عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-13, 03:04 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

_9_
طيف قديم

انتهى الأسبوع سريعا .. وسريعا مانسيت والدتي ماحدث بيننا ..للأسف لم أنسى أنا .. للأسف .. هل ظنت والدتي أن اهاناتها لاتؤثر بي ؟؟ ربما ..لأنه تصرفت كأنما لم توجه لي كلمة .. وكأنما لم تضربني .. ذهبت جدتي معي إلى المدرسة وبطريقة ما بدأت المديرة تعتذر منها وتشيد بسلوكي وتمتدحني ...لا أعرف ماقالت جدتي لكن على مايبدو أن مفعول كلماتها قوي لدرجة أن المديرة ارتبكت لهذه الدرجة ..
عدت إلى الصف ووجدت سارة كالعادة تجلس في الآخر تخربش على ورقة ما .. جلست إلى جانبها ...
" مالأخبار؟"
"لاشيء جديد .. والدتي تعودت على قرارت الفصل فلم تتفاجأ بالموضوع فقط حرمتني من التلفاز لمدة أسبوعين .. "
"أين مها "
"لا أعرف "
دخلت مها إلى الصف ورمت بحقيبتها إلى الكرسي ودعست عباءتها في الدرج ...
"كانت اجازة رائعة "
كان تصريحها قد أغضبني " أيعني هذا أنني الوحيدة التي لم أستمتع بقرار الفصل هذا ؟؟ "
ضحكت سارة ..لكنها صمتت عندمما نظرت إلينا المعلمة غاضبة وقالت بلهجة ساخرة
" الثلاثي المرح .. .توزعوا ."
ذهبت مها إلى كرسي قريب .. وانتقلت سارة إلى كرسي أمامي .. وبقيتا تنظران إلي بعينان ضاحكتان .. وبقيت غاضبة نوعا ما .. وعندما انتهت الحصة توجهتا إلي وقالت مها برقة
"لقد تعودنا على هذه المواقف .. لكن أنت بطريقة ما كنت مسالمة
..فقرار الفصل هذا هو الثالث لي والسابع لسارة .. والسبب الذي يجعل المدرسة تتغاضى عن سلوكنا هو درجاتنا ..وحقيقة أن والدتي ووالدة سارة تعملان في السلك الدراسي "
قلت محاولة تبرير موقفي " لقد تعرضت لتوبيخ عنيف من والدتي "
قالت سارة بايتسامة خبيثة " لكل شيء مرة أولى ستعتادين !! المرة القادمة لن تكون بهذا السوء "
قلت برب " أتنوين اعادة هذه المعركة ؟؟"
هزت رأسها بعفوية " حسب الظروف ان أزعجتني نورة مرة أخرى لن أمرر الأمر بسلام .. "
استنكرت الأمر وقلت بسخرية
"لكنها كانت صديقتنا المقربة منذ شهر !!"
قالت سارة لمها "هل ستقولين لها أنت أم أنا ؟؟ "
قالت مها "لم تكن صديقتنا يوما ! لكن كوننا نشأنا معا اعتدنا على سخريته وكثيرا ماكانت سارة ونورة تتجادلان وينتهي الأمر بخصام فأصلح بينهما .. لكن نورة .. أنت تعرفينها .. دائما تتنمر على الطالبات المسكينات .. ودائما تتفوه بمالايجب أن يقال .. وكان انضمامها لسلمى القشة التي قصمت ظهر البعير .. فقد استحملناها قدر استطاعتنا .. لكن أن تنضم لسلمى , لا .. اتصلت بها أنا وسارة وأخبرناها اننا لن نستمر معها .. وهكذا .. نشأت المشاكل وطوال العطلة الصيفية كنا نتلقى منها اتصالات غاضبة .. "
لم أعلق .. واكانت هذه آخر مرة تكلمنا فيها عن مشاعرنا تجاه نورة ..
عدت للمنزل ودخلت لغرفة جدتي التي اتضح أنها لم تكن لوحدها .. وجدت عمي خالد هناك .. وكما هي الحال في عائلتنا لم أكن قد رأيته منذ سنة .. ألقيت التحية عليه وسألني عن أخباري .. ثم قال لي أنه يدعونني مع جدتي إلى قضاء نهاية الأسبوع في مزرعته .. لم أمانع .. وتشوقت لهذه الرحلة خصوصا أنني لن أصحب سوى جدتي ..
صعدت إلى غرفتي ووجدت ابراهيم في طريقي ..
"مرحبا "
قال لي بلهجة غريبة " أهلا .. فاطمة أريد منك أن تنادي لي جدتي "
قلت مستغربة "لماذا لا تنزل وتلقي التحية على عمي خالد .."
تنهد وقال "لا أريد .. سيسألني عن ابنه حسن .. ولا أريد فتح أي موضوع عن حسن الآن .. "
"وأين هو حسن ؟؟"
"لماذا هذا التطفل والفضول ؟؟ لم السؤال ؟؟ ... "
استغربت غضبه " لم انفعلت هكذا ؟؟ "
"لاشيء .. فقط نادي جدتي .. "
عدت للأسفل .. فكرت للحظة أن أرتكب نذالة في حق ابراهيم وأقول لجدتي أنه يريدها أمام عمي .. لكني تراجعت .. فازت نزاهتي على نقطة النذالة التي أملكها .. .
ناديت جدتي بحجة أن تساعدني في أمر ما ..وأوصلتها لابراهيم ثم ركبت السلم واتجهت لغرفة والدتي التي كانت نائمة .. ذهبت لغرفتي .. وبعد ان غيرت ملابسي اتجهت لألبي نداء معدتي المتضورة جوعا ..
**
رن هاتفي ليوقظني من قيلوتي فتحت عيناي بصعوبة وأنا أشتم وألعن .. كنت قد حذرت سارة ومها من الاتصال بي في وقت قيلوتي التي تمتد من الساعة الثالثة عصرا إلى الخامسة ..
رفعت الهاتف وقلت غاضبة "نعم ."
جاءني صوت غريب "فاطمة ؟؟"
"نعم !"
" أنا مريم ! .."
لدقيقة لم أستوعب .. مريم ؟؟ مريم صديقة الطفولة التي رحلت ولم تذكرني باتصال؟؟....
"مريم ؟؟"
"أجل يا فاطمة .. أنا مريم .."
"مريم ؟؟"
لا أعرف مالذي دهاني لأكرر اسمها هكذا .. لكني لم أصدق أذني ..
"مريم .. مريم التي...مريم أمريكا ؟"
سمعت ضحكتها على الطرف الآخر " أنا نفسي لا أصدق , فاطمة مضى وقت طويل .. "
قلت محاولة استجماع نفسي والنهوض من سريري
"وقت طويل بالفعل !"
"عدت منذ يومين .. وسأتي غدا للمدرسة .. كنت أريد سماع صوتك ..استغرقني طويلا البحث عن رقم هاتفك "
أكثر من سنتان مرت منذ سمعت صوت مريم للمرة الأخيرة ..
"جيد .."
"أراك غدا ؟؟ "
"هذا أفضل ..."
"إلى اللقاء .."
"إلى القاء "

ليس سهلا أن تحاول أن تتكلم مع شخص كان قريبا جدا لقلبك وانقطع عنك لمدة طويلا .. شعرت أن هوة كبيرة بيني وبينها ..رغم أني كنت دائما أتذكرها واشتقت إليها فعلا .. بقيت في سريري محاطة بأسئلتي ياترى كيف ستكون ؟؟ هل تغيرت ؟؟ ما آخر أخبارها ؟؟ ...
مر اليوم صعبا جدا اتصلت بمها لأخبرها بماحدث ...وكانت مها فتاة رائعة في الإصغاء .. لم تعلق سوى أن الغد سنحل كل شيء ..
أمضيت الصباح مستغرقة في اعداد نفسي للحظة اللقاء .. تخيلتها مرارا وتكرارا .. كيف سألتقيها .. هل مازالت كما هي أم تغيرت ؟؟ ذهبت إلى المدرسة محملة بتساؤلاتي .. نزلت وتوجهت إلى الصف دون أن أبحث عنها فهي لن تأتي منذ الصباح الباكر في أول يوم دراسي لها .. دخلت الصف ورميت بحقيبتي على الكرسي .. وبحثت عن مها وسارة لألقي التحية عليهما ..
لم أجدهما .. استغربت أين اختفتا .. بقيت في مكاني ... وجدت أغراضهما في مكانها .. ياترى هل تسببتا بمشكلة جديدة ؟؟ ..
دخلت مها وهي تنادي باسمي "تعالي فاطمة تعالي بسرعة "
قلت وكنت متأكده أن شكوكي قد تأكدت قد تورطتا في مشكله "اوووه لا .. لاتقولي .."
خرجت أتبعها .. لكن وجدت سارة تقف وبقربها فتاة مألوفة أنيقة جدا .. انكمشت عيناي شكا ..
"سارة ؟؟"
قالت سارة "فاطمة .. ألم تتعرفي على مريم ؟؟ ..."
صدمت فعلا بهذه المفاجأة ... مريم ؟؟ نظرت إليها باحثة عن الأرطال الزائدة التي تشاركناها معا ذات يوم .. عن همومنا المشتركة .. لم أجد شيئا .. نظرت إلى فتاة خارقة الجمال أنيقة بجسد رشيق و ابتسامة جميلة .. وعادت إلي بطريقة ما طريقة تكرار الاسم ..
"مريم ؟؟ "
"فاطمة "
"مريم ؟؟ مريم ؟؟؟ ...."
اتجهت نحوي وتعانقنا .. قالت بلهجة حنونة "اشتقت لك .."
نظرت إلها بذهول .. ربمات تغير شكلها .. لكن .. في نقطة ما داخل عارضة الأزياء هذه تقبع مريم .. حبيبة قلبي رفيقة دربي ...

نظرت إليها غير مصدقة .. قالت سارة كاسرة حاجز الصمت بيننا "لما لانذهب إلى الحديقة ؟؟ "
هززت رأسي موافقة .. تبعت سارة ومها وجلسنا في الحديقة على الكراسي الحديدية وتجاهلنا الحصص ببساطة ..
" ما أخبارك .؟؟"
كان سؤال مريم مفاجأ لي .. قلت بتردد
" جيدة .. "
ابتسمت مريم قائلة "أتذكرين عندما كنت أسألك ما أخبارك بما كنت تجيبيني ؟؟ "
ابتسمت لها قائلة " كان عشاء الأمس رائعا .. "
ضحكت مريم .. لكنها بكت في الوقت نفسه .. انسحب مها وسارة بهدوء .. وبقيت لوحدي معها ..
"لم البكاء مريم .."
"لاتعرفين كم كنت أصبر نفسي بتذكر أحاديثنا ..لطالما أردت أن أحادثك .. لكن لم أملك الشجاعة .. "
قلت وقد بكيت بدوري " لاتعرفين كم كانت الأمور عصيبة بالنسبة لي أيضا ..:"
قاتلت مريم بكآبة .." لم أستمتع بوقتي كثيرا .. كرهت فكرة الدراسة هناك .. الفتيات لئيمات جدا ...جدا .. كانت أول سنة صعبة جدا .. كنت أنهار كل ليلة وأشتكي لأبي وكان يقول لي سأرسلك الآن إلى الوطن لكن كنت أرفض .. وكان يقول لي اطلبي ماتريدين .. لكني لم أرد شيئا سوى تحدي الوضع الذي كنت أعاني منه .. ان المدرسة التي انضممت لها من الطبقة الراقية .. لذا كان صعبا جدا الخطأ .. "
بقيت أتكلم مع مريم طوال اليوم .. قد انزاحت فجأة الهوة التي بيننا .. تكلمت عن سنواتها الماضية وكيف أنها فقدت الشهية وخسرت الكثير من الوزن وأصبحت هيكلا عظميا فأدخلت لمدة شهران مصحة غذائية .. وتحسن حالها .. وكيف عادت وتحسنت علاقتها بوالدتها وشقيقاتها الثلاث ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس