عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-09, 01:47 AM   #12

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk

- كنت هيكلا عظميا .
- كنت هيكلا عظميا رائعا . شعر جميل وعينان تحاكيان عيون المها . ظللت تسبحين بمخيلتى منذ ذلك الحين مثل لحن جميل لاينسى . وفي كل مرة كنت أراك فيها بين الناس في المسرح أو في استقبال كنت أسال نفسى . ما إذا كنت ترفضينى ثانية إذا ما دنوت منك ؟
قالت هامسة :
- ما كنت لافعل ذلك .
دعاها إيان إلى الذهاب إلى المائدة بعد أن ضمهما عناق حار . قال :
- يبنغى ان نتزود بقدر كبير من الطعام حتى نستعيد قوانا .
كانت الابتسامة الخفية التى صاحبت هذه العبارة كافية لأن تثير في ميشيل الرغبة من جديد بحيث فشلت كافة جهودها للتركيز على وجبتها .
أما إيان فظل يتناول طعامه على نحو تلقائى دون أن يحول عينيه عنها فقد تحولت - بداخل قميصه الكبير جدا بقسماتها الرقيقة وقد انسدل شعرها الحريرى الفاحم يخفى قدرا من مساحة وجهها - إلى تلك الفتاة الرقيقة ذات العشرين ربيعا التى طالما سلبته لبه .
بدا الاضطراب واضحا عليها ففهم أنها لابد تتساءل . كيف سيكون حالها أثناء فترة غياابه ؟ قالت أخيرا - وعيناها تتجهان إلى طعامها - :
- هل تعتقد أنه سيمكننا أن نضع نهاية لهذه الحرب الحمقاء ؟
فقال :
- لا أدرى .
قررت ميشيل أن ترفع نحوه عينيها الرماديتين :
- لم يتجه والدنا قط إلى العنف الصريح المباشر . هل فكرت في أن علاقتنا من الممكن أن تغير كل ذلك ؟
- سوف نحول دون حدوث مثل هذا التغيير يا ميشيل .
- كيف ؟ بان نقول لهما . إن هذا الأمر لا يخص أحدا سوانا ؟ لن يقيموا الأمر من هذه الزاوية . بان نقول لهم : إن العلاقة التى توطدت بيننا لم تكن بتخطيط سابق من جانبنا ؟ لن يقدروا ذلك يا إيان ولن يتفهموه أبدا .
قال بعد فترة تفكير :
- سيكون ذلك وبالا عليك . لن يتبرأ والدى منى مهما اشتدت حمية غضبه لاننى آخر ورثة آل ستوارت ؟
- هذا صحيح . اما والدى فسوف يكون .. أقل تعقلا . أكون سعيدة الحظ لو أنه سمح لى بالوقت اللازم لحزم أمتعتى . لكن جل ما اخشاه هو ما يحتمل أن يفعله بك وبوالدك .
اخذ إيان يدها من فوق المائدة :
- ميشيل ..
- كيف يمكننى أن أبلغه بالأمر ؟ وأخبر جوناثان ؟ أننى أخشاه أيضا لانه يمقتك .
فقال بصوت هادئ :
- لكنه يحبك ووالدك أيضا . يراودنى إحساس بأنهما لن يغضباك .
استعادت ميشيل يدها من قبضته :
- هل تعتقد ذلك بحق ؟ هل تحب ان أخبرك على وجه التحديد بما سوف يفكران فيه وما سوف يقولانه ؟ سيقولان : إنك كنت تخطط متعمدا للسخرية منى . وأنك قد أغويتني وانت هادئ الأعصاب . وكل ذلك بهدف واحد هو تمزيق أسرتنا . سوف يقولان : إنك استخدمتنى كأداة للإمعان في تعويق الانتهاء من العمل بعمارة والدى وإنك ..
- ميشيل .
نهضت الفتاة مترنحة وتوجهت إلى درابزين الشرفة تطل منه حتى لا ترى نظرات إيان التى تنطق بالعتاب على ما قالت . لكنه نهض أيضا وتبعها إلى حيق كانت حيث أدارها نحوه لتواجهه . صاح فيها :
- يا إلى ! لا ثقة لك بي على الإطلاق !
خفضت ميشيل نظرتها غير قادرة على أن تنظر إلى وجهه . قالت :
- لم أتوصل بعد إلى نسيان كل هذه الأقاويل الرهيبة التى ظلوا يرددونها على مسمعى في كل يوم تقريبا . أحاول ان أمحوها من ذاكرتي . لكن ذلك مستحيل . ولا انكر حقيقة أننى أفضل سلاح يمكنك أن تستخدمه إذا ما رأيت أن تدمر والدى وجوناثان .
فقال بصوت فاتر :
- وتعتقدين أيضا أننى أستخدمك في .. ؟
امتلأت عيناها بالدموع وهي تقول معترفة له :
- عندما تأخذنى بين ذراعيك لا أشعر بشئ آخر فى الوجود سوانا إياك وإياى .. لا يهمنى أى شئ من ذلك . لكن ..
- لكنك لا تصدقين انه ليست لدى نية تدمير أسرتك ؟
رفعت يديها تربت وجهه كى تخفف عنه المعاناة التى تسببت له فيها . استبد به اليأس وهو يواصل تأمله وجهها على نحو جاد .
- أرجوك يا إيان أنت الذى رغبت في أن نتكلم . أحاول ان أخبرك بأنه على الرغم من المشاعر والأحاسيس التى تثيرها بداخلى وواقع أنه لن يمكننى قط أن أكن لك أى قدر من الكراهية إلا أنه لا يمكننى أن أنسى ما كانوا قد لقنونى إياه منذ الصغر : إذا كان هذا هو وقع الأمر على أنا بعد كل ما حدث بيننا فلك أن تتصور وقعه على أسرتي ! لن يستطيعا - أبى وأخى - البقاء على قيد الحياة . سوف نقلتهما .
جذبها إيان بعنف إلى صدره . رفض - حتى تلك اللحظة - مواجهة واقع ان ما أحسه كل منهما تجاه الآخر من الممكن أن يستمرا بعيدا عن أسرتيهما وقد جاءت اللحظة الناسبة لأن يقر بذلك . تشدهما علاقات دماء وحب إلى معسكرين يسود بينهما عداء قديم فهما يتناحران على مدى بضعة قرون من الزمان ولم تقم علاقة واحدة جيدة منها - بهدف الحرص على استمرارها - ببذل أدنى جهد لوضع نهاية لتلك الحرب .
لن يتبرأ والده منه ولن يحرمه من ميراث لكن علاقته به سوف تصبح مشوبة بالمرارة ومذاق الخيانة . أما والد ميشيل وشقيقها فلن يقبلا قط أن يكون إيان شريكا لحياة الفتاة .
قال هامسا - وشفتاه تقبلان شعرها الحريرى - :
- سوف نهتدى إلى وسيلة نضع بها نهاية لهذه الحماقة . لابد أن نتوصل إلى مثل هذه الوسيلة .
استسلمت ميشيل كلية إلى هذا التوكيد المريح . أصبح التراجع مستحيلا بكل المقاييس . أزاحت كل هذه الأفكار الغامضة إلى موقع ما من ذهنها واستعادت إحساسا حادا بكل مشاعرها نحوه . علمت أن الرغبة التى تحتويها ذات طابع لايبشر بالأمل . لكن لا يمكنها الشفاء منها لكونها الشئ الوحيد المؤكد لديها من العالم أجمع . قالت بصوت هامس :
- أريدك .
وإذ كانت رغبته تفوق توقها إليه لم يسعه سوى أن يتمتم وهو يسعى إلى شفتيها :
- ميشيل .. ميشيل ..


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس