيتو فارنيستي . أحست رايتشل بأن جسدها يفقد قوته , ويستلقي إلى الأمام مستنداً على جسدة . فاستسلمت إلى مشاعرها تلك .
ازداد عناقه عمقاً , فأخذ يرسل داخلها أحاسيس قوية إلى درجة جعلها تحس كما لو أنها عذراء من العصر افيكتوري . وهي لن تسمح لفيتو فارنيستي بإغوائها .
تنبهت فجأة أن الآمر بالنسبة إليه ليس ممتعاً على الأطلاق ! إنه فقط يفعل هذا لسبب نفسه الذي دفعه إلى إغوائها في المرة الماضية. . . لكي يستغلها . في المره الماضية أراد أن يستخدمني حتى يجرح والدتي .
وهذه المرة هو يريد زمردات فارنيستي . . .
جذبت نفسها مبتعدة عنه بحدة , وبقوة لم تدرِ كيف وجدتها :" لا !"
دفعت رايتشل يديه بعيداً عنها , وتراجعت إلى الوراء . كانت دقات قلبها تتسارع وأطرافها ترتعد إلى درجة أنها اضطرت أن تقاوم حتى تتمالك نفسها .
للحظة تحرك شيء ما في عيني فيتو , ثم اختفى ذلك الشيء وحلت مكانة نظرة مألوفة . . . نظرة أستهزاء وسخريه :" لا ؟ حسناً ! هذه كلمة جديدة في قاموسك عزيزتي . فلطالما كنت تقولين "ارجوك فيتو . أرجوك ! "
تذكرت رايتشل بوضوح كريه تام اندفاعها وتوقها إلى عناقه آخر مرة كانا فيها معاً . لكن ليس هذا ماقصده فيتو بالتحديد بل قصد مناسبة مختلفة تماماً . قالت رايتشل هذه الكلمات عبر الهاتف , بعد أن توسلت سكرتيرته كي تصلها به . يومها أدركت رايتشل أن السكرتيرة لم تخبر فيتو أنها هي المتكلمة , لآنه ماكان سيتلقى المكالمه لو انها أخبرته . رفع السماعة من دون ذا النبرة القاسية يقول :" من المتكلم ؟"
قالت بصوتها المرتعش :" أنا رايتشل . . . أرجوك , فيتو ! أرجوك . . ."
إلا أن فيتو أقفل الخط من دون أن يسمح لها بقول أي كلمة أخرى .
بعد ذلك لم يسمح لها أبداً بالوصول إليه مجدداً. ومنذ ذلك الحين وصاعداً ألتزمت تكرتيرته بأوامرة , ولم تعد تتجاوب معها , فالسينيور فارنيستي لن يتلقى أي مكالمات من قبلها .
انغلق وجه رايتشل , فيما صدّت كل إحساس تشعر به تجاهه محتجزة مشاعرها في داخلها . إنها ليست بحاجة إلى مشاعرها عندما يتعلق الأمر بفيتو فارنيستي ز
أجابت وحلقها مشدود :"حسناً ! أنا أقول لا الآن , فيتو . وأخشى أن زمردات فارنيستي تساوي أكثر من مجرد عناق بسيط من فيتو فارنيستي الرائع . لن تستعيدها بسعر زهيد !"
تصلّب وجه فيتو فازداد قساوة , كما ازداد نظراته استهزاء .
- لعل الزمردات تساوي أكثر من هذا ولكنك لاتساوين أكثر {اوووف كلب }
كانت تلك صفعة كبرى تتلقاها من بين العديد من الضربات الأخرى . إلا أن رايتشل لم تجفل هذه المرة . استنشقت نفساً عميقاً . حاداً وقالت :" بالرغم من ذالك كان هذا أفضل عرض لديك , فالزمردات ليست للبيع . لن تغريني بالمليون يورو ".
رمى فيتو سؤاله على رايتشل قائلاً :" لماذا ؟ أنت تعيشين في مكان وضيع قذر . مبلغ مليون يورو سوف يخرجك من هنا ويجعلك تعيشين بترف !"
راح ينظر إليها بتركيز بعينين ضيقتين , كأنه يحاول قراءة مايدور في داخلها . أحست رايتشل أن الخطر يحوم حولها , لكنه مختلف عن الخطر الذي واجهته . صدّته منذ لحظة . أحست بموجة غامرة من الرغبة بالدفاع عن والدتها المحتضرة أخذت تجيش في داخلها .
أراد فيتو أن يفهم لماذا تطالب رايتشل بهذا الثمن المضحك مقابل إعادة الزمردات . لكن . . . . يجب ألا يعرف أبداً .
- كذلك الزواج بك سيفعل هذا سيخرجني من هنا .
بدا صوت رايتشل سطحياً . فيما تركزت نظرات عينيها على عينيه كأنها تحاول إجبارة على تقبل هذا السبب كدافع لها . راقبت ملامح فيتو تتغير , متخذه تلك النظرة الساخرة المستهزئة من جديد .
تشدق فيتو قائلاً :" إذاً هذا هو طموحك . أليس كذلك ؟ أنت لاتريدين أن تكوني كوالدتك , فهذا ليس كافياً بالنسبة إليك أنتِ تريدين الأحترام "
علمت رايتشل أن هذا قريب جداً من الحقيقة إلى درجة أنها أستطاعت أن ترى ذلك في عينيه . رفعت ذقنها وقالت :" لِمَ لا ؟ لو صرت السينيورا فارنيستي, سوف يرحب بي الناس في أي مكان "
لم تعرف رايتشل لما قالت له ذلك , أولما تتابع السير بهذه المهزلة , ففيتو لن يتزوجها .
أبتسم ابتسامه ساخره ::" آه . . . تفكير طموح بالفعل ! أخبريني ايتها الأنسه الساعيه خلف الثروه , هل يمتد طموحك نحو الحصول على حصتك من أموال فارنيستي لكي تقبلي بتسوية طلاق مسرفة ؟"
لم تسمح رايتشل لذلك القول أن يؤثر بها أيضاً . فقالت بنبرة الصوت السطحية نفسها :" لا "
- لا ؟ إذاً هل أنت مستعدة للزواج بي حتى لو طردتك بعد ستة أشهر من دون أي قرش كنفقة .؟
بدا عدم التصديق واضحاً جداً على وجه فيتو .
اجابته رايتشل بفظاظه وتصميم :" نعم "
- لماذا ياعزيزتي ؟ يجدر بي أن اشعر بالأطراء , فأنت مستعدة للزواج بي على الرغم من أن ستتنازلين عن نفقة الطلاق !
سخريته مست شيئاً ما في داخلها . . . لن تسمح له مجدداً أن يهزأ برغبتها الغبية البائسة في الزواج منه .
- الأمر لايتعلق بك فيتو .أنا لا آبه بك البته !
زاد الغموض والأسوداد في عينيه .
لم تعد قادرة على من نفسها , ولم تستطع أن تتحمل فكرة أن يظن أنها واقة في حبه إلى درجة تجعلها يائسة جداً للتقرب منه .
- هنالك شخص أكثر أهمية بالنسبة لي من أنت !! شخص . . .
توقفت تماماً عن الكلام , وقد أجفلها ماأوشكت على الأعتراف به .
للحظة ساد الصمت , ثم تكلم فيتو بصوت جعلى لحمها يذبل .
- أخيراً فهمت اللعبة التي تحاولين لعبها .
حاولت رايتشل بسرعة أن تتدارك ما تفوهت به دون تفكير .
- لا . . . أنا . . .
لوح فيتو بيده في الهواء :" تأخرت كثيراً عزيزتي . يمكنني أن أفهم الأن ماتنوين عليه. الأمر لايتعلق بالزواج مني , بل بتعلق بالزواج من رجل آخر . رجل يرفض الزواج بك . أنت تظنين أن بمقدورك أن تنتقمي منه بأن تصبحي فجأة السينيورا فارنيستي ! أنتِ تريدين الأنتقام . هذا كل ما في الأمر . أنت تنتقمين من الرجل الذي ازدراك وأحتقرك , لأنه يريدك عشيقة له لازوجه "
حدقت رايتشل به محاولة أن تستوعب ما يقوله .
كان فيتو مازال يتكلم :" أخيراً فهمت الصوره . الآن تبدو لي منطقية أكثر . الأنتقام هو ألذ شعور على الإطلاق ! لقاء هذا الثمن, بدوت مستعدة لاقتحام مكتبي اليوم معتقدة أنك إن أغويتني بالزمردات فسوف تقنعينني أن أسير معك في خطتك تلك "
التمعت عيناه بمقت كرية :" أردت أن تخدعيه .أردت أن يظن أنك وجدتِ رجلاً ثرياً ينوي الزواج بك ولكي تجعليني أسير معك في هذا المخطط المبهج عرضتِ عليّ أن تعيدي لي زمرداتي الخاصة بالإضافة إلى التمتع بإقامة علاقة حميمية معك "
وخزها مقته هذا مادفعها إلى الرد , إذ وجدت في مكان ما - مالم تدرِ أين - مقتاً مماثلاً لمقته لها .أمالت رأسها قليلاً , فنظرت إلية ساخرة , ثم قالت :" في الواقع , لا أنت لن تحصل سوى على االزمردات فيتو "
نضح صوتها باللامبالاة القارسة , فتابعت :" إن إقامة علاقة حميمية معك ماكانت لتصبح جزءاً من الإتفاق . مواهبك الخارقة في السرير لم تكن مطلوبة . حاولت ذلك ذات مرة , أتذكر ؟ لكن لا ! لن تحصل في المقابل سوى على زمرداتك تلك فقط "
علمت رايتشل أنها تفتقر إلأى الأسلحة المناسبة حتى تحاربه بها , وأن هذا هو السلاح الوحيد الذي تمله . إنه ضعيف ومثير للشفقه , لكن هذا كل ما تستطيع فعله , أن تدّعي اللامبالاة تجاهه .
الله وحته يعلم من أين جاء بفكرة أها تريد الزواج منه حتى تعاقب عشيقاً خيالياً ما لأنه رفض الزواج بها , لكنها لن تنفي هذا الأعتقاد فهو سيساعدها على إخفاء حقيقة دافعها الفعلي .كما أن تظاهرها بالامبالاة تجاهه سيحميها أكثر . لجأت رايتشل إلى إهانة أخرى , كما لو أنها متسولة تبحث في المهملات .
- لاشك أنك تظن نفسك هبة من الله للنساء فيتو , لكنني أخشى أنه فيما يتعلق بي أنا , أنت ممل قليلاً .أنا فقط أردت الحصول على خاتم زواجك في إصبعي , هذا كل شيء .أنا لا أتحرق لإقامة علاقة حميمية معك , بل إنني أرفضها بعض النظر عن مدى براعتك .
ظل فيتو يرمقها بنظراته , التي استقرت عليها من دون أن تظهر عيناه أي تعابير , كما خلا وجهه من التعابير أيضاً . أجبرت رايتشل نفسها على التحرك . ما الذي يحصل ؟ لماذا ينظر إليها بهذا الشكل من دون أن تظهر علو وجهه أي تعابير على الإطلاق ؟ توقعت أن ترى وميضاً من الغضب يدل على أنه يعترض على إهانتها لجاذبيته التي لاتقاوم , إلا أنه راح ينظر إليها فقط , فيما بدا وجهه مغلقاً تماماً . تسلل عدم الارتياح إلى داخلها مجدداً , ثم أدركت مايفعله فيتو , إنه يتعمد عدم الإجابه على إهانتها الصغيرة الواهنه فقط لكي يظهر لها كم هي سخيفه , رأها ليس له أي قيمة على الإطلاق .
احست رايتشل أن سهماً من الغضب يخترقها , فهي ليست ذات قيمة بالنسبة لفيتو . لطالما كانت كذلك . أستفزته مجدداً , كأن هناك مايجبرها على الحصول على ردة فعل منه . . . أي ردة فعل , لكي تظهر أن بمقدورها أن تؤثر عليه ولو قليلاً .
- أفترض أنك ظننتني مففتونة بك عندما كنت في الثامنة عشر من عمري اليس كذلك ؟
اطلقت رايتشل ضحكة قصيرة , هزت كتفيها قليلاً , وتابعت :" حسناً ! هذه المره يمكنك أن تلاحظ أنني لست مفتونه "
علمت أنه يفترض بها أن تسير في المواجهه إلى الحد النهائي , وإلا فإنها ستذبل وتعود إلى الرماد , فتابعت كلامها :" آه ! أما الآن بالذات فإنني أشعر بالفضول , لذا سمحت لك أن تعانقني , لكن فيما يتخطى ذالك . . . لا أظن أن شيئاً سوف يحدث بيننا . والآن إذا كنت لاتمانع , لدي أمور عليّ متابعتها "
مشت نحو الباب وهي تشعر بالذهول والدهشة , غير مصدقة أن رجليها ماتزالان قادرتين على التحرك . هي بكل بساطة تريدة أن يرحل لكي تستطيع أن تنهار بمفردها . . . سحبت رايتشل القفل الآلي للباب إلى الخلف , ففتحته بضربة واحدة , ووقفت جانباً , ثم عادت ونظرت نحو فيتو .
لم يكن فيتو قد تحرك من مكانه . أستمر واقفاً كمانه فيما وجهه خالياً من التعابير . عبرت جسد رايتشل ارتعاة صامته كيف تجرأت على أن تقول له أموراًمماثلة كما فعلت للتو . من أين جائت بهذه الأكاذيب , وأي فائدة ترتجي منها على أي حال ؟
حثته قائله :" أتظن أنك قادر على تحريك ساقيك ؟"
بدا وجه فيتو مغلقاً , خاوياً تماماً .أما جسده فبدا جامداً متصلباً . ثم . . . فجأة , بدأ يمشي نحو الباب . بدأ التوتر يزحف نحو رايتشل , فيما هيأت نفسها لمرور فيتو بالقرب منها , لكنه توقف عندما صار على بعد متر منها تقريباً .
- ماذا . . .؟
قاطع فيتو سؤالها الذي يحمل خوفاً ورعباً . اتجه نحوها مباشرة , أما عيناه غير المقرؤتان فأستقرتا على وجهها تماما . وما لبث أن قال :" يجدر بك أن تتصلي بمصرفك يوم غد لتعلميهم بأنك سوف تستعيدين الزمردات . أتصلي بمساعدتي الشخصية أيضاً , واعلميها بموقع المصرف , لكي تعرف إلى أين يجدر بها أن ترسل الساعي "
حدقت رايتشل به غير مصدقة , وقالت هي تعض على شفتها :" ليست لدي نية في السماح لك بالحصول على الزمردات "
رفع أحد حاجبيه , وقال :" كل عروس لآل فارنيستي تضع تلك الزمردات يوم عرسها . هل تتخيلين أنني سأسمح لك بأن تكوني حالة أستثنائية ؟"
حملت عيناه السخرية , البرودة , فميا استقرت نظراته عليها بقوة .
-سوف يكون زواجاً مدنياً حالما يسمح لنا القانون بذلك , وسوف ينحل مجدداً بأسرع ماهو ممكن قانونياً .آه !! سوف تكون هناك أتفاقيه بيننا عليك أن توقعي عليها قبل الزواج , ويجب أن تكون الزمردات حول عنقك عندما أتزوجك حتى تتمكني من إعادتها لي بعد ذلك .
مد فيتو يده نحو مقبض الباب فجذبه وفتحه مجدداً . وجه ابتسامته نحو وجهها المتجمد من جراء الصدمة .
- يجدر بك أن تبدي سعيدة ياعزيزتي , فأحلامك الطفولية تحققت للتو . . . سوف أتزوج بك .
تمشى فيتو ماراً بالقرب منهما إلى خارج الشقة . بدا مسترخياً وهو يخطو برشاقة وأناقة نزولاً على الدرج ذي السجاده الرثة الباليه .
راقبتة رايتشل بحذر وهو يخرج من الباب الأمامي , ثم سمعت الباب يخبط وينغلق خلفه . بعد فترة طويلة . . . طويلة . أحست أن قلبها عاد لينبض مجدداً .

موــــــــني ^___^
__________________________________


مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس