عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-12, 02:08 AM   #7

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي


6-ذكرى أم حلم
بدت الشمس في السماء جرما ًمتوهجاً في أحضان الغيوم القرمزية اللون , أما البحر فبدا متوقداً بلون ذهبي غامق , وصدح صوت الموسيقى المنبعث من مكبّرات الصوت المخبأة خلف النباتات الخضراء . أدركت رايتشل أن المعزوفه لباخ , وبالرغم من أنها لم تتعرف فوراً على اسم المقطوعة الموسيقية , إلا أنها بدت مألوفة جداً .
آه ! لابد أن دماغها لايعمل بشكل جيد الآن بالذات . تطلب الأمر كل مالديها من طاقة حتى تستمر بالسير فقط .
مشت ببطء تام , واكتشفت أن من الصعب أن تفعل أي شيء غير ذالك . ارتدت فستاناً كانت قد اشترته في اليوم السابق , وكلفها أكثر من المبلغ الذيي أرادت أن تدفعه . إنه فستان من الساتان ذي لون أخضر باهت جداً , تألق على طول جسدها ثم امتد خلفها على شكل ذيل صغير . الجزء الأعلى من الفستان ذو ثنيات مطوية بنعومه وغير منمقة , لكنها لاتحتاج إلى أي زينة , فالنار الخضراء المتألقة المنبثقة من الزمردات حول عنق رايتشل وفرت تلك الزينة والتألق .
أحست بالهلع وهي تسير ببطء عبر الهواء الدافئ , على حذائها العالي الكعبين . أتجهت نحو الأشخاص المنتظرين تحت خيمة حريرية تستحم بنور الشمس الغاربة .
هزها الفزع والرعب حتى كادا يذيبان أوصالها . لاحق لي أبداً بأن أكون موجوده هنا ! لاحق لي أن أقوم بهذا !
لكنها مضطره إلى القيام بذلك . هي تعلم ان على الأحياء واجب غامر تجاه الذين يحتضرون . لم يتبق لوالدتها أي شيء . . . لاشيء .
لاخيار أمامي . يجدر بي ان أقوم بالأمر !
استقرت عيناها على مجموعه من الناس وقد اقتربوا من مرآها وهي تدنو منهم . واحد منهم فقط بدا بارزاً . . . فيتو فارنيستي يقف هناك بأنتظارها , فيما بدا وجهه صافياً كالرخام . أرتدى فيتو سترة سهرة سوداء رسيمة , فبدا مدمراً جداً بروعته إلى درجة أن رايتشل أحست بمعدتها تنقبض . بدا طويلاص , نحيلاً ويخطف الأنفاس و إلى درجة أنه لم تقو على القيام بأي شيء سوى التحديق به .
حاولت أن تدردر عينيها بعيداً عنه , وأن تركز على المسؤول الرسمي الذي سوف يدير مراسم الزفاف . لكن عينيها تسمرتا على فيتو .
أنا مجنونه ! مجنونه كي أفعل هذا !
لكن الأوان فات الآن على التراجع . سوف تتزوج من فيتو فارنيستي , وتجعل من نفسها زوجته الشرعية , ثم سوف تعود إلى ديارها لتخبر والدتها المحتضرة بأن الأمر تم . بعدئذ لن ترى فيتو مجدداً .
استطاعت أن ترى أن فيتو ينظر إليها . لكن عينية لم تكشفا شيئاً . ما إن أقتربت رايتشل منه حتى وجدت نفسها غير قادرة على ملاقاة عينيه , فانزلقت نظراتها بعيداً باتجاء الشمس الغاربة , مجدداً انسكب عبر جسدها ذاك الأحساس بالهلع الخرافي .
سمحت رايتشل لنفسها أن تتصور للحظة مريعة وجيزة ماقد يكون الأمر لو أن هذا الزفاف حقيقي , فصارت في تصورها زوجة حقيقية الآل فارنيستي . مالبثت أن قاطعت رؤياها تلك كلمات فظة , خشنه , مدمرة متهكمة , مزدرية :في أحلامك . . .!
فدمرت كل آمالها , تماماً كما دمرها فيتو فارنيستي مرة من قبل .
وصلت رايتشل إلى المنضدة فتوقفت .
تجمّع عدد من الأشخاص الأنتيليين , القائم بالاحتفال , ومساعده مع شخصين آخرين افترضت رايتشل أنهما موجودان هناك بصفتهما شاهدين . بالإضافة إلى هاؤلاء , سُرت رايتشل عندما رأت مصوّراً فوتوغرافياً عم بعض المعدات الرائعة في متناول يده . كان جميع الموجودين يرتدون بذلات سوداء وهم يبتسمون فرحين . رفع القائم بالأحتفال يديه . لكن قبل أن يتمكن من التفوه بأي كلمة , تلكم فيتو قائلاً :" لحظة واحدة "
أدار رأسة نحو رايتشل وقال :" يجب عليكِ أن توقعي على افاقية ما قبل الزفاف . أم هل ظننتني سوف أنسى ؟"
تصلبت شفتا رايتشل بسبب النبرة التهكمية في صوته , لكنها لم تقل أي شيء . على العكس من ذلك استدارت ببساطة إلأى حيث أشار فيتو بيدة اليسرى نحو وثيقة موضوعة على الطاوله إلى دانب سجل الزيجات . إنها الوثيقة نفسها التي قرأتها على متن الطائرة , فلم تزج نفسها بأن تقرأها مجدداً . بكل بساطة فتحت على الصفحة الأخيرة ووقعت اسمها بسرعة وعدم مبالاة , ثم استقامت وعادت إلى مكانها أمام القائم بالأحتفال الذي راح ينظر إليها بتركيز .
خاطب فيتو الشاهدين فحثهما قائلاً :" إذا كنتما لاتمانعان ؟"
دون الشاهدان اسميهما بدافع الواجب على اتفاق ماقبل الزفاف الذي يقضي بأن تترك رايتشل هذا الزفاف من دون أي قرش من اموال آل فارنيستي . تحقق فيتو من التواقيع , ثم ذهب يقف إلى جوار عروسه , وقد بدا وجهه خالياً من التعابير .
شعرت رايتشل بزمردات فارنيستي الموضوعة حول عنقها تضغط عليها بوزنها الثقيل , ولأول مرة سرّت لوجودها هناك غمرها الأحساس بالتحدي . لايجدر بها أن تشعر بالذنب ! لاداعي لأن تشعر بتأنيب الضمير بسبب ماتفعله الآن . الزمردات هي الثمن الذي سيسمح لها بأن تشتري لها زوجاً جيداً . حسناً ! سوف تتخلص من هذا الزوج بأسرع مما يفكر هو بالتخلص منها !
غمرها الشعور بالمرارة ممتزجاً بشعور من الأسى الخارق . والدتها بعيدة بعد هذا المحيط , مستلقية في سرير في المستشفى , وهي تعيش على مسكنات الآلام , أما حياتها فتتلاشى شيئاً فشيئاً . . . يوماً بعد يوم .
بدأت مراسم الزفاف , كلمات سمعت رايتشل نفسها تتفوه بها . سمعت صوت القائم على الأحتفال . سمعت الصوت العميق ذا اللهجه الإيطالية , التي تحدث بها الرجل الواقف إلى جانبها , موافقاً على أن يصبح زوجها , ورأته يزلق الخاتم في أصبعها . تكلم القائم بالأحتفال ناطقاً بالإعلان الأخير الذي جعها زوجة لفيتو فارنيستي , أما رايتشل فأحست بالخجر التام . لم تسمع تهاني القائم بالأحتفال بشكل مهني ترافقة ابتسامة , ولا تهاني الشاهدين . وقفت هناك بكل بساطة وهي تحدق نحو البحر حيث رسم آخر شعاع من الشمس خطاً ذهبياً على أمتداد الأفق , ولم تشعر بأي شيء . . .
رفعت يدها اليسرى ونظرت إلى أناملها . هناك على إصبعها الثالث التمعت الحلقة الذهبية التي وضعها فيتو منذ قليل . رمشت عينيها بسبب وميض الضوء , ثم تلاه وميض آخر . عادت في تلك اللحظة إلى الواقع . إذ أدركت أن المصور بدأ يلتقط الصور الفوتوغرافية .
أجبرت رايتشل نفسها على الأبتسام , فحاولت أن تبدو كالعروس المشعة . وهي بحاجة إلى الصور كدليل ملموس لترية والدتها , دليل على أن أبنتها أصبحت فعلاً عروساً لآل فارنيستي . وقفت إلى جانب فيتو الآن في هذا الزفاف المزيف وهي تبتسم لألة التتصوير آملة ألا يبدو فيتو متجهم الوجه . فجأة أحست باندفاع ملح جعلها تحدق إلى الأعلى . . . نحوه , وعلقت أنفاسها في حلقها .
بدا وجه فيتو لالامبالياً , لكن بالرغم من ذلك عمرها شعور بالانتفاض في أحشائها . فجأة وعلى حين غرة نظر فيتو إلى الأسفل نحوها . توقد شيء ما في عينية بدا اشبه بلسعة السوط على جلدها . فأحرقها . عمرها ذالك اللهب للحظة . ثم تلاه وميص كالأحتراق . إنه وميض آلة التصوير التي التقطت تلك اللحظة .
هزت رايتشل نفسها مبتعده عن فيتو , فتعثرت قليلاً وهي تخطو إلى الأمام . لفتت نظرها الكتابة المنمّقة على وثيقة الزواج , فأستدارت لترفعها عن الطاوله . لكن فيتو سبقها إلى ذلك فطواها ووضعها داخل جيب سترته الداخلية . أدركت رايتشل السبب . هو لن يسمح لها بوضع يديها على تلك الوثيقة إلى أن يحصل هو على زمرداته .
وقفت متصلبة فيما حول فيتو انتباهه نحو القائم بالأحتفال ومساعديه , فشكرهم على عملهم . سيطر عليها مجدداً ذلك الاحساس بالهلع الخرافي الذي أخذ يرتعد داخل جسدها .
استقرت عينا فيتو على صورة رايتشل الجانبية , فاخترقه شعور بعدم التصديق وصل حتى أحشائه . لقد فعل ذالك . . . تزوج رايتشل فايل ابنة آرلين غراهام . أحس لوهلة بركلة في أحشائه . كما لو أنه فعل للتو شيئاً لاميكن الرجوع عنه . . . لايمكنه إصلاحه . لا ! هو يعرف تماماً ما الذي يفعله , ولايمكن لهذا الزواج أن يغير أي شيء ! الزواج المدني ليس عقداً مقدساً ., إنه اتفاق ذو صبغة قانونية . إن الوثيقة الموجوده في جيبه تجعل من رايتشل فايل زوجته في الواقع فقط , لكن ليس في الحقيقة .إنه واقع يمكن العودة عنه بأتفاق قانوني بسيط آخر : الطلاق .
جل ماحققته تلك المراسم الموجزة التي تمت خلال خمس دقائق , هو أنها سلمته رايتشل فايل إلى مابين يديه . بالإضافة إلى زمردات فارنيستي . سقطت نظراته نزولاً , تعلقت الزمردات على بشرة رايتشل البيضاء كالنار الموقده الخضراء . ما إن نظر إليها حتى أحس بتلك الركلة في أحشائه مجدداً . لايحق لها وضع هذا العقد . . لايحق لها مطلقاً . إنها تلوثة بلمستها . هذا دك من أمتلاكها له ! يجدر به أن ينزعه بالقوة عن عنقها ! مع ذلك . . .إنها تبدو كاملة جداً وهي ترتدي العقد , فالجواهر الخضراء تبجل عنقها النحيل الشبية بعنق البجعة , بدا العقد كما لو أنه صُمم خصيصاً لها وحجها . كيف يمكنها أن تبدو مناسبة تماماً وهي تضع هذه الجواهر التي لم تصمم مطلقاص لامرأة من نوعها ؟
عادت نظراته إلى الأعلى , وضاقت عيناه . التعابير المرتسمة على وجه رايتشل مازالت نفها كتلك التي ظهرت على وجهها وهي في الطائرة عندما رآها تحدق خارج الكوّه . بدت تعابيرها حينها كئيبه باردة كثلح الشتاء . أحس فيتو كأن شيئاً ما يطعنه , شعوراً ما . . لايقدر على تسميته . كاد يشعر بيديه تمتد لتلامسها .
فجأة أدرك سبب التعابير الكئيبة التي تظهر على وجه رايتشل . طعنه إدراكه هذا . إنها تفكر بعشيقها . الرجل الذي رفض أن يتزوجها فلذعها رفضة لها , مادفعها إلى الأنتقام منه لرفضه لها بأزدراء . ذلك هو سبب تحدقها بتلك النظرة الضائعه اليائسة . إنها تفكر به . . وتتوق إليه !
تصلبت ملامح وجهه , والتمعت عيناه بضوء بارد متهكم . قبل أن تنتهي هذه اليلة لن تتمكن رايتشل فايل من التفكير بأي رجل آخر سواء ! سوف يشغل كيانها بأسرة هذه اليلة . . . وقدر ما يختاره من اليالي بعد ذلك . قد تكون رايتشل فايل ابنة والدتها حتى آخر ذرة من كيانها , لكن ذلك يعني أيضاً أنها ورثت موهبة والدتها الطبيعيه ! أراد أن يكتشف ذلك .
جالت في ذهنه كلمات رايتشل المزدرية المهينه التي وجهتها له :" إن إقامة علاقة حميمية معك ما كانت لتصبح جزءاُ من الأتفاق . مواهبك الخارقة في السرير ليست مطلووبة . . . أنا لاأتحرق لإقامة علاقة حميمية معك , بل إنني أرفضها بغض النظر عن مدى براعتك في السرير "
التوى فم فيتو . سوف يجعل رايتشل فايل تتعلق به وتتوسلة قبل حلول الصباح . هذا ما تستحقه !
فكرت رايتشل , لاجدوى في أن تشعر بالسوء حيال مافعلته , يجب عليها بكل بساطة ان تسير قدماً , وأن تعد الساعات حتى تعود إلى لندن لكي تذهب إلى المستشفى فتنقل إلى والدتها البشرى السارة أحست بشفتيها تلتويان . أهي حقاً بشرى سارة ؟ لقد أجبرت هذا الرجل على الزواج منها فيما هو يمقتها كما تمقته هي تماماً .
بشكل لا إرادي استدار رأسها قليلاً نحو الرجل الذي تقف على بضع أقدام فقط منها , ومع ذلك فهو على بعد أميال عنها . تحت ضوء هذا الغروب الاستوائي بدت بشرة فيتو أكثر أسمراراً , أما ملامحة فبدت محددة بالظلال مثل النور والظلام .
طاردتها تلك الأبيات من أكثر أشعار شكسبير مرارة :" كنت قد أقسمت أنك جميل . . . يوم رأيتك مشرقاً . . . يامن نورك أسوج كالجحيم . . . ومظلم كعتمة الليل . . ."
إنها تعلم . . . يا إلهي ! إنها تعلم . . . . مالذي دفع الكاتب إلى تدوين هذه الأبيات
استنشقت نفساً عميقاً غير ثابت , إن مشاعرها تجاه فيتو فارنيستي لاعلاقة لها لالموضوع إطلاقاً . رفعت يديها إلأى قفا عنقها , فيما تلاعبت بقفل العقد . يجب عليها أن تكون رشيقة الحركة , خالية من المشاعر .
مهما يكن ,فهذا الزواج مجرد صفقة عمل لاشيء اكثر مهما كانت مشاعرها تجاه فيتو يماً ما , فقد ماتت هذه المشاعر منذ زمن . ماتت مباشرة في اللحظة التي أعلن لوالدة رايتشل أنها هي من أغوته . . .
تكلمت رايتشل بإجاز قائلة :" حالما تحصل على الزمردات أنا أريد وثيقة الزواج "
حمل صوتها حدّة ما , ولم تزعج نفسها بأن تلينه .
- لاتنزعي العقد من عنقك !
توقفت رايتشل بسبب ذهولها . طالبته قائلة :" لِمَ لا ؟"
ابتسم لها فيتو وقال : " الليل مايزال في بدايته ياعزيزتي ".
حدقت رايتشل نحوه بحذر . ما الذي يجري هنا ؟ ثم أجابته برد مضاد وقد انخفضت يداها إلى الأسفل :" ما اللذي تعنيه بذلك ؟"
- ما أعنيه هو أنني أتقد أنهم يتوقعون قدومنا لتناول العشاء .
قال فيتو ذلك مشيراً برأسه نحو الفندق .
- أنا لست جائعة .
قال : لكنني جائع , وفضلاً عن ذلك فأنت بحاجة إلى الطعام كي تحافضي على قوتك وعلى قوامك الجميل ".
قال ذلك فيما اومضت نظراته عليها . أحست رايتشل أن تلك النظرات هي أشبة بالنار التي تجلد جسدها . قالت بحدّه :" توقف عن هذا فيتو . ما الذي تظن نفسك فاعلاً بحق الجحيم ؟ لو شعرت بالجوع سوف أطلب خدمة الغرف . يمكنك أن تأكل في غرفة الطعام "
هزّ فيتو رأسهه , فاستقرت عيناه عليها وقال :"آه , لا ! أثرنا مايكفي من الشكوك بتصرفاتنا . صحيح أن القانون الأنتيلي يسمح بالزيجات السريعة , إلا نه يفضل أن تكون زيجات اصلية حقيقية . مايعني أنه يفترض بنا أن نبذل قصارى جهدنا حتى نتصرف بأسلوب راقٍ لكي نريح أذهانهم بخصوصنا , وذلك بأن نطلق العنان لنفسينا في عشاء رومنسي لشخصين مضاء بالشموع "
رماها بنظرة أخرى ليوقعها في شركة . ماجعل رايتشل تستسلم مذعنة للأمر :" حسناً ! سوفنتناول العشاء في غرفة الطعام . سأذهب لأغير ملابسي "
ما إنحاولت أن تستدير حتى مد فيتو يده فأوقفها . تجمدت رايتشل في مكانها . إنها لاترغب بلمستة فيتو لها ولا في اي مكان .
- يجدر بالعروس دوماً أن تتناول العشاء وهي ترتدي فستان عرسها وكل زينتها .
عضت رايتشل على شفتها , وقالت :" ظننت أنك تريدني أن أخلع عقد الزمرد عن عنقي بأسرع مايمكن ! هذا هو السبب الذي دفعك إلى الزواج بي في نهاية الأمر , لكي تستعيد الزمردات ؟"
ردّ :" سوف أخلع العقد لاحقاً . هل تشكين بذلك ؟"
ضغطة رايتشل شفتيها سوياً , فقالت :" لا . بالمقابل أنا أريد وثيقة الزواج . هذا كل ما أريده منك "
ظهر ذلك الالتماع مجدداً في عينيه , فأحست رايتشل بالدماء تندفع في عروقها . فكرت , لابد أن السبب هو تغير المناخ والتوقيت . لايمكن أن يكون أي شيء آخر . . . يجب ألا يكون . . .
تمشى فيتو إلى جانبها وهما يسيران على طول الدرب نحو الفندق .
فكرت رايتشل , أنه يبدو كمن لاهمّ لديه على الأطلاق , أما هي فوجدت أن الذكريات تتسلل إلى ذهنها . تلك الذكريات غير المرغوبه .
ذكريات تتعلق بفيتو تحدثا سوياً . . . ضحكا سوياً . . . فرحا سوياً . . . راح الألم ينخر جسدها لدى تخيلها هذه الذكريات .
قادها فيتو صعوداً على الأدراج الخشبية نحو الشرفة العريضة التي تمتد على طول واجهة الفندق .
المرة الماضية كان يخدعني وأما هذه المرة فهو يخدع فقط موظفي الفندق ونزلاءه !
عبرت رايتشل البابين المزدوجين نحو غرفة الطعام ذات السقف المرتفع . لم تكن هنالك سوى طاولة واحدة في غرفة الطعام مثقلة بالآنية الفضية والكريستال , ومضاءة بالشموع , كما أحيطت بأزهار جميلة منسقة في مجموعات وباقات .
رأت أحدهم يتجه نحوهما .إنه أندريه رئيس الخدم , وهو يشعّ من فرط سرورة . قادهما الرجل نحو الطاولة . أعلنت رايتشل بدهاء :" أنا لا أريد غرفة طعام خاصة . أرغب أن أتواجد في غرفة الطعام الرئيسية , رجاءً "
بدا الرجل مرتبكاً مشوشاً . فتكلم الصوت من خلف رايتشل بنبرة جافة ولهجة واضحة :" ليست هناك غرفة طعام رئيسية , يا عزيزتي "
عبست رايتشل وسألت مرتبكة :" هل لدى بقية نزلاء الفندق غرف طعام خاصة بهم ؟"
ردد أندريه قائلاً :" النزلاء الآخرون ؟ سيدتي . . . ليس هنالك من نزلاء آخرين . هذا ليس فندقاً . إنها فيلا استأجرها زوجك . . . دار شهر العسل "
حدّقت رايتشل به مذهولة , ثم استدارت نحو فيتو .
-اليس هنالك من أحد غيرنا هنا ؟
لكنها لم تكن بحاجة غلى جواب , فهي عرفت الجواب من تلقاء نفسها . هذه الدار هي نوع من البيوت الخاصة المعدّه لتنظيم الزيجات للأزواج الأثرياء بما يكفي حتى يحظوا بالمكان لأنفسهم فقط . فتحت رايتشل فمها لتعترض , فهي غير قادرة على أن تبقى هنا بمفردها مع فيتو حيث لانزلالاء آخرين , ثم أقفلت فمها مجدداً إذ لاحظت الضوء المحذر في عيني فيتو يذكرها بألا تثير الشبهات والشكوك حولهما .
قدمت لها صوان صغيرة من الأطعمة النيئة الصغيرة الشهية المظهر . وضعت أمام رايتشل بطاقة بقائمة الأظعمة ذات أحرف مظبوعه باللون الفضي , وبطاقة أخرى وضعت أمام فيتو .غمرها إحساس بعدم الواقعية المطلقة . قد تكون هذه الوجبة أكثر الوجبات خداعاً ورياءً على لإطلاق , لكن ليس هنالك مابوسعها أن تفعلة . لالابأس , من الأفضل أن تتحلى بالصبر .. . .
أنتهت محنة إتمام مراسم الزفاف , وسرعان ماينتهي هذا العشاء يجدر بهذا الجو المحيط بها أن يساعدها على تهدئة أعصابها .
فكرت , حققت أمنية والدتي وهي على فراش الموت , لذا يمكنني أن أشعر بالرضى !
أنزاح عن كاهلها آخر ماحملته من توتر , فيما تناولت الطعام الشهي وألحقته بالحلوى اللذيذة المذاق . لم تدرك رايتشل كيف حصل ذلك . ولكن بشكل ما مر العشاء بسهولة أكبر مما تصورت .
انحلّ التوتر بعيداً عنها مع كل ذقيقة تمر . ترافق ذلك طيلة الوقت مع أرتفاع مدى إدراكها الزائد لوجود فيتو . حالولت رايتشل جاهدة ألا تنظر إليه . لم تلاقِ نظراتها نظراته علانية مطلقاً , لكنها فقط في ومضات لاتقاوم التقطت لمحات لها مرة بعد مرة . علمت أنها تتصرف بغباء جنوني . لن بالرغم من ذلك أحست أن معرفتها بأن عينيها لن تقعا عليه مجدداً حتى آخر حياتها هو أمر يخزها ويؤلمها . سمح فيتو لنظراته أن تومض فوق المرأة الجالسة قبالته . إن إدراكها له كان يتنامى تدريجياً اثناء هذه الوجبة الطويلة . لعلها تحاول قمع رغبتها , لكنها غير قادرة على إخفائها عنه . أخذت نظراتها المستورة تلسعه شيئاً فشيئاً . إنه يتوق إليها بشدة , وهو يرديها أن تتوق إلية أكثر فأكثر . أحس فيتو بكيانه يتجاوب مع مجرد تفكيره بما هو منتظر . . . قريباً جداً سوف يأخذها إلى سريرة . مدّ يده وتناول قطعة من الحلوى لكي يلهي نفسه . إن الوجبة تقترب من نهايتها , وهو مسرور بذلك . لأن الليل بالنسبة إليه مازال فقط في بدايته .

موــــــــني ^___^


________________________________________________


مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس